وكان إذا ترك رفع شيء من ذلك إليه في بعض الأوقات عتب الإمام عليه وقال: ليس إلا مثلك يعيننا على ذلك.
وكان عليه السلام في أحواله الشريفة وسيرته أشبه الأئمة بأمير المؤمنين كرم الله وجهه لا يدخر شيئاً، ولا يؤثر نفسه بشيء، مؤثراً للفقراء، متفقداً للضعفاء، رؤوفاً بالمؤمنين، شفيقاً عليهم؛ وهو في خلال هذا يشن الغارات على الظالمين، وينظر في أمور المسلمين، ومع هذا فلا يفتر عن إرشاد الطالبين، وإحياء علوم الأئمة الهادين، والنظر في حل المشكلات، وفتح المقفلات؛ وإمامته عليه السلام مجمع عليها، وعلى أن سيرته كسيرة قدماء الأئمة سلام الله عليهم.(1/247)


[(67) الإمام محمد بن القاسم (المؤيد بالله)]
( 990 - 1054 هـ / 1582 - 1644 م)
وأما ولده الإمام المؤيد بالله: محمد بن أمير المؤمنين، فهو الإمام الذي ساس الأمور، ونظر في صلاح الجمهور، واستوثق له جميع اليمن المعمور.
وكان أبي وجدي –قدس الله أرواحهما- مختصين به وبوزارته ومناصرته بقديم محبة، وعظيم صحبة قبل الدعوة وبعدها؛ فإنه [عليه السلام] أقام بالجهة الشرفية زماناً، فكان المختص به في إحياء علوم أل محمد صلوات الله عليهم هو، وآباؤنا وأقاربهم ليلاً ونهاراً، وعشياً وإبكاراً كما صرح به عليه السلام في مراسيمه الكبار لأبي وجدي رحمها الله[53أ]، ثم اختص به أبي بعد الدعوة الشريفة، وكان مدار أسراره وأموره الخاصة على أبي رحمة الله عليه وكذا كان عليه رحمة الله مدار البحث في كتب علوم آل محمد صلوات الله عليهم في جميع أوقات القراءة على الإمام في مثل: (التذكرة) و(الثمرات) و(الشفاء) و(أصول الأحكام) و(الأمالي) و(الأحكام) و(شرح التجريد) وغيرها من العلوم؛ وكان له ولأبي وقت خاص في الليل لا يشاركهما فيه أحد في (الكمه) التي تلي الديوان الكبير في درب الأمير للبحث في العلوم المحتاج إليها، ومن جملة ذلك ما تولاه الإمام عليه السلام بحضرة أبي في الليل في هذه (الكمه) من إصلاح كتاب الحي المختصر من النجري وخط أبي، وخط الإمام [عليه السلام] موجودان في نسخة الإمام إلى الآن، وله عليه السلام العناية التامة في أمور المسلمين، وتفقد ضعفائهم وفقرائهم، والشفقة على صغيرهم وكبيرهم، ورفع رضوان الله عليه كثيراً من المظالم التي كان ولاة البغي يقبضونها من الرعية مع تصريحه عليه السلام برفع سائرها شيئاً فشيئاً، وعلى نهجه القويم كان أخواه الشهيران العظيمان.(1/248)


[(68) (69) الحسن والحسين بن القاسم بن محمد]
( 996 - 1048 هـ / 1588 - 1639 م)
و ( 999 - 1050 هـ / 1591 - 1640 م)
الحسن والحسين سلام الله عليهما وللحسين عليه السلام كتب مشهورة إلى ولاة الجهة الشرفية وعرفائها في رفع المظالم عن المسلمين، والأمر باحْترامهم، ودحض ما أسسه البغاة عليهم من السبارات التي يسمونها (ساقه) وغيرها من تصريحه بأن أهل هذه الجهات خاصة عدة الأئمة وعيبتها كما هو صريح قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في آبائنا الأنصار رحمة الله عليهم.(1/249)


[(70) الإمام المتوكل إسماعيل بن القاسم ]
( 1019 - 1087 هـ / 1610 - 1676 م)
وأما الإمام العظيم أمير المؤمنين المتوكل على الله قدس الله روحه فهو الإمام الذي ملأ الأرض ذكره الشهير، وعم الخلق عدله المنير، واتفق المؤالف والمخالف على فضله الكبير، عمرت بعدله البلاد، وأمنت بوجوده العباد، واتسعت الخيرات في وقته على[53ب] الحاضر والباد، ولآبائنا رحمة الله عليهم وإخواننا حماهم الله به مزيد اختصاص مشهور، واجتماع به غير منكور، في مثل: (الدامغ) و(صنعاء) و(شهارة) و(السودة) و(حبور) ووفدت عليه مع والدي بقية علماء الاجتهاد الناصر بن عبد الحفيظ قدس الله روحه إلى (شهارة) المحروسة في عدة من أفاضل ذلك الوقت، واختصنا عليه السلام بالبقاء في بيت ولده.(1/250)


[(71) استطراد: أحمد بن المتوكل إسماعيل]
( … - 1090 هـ /… - 1679 م)
سيد سادات العترة العلماء، وبهجة أكابرهم العظماء: أحمد بن الإمام المتوكل على الله رضوان الله عليهما، وكان رحمه الله إذ ذاك في سن الطلب والحداثة، وله رغبة في العلم واستفادته، والسؤال عما أشكل عليه فيه، ولم يخل وقت من الأوقات أيام اجتماعنا بهم إلا ونحن نجتمع به ويجتمع بنا، وله مسائل حسنة قلما يؤديها من كان مثله في سنه.
ولما وصلنا حضرة الإمام [عليه السلام] وبرز للناس على كرسي خارج (باب سعدان) أمر بدخولنا إلى مكان فيه ولده الإمام المؤيد بالله: محمد بن الإمام المتوكل على الله أيده الله على شوق بنا إليه عليه السلام لاختصاص أخي بقية العباد، وعين علماء الشيعة الأمجاد: الحسن بن الناصر رحمه الله به أيام إقامته في حضرة الإمام عليه السلام وقديم صحبته له به ومحبة مشهورة، وأخصية لا يشاركه فيها أحد.(1/251)

50 / 95
ع
En
A+
A-