[(39) الإمام الناصر أبو الفتح الديلمي ]
( … - 444 هـ / … - 1031 م)
وأما الإمام الناصر: أبو الفتح بن الناصر بن الحسين الديلمي فإمام عظيم الشأن، له من التصانيف ما يدل على وفور علمه، ومن أعظمها (البرهان) وفي سيرته ما يعرف به سلوك آبائه الأئمة الأعيان في حيطة أمر المسلمين، وتفقد أمور الضعفاء والمساكين، والإيثار بمال الله، ودفع المظالم، وعمارة سبل العدل حتى أكرمه الله بالشهادة، وآتاه الحسنى وزيادة، فرحمة الله عليه ورضوانه.(1/202)
[(40) الإمام علي بن جعفر الحسيني (الحقيني)]
( … - 490 هـ / … - 1096 م)
وأما الهادي الحقيني: علي بن جعفر الحسيني.
فكان بالمحل العظيم من العلم والزهد والعدل، أجمع أهل زمانه أن سبع علمه آلة للإمامة، ولم يزل ناظراً في أمور المسلمين حتى بوأه الله دار الكرامة.
وتبعه في خصال علمه وفضله وورعه وزهده وعدله الإمامان:(1/203)
[(41) (42) أبو الرضا الحسيني الكيسمي و يحيى بن أحمد بن الحسين (أبو طالب الأخير)]
( … - نحو 500 هـ / … - 1106 م)
و ( … - 520 هـ / … - 1126 م)
أبو الرضا الكيسمي الحسيني، والسيد الأخير أبو طالب (يحيى بن أحمد بن الحسين بن الإمام المؤيد بالله الهاروني).
فإنهما إمامان جليلان عادلان، طريقهما من الزهد والعدل، والرأفة بأرباب الإيمان طريقة آبائهما السادات الأعيان .(1/204)
[(43) الإمام: أحمد بن سليمان (المتوكل على الله)]
( 500 - 566 هـ / 1106 - 1170 م)
وأما الإمام الأعظم المتوكل على الله [41ب] أحمد بن سليمان فهو من الأئمة السابقين، وعيون العلماء المحققين، جمع بين العلم والعمل وله في الزهد وتأثير الآخرة على الدنيا مقام عظيم كما عبر به عن نفسه في قصيدته المشهورة في الزهد التي أولها:
وأبكي ذنوبي اليوم إن كنت باكيا
دعيني أطفي عبرتي ما بدا ليا
وله في صباه:
حباها به رب العباد اطمأنَّت
وعادت إلى التقوى وصامت وصلَّت
من الرزق أمست في الهموم وضلت
إلى حملها قسراً وخانت وضلت
يقين فلا يخشى اللتيا ولا التي
ولم يعطها عند المنى ما تمنت
وإن سئمت صرف الزمان وملت
وذلت لرب الناس إلا وعزت
يملكها أمراً وإن هي زلت
وتقواك رأس المال فاجعله عدتي
شهيداً ولا تدحض بذلك حجتي
وإن عظمت يوماً لديك وجلت
وقد كملت مني الفروض وتمت
إذا أعطيت نفس الفتى قوتها الذي
وطابت ولم تغلبه إن كان عاقلاً
وإن هي لم تعط الذي حبيت به
وكان قصارى أمرها أن ترده
فأما أخو التقوى الصحيح ومن له
إذا ما تمنت نفسه الشيء ردها
يكلفها مالا تريد وتشتهي
وما تعبت نفس وهانت وأنصبت
ويمنعها من كل ما هويت ولا
فيارب فارزقني اليقين فإنه
وزدني علماً نافعاً وتوفني
وكفر ذنوبي رب واغفر خطيئتي
وآخر رجائي رب حتى تميتني
ولقد كانت أيامه بالعدل زاهرة، ولياليه بعمارة زاد الآخرة عامرة فرحمة الله عليه وسلامه.(1/205)
[(44) الإمام عبد الله بن حمزة (المنصور بالله) ]
( 561 - 614 هـ / 1166 - 1217 م)
وأما الإمام المنصور بالله: أبو محمد عبد الله بن حمزة بن سليمان عليه السلام فهو الإمام النحرير، المعروف بسعة العلم الغزير، إمام الأبرار، وشمس الأئمة الأطهار، البالغ ذكره حيث بلغ النهار.
قال في سيرته: أما زهده فمعروف في سيرته، مشهور من شيمته، يعرفه من خالطه واتصل به من حال الصغر إلى الكبر، وأنه كان كثير [42أ] الصبر على مضض العيش، مدمناً على الصوم والقيام، وما لمس حراماً متعمداً، ولا أكله ولا رضي أكله، وكان يغشى مجالس العلم، ويقتات الشيء اليسير الزهيد، ويؤثر على نفسه الوافدين إليه، والضعفاء والمساكين والغرباء، وكتب كتاباً قال فيه: والله ما رأيت خمراً -يعني في يقظة ولا منام- ولا الملاهي من الطنابير وما شاكلها حتى ظهرت على الجبارين من الغز، وأمرت بكسرها وإراقة خمورها، ولا أكلت حبة حراماً أعلمها، ولا قبضت درهماً حراماً أعلمه، ولا تركت واجباً متعمداً، وإني لمعروف النشأة بالطهارة، ما كان لي شغل إلا التعليم والدراسة والعبادة، ثم انتقلت بعد ذلك إلى الجهاد في سبيل الله، فحاربت الظالمين، إلى آخر ما قال عليه السلام، ومقاماته في الرأفة، والرحمة، والعدل، والزهد في الدنيا، وإيثار الآخرة أشهر من شمس النهار يتناقله الأخيار، ويرويه الأبرار في محافل الأخبار، وكيف لا وهو إمام العلم والعمل، والواصل منه إلى منتهى السؤل والأمل.
عمر طريق الآخرة فنال النضرة والنعيم، وملك أشرف المسالك فظفر برضوان ذي العزة العظيم.(1/206)