[(30) الإمام محمد بن الهادي إلى الحق. (المرتضى)]
( 278 -310 هـ / 891 - 922 م)
وأما الإمام المرتضى لدين الله: محمد بن يحيى بن الحسين عليهم السلام .
فكان من عيون الأئمة الذي كشف الله به كل غمة وعلمه وزهده [38أ]وورعه وتباعده من الشبه فما لا يجهله أحد من أوليائه ولا ينكره شخص من أرباب الفضل وأنبائه كما صرح به عليه السلام عن نفسه في خطبته عند خروجه من الأمر يقول في أثنائها: (ثم إنكم معاشر المسلمين أقبلتم إلي عند وفاة الهادي [عليه السلام] وأردتموني على قبول بيعتكم فامتنعت مما سألتموني ودافعت بالأمر ولم أوئسكم من إجابتكم إلى ما طلبتم مني خوفاً من استيلاء القرمطي علي بن الفضل لعنه الله على بلادكم وتعرضه للأيتام والضعفاء والأرامل منكم، فأجريت أموركم على ما كان الهادي [عليه السلام] يجريها، ولم أتلبس بشيء من دنياكم ولم أتناول قليلاً ولا كثيراً من أموالكم؛ فلما أخزى الله القرمطي ?وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا?[الأحزاب:25] تدبرت أمري وأمركم ونظرت فيما أتعرضه من أجلافكم، فوجدت أموركم تجري على غير سنتها، وألفيتكم تميلون إلى الباطل وتنفرون عن الحق وتستخفون بأهل الخير والصلاح والدين والورع منكم لا تتناهون عن منكر تفعلونه ولا تستحيون من قبح تأتونه وذنب عظيم ترتكبونه إلى قوله: فلما لم أجد فيكم من يعين الصادق المحق ويرغب في المعروف ويرغب في الجهاد ويختار رضى الله سبحانه على رضى المخلوقين إلا القليل أنزلت هذه الدنيا من نفسي أخس المنازل وآثرت الآخرة فاخترت الباقي الدائم على الفاني الزائل وتمسكت بطاعة رب العالمين إلى قوله: فإن تقم عليّ لله بعد ذلك حجة، ووجدت على الحق أعواناً وفي الدين إخواناً قمت بأمر الله طالباً لثوابه حاكماً بكتابه وإن لم أجد على ذلك أعواناً لم أدخل بعد ذلك في الشبهة، ولم أتلبس بما ليس لي عند الله به حجة؛ أمثلي يدخل في الأمور(1/187)


الملتبسة!! هيهات منع من ذلك خوف الرحمن، وتلاوة القرآن إلى آخر ما قال عليه السلام.
ومن تدبر هذا الكلام علم خروجه من قلب خاشع، وعبد خاضع، لم تغره الدنيا ببهجتها، ولم تستهوه الخلافة بزينتها، بل تركها وعرف ما أوجب عليه تركها، واعتزل الناس جانباً، وعبد الله حتى أتاه اليقين رضوان الله عليه.(1/188)


[(31) الإمام أحمد بن الهادي إلى الحق (الناصر)]
( …… - 325 هـ / …… - 937 م)
وأما الإمام الناصر لدين الله: أحمد بن يحيى بن الحسين عليه السلام فإنه كان من عيون هداة الأئمة، وشموس هذه الأمة، وكان من العلم والفضل [38ب] والورع والزهد وسلوك منهاج آبائه الأئمة الأطهار في الإيراد والإصدار .
نشأ على الزهادة والعبادة، واقتبس من أنوار والده الوقادة، وورث علومه التي اعترف لها السادة، واغترف من أنهارها القادة.
قال عليه السلام: ألا وإني رغبت فيما رغب الله فيه فنهضت له، وقمت فيما ندب إليه سبحانه فسموت له، وعرفت ما أمر الله فأعلنت به، ولم أسع لطلب دنيا ولا توفير مال، ولا ازدياد حال، ولا طلب فساد في الأرض، ولا إضاعة للحق، ولا انتهاك لمسلم، ولا هتك لمحرم، ولا إراقة دمٍ حرامٍ، ولا إظهار بدعة، ولا فعل شنعة، ولا محبة رفعة، ولا إرادة رفاهية، ولا مفاخرة بجمع، إلى آخر ما قاله في خطابه الفائق للعذب الزلال، الدال على سبيل أئمة الهدى ومصابيح الدجى من الآل.(1/189)


[(32) الإمام محمد بن الحسن بن القاسم (ابن الداعي)]
( 304 - 360 هـ / 891 - 947 م)
وأما الإمام المهدي لدين الله أبو عبد الله: محمد بن الداعي إلى الله الحسن بن القاسم بن الحسن بن علي بن عبد الرحمن فهو الإمام المتفق على علمه وزهده وورعه وفضله، وهو الذي قيل فيه: لو مادت الدنيا لشيء لمادت لعلم أبي عبدالله بن الداعي.
وكان في علم الكلام بحراً لا تقطعه الألواح، وكان شيخه بحر الكلام أبو عبد الله البصري يخرج معه حتى بلغ فيه الغاية القصوى، وله في الزهد والإعراض عن الدنيا والإقبال على الآخرة مقامات مشهورة، وفضائل مأثورة، وتابعه أربعة آلاف من علماء الأمة.(1/190)


[(33) استطراد: الحسن بن القاسم العلوي]
( … - 316 هـ / … - 928 م)
وأبوه الإمام الحسن بن القاسم هو: الذي يضرب بعدله المثل في البلاد الذي ظهر فيها أمره، وهو الذي قام بالأمر بعد الناصر للحق بوصيته إليه، وكان أمير جيشه في حياته، ويضرب بعدله المثل (بطبرستان).(1/191)

38 / 95
ع
En
A+
A-