وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر)). زاد في رواية: ((وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم)).
وفي حديث أخرجه الستة إلا الموطأ عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كان فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها وهي: إذا اؤتمن خان[10ب]، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)).
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة، فيقال: هذه غدرة فلان)). وفي رواية: ((إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء…)) الحديث. وفي رواية: ((لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به)). أخرجه الشيخان وغيرهما.
وعن [أبي سعيد] الخدري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره، ولا غادر أعظم غدراً من أمير عامة)). أخرجه مسلم والترمذي.
ويتصل بهذا في التزهيد في الدنيا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)). أخرجه مسلم والترمذي.
وعن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((حب الدنيا رأس كل خطيئة وحبك للدنيا يعمي ويصم)). أخرجه رزين.
وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسدِ لها من حرص المرء على المال والشرف)). أخرجه الترمذي.
وأخرج عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة؛ ومن كانت الدنيا همه، جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له)).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : ((من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه)).(1/77)


وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((هل من أحد يمشي على الماء إلا ابتلت قدماه، كذلك صاحب الدنيا لا يسلم من الذنوب)). رواه البيهقي.
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((شرار أمتي الذين غُذُّوا بالنعيم، وبنيت عليهم أجسامهم)). رواه البزار.
وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام، ويشربون ألوان الشراب، ويلبسون ألوان الثياب، ويتشدقون في الكلام، أولئك شرار أمتي)). رواه الطبراني وغيره.
وعن خولة الأنصارية قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((إن رجالاً يتمخضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة)) أخرجه البخاري وغيره.
وروى ابن ماجة عنه أنه قال: ((إن من الإسراف أن تأكل ما اشتهيت)).
وروى الترمذي وغيره عنه صلى الله عليه وآله وسلم : ((ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه؛ بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، وإن كان لا محالة: فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه)).
وعن ابن عمر أن رجلاً تجشأ عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ((كف عنك جشأك، فإن أكثر الناس شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة)). رواه الطبراني وغيره.
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من لبس ثوب شهرة في الدنيا، ألبسه الله [11أ] ثوب مذلة يوم القيامة، ثم ألهب فيه بالنار)). رواه ابن ماجة.
وعن ابن عمر قال: سمعت عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة)). أخرجه البخاري وغيره.
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله وسلم]: ((النفقة كلها في سبيل الله إلا البناء فلا أجر فيه)) أخرجه الترمذي.
وأخرج البخاري: ((إن المسلم يؤجر في كل شيء ينفقه إلا في شيء يجعله في هذا التراب)).(1/78)


وروى الطبراني عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أنه قال: ((إذا أراد الله بعبد هوانا أنفق ماله في البنيان)).
وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من بنى فوق ما يكفيه كُلِفَ أن يحمله يوم القيامة)). رواه الطبراني.
وعن عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إذا رفع الرجل بناء فوق سبعة أذرع، نودي يا أفسق الفاسقين إلى أين!)). رواه ابن أبي الدنيا.
وفي حديث الأنصاري صاحب القبة أنه قال: ((أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لا، إلا ما لا)). أخرجه أبو داود.
وعن ابن عمرو بن العاص قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أطين حائطاً لي من جص. قال: ((ما هذا يا عبد الله ؟)) قلت: حائطاً أصلحه يا رسول الله. قال: ((الأمر أيسر من ذلك)). هذه رواية الترمذي، وفي رواية أبي داود قال: ((ما أرى الأمر إلا أعجل من ذلك)).
وعن عطية بن قيس قال: كانت حُجَرُ أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بجريد النخل، فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مَغْزًى له وكانت أم سلمة مُوسرةً فجعلت مكان الجريد لبناً، فقدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال: (( ما هذا ؟)) قالت : أردت أن أكف [عني] أبصار الناس. قال: ((يا أم سلمة، إنَّ شَرَّ ما ذَهَبَ فيه مال المرء المسلم البناء)). رواه أبو داود.
وعن الحسن قال: لَماَّ بنى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المسجد قال: ((ابنوه عريشا كعريش موسى)).
قيل للحسن: وما عريش موسى؟ قال الحسن: إذا رفع يده بلغ العريش يعني: السقف. رواه ابن أبي الدنيا.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((ما أمرت بتشييد المساجد)).
قال ابن عباس: لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى. أخرجه أبو داود.
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد)). هذه رواية أبي داود.(1/79)


وعند النسائي: ((من أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد)).(1/80)


الباب الثاني [(2) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب]
(23ق هـ -40 هـ / 600 - 661 م)
في ذكر شيء من أحوال أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين علي بن أبي طالب كرم وجهه وزهده وورعه؛ وناهيك بإمام[11ب] رباه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأزلفه وهداه إلى مكارم الأخلاق وثقفه.
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل (بدء) أمره إذا أراد الصلاة خرج إلى شعاب (مكة) مستخفياً وأخرج علياً [عليه السلام] معه فيصليان ما شاء الله، فإذا قضيا رجعا إلى مكانهما.
ونقل يحيى بن عفيف الكندي قال: حدثني أبي قال : كنت جالساً مع العباس بن عبد المطلب بمكة بالمسجد قبل أن يظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجاء شاب فنظر إلى السماء حين حَلَّقَتْ الشمس، ثم استقبل الكعبة فقام يصلي، فجاء غلام فقام عن يمينه، ثم جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة ثم رفع فرفعا ثم سجد فسجدا، فقلت: يا عباس أمر عظيم.
فقال العباس: أتعرف هذا الشاب ؟
قلت: لا.
قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، ابن أخي. أتعرف من هذا الغلام؟ هذا علي بن أبي طالب، ابن أخي.
أتدري من هذه المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد.
إن ابن أخي هذا حدثني أن ربه رب السماوات والأرض أمره بهذا الدين، وهو عليه ولا على ظهر الأرض اليوم على هذا الدين غير هؤلاء.
وكان عفيف الكندي يقول بعد أن أسلم ورسخ في الإسلام: ليتني كنت رابعاً لهم.(1/81)

16 / 95
ع
En
A+
A-