[ثالثاً: الأناة]
وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((الأناءة من الله، والعجلة من الشيطان)) أخرجه الترمذي.(1/72)


[رابعاً: الحلم والغضب]
وعن أمير المؤمنين [عليه السلام] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إن العبد ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم)). رواه أبو الشيخ.
وأخرج البخاري والترمذي أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : مرني بأمر وأقلله عليّ كي أعقله. قال: ((لا تغضب)) فردد عليه مراراً. قال: ((لا تغضب)).
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((ما من جرعة أعظم أجراً [عند الله] من جرعة غيظ كظمها عنه ابتغاء وجه الله)). رواه بن ماجة.(1/73)


[خامساً: التواضع والكبر والعجب]
وعن أبي هريرة قال: قال[9ب] رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((ما نقص مال من صدقة، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عِزاً، وما تواضع عبد لله إلا رفعه)). أخرجه مسلم والترمذي.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((قال الله تعالى: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني في واحدٍ منهما قذفته في النار)). أخرجه أبو داود.
وعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر)). أخرجه مسلم وغيره.
وأخرج الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان، يساقون إلى سجن في جهنم يقال له بولس، يعلوهم نار الأنيار، يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال)).
وعن حذيفة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((ألا أخبركم بشر عباد الله الفظ المستكبر؛ ألا أخبركم بخير عباد الله الضعيف المستضعف ذو طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره)). رواه أحمد.
وعن أمير المؤمنين [عليه السلام]: ((إذا أردت أن تنظر إلى رجل من أهل النار؛ فانظر إلى رجل جالس وحوله قوم قيام)).
وعن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إن أنسابكم هذه ليست بسباب على أحد، وإنما أنتم بنو آدم طف الصاع لم تملوه، ليس لأحدكم فضل إلا بتقوى الله وعمل صالح)) عند أحمد والبيهقي.
وأخرج الترمذي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب في الجبارين فيصيبه)).(1/74)


الثامن من فصول الباب في بعض ما ورد في حسن الخلق والسخاء والصدق والوفاء والزهد في الدنيا
قال تعالى: ?ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ،وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ?[فصلت:34،35]، وقال تعالى: ?وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ?[القلم:4].
وفي الحديث ((إن الخلق الحسن ليذيب الخطايا كما تذهب الشمس الجليد، والخلق السيء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل)) والجليد ما ينزل بالليل مما يشبه الثلج، ولا يكون نزوله إلا في صبابة الشمس.
وفي الحديث أيضاً ((ليس شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق وما حسن الله خلق رجل وخلقه إلا أدخله الله الجنة)).
وفيه ((أول ما يوضع في الميزان حسن الخلق، وإن الخلق الحسن يعمر الديار ويزيد في الأعمار)).
وفي الموطأ عن معاذ: كان آخر ما أوصاني به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين وضعت رجلي في الغَرْز أن قال: ((يا معاذ، أحسن خلقك للناس)).
وعن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم)). أخرجه أبو داود.
وأخرج الترمذي من حديث أبي الدرداء قال: قال[10أ] رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن من خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء)).
وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون [و]المتشدقون [و]المتفيهقون)).
قالوا : يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟
قال : ((المتكبرون)) أخرجه الترمذي. (الثرثار): كثير الكلام، والثرثارون الذين يكثرون الكلام تكلفا وخروجاً عن الحق.(1/75)


وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : ((خصلتان لا تجتمعان في مؤمن، البخل وسوء الخلق)).
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((شر ما في الرجل، شح هالع وجبن خالع)) أخرجه أبو داود.
وأخرج الترمذي من حديث أبي بكر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((لا يدخل الجنة خِبٌّ ولا بخيل ولا منان بما أعطى)).
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((السَّخِيُّ قريب من الله، قريب من الناس، قريب من الجنة، بعيد من النار، والبخيل بعيد من الله، بعيد من الناس، بعيد من الجنة، قريب من النار، ولجاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل)) أخرجه الترمذي.
وعن عمران بن الحصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إن الله استخلص هذا الدين لنفسه ولا يصلح لدينكم إلا السخاء وحسن الخلق؛ ألا فزينوا دينكم بهما)) رواه الطبراني وغيره.
وأخرج أئمتنا والشيخان من حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهتدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا)).
وعن صفوان بن سُليم قال: قيل: يا رسول الله، أيكون المؤمن جباناً؟ قال: نعم. قيل: أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: نعم. قيل: أيكون المؤمن كذاباً؟ قال: لا. أخرجه [صاحب] الموطأ.
وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب)) رواه أحمد.
وأخرج مسلم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر)) وفي رواية: ((لا يدخلون الجنة، الشيخ الزاني والإمام الكذاب والعائل المزهو)).(1/76)

15 / 95
ع
En
A+
A-