(الرابع من فصول الباب: فيما ورد في القضاء)
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من جُعِلَ قاضياً فقد ذبح بغير سكين)). عند أبي داود والترمذي.
ومعناه من طلب القضاء وحرص عليه فقد تعرض للذبح. وقوله: بغير سكين، كناية عما يخاف عليه من هلاك دينه دون بدنه.
وعن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((القضاة ثلاثة، واحد في الجنة واثنان في النار، فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق وقضى به، ورجل عرف الحق وجار في النار، ورجل قضى للناس على جهل في النار)). عند أبي داود.
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من طلب قضاء المسلمين حتى يناله، ثم غلب عدلُه جورَه دخل الجنة، وإن غلب جورُه عدلَه دخل النار)).
وعن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (([إن] الله تعالى مع القاضي ما لم يجر، فإذا جار تخلى عنه ولزمه الشيطان)). عند الترمذي.
وعن أمير المؤمنين [عليه السلام] قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن قاضياً وأنا حدث السن لا علم لي بالقضاء؛ قال: ((إن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك، فإذا جاء بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع كلام الآخر كما سمعت كلام الأول، فإنه أحرى أن يتبين لك)) قال: فما زلت قاضياً وما شكلت في قضاء بعد.(1/62)
(الخامس من فصول الباب)
عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من استعملناه على عمل [7ب] ورزقناه رزقاً، فما أخذ بعد ذلك فهو غلول)) أخرجه أبو داود.
وأخرج أيضاً من حديث المستورد بن شداد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من كان لنا عاملاً فليكتسب زوجة، وإن لم يكن له خادم فليكتسب له خادماً، وإن لم يكن له مسكن فليكتسب مسكناً، من اتخذ غير ذلك فهو غال أو سارق)).
وعن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن جده أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقطع بلال بن الحرث المزني معادن القَبِلّية جلسيها وغورتها وذات النصب وحيث يصلح الزرع من قدس، ولم يعطه حق مسلم، وكتب أبيّ بن كعب. عند مالك وأبى داود. والجلسي - بالجيم - منسوب إلى الجلس وهي أرض نجد، ويقال للمرتفع من الأرض: جلس. والغور ما انهبط من الأرض.
وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((لا يدخل الجنة صاحب المكس)) أخرجه أبو داود.(1/63)
(السادس من فصول الباب)
عن عائشة: ((إذا أراد الله بأمير خيراً جعل له وزير صدق إن سهى ذكره، وإن ذكر أعانه، وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوءٍ، إن نسي لم يذكره، وإن ذكر لم يعنه)) رواه أبو داود.
وعن أبي سعيد وأبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، والمعصوم من عصمه الله)) عند أئمتنا والبخاري.
وعند الحاكم من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من استعمل رجلاً على عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين)) وفي آخر: ((ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً)).
وأخرج أبو يعلى عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((أيما رجل استعمل رجلاً على عشرة أنفس، علم أن في العشرة أفضل ممن استعمل فقد غش الله، وغش رسوله وغش جماعة المسلمين)).
وأخرج أبو القاسم بن بشران في (أماليه) عن أمير المؤمنين [عليه السلام] عنه صلى الله عليه وآله وسلم: ((أيما وال ولي من أمر أمتي بعدي أقيم على الصراط، ونشرت الملائكة صحيفته، فإن كان عادلاً نجاه الله بعدله، وإن كان جائراً انتفض به الصراط انتفاضة تزايل بين مفاصله حتى يكون بين كل عضوين من أعضائه مسير مائة عام، ثم ينحرق به الصراط، فأول ما تتقي به النار أنفه)).
وعن كعب بن عجرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((أعيذك الله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي، فمن غشي أبوابهم وصدقهم في كذبهم، وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولا يرد علي الحوض، ومن غشي أبوابهم فلم يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم[8أ] فهو مني وأنا منه، وسيرد عليّ الحوض)) هذا طرف من إحدى روايتي الترمذي.(1/64)
وروى الطبراني عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((لا تقدَّس أمة لا يقضى فيها بالحق، ولا يأخذ الضعيف حقه من القوي غير متعتع)).
وعند أئمتنا والبخاري ومسلم وأبي داود عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)).
وعند أئمتنا وابن ماجة والترمذي مرفوعاً: ((من أحيى سنة من سنتي أميتت بعدي، كان له من الأجر مثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً، ومن ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه مثل أيام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئاً)).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من سن خيراً فاستن به كان له أجره ومثل أجور من اتبعه غير منتقص من أجورهم شيئاً، ومن سن شراً فاستن به كان عليه وزره ومثل أوزار من اتبعه غير منتقص من أوزارهم شيئاً)) رواه أحمد والحاكم وغيرهما.
وعن وائلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((من سن سنة حسنة فله أجرها ما عُمِلَ بها في حياته وبعد وفاته حتى تترك، ومن سن سنة سيئة فعليه إثمها حتى تترك)) رواه الطبراني.(1/65)
(السابع من فصول الباب فيما ورد من الزجر عن التعذيب والمثلة)
عن هشام بن حكيم أنه مر (بالشام) على أناس من الأنباط وقد أُقِيْمُوا في الشمس، وصب على رؤوسهم الزفت.
فقال: ما هذا؟
فقالوا: يعذبون في الخراج.
فقال هشام : أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا)) رواه مسلم وأبو داود والنسائي.
وعن أبي هريرة قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ((إن وجدتم فلاناً وفلانا - لرجلين من قريش - فأحرقوهما بالنار))، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم حين أردنا الخروج: ((كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلاناً؛ وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن وجدتموهما فاقتلوهما)) أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي.
وعن حمزة الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمره على سرية. قال: فخرجت فيها، فقال: ((إن وجدتم فلانا فأحرقوه بالنار)). فوليت، فناداني فقال : ((إن وجدتم فلانا فاقتلوه فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار)) عند أئمتنا وأبي داود.
وعن شداد بن أوس قال: ثنتان حفظتهما من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة، وليحد أحدُكم شفرته وليريح ذبيحته)) أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((أعف الناس قتلة أهل الأيْمَان)) أخرجه أبو داود.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إذا قاتل أحدكم [8ب] فليجتنب الوجه)) أخرجه الشيخان.
وعن عبد الله بن يزيد الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ((نهى عن المثلة والنفي)) أخرجه البخاري.
وعن أنس كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحث في خطبته على الصدقة، وينهى عن المثلة أخرجه أبو داود.(1/66)