وعند أبي داود من حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إنكم منصورون ومصيبون ومفتوح عليكم[6أ- أ]، فمن أدرك ذلك منكم فليثق بالله، وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر، ومن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)).
وعنده أيضاً من حديث عرس - بضم أوله وسكون ثانيه - ابن عميرة - بفتح أوله وكسر ثانيه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إذا عُمِلتِ الخطيئة في الأرض كان من شهدها فأنكرها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها ورضيها كان كمن شهدها)).
وعند أئمتنا وأبي داود والترمذي من حديث أبي سعيد: ((إن من أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر)).(1/57)


(الثالث من فصول الباب )
[الترهيب من التقصير في الولاية]
أخرج أئمتنا والشيخان أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)).
وأخرج الترمذي في جامعه أن رجلا قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني، فأشتمهم وأضربهم فكيف أنا منهم؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ((بحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك عقابك إياهم، فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافاً لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلاً، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل، فتنحى الرجل وجعل يبكي ويهتف، فقال : أما تقرأ كتاب الله ?وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ?[الأنبياء:47]، فقال الرجل: يا رسول الله، ما أجد لي ولهؤلاء شيئاً خيراً من مفارقتهم، أشهدكم أنهم أحرار كلهم.
وعند أئمتنا وابن حبان عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع)).
وعند أئمتنا وأحمد، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك، إلا أتى يوم القيامة مغلولاً يده إلى عنقة، فكه بره أو أوثقه إثمه)).
وعند أئمتنا والطبراني، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((من ولي شيئاً من أمر المسلمين أتي به يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم، فإن كان محسناً جاز وإن كان مسيئاً انحرق به الجسر فهوى به سبعين خريفاً)).(1/58)


وعن معقل بن يسار مرفوعاً: ((من ولي أمة من أمتي قلت أو كثرت، فلم يعدل فيهم كبه الله في النار)) عند أئمتنا والطبراني[6ب]، وروى الحاكم نحوه.
وعن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((ما من والي ثلاثة إلاّ لقي الله مغلولة يمينه، فكه عدله أو جوره)) عند ابن حبان.
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((ما من أمتي أحدٌ ولي من أمور المسلمين شيئاً لم يحفظهم بما حفظ به نفسه، إلا لم يجد رائحة الجنة)) عند أئمتنا والطبراني.
وله في رواية أخرى: ((من ولي شيئاً من أمر المسلمين لم ينظر الله في حاجته حتى ينظر في حاجتهم)).
وعن عبد الله بن معقل قال: أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((ما من إمام وَلاَ والٍ يبيت غاشاً لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة)) رواه الطبراني.
وعن معاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من ولي من أمر المسلمين شيئاً، فاحتجب عن أولي الضعف والحاجة، احتجب الله عنه يوم القيامة)) عند أحمد وغيره.
وعند الشيخين من حديث معقل بن يسار سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة)).
وفي حديث أخرجه أبو داود عن أبي مريم الأزدي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((من ولاه الله شيئاً من أمور المسلمين، فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم، احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة)).
وفي رواية عن عمرو الجهني: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((ما من إمام يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة، إلا أغلق الله أبواب السماء دون حاجته وخلته ومسكنته)).
وفي حديث أخرجه مسلم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً، فرفق بهم فارفق به)).(1/59)


وعند أحمد وأبي يعلى والطبراني من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قام أغلق البيت ونحن فيه؛ فقال: ((الأئمة من قريش ما إذا استرحموا رحموا وإن عاهدوا وفَّوا وإن حكموا عدلوا، فمن لم يفعل منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)).
وعند أئمتنا والترمذي، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أحب الناس إلى الله يوم القيامة إمام عادل وأبغض الناس إلى الله، وأبعدهم منه مجلساً إمام جائر)).
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((يجاءُ بالإمام الجائر يوم القيامة، فتخاصمه الرعية فيفلحون عليه، فيقال له: سُد رُكنَاَ من جهنم)) رواه البزار.
وعن أبي مسعود قال: ((أشد الناس عذاباً يوم القيامة، من قتل نبياً أو قتله نبي، وإمام جائر)) رواه الطبراني.
وعن طلحة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((لن يتقبل الله صلاة إمام جائر)) رواه الحاكم.
وعن عوف بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((خيار أئمتكم الذين[7أ] تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين يبغضونكم وتبغضونهم، ويلعنونكم وتلعنونهم)) أخرجه مسلم.
وعن عوف بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة ما هي، فناديت بأعلى صوتي: ما هي يا رسول الله؟
قال: أولها ملامة وثانيها ندامة وثالثها عذاب يوم القيامة إلا من عدل وكيف يعدل مع أقربيه)) عند الطبراني والبزار وله شواهد.
وعند مسلم وأبي داود عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((يا أبا ذر، إني أراك ضعيفاً وإني أحب لك ما أحب لنفسي؛ لا تتأمرن على اثنين، ولا تتولين مال يتيم)).
وعن المقدام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضرب على منكبه وقال: ((أفلحت يا قُديْم إن مت ولم تكن أميراً ولا كاتباً ولا عريفاً)) أخرجه أبو داود.(1/60)


وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((ويل للأمراء، ويل للعرفاء، ويل للأمناء، ليتمنين أن ذوائبهم معلقة بالثريا يدلون بين السماء والأرض وأنهم لم يلوا عملاً)) رواه ابن حبان والحاكم.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((عرض عليّ أول ثلاثة يدخلون النار: أمير مسلط، وذو ثروة لا يؤدي حق الله فيها، وفقير فجور)). رواه ابن خزيمة وابن حبان.(1/61)

12 / 95
ع
En
A+
A-