وقال فيه: ومن خصائص علي أن قوله حجة، وذلك قول أهل البيت عليهم السلام لايختلفون فيه، وقال فيه حديث: ((علي مع الحق والحق مع علي )) . روى رواية عامة لم يدفعه أحد، وروى في المحيط أيضاً بسنده إلى زيد بن علي عليهما السلام قال: نحن أهل البيت لم نستوحش إلى أحد من هذه الأمة إذا ثبت لنا الأمر عن أمير المؤمنين لم نَعدُه إلى غيره. وروى أيضاً بسنده إلى ابن عباس قال: إذا بلغنا شيء عن علي من قضاء أو فتيا وثبت لم نجاوزه إلى غيره. وروى أيضاً بسنده إلى عبدالله بن الحسن قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذكر الفتن ومايكون في أمته فمر علي بن أبي طالب. فقال: ((ياحذيفة هذا وحزبه الهداة إلى يوم القيامة، ياحذيفة لو أخذت الأمة جانباً وأخذ علي جانباً كان الحق مع علي وعلي مع الحق )) .
وروى محمد بن سليمان الكوفي بسنده إلى سعد وأم سلمة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((علي مع الحق والحق معه)) وروى أيضاً بإسناده إلى سهل بن سعد الساعدي قال: سمعت رسول الله يقول: ((من أحبني فليحب علياً.. )) وساق إلى قوله: ((فالحق معه وهو حيث الحق )) وروى بسنده إلى أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي: ((أنت مع الحق والحق معك)) وروى بسنده إلى زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ياعلي إنك الهادي لمن تبعك ومن خالف طريقك ضل إلى يوم القيامة )) . وفي حديث رواه الناصر برواية الحاكم عنه عن جابر عنه صلى الله عليه وآله وسلم قال في علي: ((وأن الحق معك وعلى لسانك وفي قلبك وبين عينيك )) . وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: (( أنت باب علمي والحق معك وعلى لسانك )) أخرجه الكنجي عن علي.
وأخرج البخاري في صحيحه عن علي عليه السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((رحم الله علياً اللهم أدر الحق معه حيث دار)) ( ((1/336)


[1]) ـ ليس موجوداً في نسخ البخاري المطبوعة، ولعله مما حذف كما حذف غيره وقد روي من طرق كثيرة. ابحث في لوامع الأنوار.
[1]) وقوله: ((من فارق علياً فقد فارقني )). أخرجه الحاكم وابن المغازلي أيضاً عن ابن عمر، وأخرج أحمد نحوه بلفظ: ((من فارقك فقد فارقني.. )) وكذا الحاكم كلاهما عن أبي ذر. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((الحق مع ذا الحق مع ذا )) يعني علياً، أخرجه أبو علي وسعيد بن منصور عن أبي سعيد ورواه ابن المغازلي عن أبي سعيد أيضاً.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أنا وهذا _يعني علياً_ حجة على أمتي )) أخرجه ابن المغازلي والخطيب عن أنس.وقوله (ص): ((ليهنك العلم يا أبا الحسن لقد شربته شرباً ونهلته نهلاً )) . أخرجه أبو نعيم والكنجي والخوارزمي وأخرج نحوه عبدالوهاب الكلابي عن علي. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أعلم أمتي من بعدي علي )) أخرجه الديلمي والكنجي عن سلمان ولم يذكر الكنجي عن سلمان ((من بعدي)). قال: ورواه أبو العُلى الهمداني وتابعه الخوارزمي، وأخرج عن القاسم عن أبي أمامة عنه صلى الله عليه وآله وسلم: ((أعلم أمتي بالسنة والقضاء بعدي علي بن أبي طالب )) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( علي عيبة علمي )) أخرجه ابن عدي عن ابن عباس والكنجي عنه، وقال: رواه ابن عساكر هكذا. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أقضى أمتي بكتاب الله علي )) رواه في المحيط عن أبي طالب بسنده إلى ابن عباس ورواه عنه في شمس الأخبار.
وقال ابن أبي الحديد: وقد روت العامة والخاصة أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أقضاكم علي)). وقوله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه لعلي: ((اللهم املأ قلبه علماً وفهماً وحلماً ونوراً )) . وقال: ((أخبرني ربي أنه استجاب لي فيك)) رواه الكنجي عن علي، وقال الحافظ الدمشقي: وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((علي باب علمي ومبين للناس ما أرسلت به )) أخرجه الديلمي.(1/337)


وقوله صلى الله عليه وآله وسلم في علي: (( ينطق بلساني ويقضي بحكمي )) رواه إبراهيم الصنعاني عن الباقر عن آبائه عليهم السلام. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم في علي: ((وهو بابي الذي أوتى منه )) رواه الكنجي عن ابن عباس. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة: (( ثم زوجتك أكثرهم علماً )). أخرجه أحمد وعلي بن الحسين في المحيط وأبو علي الصفار ومحمد بن سليمان الكوفي وعيسى بن حفص وأبو العُلى الهمداني وابن المغازلي والطبراني بعضهم عن أبي أيوب وبعضهم عن معقل بن يسار وبعض عن أنس وبعض عن زين العابدين.وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يامعشر الأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا.. الخ )) أخرجه الطبراني والكنجي ومحمد بن سليمان والكوفي عن الحسن بن علي عليه السلام. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنا المنذر وعلي الهادي.. الخ )) أخرجه ابن جرير والثعلبي والنقاش وأخرجه علي بن الحسين في المحيط عن ابن عباس، وأخرج نحوه الناصر للحق عن أبي برزة الأسلمي، ونحوه في المحيط عن علي زين العابدين موقوفاً أخرجه الحاكم أبو القاسم عن ابن عباس من ست طرق وعن أبي برزة من ثلاث طرق، وعن أبي هريرة وعن يعلى بن مرة، وعن علي ومجاهد، وعن زرقاء الكوفية. وأخرج نحوه عن علي من ثلاث طرق، وعن أبي برزة، وأخرجه أبن عساكر عن علي عليه السلام. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقى فليأتم علياً.. الخ )) أخرجه الحاكم أيضاً عن علي.(1/338)


وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: ((أنت الطريق الواضح وأنت الصراط المستقيم )) أخرجه الحاكم أيضاً عن الحسين السبط عليهم السلام. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنا مدينة العلم وعلي بابها.. الخ )) أخرجه ابن المغازلي والحاكم والخطيب وابن عدي والعقيلي وعبدالوهاب الكلابي عن ابن عباس وصححه الحاكم وابن جرير الطبري وأخرجه الحاكم عن جابر ونحوه الكنجي عن جابر والطبراني عن ابن عباس والكنجي عن علي وابن عباس.(1/339)


وقوله صلى الله عليه وآله وسلم في علي: ((وهو باب مدينة علمي )) أخرجه ابن المغازلي عن ابن عباس. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنا مدينة العلم وعلي بابها )) رواه الحاكم الحسكاني عن ابن عباس وعن علي.وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنا دار العلم وعلي بابها )) رواه الحاكم أبو القاسم عن شريك من ثلاث طرق عن سلمة بن كهيل عن أبي عبدالله الصنابحي عن علي. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنا دار الحكمة وعلي بابها )) أخرجه ابن المغازلي والترمذي وأبو نعيم والكنجي وصاحب المحيط عن علي، وغير ذلك مما لايحصى، أيجوز أن تعدل عن هذه الأدلة لخبر واهي الأركان ثم تفرع عليه بأن علياً من عرض الصحابة، بل ترجح عليه زيد بن ثابت في حكم المواريث؟ هذا شأن المعرض عن علوم العترة والعدلية، والحافظ في علم العامة سيما ذوي المبادئ يكون كالذي يتخبطه الشيطان من المس، ولذا قال علي عليه السلام في رد مثل هذا _أعني خبر الأصل_: أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذباً وبغياً علينا.. الخ مافي نهج البلاغة، وقال: نحن الشعار والأصحاب والخزنة والأبواب ولاتؤتى البيوت إلا من أبوابها، فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقاً، وكيف يكون أبو بكر أرحم وعمر أشد وأبو عبيدة أميناً؟ وهم أول من ظلم آل محمد وغالتهم السبل، ونقلوا إلبناء عن رص أساسه، معادن كل خطيئة وأبواب كل ضارب في غمره، وأما عثمان فحمال الخطايا قال عمار ومحمد بن أبي بكر فيه: أراد أن يغير ديننا بدل حكم القرآن. والله الموفق، انتهى بحمد الله ومنه ولطفه وتأييده، انتهى نقل هذه العبقة المسكية والنفحة العنبرية من إفادات المولى العلامة شرف الملة الحسن بن الحسين الحوثي، بقلم الملتجي إلى الملك العلي علي بن يحيى شيبان، ثبته الله بالقول الثابت.(1/340)

68 / 83
ع
En
A+
A-