يبيت إذا الصهباء روَّت مشاشه.... يساوره علج من الروم أعلجُ
فيطعنه في سَبَّة السوء طعنة.... يقوم لها من تحته وهو أفحجُ
لذاك بني العباس يصبر مثلكم.... ويصبر للموت الكمي المدججُ
فهل علة إلا كهذا وإنكم.... لأكذب مسئول من الحق يلهجُ
فلا تجلسوا وسط المجالس حُسَّراً.... ولا تركبوا إلا ركائب تخدجُ
أبى الله إلا أن يطيبوا وتخبثوا.... وأن يسبقوا بالصالحات وتُفْلَجُوا
وإن كنتم منهم وكان أبوهم.... أباكم فإن الصفو بالرنق يمزجُ
أروني امرأً منهم يُزَنُّ بابنةٍ.... ولا تنطقوا البهتان والحق أبلجُ
لعمري لقد أغرى القلوب ابن طاهر.... ببغضكم ما دامت الريح تنأجُ
سعى لكم مسعاة سوء ذميمة.... سعى مثلها مُسْتَكْره الرجل أعرجُ
فلا تعدموا ما حنَّت النيب فتنة.... تحش كما حنشَّ الحريقُ المؤججُ
وقد بدأت لو تُزجَرون بريحها.... بوائجها من كل أوب تبوجُ
بني مصعب ما للنبي وآله.... عدو سواكم أفصحوا أو فلجلجوا
دماء بني عباسهم وعليِّهم.... لكم كدماء الروم والترك تُهْرجُ
يلي سفكها العوران والعرج منكم.... وغو غائكم جهلاً بذلك تبهجُ
وما بكم أن تنصروا أولياءكم.... وتلك هناة في الصدور تخلجُ
ولو أمكنتكم في الفريقين فرصة.... لقد ظهرت أشياء تلْوي وتخلجُ
إذاً لاستفدتم منهم وتر فارس.... وإن وليَّاكم والوشائج توشجُ(1/366)


أبى أن تحبوهم مدى الدهر ذكركم.... لياليَ لا ينفك منكم متوجُ
وإني على الإسلام منكم لخائف.... بوائق شر بابها اليوم مُرتجُ
وللحزم أن يستدرك الناس أمركم.... وحبلكم مستحكم العقد مُدْمُجُ
نظارِ فإن الله طالب وِتْرِهِ.... بني مصعب لن يسبق الله مُدْلجُ
لعل قلوباً قد أطلتم غليلها.... ستظفر منها بالشفاء فتثلجُ(1/367)


[ذكر إسماعيل بن يوسف]
فصل: وأما ابن يوسف المذكور في البيت فهو: إسماعيل بن يوسف بن عبد الله [بن محمد] بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن -عليهم السلام-.
قال الحاكم: وله وقائع كثيرة، ولكنه أساء السيرة، وحكي عنه أشياء منكرة، اتفقوا على سقوط عدالته، وأنه ليس بإمام، خرج بمكة وتوفي بها سنة اثنتين وخمسين ومائتين.(1/368)


[الإمام علي بن زيد]
وأما الزيدي المذكور في البيت، فهو: علي بن زيد، من ولد زيد بن علي -عليهم السلام-، قام في الكوفة في أيام المهتدي العباسي فبايعه نفر قليل من أهلها لما قد أصاب الناس في أيام يحيى بن عمر -عليه السلام-، فوجه إليه المهتدي الشاة بن ميكائل في عسكر ضخم، وذلك قبل خروج علوي البصرة.
حكى علي بن سليمان الكوفي قال:كنا مع علي بن زيد ونحن زهاء مأتي فارس نازلين ناحية من سواد الكوفة، وقد بلغنا خبر الشاه بن ميكائيل فقال لنا علي بن زيد: إن القوم لا يريدون غيري، فاذهبوا وأنتم في حل من بيعتي، فقلنا: لا والله، لا نفعل هذا أبداً، فأقمنا معه، ووافى الشاه بن ميكائيل في جيش عظيم لا يطاق؛ فداخلنا من الرعب أمر عظيم، فلما رأى ما لحقنا قال لنا: اثبتوا وانظروا ما أصنع، فوقفنا ونضى سيفه، وقنع فرسه وحمل في وسطهم يضربهم يميناً وشمالاً وأفرجوا له حتى صار خلفهم، وعلا على تلعة، ولوح سيفه إلينا، ثم حمل من خلفهم فأفرجوا له حتى عاد إلى موقفه ثم قال لنا: لا تجزعوا من مثل هؤلاء، ثم حمل ثانية ففعل مثل ذلك، ثم عاد إلينا وحمل الثالثة، وحملنا معه، فهزمناهم أقبح هزيمة، وقتلنا منهم ما شئنا وكانت هذه قصته -رحمه الله تعالى-.(1/369)


[أخبار الحسن بن زيد(ع)]
ولابن زيد حديث شأنه عجب.... مع جنود خراسان لمعتبرِ
المراد بابن زيد هذا هو: الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه[في الجنة] -، فإنه قام ودعا بطبرستان.
قال الإمام المنصور بالله في (الشافي) فيما يرويه من أخباره: أنه لقي عدوه في بعض حروبه فانهزم الناس عنه، فثبت في أهل بيته وأنفار من خواصه في وجه عشرين ألف فارس من نجب رجال خراسان، فضاربهم بسيفه حتى تراد جيشه إليه، فجاءوا والسيف في يده، وهو يقول:
أمن الوحدة يستو.... حش من أدرك ثأره
أم بغير الصبر والنجدة.... ينفي المرء عاره
قد محي بالسيف والإسـ.... ـلام ما قال ابن داره
ولما كتب بعض كتّابه عنه كتاباً إلى بني العباس عرضه عليه، قال له: ألْحقْ ما أقول أبياتاً أنشأها على البديهة:
لا ظلم في ديننا ولا أثرة.... بالسيف نعلو جماجم الكفرة
يا قومنا بيعتان واحدة.... هاتا وهاتاك بيعة الشجرة
ردوا علينا تراث والدنا.... خاتمه والقضيب والحَبَرة
وبيت ذي العرش سلموه لنا.... تليه منا عصابة طهرة
فطال ما دنسَّت مناسكه.... وأظهرت فيه فسقها الفجرة
قال المنصور: وأمر بعمارة المشهدين المقدسين مشهد علي، ومشهد الحسين-عليهما السلام-، وأنفق عليه جملة كثيرة من المال، وكان يأمر إلى الحجاز، والعراق كل سنة ألف ألف درهم، تفرق على ضعفة آل الرسولً ورأيت في (البصائر والذخائر) لأبي حيان التوحيدي ما لفظه: أن أبا عاصم، قال في الحسن بن زيد:(1/370)

74 / 205
ع
En
A+
A-