ونفل زيد سمي المصطفى ابن سمية.... الذي سمم مأمون بأثمانِ
كذاك آل الرضا سمَّوا وليس سوى.... إن عجلوهم إلى روضات رضوان
كذاك يحيى العلاسبط الفتى عمر.... من آل زيد له في المجد سهمانِ
وفي ابن زيد حسين بن الحسين سقي.... مر المنية من أطراف مرانِ
كذلك الحسن الداعي الذي منحت.... بعصره أصبهان جيشها الهاني
ثم ابنه ذي الهدى من بالإصابة في.... الظييَْ أفتى بلا فسق وكفرانِ
والديلمي أبو الفتح الإمام على.... يد الصليحي قد أودى بردمانِ
ثم الأمير الذي لبى لدعوته.... يحيى الحسين الذي من أرض جيلانِ
محسن الهدوي من أهل صعدة.... فيه اعملوا فتكاً بهدرانِ
وسيد عمران الجوف مقتله.... والحصن مشهده قبلي خيرانِ
كذا الحقيني من موت أتاه حشيـ.... شي فعاجله موتاً بكيسانِ
ثم الحسين الذي من بعد مصرعه.... لجنبه انتظروه حقب أزمانِ
وحمزة لصلاح الدين قام وقد.... أفشى الصليحي إفساداً لأديانِ
فأعملوا فيه في المنوى مكايدهم.... فأخرب الله منهم كل بنيانِ
أما بن حمزة إبراهيم صنو أمير المـ.... ـؤمنين العظيم الحال والشانِ
فزاهر الجوف قد أضحى بمشهده.... فيه كمشهده مخضر بستانِ
وفي تهامة مجد الدين أصبح يحيى.... هالكاً بعد إبلاء وإفتانِ
ثم الذي اجتاز فيها غير مختبر.... طرفاً ولم يك في العليا بجيرانِ
وأحمد بن حسين في شوابة شا.... بته شوائب ذي كبر وطغيانِ
من كل متبع طاغوت أمته.... مستبدل بهداه ثوب عصيانِ
كذا الإمام ابن تاج الدين إذ فسـ.... ـدت جنوده اقتاده أملاك غسانِ(2/386)


حتى أتته المنايا في سجونهم.... فأظهروا فضله من بعد كتمانِ
وسيد في ظفار إذ عرى فثوى.... يحيى فحياه مولاه برضوانِ
كذا علي سليل الواثق الأسد الر.... ئبال في باب صنعاء أي محنانِ
ثم ابنه قتلوه في جهادهم.... في حقل يحصب من أعمال ذروانِ
كم فيهما من ذوي الإلحاد سال دم.... وما الزمان لدى الرحمن سيانِ
كذا محمد المحمود سبط أبي.... الفضائل استمكنوا منه بغدرانِ
كذا فتى الجيل عبد الله فارسها.... ثاوي بصعدة فرداً غدر فرسانِ
كذا تمشت لإبراهيم في قدم.... منية لا بذنب مشي بألآنِ
والسيدان الفتى والكهل قد منحا.... شهادة حلوة في سفح سحمانِ
كذا فتى ناصر الدين المتوج عبد.... الله في باب صنعاء حشو أكفانِ
ما أنس لا أنس ذكرى من غدا علماً.... بقتله بين أتراب وأخدانِ
مستشهداً وكذاك السيد العلوي.... الطاهر العرض من سادات كحلانِ
أعني سليل علي ذا الفضائل.... إيراهيم من دمه في حي سنحانِ
وكم أعد من الأسلاف من ملاءٍ.... عن حرب من ضل لما يثنهم ثاني
وكم نبي وربانين قد قتلوا.... فلم يهن من تبقى إذ فنى الفاني
نقفوهم نحن لا الدنيا نريد ولا.... علو مرتبةٍ فيها بعدوانِ
وشيعة صدقونا في تشيعهم.... و آسوا بخير نفوس غير خوانِ
هم في الموارد أسد غير أنهم.... هم في المساجد من أحبار رهبانِ
من كل مصطبر لله منتصر.... يبغي الرضى لا سوى من عند ديَّانِ
باعوا نفوساً إلى البارئ مقدسة.... فازوا ببيعة ربح غير خُسرانِ
وجدي أنيني عليهم وحشتي لهم.... تأسفي فيض أعياني لو اغنانيِ
تلك الوجوه التي قد طالما سجدت.... لله في الله قد خرت لأذقانِ(2/387)


وضرَّجت بدماء وهي طائعة.... سالت بأسياف قوم أهل طغيانِ
سقى فروى ثرى أجداثهم أبداً.... من رحمة الله هتان بهتانِ
مما أقاموه من فرض الجهاد وقد.... أضاعه غيرهم من بعد إمكانِ
يا قاتل الآل مع أشياعهم ألهم.... ذنب سوى النصح في سر وإعلانِ
أذا جزآؤكم للناصحين أم الباري.... بذلكم أوصاكم بكتمانِ
قل لي لمن يدعي صدق الإخاء لمن.... فاتوا أعيشكم من بعدهم هاني
إن كان ذاك فدعواكم مكذبة.... أنتم لنا ولهم لستم بإخوانِ
لا أضحك الله سناً بعدهم ضحكت
.... عجباً ولا انفك دمع الشامت الشاني
أو لا يكن ذا فجدوا في نكاية من.... سقى الثرى منهم المثعنجر القاني
بلا توانٍ وهبوا عن منامكم.... فليس ينقم ثاراً عاجز واني
وبالنفوس لإحدى الحسنين وبالـ.... أموال جدوا وكونوا خير إخوانِ
فالنفس والمال لا بُقياً لأيهما.... والذكر نوعاه أبقاه لخزانِ
ما أعجب الموت ما بين الصفاح لـ.... ـحرب المعجبين بصفاح وألحانِ
وإن تروى دماءً من دمائهم.... من المواضي القواضي كل عطشانِ
من كل من لم يكن يحمي محارمه.... عند المجامع من قاصٍ ومن داني
ممن تنشَّا بحمل الطار مصحفه.... وبالسماعات عن ترجيع سبحانِ
والرقص أنساه إخبات السجود فأغـ.... ـواه اللعين يساوي ألف شيطانِ
والله نأمل في أقفار أرضهم.... عنهم ويسكن فيها كل سرحانِ
على لحومهم اللاتي تقسمها.... سيف ورمح لضراب وطعانِ
وماحووا نفلاً فيئاً نقسمه.... على الذي جاء في تنزيل قرآنِ
وتستتم لبانات لنا ونقـ.... ـول الحمد لله مولي كل إحسانِ(2/388)


هذه القصيدة نقلتها كما وجدتها، ولعله بقي منها بقية إن وجدتها في نسخة كاملة ألحقتها [بها] بعون الله وحسن توفيقه.
ولما وقع تعارض المتوكل هذا وصلاح، وكان لهذا شيعة وأتباع، ولهذا شيعة وأتباع، [و] طال الخصام بينهم، واشتغلوا بهذه المعاني عن أمور الجهاد لبني طاهر، وغيرهم من معاندي المذهب الشريف كا لإسماعلية ونحوهم، أنشأ الفقيه أحمد [بن قاسم] الشامي هذه القصيدة في الحثِّ على اجتماع الكلمة والتعاون على الخصم، فقال:
هلاّ سألت مطهراً وصلاحا.... هل حصَّلا للمسلمين صلاحا
أم جهَّزا جيشاً لبلدة طاهر.... يروي التراب بها دماً سفاحا
ويذيق ساكنها الحمام وتمتلئ.... تلك النواحي والحصون نواحا
أو ليس أملاك المتوج طاهر.... ملكوا رداع وهيوة وصباحا
ورمى علي في خبان بعسكر.... وأصاب دمت ونهرها السفاحا
ورقى شوامخ مذحج وأقرهم.... في أرضهم لا يحملون سلاحا
تلك التي كانت لآل محمد.... صدقاً وهم فيها مساً وصباحا
فسطا عليهم شافعي سالك.... في مذهب لكنَّ فيه فساحا
فيه الغناء مع البراعة جائز.... والطار والشطرنج صار مباحا
وكذا السماع تألفت أصواته.... من مطربات تحدث الأفراحا
وأحل للناس الضياع مآكلاً.... وخيولهم والثعلب الصيَّاحا
هل ربكم قال ارقصوا وتساقطوا.... وأحبه وجداً لكم وأباحا
من شاء طار إلى السماء بزعمه.... شوقاً فلا يحتاج فيه جناحا
ياداعيان دعا العناد وأدِيا.... فرض الجهاد وقدِمّا الأرواحا(2/389)


وتقمصا زرد الحديد وصافحا.... تحت العجاج صوارماً ورماحا
واستعملا تقوى الإله وخوفه.... وسداد ذات البين والإصلاحا
فعسى نفوسكما تجود بجمعها.... طوعاً وإن كانت بذاك شحاحاً

هذا ما وجدته من هذه القصيدة الفريدة، فأجاب عليه الإمام المطهر -عليه السلام- بشعر على وزن شعره، وهو هذا:
نور النصائح من نظامك لاحا.... وعبيرها من نشر طرسك فاحا
لما ندبت إلى شريعة أحمد.... وبديت منها ما استمات وطاحا
قل لي: فما ذنب الذي لخصومه.... بذل التناصف وابتغى الإصلاحا
قلنا: المصاحف والذي في كتبنا.... قالوا نريد كتائباً وصفاحا
قلنا: نحكِّم من رضينا دينه.... قالوا نحكم أسهماً ورماحا
قلنا: التعاون والمعاقل كلَّها.... نعطي أفاضل عصرنا الصُلاَّحا
قالوا: المعاقل إرثنا فنفوسنا.... صارت بهنَّ عن السماح شحاحا
قلنا: فقد علم الإله فنرتجي.... منه الفتوح فلم يزل فتَّاحا
ونقيم نبذل ما بذلنا أولاً.... ونقيم نيات عقدن صحاحا
أترى بعينك بعد ذا كبراً فيا.... خيبا لمثلك أن يرى قداَّحا
الحق ما قلت الخليفة منهما.... من كان عدلاً مانعاً سماحا
آهاً لذي شجو يستر ما به.... عن عاذل خال فلام ولاحا(2/390)

158 / 205
ع
En
A+
A-