الأخبار الشريفة كلها بطرقها مستوفاة في صدر الكتاب وأثنائه.
وخبر: ((قدّموهم ولا تقدموا عليهم))، مروي في أخبار الثقلين المتواترة.
أخرج محمد بن سليمان الكوفي ـ رضي الله عنه ـ بسنده إلى الإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية، وأخيه الإمام يحيى بن عبدالله، عن أبيهما الكامل عبدالله بن الحسن، عن جدّهما، عن علي بن أبي طالب، قال: لما خطب أبو بكر، قام أُبي بن كع ب، فقال: يا معشر المهاجرين والأنصار، ألستم تعلمون أن رسول الله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم - قال: ((أوصيكم بأهل بيتي خيراً فقدموهم ولا تقدموا عليهم، وأمِّروهم ولا تأمَّروا عليهم...إلى آخره))؟
وأخرج الإمام المرشد بالله (ع) في أماليه، بسنده إلى أبي سعيد، عن النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ أنه قال: ((لا تعلموا أهل بيتي فهم أعلم منكم، ولا تشتموهم فتضلوا)).
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((لا تعلموا أهل بيتي فهم أعلم منكم، ولا تسبقوهم فتمرقوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تولوا غيرهم فتضلوا))، أخرجه في الكامل المنير، عن زيد بن أرقم.
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((أربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة: المكرم لذريتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عندما اضطرّوا، والمحب لهم بقلبه ولسانه))، أخرجه الإمام الرضا علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، بسند آبائه (ع)، وأخرجه الديلمي عن الإمام علي /621(2/621)
الرضا (ع) بسنده.
وأخرج الإمام أبو طالب في الأمالي، بسنده إلى الإمام علي بن موسى، بسند آبائه(ع)، قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((ثلاثة أنا شفيع لهم يوم القيامة: الضارب بسيفه أمام ذريتي، والقاضي لهم حوائجهم عندما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه)).
وأخرج الديلمي في الفردوس، عن علي (ع)، عنه صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم: ((حبي وحب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن، أهوالهن عظيمة))، وأخرجه ولد الديلمي.
وأخرج أبو نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي في فوائده، والديلمي، وابن النجار، قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((أدِّبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب أهل بيته، وقراءة القرآن)).
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((الزموا مودتنا ـ أهل البيت ـ؛ فإن من لقي الله ـ عز وجل ـ وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا؛ والذي نفس محمد بيده، لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقّنا))، أخرجه محمد بن سليمان الكوفي، عن الحسين السبط، عن جده ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ؛ أفاده أيده الله في تخريج الشافي.
وأخرجه الطبراني في الأوسط عن الحسين السبط (ع) عن جده ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ؛ ذكره في تفريج الكروب، والمطلع، وغيرهما.
وأخرج الخطيب، وابن عساكر، عن أبي الضحى، عن ابن عباس ـ رضي /622(2/622)
الله عنهما ـ وأخرجاه عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة، عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((والله، لا يبلغوا الخير والإيمان، حتى يحبوكم لله ولقرابتي)).
أفاده أيده الله في التخريج، نقلاً عن التفريج.
قلت: وأخرج الإمام المرشد بالله (ع) قوله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم -: ((والذي نفسي بيده لا يدخل قلب عبد الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله)).
وأخرجه الإمام المنصور بالله (ع) في الشافي، بلفظ: ((لن يبلغوا الخير حتى يحبوكم لله ولقرابتي)).
وأخرجه الثعلبي بلفظ: ((والذي بعثني بالحق نبياً، لا يؤمنون حتى يحبوكم لي)).
وأخرج أحمد، والحاكم، وأبو نعيم، والطبراني، والبيهقي، والترمذي، وابن ماجه، وابن أبي عاصم، وابن مندة، وعمر الملا الموصلي، والبغوي، والروياني في صحيحه، ومحمد بن نصر، وغيرهم، قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((والذي نفس محمد بيده، لا يدخل قلب امرئ الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله)).
وفي لفظ: ((والذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدهم حتى يحبكم لحبي)).
وفي لفظ: ((والله، لا يدخل قلب رجل الإيمان، حتى يحبهم لله ولقرابتي)).
وفي لفظ: ((لا يبلغ الخير ـ أو قال: الإيمان ـ عبد، حتى يحبكم لله ولقرابتي)). /623(2/623)
أفاده السيد العلامة الأوحد، محمد بن علي الحسيني اليمني الأصل، النازل بالجامع الأزهر بمصر، في كتابه نثر الدر المكنون، من فضائل اليمن الميمون، أحسن الله ـ تعالى ـ جزاءه، ووفقنا وإياه.
قلت: ولفظ: ((والله، لن يبلغوا الخير ـ أو الإيمان ـ حتى يحبوكم لله ولقرابتي)) أخرجه الخطيب، وابن عساكر، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وعائشة.
وقال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((يا علي، إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة الله، وأخذت أنت بحجزتي، وأخذ ولدك بحجزتك، وأخذت شيعة ولدك بحجزهم؛ فترى أين يؤم بنا؟))، أخرجه الإمام الرضا علي بن موسى، بسند آبائه (ع)، وفسر الحجزة بالسبب، أبو العباس ثعلب، وابن نفطويه النحوي، لما سألهما أبو القاسم الطائي.
قلت: وهي بضم المهملة؛ وكلامهما يحتمل أن يكون السبب من معانيها لغة حقيقة، وأن يكون مجازاً.
والحقيقة معقد الإزار ونحوه، كما ذكره غيرهما من أهل اللغة.
واستعمالها فيه استعارة مصرحة؛ لذكر المشبه به وحذف المشبه، كاستعمال الحبل في نحو: قوله ـ عز وجل ـ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا } [آل عمران:103]، والعلاقة المشابهة، والقرينة عقلية.
هذا، وروى هذا الخبر الشريف /624(2/624)
الخوارزمي، بسنده إلى الإمام علي بن موسى الرضا، بسند آبائه (ع).
وأخرج السمهودي الشافعي في كتابه جواهر العقدين، عن الحافظ الزرندي في كتابه درر السمطين، عن إبراهيم بن شيبة الأنصاري، قال: جلست إلى الأصبغ بن نباتة، فقال: ألا أقرئك ما أملاه علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ؟
فأخرج إليَّ صحيفة فيها مكتوب ما لفظه:
(بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أوصى به محمد أهل بيته وأمته؛ أوصى أهل بيته بتقوى الله ولزوم طاعته؛ وأوصى أمته بلزوم أهل بيته، وأن أهل البيت يأخذون بحجزة نبيهم ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، وأن شيعتهم يأخذون بحجزهم يوم القيامة، وأنهم لن يدخلوكم في باب ضلالة، ولن يخرجوكم من باب هدى).
وأخرج الطبراني في الكبير، عن ابن عمر، قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((أول من أشفع له يوم القيامة من أمتي أهل بيتي، ثم الأقرب فالأقرب من قريش، ثم الأنصار، ثم من آمن بي واتبعني من اليمن، ثم سائر العرب، ثم الأعاجم؛ ومن أشفع له أولاً أفضل))، أورده من هذه الطريق في التفريج، وكذا في الجامع الصغير، وفيه: قال الشيخ: حديث صحيح.
وقال ـ أيده الله ـ في تخريج الشافي: رواه الطبراني، والدارقطني، والذهبي...إلخ. /625(2/625)