الجماعة؛ فالحكم لله، والموعد القيامة؛ هنالك يخسر المبطلون.
ومما ورد في هذا المقام بخصوصه: ما أخرجه البزار عن فاطمة بنت علي (ع): سمعت رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ في مرضه الذي قبض فيه يقول، وقد امتلأت الحجرة من أصحابه: ((أيها الناس، أوشك أن أقبض قبضاً سريعاً، فينطلق بي، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم؛ ألا إني مخلف فيكم كتاب ربي عز وجل، وعترتي أهل بيتي))، ثم أخذ بيد علي فرفعها، فقال: ((هذا علي مع القرآن))، وقد تقدم خبر المجموع من رواية الإمام الأعظم، عن آبائه ـ صلوات الله عليهم ـ.
وما أخرجه الطبراني من خبر ابن عمر: آخر ما تكلم به النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((اخلفوني في أهل بيتي))، وأخبار باب حطة من دخله غفر له؛ وقد بدّل الذين ظلموا من أمتنا قولاً غير الذي قيل لهم، كما بدل الذين ظلموا من بني إسرائيل قولاً غير الذي قيل لهم؛ وأخبار سفينة نوح، وباب السلم المفتوح، وأخبار النجوم والأمان، وفيها من رواية العامة: ((النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لهم من الاختلاف، فإذا خالفتهم قبيلة اختلفوا فصاروا حزب إبليس))، أخرجه أحمد بن حنبل، والحاكم في المستدرك، وغيرهما، وقد سبق.
[أحاديث تحريم الجنة على من ظلم وآذى أهل البيت(ع)، وأجر من أحسن إليهم]
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وقاتلهم، وعلى المعين عليهم ومن سبّهم؛ أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم))، أخرجه الإمام علي الرضا في الصحيفة بسند آبائه(ع)، وأخرجه عنه الإمام أبو طالب (ع) في الأمالي من طريقه، وأخرجه ابن عساكر، وابن النجار عن علي (ع).
وأخرج الإمام المنصور بالله، بسنده إلى الثعلبي، بسنده إلى الإمام علي الرضا، بسند آبائه إلى علي (ع)، قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم -: ((حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي، وآذاني في عترتي؛ ومن صنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها، فأنا أجازيه غداً إذا لقيني يوم القيامة)). وأخرجه الإمام علي الرضا في الصحيفة. /611(2/611)


قال أيده الله في التخريج: وعنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((من صنع إلى أحد من أهل بيتي معروفاً، فعجز عن مكافأته، كنت المكافئ له يوم القيامة))، أخرجه أبو سعيد عن علي؛ رواه المحب الطبري؛ انتهى من التفريج.
وروى نحوه في صحيفة علي بن موسى الرضا، وقال في تخريجها: أخرجه ابن عساكر عن علي (ع)، وأخرجه الخطيب، عن عثمان بن عفان، والترمذي، والنسائي، والنجاري عن أسامة. انتهى.
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((اشتد غضب الله وغضب رسوله على من أهرق دم ذريتي، أو آذاني في عترتي))، أخرجه الإمام علي الرضا بسند آبائه(ع).
وأخرج ابن المغازلي بلفظ: ((اشتد غضب الله وغضبي على من اهراق دمي، أو آذاني في عترتي)).
وأخرجه ابن النجار عن أبي سعيد، بلفظ: ((والله اشتد غضبه على من أراق دمي، أو آذاني في عترتي))، وأخرجه الديلمي عن أبي سعيد، بلفظ: ((اشتد غضب الله على من آذاني في عترتي)).
وأخرجه البزار عن ابن عمر؛ ذكره السيوطي في الجامع الصغير.
وأخرج الجعابي من الطالبيين: ((من آذى عترتي فعليه لعنة الله))، وأخرج أيضاً: ((من سبّ أهل بيتي، فإنما يريد الله والإسلام)).
وروى الأصبغ بن نباتة، عن علي (ع) مرفوعاً: ((من آذاني في أهل بيتي، فقد آذى الله، ومن أعان على أذاهم وركن إلى أعدائهم، فقد آذن بحرب من الله؛ ولا نصيب لهم في شفاعتي)).
وقد سبق في سند البساط ما أخرجه الناصر للحق بسنده إلى الباقر (ع)، قال: حدّثنا جابر بن عبدالله الأنصاري، قال: خطبنا رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، فقال: ((أيها الناس، من أبغضنا ـ أهل البيت ـ بعثه الله يوم القيامة يهودياً)).
قال: قلت: يارسول الله، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم؟
قال: ((وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم)).
وأخرجه الطبراني والعقيلي عن جابر بلفظ: ((من أبغضنا ـ أهل البيت ـ /612(2/612)


حشره الله يوم القيامة يهودياً، وإن شهد أن لا إله إلا الله)).
[أحاديث وعيد من آذى علياً(ع)]
وفي مناقب ابن المغازلي بسنده إلى معاوية بن حيدة القشيري، قال: سمعت النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ يقول: ((يا علي، لا تبالي، من مات وهو يبغضك مات يهودياً أو نصرانياً... الخبر)).
وقال ـ كثر الله فوائده ـ في تخريج الشافي: قال صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم: ((من آذى علياً فقد آذاني))، أخرجه أحمد، عن عمرو بن شاس الأسلمي، ورواه عنه ابن عبد البر في الاستيعاب، ورواه أبو يعلى، والبزار، وأحمد، والخوارزمي عن سعد بن أبي وقاص، وأخرجه الحاكم، وقال: صحيح.
ورواه الخوارزمي أيضاً عن عبدالله بن دينار الأسلمي، وابن المغازلي عن ابن عباس، وفيه: ((يا أيها الناس، من آذى علياً حشره الله يوم القيامة يهودياً أو نصرانياً)).
قلت: وصدره: ((يا أيها الناس، من آذى علياً فقد آذاني؛ إن علياً أولكم إيماناً، وأوفاكم بعهد الله، يا أيها الناس من آذى علياً بُعث يوم القيامة...الخبر)).
قال: وأخرج هذا الخبر أحمد في مسنده من عدة طرق بلفظ: ((بعث يوم القيامة... إلخ))، وكذا هو بلفظ: ((بعث يوم القيامة)) في مناقب ابن المغازلي.
وقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ } [الأحزاب:57].
وأخرج الكنجي عن مصعب بن سعد بن مالك، عن أبيه سعد، قال: قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((من آذى علياً فقد آذاني)).
وأخرجه الحاكم عن عمرو بن شاس الأسلمي، وصححه هو والذهبي؛ ورواه محمد بن سليمان الكوفي بسنده عن عمرو بن شاس، وأخرجه البخاري في التاريخ.
وأخرجه أبو عمر النمري بزيادة: ((ومن آذاني فقد آذى الله)) عن عمرو بن شاس.
ومن حديث رواه الحاكم أبو القاسم عن علي، عنه صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم: ((من آذى شعرة منك، فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فعليه لعنة الله)).
وروى أيضاً عن أم سلمة عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، قال لعلي: ((من آذاك فقد آذاني))، [انتهى] من شواهده.
وحديث: ((فعليه لعنة الله)) رواه الحاكم في تنبيه الغافلين، والزرندي في الدرر عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي بلفظ: ((لعنة الله وملائكته ملأ السماء، وملأ /613(2/613)


الأرض)) انتهى.
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((من سبّك ـ يا علي ـ فقد سبّني، ومن سبّني فقد سبّ الله، ومن سبّ الله أدخله النار))، أخرجه في الشافي عن الإمام المرشد بالله يبلغ به ابن عباس.
قال ـ أيده الله تعالى ـ: وأخرج هذا الحديث محمد بن يوسف الكنجي ـ رحمه الله ـ بسنده إلى ابن عباس.
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((من سبّ علياً فقد سبني))، أخرجه النسائي عن أم سلمة، وأخرجه الحاكم وصححه هو والذهبي، وأخرجه أحمد عن ابن عباس، وعن أم سلمة؛ وأبو عبدالله الخلاجي عن ابن عباس.
انتهى من الاعتصام.
وأخرجه الطبراني عن علي (ع)، وابن المغازلي بسنده إلى علي بن عبدالله بن عباس؛ وذكره المسعودي.
[أحاديث وعيد من أبغض العترة، ونحوها]
وأخرج أحمد في المناقب، وابن عدي، والديلمي عن أبي سعيد الخدري، عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ أنه قال: ((من أبغض أهل البيت فهو منافق)).
وفي الخبر السابق من أمالي المرشد بالله، بسنده إلى الصادق، مرفوعاً: ((ومن أتاني ببغضهم أنزلته مع أهل النفاق)).
وروى ابن المغازلي، من طريق الإمام علي الرضا، قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((ويل لظالمي أهل بيتي؛ عذابهم مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار)).
وروى محمد بن سليمان الكوفي بسنده إلى الباقر (ع) يرفعه إلى النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((لا يبغض أهل البيت إلا ثلاثة: رجل وضع على فراش أبيه لغير أبيه، ورجل جاءت به أمه وهي حائض، ورجل منافق)).
وأخرج معناه الإمام المرشد بالله وأبو الشيخ. /614(2/614)


وروى أيضاً بسنده إلى زر بن حبيش، عن علي (ع)، أنه قال: قال النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((إنا أهل بيت لا يحبنا إلا مؤمن تقي، ولا يبغضنا إلا منافق رديء)).
وأخرج الملا أنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ قال: ((لا يحبنا ـ أهل البيت ـ إلا مؤمن تقي، ولا يبغضنا إلا منافق شقي)).
وأخرجه المحب الطبري عن علي (ع).
وأخرج الملا في سيرته، وابن سعد: أنه - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم - قال: ((استوصوا بأهل بيتي، فإني مخاصمكم عنهم غداً، ومن أكن خصمه أخصمه، ومن أخصمه دخل النار)).
وأنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ قال: ((من حفظني في أهل بيتي، فقد اتخذ عند الله عهداً)).
وأخرج ابن المغازلي، عن أبي سعيد الخدري، قال: صعِد رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ المنبر، فقال: ((والذي نفسي بيده، لا يبغض أهل البيت أحد إلا كبّه الله في النار)).
وأخرجه بلفظ: ((إلا أدخله الله النار)) الحاكم في المستدرك، والذهبي في التلخيص وقال: على شرط مسلم، وابن حبان وصححه. /615(2/615)

97 / 151
ع
En
A+
A-