سمعته يقول: ((يقتله خير أمتي من بعدي)).
[تخريج حديث: خير رجالكم علي، ونحوه]
ويضاف إلى ما سبق من أخبار خير البرية، وخير البشر، وخير أمتي، وما في معناها نحو قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((خير إخواني علي، وخير أعمامي حمزة))، أخرجه الديلمي عن عابس بن ربيعة.
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((خير رجالكم علي، وخير شبابكم الحسن والحسين، وخير نسائكم فاطمة))؛ أخرجه أبو داود، وابن ماجه، والبيهقي، والحاكم في المستدرك، والطبراني، والروياني، عن عبادة بن الصامت؛ والخطيب، وابن عساكر عن ابن مسعود.
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((خير البرية علي))، رواه الخوارزمي عن أبي سعيد مرفوعاً.
انتهى من التفريج.
وعنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ مخاطباً لفاطمة (ع): ((لقد زوجتك خير من أعلم)) رواه الكنجي عن حبيب بن أبي ثابت، وقال: رواه البخاري في أماليه.
وعنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((علي خير من طلعت عليه الشمس بعدي ومن غربت، وأعلمهم)).
وعنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((أحب الخلق إلى الله بعد النبيين والمرسلين علي بن أبي طالب))، أخرجهما أبو القاسم الجابري في كتاب إقرار الصحابة عن أبي بكر، قال ابن عمر لنافع، وقد سأله مَن خير الناس بعد رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: خيرهم من كان يحلّ له ما كان يحلّ له، ويحرم عليه ما كان يحرم عليه.
...إلى قوله: علي؛ سد أبواب المسجد، وترك باب علي، وقال له: ((لك في هذا المسجد مالي، وعليك فيه ما علي، وأنت وارثي ووصيي، تقضي ديني، وتنجز عداتي، وتقتل على سنتي؛ كذب من زعم أنه يبغضك ويحبني))، أخرجه ابن المغازلي عن جعفر بن محمد، عن أبيه.
وقد مَرّ، وشواهد الجميع لا تحصر.
وفي كل هذه المعاني الشريفة ما لايبلغ أقصاه، ولا يدرك منتهاه، كقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((أنت أخي ووزيري، وخير من أخلّفه بعدي؛ بحبك يعرف المؤمنون، وببغضك يعرف المنافقون؛ من أحبك من أمتي فقد برئ من النفاق، ومن أبغضك لقي الله /508(2/508)
عز وجل منافقاً))، أخرجه الإمام الأعظم في مجموعه بسند آبائه صلوات الله وسلامه عليهم.
وقال الله مخاطباً لرسوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ في الخبر القدسي: ((فأنت نبيي، وخيرتي من خلقي، ثم الصديق الأكبر، الطاهر المطهر، الذي خلقته من طينتك، وجعلته وزيرك، وأبا سبطيك، السيدين الشهيدين، سيدي شباب أهل الجنة، وزوجته خير نساء العالمين))، الخبر من طريقه (ع)، وقد مَرّ.
وأخرج الإمام المنصور بالله (ع) في الشافي بسنده إلى زيد بن الحسن البيهقي، رفعه إلى أنس بن مالك، قال: دخل علي بن أبي طالب على رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، فقال: ((أنت أخي ووزيري، وخليفتي في أهلي، وخير من أخلفه من بعدي)).
وأخرجه محمد بن سليمان الكوفي، بطريقه عن سلمان، عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ بلفظ: ((إن وصيي وموضع سري، وخليفتي في أهلي، وخير من أترك بعدي، علي بن أبي طالب)) أفاده أيده الله في التخريج.
قلت: وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((في أهلي)) ليس للتخصيص؛ إذ ليس الخليفة إلا واحداً على العموم، كما هو معلوم، فخليفته الكائن في أهله، خليفته على جميع أمته؛ وأيضاً الخليفة على الأفضل، خليفة على من دونه بالأولى.
ثم لو سلم فهو في هذا الخبر من باب التنصيص على البعض؛ فقد ورد التصريح بكونه خليفته في أمته، وقد سبق قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((والخليفة في الأهل والمال، وفي المسلمين، وفي كل غيبة)) من رواية الإمام أبي طالب، والإمام المرشد بالله، عن الإمام الأعظم (ع).
وفي خبر أم سلمة من أخبار المنزلة المتقدمة: ((علي أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وعيْبَة علمي، وبابي الذي أوتى منه، والوصي على الأموات من أهل بيتي، والخليفة في الأحياء من أمتي)).
وسبق قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((أول من يدخل علينا أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وقائد الغر المحجلين))...إلى قوله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم -: ((وأنت وصيي وخليفتي، والذي يبين لهم الذي يختلفون /509(2/509)
فيه من بعدي، وتسمعهم صوتي)) وهو مما أخرجه الإمام (ع) في الشافي.
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ في خبر ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ من حديث التسعة الذين جاءوا إليه: ((إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي))، وقد مرّ تخريجه أول البحث.
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ في خبر موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن، عن أبيه، عن جده (ع)، لعلي (ع): ((وأنت وصيي من أهلي، وخليفتي في أمتي؛ من والاك فقد والاني، ومن عصاك فقد عصاني)).
وفي خبر الأنوار الآتي ـ إن شاء الله تعالى ـ قوله صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم: ((ففيَّ النبوة، وفي علي الخلافة))، أخرجه الإمام المنصور بالله (ع) من طريق ابن المغازلي، وابن شيرويه الديلمي، عن سلمان ـ رضي الله عنه ـ.
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((هذا أول من آمن بي، وأول من يصافحني، وهو فاروق هذه الأمة، يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظلمة، وهو الصديق الأكبر، وهو بابي الذي أوتى منه، وهو خليفتي من بعدي))، أخرجه الكنجي الشافعي بالإسناد إلى ابن عباس، قال: سمعت رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، وهو آخذ بيد علي - رضي الله عنه - يقول...الخبر؛ أفاده في شرح الغاية؛ وسيأتي تمام طرق هذا الخبر الشريف ـ إن شاء الله تعالى ـ.
والأخبار في هذا المعنى متواترة، كما حقق ذلك أعلام العترة الطاهرة (ع) وغيرهم، وقد سبق ويأتي ما يكفي ويشفي.
[دلالة الكتاب والسنة على خلافة علي (ع) وشركته في الأمر]
وقد دلّ على خلافة سيد الوصيين، لأخيه سيد النبيين ـ صلى الله وسلم عليهم أجمعين ـ، وشركته في أمره الكتاب المبين، بصريح قوله ـ عز وجل ـ عن موسى لهارون (ع): {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي } [الأعراف:142]، وقوله: {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32)} [طه]، وقد علم بأخبار المنزلة استحقاقه لجميع ما كان له منه إلا /510(2/510)
النبوة.
قال أيده الله تعالى في التخريج في الخبر المروي في الشافي: رواه الناصر للحق(ع)، وعلي بن بلال، وأبو القاسم الحاكم بلفظ: ((إن أخي ووزيري، وخليفتي وخير من أتركه بعدي علي بن أبي طالب...إلخ)).
وأبو علي الصفار بأسانيدهم إلى أنس، ورواه الخوارزمي بدون ((وخليفتي))، عن سلمان.
وروى محمد بن سليمان الكوفي بإسناده إلى أنس بن مالك، عن سلمان الفارسي: ((إن أخي ووارثي وخليفتي، وخير من أترك بعدي، علي بن أبي طالب، يقضي ديني، وينجز موعدي)).
وروى بطريق أخرى عن أنس، عن سلمان: ((إن خليلي ووزيري وخليفتي، وخير من أترك بعدي، علي بن أبي طالب...إلخ الخبر)).
وروي أيضاً عن سلمان بطريق أخرى عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ أنه قال: ((إن وصيي وأعلم أمتي بعدي علي بن أبي طالب)).
وروي أيضاً بطريق أخرى عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ أنه قال: ((وصيي علي بن أبي طالب، هو خير أمتي بعدي)).
وروي عن أبي سعيد، عن سلمان عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ أنه قال: ((إن علياً هو خيرهم، وأفضلهم، وأعلمهم، فهو وليي ووصيي ووارثي)).
وروى عن سلمان بطريق آخر عنه - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم -: ((إني أوصيتُ إلى علي، وهو أفضل من أترك بعدي)) انتهى.
[تخريج أحاديث: الوصاية والخلافة ونحوها لعلي]
وعنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((إن وصيي، وموضع سري، وخير من أترك بعدي، ينجز عدتي، ويقضي ديني، علي بن أبي طالب)) رواه الطبراني عن أبي سعيد عن سلمان، والكنجي عن سلمان، والحاكم أبو القاسم بلفظ: ((إن وصيي، وخليفتي، وخير من أترك بعدي... إلخ))، عن سلمان أيضاً.
وروى الحاكم خبر: ((إن خليلي)) المارّ عن أنس.
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ لسلمان: ((يا أبا عبدالله إن أخي ووارثي وخليفتي وخير من أترك بعدي علي بن أبي طالب، يقضي ديني، وينجز موعدي)) أخرجه محمد بن منصور، عن سلمان الفارسي.
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((يا علي، حربك حربي، وحزبك حزبي، من أحبك أحبني، ومن أحبني فقد أحبّ الله، ومن أبغضك أبغضني /511(2/511)
ومن أبغضني فقد أبغض الله؛ أنت وزيري في حياتي، وخليفتي بعد وفاتي))، رواه العالم الولي، إسحاق بن أحمد بن عبد الباعث ـ رضي الله عنه ـ في كتاب الحياة.
وفي محاورة النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ لفاطمة (ع): ((يا فاطمة؛ أنتِ بضعة مني، وعلي مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي؛ يا فاطمة، إني سألت الله أن يجعل لي علياً وزيراً وخليفة من بعدي...الخبر))، رواه في كتاب إقرار الصحابة لأبي القاسم الجابري.
وفيه: روى تميم بن بهلول ـ وذكر سنده إلى عائشة ـ قالت: قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((أنا سيد الأولين والآخرين، وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين، وأخي ووارثي، وخليفتي في أمتي))...إلى قوله: ((وهو إمام المسلمين، وولي المؤمنين، وأميرهم بعدي)).
[خطبة سلمان في فضل أمير المؤمنين وخلافته]
وروى أبو إسماعيل الكوفي، عن زاذان، عن سلمان الفارسي، أنه قال في خطبته بعد أن حمد الله، وأثنى عليه:
أما بعد:
أيها الناس؛ فإني قد أوتيت علماً، ولو أخبركم بكل ما أعلم لقالت طائفة: مجنون، وقالت طائفة: رحم الله قاتل سلمان.
..إلى قوله: ألا وإن لكم منايا، تتبعها بلايا؛ ألا وإن عند علي بن أبي طالب علم المنايا والبلايا، وفصل الخطاب، وهو على سنة هارون بن عمران، حين قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((أنت خليفتي ووصيي في أهلي، أنت مني كهارون من موسى))، أمَا والله لو ولّيتم علياً لأكلتم من فوقكم، ومن تحت أرجلكم...الخبر.
انتهى من الكامل المنير.
وروى هذه الخطبة محمد بن سليمان الكوفي بإسناده إلى ابن عباس.
..إلى قوله: فقال ـ أي سلمان ـ بعد حمد الله ـ: أيها الناس فإني قد أوتيت علماً...إلخ، باختلاف يسير؛ من مناقبه.
قلت: وقد أشار إليها الإمام المنصور بالله (ع) في الشافي، وذكر منها قوله: أنسيتم أو تناسيتم.
وقوله: والله لو أعلم أني أعزّ لله ديناً، أو أمنع لله ضيماً لضربت بسيفي قدماً قدماً. /512(2/512)