وقالوا: بأن المذهب الحق مذهب .... يكون من الأتباع فيه عوالم
وما كثرة الأتباع في الحق آية .... إذاً ذهبت بالفلج فيه الأعاجم
إلى قوله:
وهم ظلموا المختار أجراً أتى به الـ .... ـكتاب ومن هذا تكون الجرائم
إذا ظلموا آل الرسول مودة .... فلا بد يوماً تستقص المظالم
وإن ينبحوا سادات آل محمد .... فهل قمر من نبحة الكلب واجم؟!
وليس يضر البحر وهو غطمطم .... إذا ما رماه بالحجارة راجم
فيا راكباً هوجاء من نسل شدْقم .... تأخر عنها اليعملات الشداقم
أنخها على باب الإمام محمد .... إمام هدى طالت به الناس هاشم
ـ قلت: يعني إمام عصره، الإمام الناصر لدين الله، صلاح الدين، محمد بن الإمام المهدي علي بن محمد (ع)، و(هاشم) فاعل طالت، و(الناس) مفعوله، من باب المغالبة، فهو من باب قوله:
إن الفرزدق صخرة عادية .... طالت فليس تنالها الأوعالا
قال:ـ
أقول له ما قاله في جدوده .... أخو مِقةٍ للمدح في الآل ناظمُ
فجودكم في الناس للرزق قاسم .... وسيفكم في الناس للكفر قاصمُ
وما الناس إلا أنتم دون غيركم .... وسائر أملاك الزمان بهائم
وقل لي له من بعد تقبيل كفه .... ولثم له حتى كأني لاثم:
أَيُنْكر مولانا علي مكانه .... وعلمك زخّار وسيفك صارم؟
فماذا ترى والأمر أمرك في الورى .... أتنكر هذا أم على الغيظ كاتم؟
وماذا يقول السابقون إلى الهدى .... ومن بهم في الحق تقوى العزائم؟
ألا يالزيد دعوة علوية .... لصاحبها التوفيق واليمن خادم/141(2/141)
وهل قائم منكم له بفريضة؟ .... فإن ابتداعات الأعادي قوائم
وهل عامل لله لاشيء غيره .... ومجتهد؟ فالأمر والله لازم
إذا لم يكن فيكم ظهور حمية .... على مذهب الهادي وإنْ لام لائم
فلا نشرت للعلم منكم دفاتر .... ولا لويت للفضل فيكم عمائمُ
... انتهت.
وقد تركتُ مالم يتوقف عليه شيء من المعاني.
ولله هذا السيد الإمام (ع)! إن من الشعر لحكمة، وإن من البيان لسحراً.
---
[ذكر القصيدة التي أوردها فقيه، الخارقة وقصيدة الهادي بن إبراهيم في الجواب عليه]
ومن فرائد قصائده، جوابه على الأبيات، التي أوردها فقيه الخارقة، وذكرها الإمام المنصور بالله (ع) في الشافي، وردّ على جميعها بالبرهان الكافي، وهي:
علي بايع الصديق حقاً .... وناداه ليغزو فاستجابا
وللفاروق بايع بعد هذا .... وزوجه ابنةً طابت وطابا
وبايع لابن عفان ووالى .... وما عنه صواب الرأي غابا
تولى ذا وهذا بعد هذا .... فهل في دينه والحق حابا؟
أجيبوني على هذا بصدق .... أأخطأ في الطريقة أم أصابا؟
فإن أنكرتموا ما كان هذا .... لعنا فيه أكذبنا جوابا
فقال السيد الإمام الهادي (ع):
علي خالف الخلفاء فيما .... زعمتم أنه فيه أجابا
ولو كان الذي فعلوه حقاً .... لما حضروا سقيفتهم وغابا
إلى قوله:
وما سبب التقاعد عن عتيق .... إذا كانت خلافته صوابا؟
ومنها:
أجيبونا على هذا بصدق .... أأخطأ في التقاعد أم أصابا؟
/142(2/142)
فإن أنكرتم ما كان هذا .... لعنا فيه أكذبنا جوابا
إلى قوله:
إليك مقالة مني أجبها .... فقد عارضت بالوشل العبابا
ومنها:
إذا رضي الوصي لهم فعالا .... ولم يك عندكم سكت ارتيابا
فلم غضب الوصي غداة جاؤا .... إليه؟ ولم أنالهم عتابا؟
ولم هدرت شقاشقه عليهم .... وكاد يفض مقوله الصلابا؟
ومنها:
ولم هجر السقيفة حين كانت .... بها الأصوات تصطخب اصطخابا؟
وقلتم في الوصي لنا مقالاً .... ولم تخشوا من الله العقابا:
وبايع لابن عفان ـ زعمتم ـ .... وتابعه ولان له الجنابا
فلم في قتل عثمان تأنى .... وأغدف يوم مقتله النقابا؟
ولم قتلته أقوام وكانوا .... لحيدرة وعترته صحابا؟
ولم ردّ القطائع من يديه .... وكان لسافكي دمه مآبا؟
ومنها:
فكيف جواب ما قلناه؟ هاتوا .... لنا عن بعض ما قلنا جوابا
ومنها:
إذا والى بزعمكم عتيقاً .... ولم يرَ في خلافته اضطرابا
ووالى صاحبيه كما زعمتم .... وما في دينه والحق حابا
فلم دفن البتول الطهر ليلاً .... ولم يحثوا بحفرتها ترابا؟
ولم غضبت على الأقوام حتى .... غدت فيهم مجرعة مصابا؟
ولم أخذوا عطيتها عليها؟ .... وسوف يرون في غدٍ الحسابا
ولم طلبوا عيادتها فقالت: .... أبينوا القوم حسبهم احتقابا؟ /143(2/143)
ولم لعقائل الأنصار قالت .... وقد جاءت تسائلها خطابا:
لقد أصبحت عائفة وإني .... لمن لم يُرض فيَّ أُبِيَّ آبا
ولم ماتت بغصتها ترى في .... أكف القوم نحلتها نهابا؟
وماتت وهي غاضبة روته .... غطارفة بها شرفوا انتسابا
همُ غضبوا لفاطمة وإن الـ .... ـملائك في السماء لها غضابا
فكيف يقال: والاهم علي .... وهم سَقّوا أبا الحسنين صابا؟!
ومنها:
فمن زعم الوصي لهم موالٍ .... فقد عظمت خطيئته ارتكابا
ومنها:
ولكن تابع الأقوام كرهاً .... وصاحب بالمهادنة الصحابا
مخافة أن يرى في الدين ثلماً .... ويصبح ربعهُ العالي خرابا
ومنها:
ولايته من الرحمن وهو الـ .... إمام فما أتى إلا صوابا
أليس الله سمّاه ولياً .... وأنزل في ولايته كتابا؟
وأي القوم كان أشدّ بأساً .... وأعظم منه صبراً واحتسابا؟
ومنها:
وأي القوم واخاه الرسول الـ .... أمين وكان أشرفهم جنابا؟
وأي القوم قدّم في المغازي .... وموج الموت يضطرب اضطرابا؟
وأي القوم زوّجه بتولاً .... وألبسه عمامته السحابا؟
وأي القوم أقدمهم جهاداً .... وأعظم في سوابقه اكتسابا؟
ومنها:
وأي القوم معصوم سواه؟ .... وأي القوم أطهرهم شبابا؟
/144(2/144)
ومنها:
وأي القوم ردّ الله شمس النـ .... ـهار له وقد لبست حجابا؟
ومنها:
وأي القوم روح القدس كان الـ .... ـثناء عليه منه مستطابا؟
ومنها:
ومن عهد النبي إليه ألا .... يجهزه سواه إذا أنابا؟
ومن مولاهم بغدير خمٍ؟ .... ومن زكى بخاتمه النصابا؟
ومن سما إله العرش نفساً؟ .... ومن في داره أهوى شهابا؟
ومن أردى سواد الكفر حتى .... غدا للسيف هامهم قرابا؟
ومنها:
ومن ببراءة أضحى رسولاً .... وكان على تحملها مثابا؟
ومن كان الفداء لخير روحٍ .... ولم يخف المناصل والحرابا؟
ومن أعطاه رايته اختياراً .... بخيبر إذ دحى للفتح بابا؟
ومنها:
ومن يكن اللواء غداً لديه؟ .... ومن يسقي من الحوض الشرابا؟
ومن خصّ النبي بفتح باب؟ .... ومن سد النبي عليه بابا؟
ومن كانت خلافته معيناً؟ .... ومن كانت خلافته سرابا؟
ومن كانت إمامته بوحيٍ؟ .... ومن كانت إمامته اغتصابا؟
علي خير من ركب المطايا .... وأفضل من علا الجرد العرابا
هو النبأ العظيم وفلك نوحٍ .... إمام الحق أشمخهم قبابا
وإن يتقدموه بلا دليلٍ .... فهاكم في تقدمهم جوابا
همُ أخذوا خلافته برأي .... وكان الخبط للأقوام دابا
/145(2/145)