((كل بني أنثى ينتمون إلى أبيهم، إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وعصبتهم، وهم عترتي))، ذكره الإمام عبدالله بن الحسن في الأنموذج.
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه، وجعل ذريتي في صلب علي)) أخرجه المرشد بالله (ع)، عن جابر.
وفي البخاري ومسلم خبر: ((إن جبريل (ع)، قال: كل نسب وسبب ينقطع، إلا نسبك وسببك)) قاله لرسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ.
وفي البخاري، عن أبي بكرة، قال: سمعت رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ والحسن إلى جنبه، وهو ينظر إليه يقول: ((إن ابني هذا سيد))...الخبر.
وأخرج أبو يعلى، عن علي (ع)، عنه - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم -: ((لأرضينّك، أنت أبو ولدي، تقاتل على سنتي))...الخبر.
وفي الأنموذج قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((أنت أخي، وأبو ولدي، تقاتل على سنتي))، أخرجه أحمد، وأبو يعلى من حديث علي (ع)، وأخرجه أحمد من حديث زيد بن حارثة، وأخرج الدار قطني بمعناه من حديث عامر بن واثلة، وعاصم بن ضمرة، وأخرج الترمذي من حديث أسامة، إلى قوله: فإذا حسن وحسين على وركيه، فقال: ((هذان ابناي)).
وأخرج أيضاً من حديث أنس بن مالك، قال: سُئِل رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، أي أهلك أحب إليك؟
قال: ((الحسن والحسين))، وكان يقول لفاطمة: ((ادعي لي ابنيَّ)).
وأخرج أحمد، والدولابي، عن يعلى بن مرة، قال: جاء الحسن والحسين إلى رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، وساق...إلى قوله: ((اللهم إني أحبهما فأحبهما؛ أيها الناس الولد مجبنة))...الخبر. /271(2/271)


وأخرج ابن السري، وصاحب الصفوة؛ عن عبدالله قال: قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((هذان ابناي))، يعني الحسن والحسين.
إلى غير ذلك مما لايسعه المقام؛ وقد جمع ذلك المولى العلامة الحسن ـ أيده الله تعالى ـ في تخريج الشافي؛ وفيما تقدم كفاية، وقد أحاطت به مؤلفات العترة (ع) وسائر الأمة.
هذا، ويعني بقوله: وإذا يدعى إلى الغير أبى.
فذلك بنص القرآن الكريم، في قوله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ } [الأحزاب:40]، لما كانوا يدعون زيد بن حارثة ابنه، على عادة العرب في التبني، وقد كرر الله تعالى الإنكار عليهم في ذلك.
وهذا عارض لايخلو ـ إن شاء الله ـ من إفادة، لمن ألقى السمع وهو شهيد.
(رجع) قال: كان وفاته ـ أي أحمد بن إبراهيم ـ في ربيع الأول، سنة ست عشرة وتسعمائة، وقبره بالأجيناد مع من هناك من الأشراف، انتهى.
قلت: وقد انتقم الله ـ تعالى ـ لهم من ذلك السلطان المريد، وأجاب دعاءهم؛ وأخذ بثأرهم الإمام المتوكل على الله شرف الدين، كما حققته في التحف الفاطمية ، والله الولي الحميد.
[نبذة من الفلك الدوار]
قال السيد الإمام حافظ اليمن، في علوم الحديث المسمى بالفلك الدوار:
الحمد لله، المختص بالقدم، وإخراج العالم من محض العدم.
إلى قوله:/272(2/272)


والصلاة والسلام الأتمان الأكملان، على نبيه محمد المصطفى، الذي جعله للنبوة ختاماً، ورفع له في الدين ألويةً وأعلاماً، وجعله للنبيين سيداً وللمتقين إماماً.
إلى قوله: صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم، وعلى أخيه ووليه، وابن عمه وحبيبه ووصيه، أول من صدق به من المسلمين، وأفضل أمته أجمعين، وخليفته بلا فصل بالنص المستبين، سيفه المنتضى، علي المرتضى، وعلى ابنته فاطمة الزهراء، سيدة النساء، خامسة أهل المباهلة والكساء، التي خصها رب العالمين، بأن جعل منها نسل سيد المرسلين، وعلى ولديهما سيدي شباب أهل الجنة باليقين، المنصوص على إمامتهما بقول الصادق الأمين، المخصوصين بما ثبت من رواية الشيعة والمحدثين، من قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ ((إنه أبوهما، وعصبتهما))، والعاقل عنهما، تفضيلاً لهما بتلك الخصاصة الشرعية على جميع الآدميين؛ ثم على السابقين والمقتصدين، من أسباطهم إلى يوم الدين، المخصوصين بالمناقب الدثرة، والفضائل التي لاتحصى كثرة، الذين نزلت فيهم آية المودة والاصطفاء والتطهير، والمباهلة والإطعام والسؤال من اللطيف الخبير، ووردت فيهم الأخبار الصحيحة، والآثار المستبينة، كحديث: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به))، وباب حطة، وخبري السفينة، المعصوم إجماعهم من الخطيئات، المشروع أن يصلى عليهم في تشهد الخمس الصلوات، معدن النبوة والوصية والخلافة، والواجب حبهم وبغض أعدائهم على الكافة.
ورضي الله عن أصحاب رسول الله الأخيار، السابقين الأبرار، الذين اتبعوه في ساعة العسرة من المهاجرين والأنصار، الذين أُخْرِجُوا من ديارهم وأموالهم ابتغاء الفضل والرضوان، والذين من قبلهم تبوءوا الدار والإيمان، كمن حضر العقبة الأولى، ثم العقبتين، وصلى القبلتين، وهاجر الهجرتين، وشهد بدراً وأحداً /273(2/273)


وغيرهما من الغزوات، التي بلغت إلى سبع وعشرين غزوة عدداً.
وعن رجال البعوثات والسرايا، الذين رحضوا بالجهاد أدران الخطايا، وتعرضوا للفوز بالشهادة ولقاء المنايا، كمن استشهد بمؤتة، وعلم الله وفاته فيها وكتب موته، وبغيرها من رجال البعوثات والسرايا، التي بلغ عددها ثمانياً ـ وقيل: تسعاً ـ وثلاثين قضية، ما بين بعثة وسرية.
وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وعن أنصار أمير المؤمنين، في يوم الجمل والنهروان وصفين، وأعوان الحسن والحسين، ممن حضر كربلاء، وفاز بالشهادة بعد الإبلاء والبلاء، من سادات العترة الطاهرين، وأشياعهم الوافين، في البيعة الصادقين.
...إلى قوله: وعمن بعدهم من أئمة الهدى، وشموس الاهتداء، وبدور الدياجي وأعلام الاقتداء، من آل محمد المصطفى، وولاة أمر الله، وخزان علم الله، وورثة وحي الله، وعترة نبي الله، كالإمام الشهيد الولي، زيد بن علي بن الحسين بن علي.
صلى الإله على زيد وشيعته .... ومَنْ كزيد وزيد خيرة الخيرِ
قلت: هو في بسامته:
صلى الإله على زيد وصفوته .... يحيى وصلى على أشياعه الغررِ
السالكين إلى الأخرى مسالكها .... والمقبلين على أعمالها الأخرِ
ففي النهار جهاد طار عِثْيَره .... والليل ترجيع آي الذكر في السحرِ
وأشهد الله أن الحق دينهم .... وأنهم صفوة الباري من البشرِ
قال: وعلى من شايعهم، ووالاهم وبايعهم، وكثر سوادهم، وحضر جهادهم واجتهادهم، من أفاضل الشيعة، وفرسان الشريعة، وأعلام الملة، ورعاة الشمس والقمر، والأفياء والأظلة، المستمسكون /274(2/274)


ـ قلت: كذا مرفوع على القطع، وهو في محله قال:ـ بحجزهم عن الوقوع في كل مهولة ومزلّة، والمستعصمون بهديهم عند ظهور مخوفات الفتن المضلة، الصابرين ـ قلت: عاد إلى الإتباع، ويحتمل النصب على المدح قال:ـ في محبتهم على البلوى وأنواع العذاب، واختلاف السياط والمقارع وسمل الأعين وضرب الرقاب.
...إلى قوله: وبعد:
فإن أفضل العلوم بعد معرفة الله، التي هي أفضل معقوله، معرفة كتاب الله، وسنة رسول الله صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم، الذين هما أشرف منقوله، وإليهما مرجع علم الأمة الأحمدية ومنبع فروعه وأصوله.
أما الكتاب العزيز، فإن الله ـ تبارك وتعالى ـ قد تكفل بحفظه وحراسته، وحمايته وكلايته، من الاختلاف والتحريف، والتبديل والتصحيف، كما قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّ كْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر:9].
لاجرم أن الملحدين في الدين، وغيرهم من أعداء المسلمين، وأصناف المبتدعين، لم يجدوا سبيلاً إلى تغييره، ولا التفت نحارير العلماء إلى ما اخترعوا من تأويله، وابتدعوا من تفسيره، فبقيت آياته المحكمات بينة واضحه، والأخر المتشابهات وجوه تأويلها للراسخين مكشوفة لائحة؛ ولذلك أمر النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ أمته بالرجوع إليه، وأرشدهم في معرفة صدق الحديث أن يعرضوه عليه، كما سيأتي /275(2/275)

31 / 151
ع
En
A+
A-