وجمع الكتب وتصحيحها، وإسماعها وسماعها.
[ترجمة السيد عبدالله بن القاسم العلوي]
وأجل تلامذته: الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين (ع)، والسيد عبدالله بن القاسم العلوي.
قلت: هو من أعلام آل محمد.
قال السيد الإمام في ترجمته: قال تلميذه في الزهر الباسم: أما مولده فليلة عرفة، سنة تسع وثمانين وثمانمائة.
وبسط في مقروءاته ومشائخه.
إلى قوله: وأما علمه فلم أرَ أعلم منه، ولايرى مثل نفسه في الأصولين، والنحو، والتصريف، والمعاني والبيان.
وأما اللغة، والحديث، والفقه، واستحضار مسائله، فهو وإمامنا، أوحد ما رأيت من أصحابنا الزيدية.
وأما معرفته مقاصد مصنفي التصانيف الغامضة الدقيقة، فشيء وراء طور العقول، وأما مادة الاعتراضات التي اعتقد صوابها علماء عصره، فينقضها أحسن نقض وأوضحه، فشيء لايؤمن به إلا من شاهده من أولي البصيرة.
وأما حفظه: فلم أرَ أحفظ منه، يحفظ من الأمثال، والشواهد، والآداب، شعراً، ونثراً، ومثلاً، وتاريخاً، بحراً لاينزف، وجمعنا الشواهد والفوائد النحوية في مجلد أملاها علينا، ولم نجمع عُشْر ما سمعنا منه.
وأما ورعه: فكلمة إجماع، وعبادته: لايزال ذاكراً لله سراً وجهراً، كثير الدمعة في الخلوات، وإذا اشتغل بأبناء الزمان رأيته ضاحكاً مستبشراً، يقبل على كل أحد بكليته؛ فهو السيد المقام المجتهد، شيخ العترة الزكية، وغوث الملة المحمدية.
قال السيد الإمام: وذكر الإمام القاسم بن محمد أن السيد عبدالله يروي عن السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير بغير واسطة؛ وأفاد السيد الإمام أن للسيد عبدالله من السيد الهادي بن إبراهيم، والإمام شرف الدين، /266(2/266)


ومن السيد أحمد الأهنومي، إجازة في جميع مروياتهم عموماً.
قال القاضي: هو السيد العالم إمام التحقيق...إلخ، ولم يذكروا وفاته.
قلت: وصاحب الزهر الباسم، هو السيد أبو الحسن علي ابن الإمام شرف الدين وسيأتي ـ إن شاء الله تعالى ـ.
قال السيد الإمام: والسيد أحمد بن الهادي الأهنومي، والسيد محمد بن عبدالله بن محمد بن الهادي بن الإمام يحيى بن حمزة.
قال في تمام ترجمة الهادي بن إبراهيم (ع) نقلاً عن تاريخ آل الوزير: بَرَّز في المعقول والمنقول، فطرز بتحقيقاته وأنظاره الثاقبة مصنفات آل الرسول؛ فاضت عليه أنوار والده المشرقة النوارة، وهطلت سحائب علومه المغدقة الدرارة.
...إلى قوله: ولما نقل السلطان الأشراف، نقل سيدي الهادي إلى رداع، فسكن فيه، ووقف مع السلطان في حضره وسفره، ومع ذلك فهو وافر الجلالة، تؤخذ عليه الفتوى، ولم يعذره السلطان من العزم معه إلى تعز، فسار مكرهاً، فتألم أياماً، وقيل: إنه سمّ فمات في صباح يوم الجمعة، خامس عشر من محرم، سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة؛ وقبره بالأجيناد مع من هنالك من الأشراف، عند ضريح الإمام إبراهيم بن تاج الدين (ع).
[ترجمة السيد أحمد بن صارم الدين الوزير]
وقال السيد الإمام في ترجمة أخيه أحمد بن إبراهيم: مولده سنة اثنتين وستين وثمانمائة، سمع على أبيه في الفنون كلها جميعاً، وأخذ عنه ولده عبدالله؛ كان له معرفة تامة، وفصاحة ورجالة، وكفالة لأهله ووجاهة، وعلوّ منزلة، ومكاتبات حسنة، ومعرفة بالأساليب؛ وكان أول من لبى دعوة الإمام محمد بن علي السراجي، وجاهد معه، وجمع وحشد، وجدّ واجتهد، وكان عند الإمام وغيره، بالمحل المنيف، والمنزلة العالية.
...إلى قوله: /267(2/267)


وكان السلطان ـ يعني عامر بن عبد الوهاب ـ ينحرف عنه، ولما نقل الأشراف من صنعاء، نقله إلى تعز، فتعاورته الآلام، وهو مع ذلك مقيم على الدرس في جامع تعز، وكان والده يرق له، وله إليه قصائد.
قلت: من ذلك قوله:
كلّما هبّ جنوب وصبا .... من تعز زاد قلبي وصبا
وتذكّرتُ أحيباباً بها .... لهمُ عام بهاتيك الربا
ومنها:
قد رضينا ما قضى الله لنا .... وبما قدر أو ما كتبا
ومنها:
برسول صادق أرسله .... وبنيه الأكرمين النجبا
نحن منه بضعة صالحة .... وهو لاينجب إلا طيبا
وكفانا شرفاً في قومنا .... أننا ندعوه جداً وأبا
من دعا منّا إليه يستجب .... وإذا يدعى إلى الغير أبى
/268(2/268)


[أدلة كون أبناء الحسنين أبناء رسول الله (ص)]
قلت: يعني أن الله ـ عز وجل ـ سمّاهم بنص القرآن أبناءه، في قوله تعالى: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ } [آل عمران:61]، وأجمعت الأمة أنه لم يَدْعُ من الأنفس إلا علياً، ولا من النساء إلا فاطمة، ولا من الأبناء إلا الحسنين ـ صلوات الله عليهم وسلامه ـ وما تواتر نقله، وعُلِم بالضرورة من دعائه للحسنين ابنيه، ودعائهما له ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ أباهما، ونحو قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((كل ولد آدم فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فأنا أبوهم وعصبتهم))، رواه إمام الأئمة الهادي إلى الحق، وأخرجه أحمد بن حنبل، والدار قطني، والطبراني، وعبد العزيز الأخضر، وابن السمان، عن عمر بن الخطاب، عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ.
وأخرجه الطبراني، والخطيب، وأبو يعلى عن فاطمة الزهراء ـ عليها السلام ـ.
وما رواه الإمام علي بن الحسين الشامي في نهج الرشاد، بسنده إلى الإمام المؤيد بالله، وأبي طالب، وأبي العباس الحسني، بسندهم إلى الإمام يحيى بن المرتضى، عن عمه الناصر أحمد بن يحيى بن الحسين، عن أبيه الهادي إلى الحق، عن أبيه الحسين، عن أبيه القاسم، عن أبيه إبراهيم، عن أبيه إسماعيل، عن أبيه إبراهيم، عن أبيه الحسن، عن أبيه الحسن، عن أبيه علي بن /269(2/269)


أبي طالب، عن رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ أنه قال: ((كل بني أنثى ينتمون إلى أبيهم، إلا ابني فاطمة فأنا أبوهما وعصبتهما)).
وما رواه الإمام الأعظم في المجموع، بسند آبائه (ع): لاتجوز شهادة ولد لوالده، ولا والد لولده، إلا الحسن والحسين، فإن رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ شهد لهما بالجنة.
وأخرج نحوه ابن عساكر، والحاكم، عن جابر، وعثمان بن أبي شيبة، عن فاطمة الزهراء ـ عليها السلام ـ، وعن جابر.
وأخرج ابن المغازلي، عن أبي أيوب، عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((إن الله جعل نسل كل نبي من صلبه، وجعل نسلي من صلبك يا علي)).
وروى الإمام الحجة، المنصور بالله عبدالله بن حمزة، في الشافي: ((إن الله جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب)).
وأخرجه الطبراني، وابن عَدي، والكنجي، وابن المغازلي، عن جابر؛ والخطيب، وأبو الخير القزويني، والكنجي، عن ابن عباس؛ وصاحب كنوز المطالب، عن العباس.
وروى صاحب كنوز الأخبار علي بن محمد النوفلي، عن صالح بن علي بن عطية الأصم، بسنده إلى العباس، قال: كنت عند رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، فدخل علي بن أبي طالب؛ وساق إلى أن قال النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((وإن ذريتي بعدي من صلب هذا))، يعني علياً.
ذكره المسعودي في مروج الذهب، عن جابر من حديث طويل بعد فتح خيبر، قد تقدم.
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ في خبر فتح خيبر الطويل المتقدم: ((وإن ولدك ولدي)).
وأخرج ابن عساكر، عن جابر، عن النبي - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم -: /270(2/270)

30 / 151
ع
En
A+
A-