قلت: وأحداثه مشهورة، وكلمات الوصي - عليه السلام - العلمية العصمية في شأنه معلومة، وفيها ـ كما قال الإمام المنصور بالله - عليه السلام - لأهل العلم مجال واسع.
[عثمان بن مظعون]
عثمان بن مظعون (بمعجمة مشالة، فمهملة) بن حبيب، أبو السائب الجمحي، أسلم قديماً، وهاجر الهجرتين، وشهد بدراً، وكان يصوم النهار ويقوم الليل.
توفي بعد سنتين من الهجرة، ويقال: إنه أول الصحابة موتاً.
أخرج له: الإمامان أبو طالب والمرشد بالله، ومحمد.
قلت: وفي الاستيعاب والإصابة: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبله بعد ما مات، وهو أول من دُفن بالبقيع، ووضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجراً عند رأسه وقال: ((هذا قبر فرطنا ))، ولما توفي إبراهيم ابن النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - قال - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -: ((الحق بالسلف الصالح عثمان بن مظعون )).
[عثمان بن أبي العاص]
عثمان بن أبي العاص الثقفي الطائفي، أبو عبد الله، قدم على رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - سنة تسع، واستعمله النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - على الطائف، ولم يزل عليها حتى استعمله عمر على عمان والبحرين، ثم نزل البصرة، وبها توفي سنة إحدى وخمسين.
عنه: ابن المسيب ، ونافع بن جبير، ومطرف، والحسن، وغيرهم.
أخرج له: المؤيد بالله ، وأبو طالب، ومحمد، ومسلم، والأربعة /140(3/140)
[عدي بن حاتم الطائي]
عدي بن حاتم الطائي، الجواد بن الجواد، قدم على رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - سنة تسع، فأكرمه وفرح بإسلامه، وشهد فتوح العراق وكسرى، وفتوح الشام، وشهد مع أمير المؤمنين - عليه السلام - حروبه، وكان من خلّص أصحابه ومحبيه؛ ثم نزل الكوفة ومات سنة ثمان وستين، عن مائة وعشرين.
خرج له: الجماعة، وأئمتنا الخمسة، إلا المؤيد بالله .
[عدي بن زيد الجذامي]
عدي بن زيد الجذامي، له حديث.
عنه: داود بن الحصين ، وعبد الله بن أبي سفيان .
خرج له: أبو داود ؛ كذا في الطبقات ، ولم يذكر أنه خرج له أحد من أئمتنا.
[العرباض بن سارية]
العرباض (بكسر العين، وسكون الراء، فموحدة، فألف، فضاد معجمة) بن سارية السلمي، أبو نجيح (بفتح النون، وكسر الجيم) من أهل الصفة، سكن حمص.
عنه: أبو أمامة، وجماعة.
توفي سنة خمس وسبعين.
أخرج له: الإمام أبو طالب ، والأربعة.
[عروة بن الجعد]
عروة بن الجعد (بجيم فمهملتين) البارقي ـ وعن ابن المديني أنه ابن أبي الجعد ـ أول من ولي القضاء بالكوفة.
عنه: الشعبي ، والسبيعي، وغيرهما.
أخرج له: الجماعة، ومحمد بن منصور حديث الأضحية، وعبد الرزاق وابن أبي شيبة حديث: أعطاه ديناراً /141(3/141)
[عروة بن مضرس ]
عروة بن مضرّس (بضم الميم، وفتح الضاد معجمة، وكسر الراء مشددة) الطائي، شهد حجة الوداع، له أحاديث؛ عداده في الكوفيين.
أخرج له: الأخوان، والأربعة.
[عفيف الكندي]
عفيف الكندي، عمّ الأشعث، صحابي.
عنه: ابنه إياس.
أخرج له: أبو طالب ، والنسائي، وابن عدي، وابن عساكر؛ انتهى ما أفاده في الطبقات .
قلت: هو من رواة خبر صلاة أمير المؤمنين، وخديجة بنت خويلد - عليهما السلام - مع الرسول - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - وليس أحد يعبد الله في الأرض غير هؤلاء الثلاثة، أخرجه الإمام أبو طالب ، والإمام المنصور بالله - عليهما السلام -، والكنجي، ومحمد بن سليمان الكوفي، والبخاري في تاريخه، والنسائي، والبغوي، وابن أبي خيثمة، وابن مندة، وصاحب الغيلانيات، وابن عبد البر.
عن إسماعيل بن إياس بن عفيف عن أبيه عن جده.
وفي الاستيعاب: من كلام العباس له: ولم يتبعه إلا امرأته وابن عمه هذا الفتى، وهو يزعم أنه سيفتح له كنوز كسرى وقيصر.
قال: وكان عفيف يقول وقد أسلم وحسن إسلامه: لو كان الله رزقني الإسلام يومئذ، كنت ثانياً مع علي بن أبي طالب .
وأخرجه عن يحيى بن عفيف الحاكم الحسكاني ، والكنجي، والنسائي، وأبو يعلى الموصلي، وابن عبد البر، وقال: حديث حسن جداً، وفي روايته من كلام العباس: ولا والله ما أعلم على وجه /142(3/142)
الأرض أحداً على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة. انتهى.
وأخرجه أبو جعفر الإسكافي عن خالد بن نافع عن عفيف.
وأخرج أبو جعفر والخوارزمي عن ابن مسعود نحو حديث عفيف، وفيه: إذْ أقبل رجل من باب الصفا، وعليه ثوبان أبيضان، وله وفرة إلى أنصاف أذنيه جعدة، أشم، أقنى، أدعج العينين، كث اللحية، براق الثنايا، أبيض تعلوه حمرة، كأنه القمر ليلة البدر، وعلى يمينه غلام مراهق، أو محتلم حسن الوجه، تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها، حتى قصدوا نحو الحجر، فاستلمه واستلمه الغلام، واستلمته المرأة.
إلى قوله: فقلنا: يا أبا الفضل، إن هذا الدين ما كنا نعرفه فيكم.
قال: أجل والله.
قلنا: فمن هذا؟
قال: هذا ابن أخي محمد بن عبد الله، وهذا الغلام ابن أخي أيضاً، هذا علي بن أبي طالب ، وهذه المرأة زوجة محمد خديجة بنت خويلد ، والله ما على وجه الأرض أحد يدين بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة.
انتهى من شرح النهج؛ وقد جمع طرقه ـ أيده الله ـ في تخريج الشافي .
[عقبة بن عامر الجهني]
عقبة ـ بضم أوله ـ بن عامر الجهني، القضاعي؛ كان في حزب القاسطين أيام صفين، ذكره ابن الأثير وابن حجر وغيرهما، وتولى مصر لمعاوية، وبها مات، سنة ثمان وخمسين.
عنه: إياس بن عامر ، وشعيب، والد عمرو وغيرهما.
أخرج له: أئمتنا الخمسة، والجماعة.
قلت: وقد مَرّ الوجه في الرواية عنه وعن أمثاله /143(3/143)
[عقيل بن أبي طالب]
عقيل بن أبي طالب بن هاشم، ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
في رواية الإمام أبي طالب أنه أسلم يوم بدر هو والعباس ونوفل بن الحارث، وشهد مؤتة، وكان أنسب قريش؛ وقال له النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -: ((إني أحبك حبين: لحب أبي طالب، وحبي إياك )) رواه الجرجاني.
قلت: ورواه ابن عبد البر، وابن أبي الحديد .
قال السيد الإمام: له أحاديث رواها عنه ابنه محمد، والحسن البصري.
توفي في خلافة معاوية.
أخرج له: أبو طالب ، والجرجاني، والنسائي، وابن ماجه؛ وله ذكر في مجموع زيد بن علي في الوكالة.
قلت: والصحيح أنه لم يصل إلى معاوية إلا بعد وفاة أمير المؤمنين عليه السلام.
قال شارح النهج: وهذا هو الأظهر عندي، وعرض نفسه وولده على أمير المؤمنين - عليه السلام - فأعفاه، وجوابه عليه في النهج وغيره؛ وله جوابات على معاوية مسكتة، منها: قوله وقد سأله أين يكون عمك أبو لهب؟
قال: إذا دخلت جهنم فاطلبه تجده مضاجعاً لعمتك أم جميل بنت حرب بن أمية ـ يعني حمالة الحطب ـ.
[عمار بن ياسر ]
عمار بن ياسر ، أبو اليقظان العنسي المذحجي، من السابقين الأولين المعذبين في الله أشد العذاب؛ شهد المشاهد كلها، وكان مخصوصاً منه بالبشارة والترحيب، وقال له: ((مرحباً بالطيب /144(3/144)