ناسكاً فاضلاً، ينزل موضعاً بقرب المدينة؛ توفي آخر أيام معاوية.
أخرج له: المؤيد بالله ، والجماعة.
عنه: الأعرج.
[عبد الله بن بسر]
عبد الله بن بسر (بمهملتين) المازني، توفي سنة ثمان وثمانين، قال ابن عساكر : وضع النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - يده على رأسه، فقال: ((يعيش هذا قرناً )) فعاش مائة سنة.
أخرج له: المرشد بالله، والطبراني، وأبو نعيم، وابن عساكر، وغيرهم.
[عبد الله بن جواد العقيلي]
عبد الله بن جواد العقيلي، قال ابن عساكر : له صحبة.
عنه: ولد أخيه يحيى الأشدق .
خرج له: المرشد بالله، وغيره .
[عبد الله بن الحارث بن جز]
عبد الله بن الحارث بن جز (بجيم ثم زاي) الزُّبَيدي (بضم الزاي) شهد فتح مصر.
عنه: يزيد بن حبيب، وغيره.
توفي سنة ست ومائة.
أخرج له: المرشد بالله، والأربعة، إلا النسائي .
[عبد الله بن رواحة ]
عبد الله بن رواحة (بفتح أوله) أبو رواحة الحارثي الأنصاري النقيب، شهد بدراً وما بعدها، وكان أحد النجباء الصادقين في الجهاد باللسان واليد، وأحد الأمراء في غزوة مؤتة، وبها استشهد، ولا عقب له.
خرج له: الإمام زيد بن علي، وأبو طالب ـ عليهم السلام ـ، ومحمد، والبخاري، وغيرهم /120(3/120)
[عبد الله بن الزبير بن العوام ]
عبد الله بن الزبير بن العوام ، أبو خبيب الأسدي، أول مولود من المهاجرين بعد الهجرة، شهد مع خالته عائشة الجمل.
بويع له سنة أربع وستين بعد معاوية بن يزيد، وتخلّف عن بيعته ابن عباس وابن الحنفية، ثم حصره الحجاج بمكة، وقتل في جمادى سنة ثلاث وسبعين، وهي عمره.
أخرج له المؤيد بالله ، وأبو طالب، ومحمد، والجماعة.
قلت: قد تقدم كلام الوصي ـ صلوات الله عليه ـ في شأنه وهو من رؤوس الناكثين؛ لما خرج الحسين - عليه السلام - من مكة إلى العراق ضرب عبد الله بن العباس بيده على منكب ابن الزبير وقال: خلا الجو ـ والله ـ لك يا ابن الزبير.
وسار الحسين إلى العراق، فقال: يا ابن عباس، والله ما ترون هذا الأمر إلا لكم، ولا ترون إلا أنكم أحق به من جميع الناس.
فقال ابن عباس: إنما يرى من كان في شك، ونحن من ذلك على يقين.
...إلى آخر ما في شرح النهج.
[تركه للصلاة على النبي وآله أربعين جمعة]
وقال الإمام يحيى بن عبد الله بن الحسن ـ عليهم السلام ـ فيه: وهو الذي ترك الصلاة على رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - أربعين جمعة في خطبته؛ فلما التاث عليه الناس، قال: إن له أهيل سوء، إذا صليت عليه أو ذكرته أتلعوا أعناقهم وأشرأبُّوا لذكره، فأكره أن أسرَّهم، أو أقرّ أعينهم، رواه أبو الفرج في المقاتل.
وفي الفرائد ما لفظه: فإن المسعودي وغيره رووا أنه ترك الصلاة على النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - في الخطبة أربعين جمعة قال: إنه ما تركها إلا لئلا تشمخ أنوف أقوام ـ يعني بني هاشم ـ.
وفي شرح النهج: وكان عبد الله بن الزبير يبغض علياً وينتقصه.
وروى عمرو بن شبة، وابن الكلبي، والواقدي، وغيرهم من رواة السير /121(3/121)
أنه مكث أيام ادعائه الخلافة أربعين جمعة لا يصلي فيها على النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -، وقال: لا يمنعني من ذكره إلا أن تشمخ رجال بآنافها.
وروى سعيد بن جبير : أن عبد الله بن الزبير قال لعبد الله بن عباس: ما حديث أسمعه عنك؟
قال: وما هو؟
قال: تأنيبي وذمي.
فقال: إني سمعت رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - يقول: ((بئس المرء المسلم يشبع ويجوع جاره )).
فقال ابن الزبير: إني لأكتم بغض أهل هذا البيت منذ أربعين سنة.
[جواب محمد بن الحنفية على ابن الزبير]
قال: وروى عمرو بن شبة أيضاً عن سعيد بن جبير ، قال: خطب عبد الله بن الزبير، فنال من علي - عليه السلام -، فبلغ ذلك محمد بن الحنفية، فجاء إليه وهو يخطب، فوضع له كرسي، فقطع عليه خطبته، وقال: يا معشر العرب، شاهت الوجوه، أينتقص علي وأنتم حضور؟ إن علياً كان يد الله على أعداء الله، وصاعقة من أمره، أرسله على الكافرين والجاحدين لحقه، فقتلهم بكفرهم، فشنئوه وأبغضوه، وأضمرو له السيف والحسد، وابن عمه - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - حي بعد لم يمت، فلما نقله الله إلى جواره، وأحب له ما عنده، أظهرت له رجال أحقادها، وشفت أضغانها، فمنهم من ابتزّه حقه، ومنهم من ائتمر به ليقتله، ومنهم من شتمه وقذفه بالأباطيل.
إلى قوله: والله ما يشتم علياً إلا كافر يُسِرّ شتم رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -، ويخاف أن يبوح به، فيكني بشتم علي - عليه السلام -، أما إنه قد تخطت المنية منكم من امتد عمره، وسمع قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه: ((لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق )) وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
فعاد ابن الزبير إلى خطبته، وقال: عذرت بني الفواطم يتكلمون، فما بال ابن أم حنيفة؟
فقال محمد: يا ابن أم رومان، وما لي لا أتكلم، وهل فاتني من الفواطم إلا واحدة، ولم يفتني فخرها؛ لأنها أم أخوي...إلخ /122(3/122)
قال المقبلي في الأبحاث في بحث اختياره بقاء تحريم القتال في الأشهر الحرم، والأمكنة الحرم: ولو كانت الأحاديث أخباراً لم يقع شيء من ذلك، وإنما هو أمر خولف وظيفة الأفعال الخارجية من ابن الزبير فمن بعده، فهونت ذلك على النفوس، مع أن أحاديث الملحد في الحرم الذي عليه نصف عذاب أهل النار، ونحو ذلك، كثيرة متعاضدة المعنى.
وقال في الإتحاف: والأحاديث الواردة في أن أول من يلحد في الحرم كبش قريش، عليه نصف عذاب أهل النار، ومعناه متواتر لكثرة رواته، ولولا الورع واحترام ابن الزبير، والتجوز البعيد أن يصدق ذلك في غيره، لكان لا حاجة إلى اللجلجة...إلخ.
قال الإمام - عليه السلام -: فتأمل العصبية، وقد علم أنه الكبش الذي يلحد في حرم الله.
إلى قوله: ولا عليهم مما يلزمهم للقرابة، ولو جلّ وعظم، وتناسوا ما قرع أسماعهم، ورووه في كتبهم، عن النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - مثل: ((فانظروا كيف تخلفوني فيهم )) ومثل: ((أذكركم الله في أهل بيتي ـ ثلاثاً ـ)).
قال: وهذا ابن الزبير قد فتح هذه المعصية التي عظمها الفقيه، وهي عظيمة وفاقرة في حرم الله تعالى، ووصفه النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - بأنه ملحد، وأن عليه نصف عذاب أهل النار، وقد علم الفقيه أنه من رؤوس الناكثين، فلم تطب نفسه تبعاً لما أصّله أسلافه في هذه المسألة أن يقرر ويقول الحق.
إلى قوله: وهذا هو عذر المخالف، تواصوا به خلفاً عن سلف.
قال أبو عمر في الاستيعاب: وروي أن عبد الله بن صفوان بن أمية مَرّ يوماً بدار عبد الله بن عباس بمكة، فرأى فيها جماعة من طالبي الفقه، ومَرّ بدار عبيدالله بن عباس فرأى فيها جماعة ينتابونها للطعام، فدخل على ابن الزبير، فقال له: أصبحت والله كما قال الشاعر:
فإن تصبك من الأيام قارعة
لم نبك منك على دنيا ولا دين /123(3/123)
قال: وما ذاك يا أعرج؟
قال: هذان ابنا عباس، أحدهما يفقه الناس، والآخر يطعم الناس، فما أبقيا لك مكرمة.
فدعا عبد الله بن مطيع ، وقال: انطلق إلى ابني عباس، فقل لهما: يقول لكما أمير المؤمنين: أخرجا عني أنتما ومن انضوى إليكما من أهل العراق، وإلا فعلت وفعلت.
فقال عبد الله بن عباس لابن الزبير: والله ما يأتينا من الناس إلا رجلان: رجل يطلب فقهاً، ورجل يطلب فضلاً، فأي هذين تمنع؟ وكان بالحضرة أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني، فجعل يقول:
لا درّ درّ الليالي كيف تضحكنا .... منها خطوبٌ أعاجيبٌ وتبكينا
ومثل ما تحدث الأيام من عبر .... في ابن الزبير عن الدنيا تسلّينا
كنّا نجيء ابن عباس فيسمعنا .... فقهاً ويكسبنا أجراً ويهدينا
ولا يزال عبيدالله مترعة .... جفانه مطعماً ضيفاً ومسكينا
فالبر والدين والدنيا بدارهما .... ننال منها الذي نبغي إذا شينا
إن النبي هو النور الذي كشطت .... به عمايات ماضينا وباقينا
ورهطه عصمة في ديننا لهم .... فضل علينا وحق واجب فينا
ففيم تمنعنا منهم وتمنعهم .... منّا وتؤذيهم فينا وتؤذينا
ولست فاعلم بأولاهم به رحماً .... يا ابن الزبير ولا أولى به دينا
لن يؤتي الله إنساناً ببغضهم .... في الدين عزاً ولا في الأرض تمكينا
[عبد الله بن زيد الخزرجي]
عبد الله بن زيد، أبو محمد الخزرجي، الذي نسب إليه رؤية الأذان في رواية العامة، شهد بدراً.
عنه: ابنه محمد، وابن المسيب.
توفي سنة اثنتين وثلاثين.
أخرج له: المؤيد بالله ، والأربعة.
قلت: وقيل: إنه استشهد بأحد /124(3/124)