شكا رجل من الأنصار على رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - أذى سمرة له بنخله، فعالجه رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - أن يبيعه بثمنه، أو بنخل مكانه، أو يشتري بستان شريكه، أو يتركه لرسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -، فلم يرض؛ فأمر بقطع نخله، وقال: ((لا حق له)).
وروى شريك، عن عبد الله بن سعد، عن حجر بن عدي ، قال: قدمت المدينة، فجلست إلى أبي هريرة ، فقال: ممن أنت؟
قلت: من أهل البصرة.
قال: ما فعل سمرة؟
قلت: هو حي.
قال: ما أحد أحب إليَّ طول حياةٍ منه.
قلت: ولم ذاك؟
قال: إن رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - قال لي وله ولحذيفة بن اليمان: ((آخركم موتاً في النار ))، فسبقنا حذيفة؛ وأنا الآن أتمنى أن أسبقه.
قال: فبقي سمرة، حتى شهد مقتل الحسين.
وروى أحمد بن بشير، عن مسعر بن كدام ، قال: كان سمرة على شرطة عبيد الله بن زياد، وكان يحرض الناس على الخروج إلى الحسين - عليه السلام - وقتاله.
وروى في شرح النهج، أن معاوية بذل لسمرة أربعمائة ألف؛ ليفتري على الله ورسوله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - فقبل. انتهى باختصار.
قلت: وقد روى خبر أن آخر الثلاثة المذكورين موتاً في النار، وأن سمرة آخرهم، ابنُ عبد البر في الاستيعاب، وابن حجر في الإصابة؛ ولكن حملاه على أن المراد نار الدنيا؛ وهو تأويل سخيف، وفيه نوع من التحريف؛ إذ المعلوم أنه لا يفهم ولا يتبادر من ذلك إلا نار الآخرة ـ نعوذ بالله منها ـ ولو أطلقها رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - وأراد غيرها بلا قرينة، لكان فيه تغرير وتلبيس ـ وحاشاه ـ ولكان لا معنى لقلق أبي هريرة ، وتمنيه أن يسبقه؛ وحسبنا الله ونعم الوكيل /95(3/95)


[سهل بن حنيف ]
سهل بن حنيف (بضم المهملة مصغراً) الأنصاري الأوسي، أبو ثابت، والد أبي أمامة، بدري، شهد المشاهد كلها، وكان ممن بايع على الموت، وثبت يوم أحد؛ ثم صحب علياً - عليه السلام - من حين بويع له، واستخلفه على المدينة حين سار إلى البصرة، وشهد معه صفين، وولاه فارس؛ ثم مات بالكوفة، سنة ثمان وثلاثين، وصلى عليه علي - عليه السلام -، وكبر عليه ستاً، فقال: إنه كان بدرياً.
وفي رواية لمحمد: سبعاً؛ والأول أشهر.
أخرج له: محمد، والجماعة.
[سهل بن أبي خثمة]
سهل بن أبي خثمة (بمعجمة مفتوحة، فمثلثة ـ كذا في بعض ـ وفي موضع: حثمة بمهملة مفتوحة، فمثلثة ساكنة، فميم، فهاء؛ وهو الصواب) واسم أبي حثمة عبد الله بن ساعدة الأنصاري الأوسي أبو محمد.
قُبض النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - وهو في ثمان، لكنه حفظ؛ توفي أيام معاوية.
وفي الجامع: في أيام ابن الزبير، بالمدينة.
أخرج له: المؤيد بالله ، من رواية بشير بن يسار ؛ والجماعة.
[سهل بن سعد بن مالك]
سهل بن سعد بن مالك، أبو العباس الخزرجي؛ كان اسمه حزناً، فسماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم سهلاً؛ وشهد قضاء النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - بين المتلاعنين، وتوفي رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - وهو في خمس عشرة، وأدرك الحجاج ـ لعنه الله ـ فختم في عنقه.
توفي سنة ثمان وثمانين، وقد بلغ المائة.
خرج له: أئمتنا الخمسة، والجماعة.
عنه: أبو حازم، وعباس بن سهل /96(3/96)


[سواء بن خالد، أخي حبة المتقدم]
سواء بن خالد الأسدي، أخو حبة؛ لهما صحبة.
أخرج لهما: المرشد بالله، وابن ماجه.
[سويد بن قيس]
سويد بن قيس؛ له ثلاثة أحاديث، وعنه: سماك بن حرب ؛ عداده في الكوفة.
أخرج له: محمد.
[سويد بن مُقَرِّن]
سويد بن مُقَرِّن (بضم الميم، وفتح القاف، وكسر الراء مشددة، فنون) أخو النعمان بن مقرن ، ووالد معاوية.
في الجامع: يعد في الكوفيين؛ ومات بها.
روى عن النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - وعن علي - عليه السلام -.
وعنه: ابنه معاوية، وغيره.
أخرج له: محمد، ومسلم، والأربعة إلا ابن ماجه ، والبخاري في الأدب؛ حققه في التهذيب.
(فصل الشين المعجمة)
[شُبرمة]
شُبرمة (بضم أوله، وسكون الموحدة، فمهملة) ذكره الإمام زيد بن علي - عليه السلام - في الحج، في النيابة.
توفي في حياة النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -.
[شداد بن أوس الأنصاري]
شداد بن أوس بن ثابت، أبو يعلى الأنصاري، ابن أخي حسان؛ كان من سادات الصحابة وفضلائهم.
توفي في بيت المقدس، سنة ثمان وخمسين، وهو ابن خمس وسبعين؛ قبره بظاهر باب الرحمة.
عنه: أبو ضمرة ابن حبيب ، وغيره.
خرج /97(3/97)


له: أئمتنا الخمسة، والجماعة.
[شريك بن سحماء]
شريك بن سحماء (بمهملتين: أولاهما مفتوحة، والثانية ساكنة، فميم، فألف ممدودة) نسبة إلى أمه، واسم أبيه عبدة، حليف الأنصار.
شهد مع أبيه أحداً.
قال في الجامع: وهو الذي قذفه هلال بن أمية بامرأته، ولاعنها بذلك؛ وكذا ذكره المؤيد بالله .
قال النووي وابن الأثير: وقول من قال: إنه يهودي، باطل.
وحكى البيهقي عن الشافعي أن شريكاً كان يهودياً؛ ويجوز أن يكون أسلم بعد ذلك.
[شريك بن جنيد]
شريك، رجل من الصحابة.
قال المرشد بالله: هو ابن جنيد، ويقال: هو ابن حنبل العبسي الكوفي.
روى عن النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - مرسلاً، ولا صحبة له.
ويروي عن علي - عليه السلام -.
وعنه: عيسى بن حارثة الأنصاري .
وفي التقريب : ثقة من الثالثة.
خرج له: المرشد بالله، وأبو داود، والترمذي.
(فصل الصاد المهملة)
[صِرْمة بن قيس الأنصاري]
أبو مندة صِرْمة بن قيس الأنصاري، وهو الذي أنزل فيه: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ } [البقرة:187]، وفي ذلك خلاف؛ والحديث خرجه البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
أسلم وهو شيخ كبير؛ وكان قوّالاً بالحق، شاعراً مجيداً؛ ذكره /98(3/98)


في الجامع.
خرج له: الهادي - عليه السلام -.
[الصعب بن جَثَّامة]
الصعب بن جَثّامة (بفتح الجيم، وتشديد المثلثة) الليثي، الحجازي.
توفي في خلافة أبي بكر على الأصح.
خرج له: المؤيد بالله .
[صفوان بن أمية]
صفوان بن أمية بن خلف الجمحي المكي، أحد الأشراف الطلقاء، وشهد حنيناً وهو كافر، ثم أسلم وحسن إسلامه، وكان من المؤلفة.
مات سنة اثنتين وأربعين.
أخرج له: محمد، ومسلم، والأربعة.
[صفوان بن عَسَّال]
صفوان بن عَسّال (بمهملتين أخراهما مشددة، ثم ألف، ولام) المرادي الجملي (بفتح الجيم والميم)، غزا مع النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - اثنتي عشرة غزوة.
روى عنه: ابن مسعود مع جلالته، وزر بن حبيش .
أخرج له: المؤيد بالله ، وأبو طالب، والترمذي، وابن ماجه.
[صهيب الرومي]
صهيب الرومي، أحد المؤذنة للنبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -، هو أبو يحيى النمري، صحابي مشهور؛ شهد بدراً وغيرها؛ توفي بالمدينة.
قلت: لم يذكر في الطبقات غير هذا.
وفي الاستيعاب: قال أبو عمر: كان صهيب مع فضله وورعه حسن الخلق، مداعباً؛ روينا عنه أنه قال: جئت النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - وهو نازل بقباء، وبين أيديهم رطب وتمر، وأنا أرمد، /99(3/99)

125 / 151
ع
En
A+
A-