عبد الملك بن عمير وغيره.
قلت: قوله: أما من قبل فساق التأويل فظاهر، يقال: لا لعمر الله ـ تعالى ـ ليس بظاهر؛ إنما ذلك فيمن يحتمل التأويل؛ أما من ظهرت منه الجرأة والمجاهرة، اتباعاً للهوى، وميلاً إلى الدنيا، فلا؛ ولهذا ضعفه الأمير الحسين - عليه السلام - وغيره من أئمتنا؛ القابلين للمتأولين؛ وأي شبهة تحتمل في رفض سيد الوصيين، وأخي سيّد النبيين ـ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ـ الذي صرحت نصوص الكتاب والسنة المتواترة بوجوب ولايته، ولزوم طاعته، وأن الحق والقرآن معه، وأن حربه حربه، وسلمه سلمه، ووليه وليه، وعدوّه عدوّه؟!
وفرق الناكثين والقاسطين والمارقين قد قطعت النصوص المعلومة، طرقَ الاحتمالات لهم والتأويلات المزعومة؛ وكذا معاملة أمير المؤمنين عليه السلام لهم بالقتل والقتال، وإنزاله بهم أشد النكال، يسد باب التأويل والاحتمال، فماذا بعد الحق إلا الضلال.
أيقال: التبست عليهم الحال وداخلتهم الشبه، في الترجيح بين طاعته وطاعة معاوية قائد الفئة الباغية، ورأس الأحزاب، ومبدل أحكام الكتاب؟
كلاّ والله، إن ذلك من المحال؛ وإنما هو ما حذرهم الله ـ سبحانه ـ في كتابه وسنة رسوله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - من التبديل والتغيير، والانقلاب على الأعقاب.
فيحقق هذا؛ فإنه من المواطن التي زلت فيها أقدام كثير من الأقوام؛ وطالب النجاة المتحري لمطابقة مراد الله ـ تعالى ـ لا يعرج على القال والقيل، بل يتبع الدليل، والله الهادي إلى خير سبيل.
هذا، وفي شرح النهج: وروى الحارث بن خطيرة أن رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - دفع إلى جرير بن عبد الله نعلين من نعاله، وقال: ((احتفظ بهما، فإن في ذهابهما ذهاب دينك )).
فلما كان يوم الجمل ذهبت إحداهما؛ فلما أرسله /70(3/70)


علي - عليه السلام - إلى معاوية، ذهبت الأخرى؛ ثم فارق علياً واعتزل الحرب.
هذا، وهو القائل:
فصلّى الإله على أحمد .... رسول المليك تمام النعمْ
رسول المليك ومن بعده .... خليفتنا القائم المدعمْ
علياً عنيتُ وصي النبي .... يجالد عنه غواة الأممْ
له الفضل والسبق والمكرمات .... وبيت النبوة لا يهتضمْ
وهو الراوي عن رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - ما نصه: ((علي أول الناس إسلاماً، وأقرب الناس رحماً، وأفقه الناس في دين الله، وأضربهم بالسيف، وهو وصيي وخليفتي من بعدي، يصول بيدي، ويضرب بسيفي، وينطق بلساني، ويقضي بحكمي؛ لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا كافر منافق؛ وهو علم الهدى)) رواه في إشراق الإصباح ؛ أخرجه في شرح الغاية، والتفريج، ودلائل السبل الأربعة ، وغيرها.
[جنادة بن أبي أمية]
جنادة بن أبي أمية الأزدي.
روى عن النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - وعمر، ومعاذ.
وعنه: بشر بن سعيد، وعلي بن رباح.
توفي سنة ثمانين.
خرج له: المرشد بالله، والجماعة.
[جندب بن عبد الله الأزدي ـ قاتل الساحر]
جندب بن عبد الله بن سفيان ـ ويقال بن بجيلة ـ الأزدي.
ويقال: بن كعب، ويقال: جندب الخير.
له صحبة ورواية.
روى عن علي، وسلمان، وحذيفة.
وعنه: ولده عبد الله، وعبد الملك، والأسود بن قيس، وشهر بن حوشب ، وغيرهم.
توفي /71(3/71)


عشر الستين.
أخرج له: أبو طالب ، والمرشد بالله، ومحمد، والشيخان، والترمذي.
قلت: وقصة قتله الساحر بين يدي الوليد مشهورة؛ وقد بسطها شارح النهج، وأبو الفرج، وابن عبد البر، وابن حجر، وغيرهم؛ وهي من أعلام النبوة.
[جودان]
جَوْدان (بفتح الجيم، وسكون الواو، فمهملة، فألف، ونون) ويقال: ابن جودان.
مختلف في صحبته.
عنه: السائب بن مالك ، وعباس بن عبد الرحمن .
أخرج له: أبو طالب ، وابن ماجه.
(فصل الحاء المهملة)
[حمزة بن عبد المطلب، ومقتله وفضله]
حمزة بن عبد المطلب بن هاشم، أبو عمارة وأبو يعلى ، أسد الله وأسد رسوله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - عمّ الرسول - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - وأخوه من الرضاعة، أسلم بمكة، وشهد بدراً وأحداً، وقُتل بعد أن قتل واحداً وثلاثين نفساً، قتله وحشي، وبقرت هند بطنه، وأخرجت كبده، فلاكتها، فلم تسغها؛ وكان في النصف من شوال، سنة ثلاث من الهجرة، وصلى عليه الرسول - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - وكَبّر عليه سبعين تكبيرة؛ وكان عمره سبعاً وخمسين.
أخرج له أئمتننا: الهادي للحق، وسائرهم؛ وله ذكر في مجموع زيد بن علي - عليهما السلام -.
قلت: وقد سبق من مناقبه وبشائره الكثير الطيب، وهي أكثر من أن تحصى، وأشهر من أن تخفى، على من له في الإسلام نصيب.
وفيه وفي الوصي وعبيدة ـ عليهم السلام ـ وفي المبارزين لهم: عتبة وشيبة والوليد، /72(3/72)


يوم بدر نزل قوله ـ عز وجل ـ: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ } [الحج:19]، بالاتفاق، وقوله ـ عز وجل ـ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا }...الآية [الأحزاب:23].
روى الحاكم بسنده، عن علي - عليه السلام - أنه قال: أنا والله المنتظر.
وروى [عن] ابن عباس، أنه قال: من قضى نحبه حمزة وجعفر، ومن ينتظر الشهادة والوفاء بالعهد علي، وقد والله رُزِقَ، وفيه نزل قوله ـ عز وجل ـ: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ } [الفجر:27]، وقوله ـ عز وجل ـ: {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا } [القصص:61].
فممن روى نزولها فيه أبو العباس الحسني - عليه السلام -.
إلى غير ذلك من الآيات.
وقال رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -: ((خير إخوتي علي، وخير أعمامي حمزة )) رواه أبو العباس؛ وقد سبق.
وهو أسد الله ـ تعالى ـ وأسد رسوله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - وسيد الشهداء، وأحد سادات أهل الجنة.
ونتبرّك بهذا الخبر الشريف.
روى محمد بن سليمان الكوفي - رضي الله عنه - بسنده، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -: ((أول سبعة يدخلون الجنة: أنا، وحمزة، وعلي، وجعفر، وفاطمة، والحسن، والحسين )) انتهى.
وأعودُ إلى ترتيب الطبقات ؛ وإنما قدمته لجلالة محله، وعظم مقامه؛ ـ أولاه الله رضوانه ـ.
[الحارث بن معاوية]
الحارث بن معاوية.
عنه: الحسن البصري.
لم يزد على هذا في الطبقات .
[الحارث بن نوفل الهاشمي]
الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي، استعمله النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - في بعض أعمال مكة.
عنه: ابنه عبد الله، وحفيده الحارث.
توفي زمن عثمان /73(3/73)


أخرج له: المرشد بالله، وأبو نعيم، والنسائي.
[الحارث الصدائي]
الحارث الصدائي.
عنه: زياد بن نعيم .
والصواب أبو الحارث، كما يأتي إن شاء الله تعالى.
[حارثة بن وهب الخزاعي]
حارثة بن وهب الخزاعي.
خرج له: المؤيد بالله ، والمرشد بالله، والجماعة.
عنه: معبد بن خالد ، وأبو إسحاق السبيعي .
[حبان بن صخر]
حبان بن صخر (بالمهملة، وآخره نون) كذا في بعض نسخ شرح التجريد ، وأصول الأحكام .
والصواب بالجيم، وآخره راء؛ وقد مَرّ.
[حبان بن المنقذ]
حَبَّان (بفتح المهملة، وتثقيل الموحدة، فألف، فنون؛ كذا السماع، وكذا في المؤتلف والمختلف، وشرح مسلم للنووي) ابن المنقذ (آخره معجمة).
قيل فيه: الصحابي بن الصحابي، الأنصاري؛ شهد بدراً، وما بعدها.
مات زمن عثمان.
قيل: وكان في مائة وثمانين.
أخرج له: محمد.
[حبة بن خالد الأسدي]
حبة (بالموحدة ـ وفي بعض الكتب: بتحتية مثناة ـ) بن خالد الأسدي، أخو سواء.
لم يرو عنهما غير سلام بن شرحبيل ، فقط.
أخرج لهما: المرشد بالله، وأبو نعيم، وابن ماجه. /74(3/74)

120 / 151
ع
En
A+
A-