قال الشارح: وقد روى كثير من المحدثين، أنه عقيب يوم السقيفة تألّم وتظلّم، واستنجد واستصرخ، حيث ساموه الحضور والبيعة؛ وأنه قال، وهو يشير إلى القبر: يا ابن أم، إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني؛ وأنه قال: وا جعفراه، ولا جعفر لي اليوم، وا حمزتاه، ولا حمزة لي اليوم.
وقال رجل ثقفي لعلي - عليه السلام - يوم الجمل: ما أعظم هذه الفتنة.
فقال علي - عليه السلام -: وأي فتنة هذه وأنا قائدها وأميرها؟ وإنما بدء الفتنة من يوم السقيفة، ثم يوم الشورى، ثم يوم الدار.
رواه أبو الحسن، أحمد بن موسى الطبري .
وفي الشافي : من طريق أبي رافع ، أنه - عليه السلام - قال لأهل الشورى: فأيم الله، إنكم لتعرفون مَنْ أولى الناس بهذا الأمر قديماً وحديثاً؛ وما منكم من أحد إلا وقد سمع رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - ووعى ما وعيته.
إلى قوله: وهذا حد ما يمكنه ويسقط عنه الفرض في ذلك الوقت، وعلى أنه - عليه السلام - لم يغفل الكلام والاحتجاج، والتعريف أنه أولى بالأمر، في مقام بعد مقام.
هذه خطبته قبل توجهه إلى البصرة؛ للحاق طلحة والزبير، بيوم، وسار في ثانيه: حمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - ثم قال: أما بعد، فإنه لما قبض رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - قلنا: نحن أهله وعصبته وذريته، وأحق خلق الله به، لا ننازع سلطانه ولا حقه؛ وإنا لكذلك إذ انبرى لنا قوم نزعوا سلطان نبينا منا، وولّوه غيرنا؛ وأيم الله، لولا مخافة فرقة المسلمين، وأن يعود الكفر الثاني، ويبور الدين، لغيرنا ما استطعنا.
...إلخ، وقد سبق.
قال - عليه السلام -: ولأنه - عليه السلام - قد بين بما بعضه يكفي؛ ولأنه لو لم يبين اكتفى بعلمهم بالحال؛ لأن مَنْ له ولاية أمسك؛ كما فعل هارون بن عمران - عليهما السلام - وقد بقي معه أكثر ممن بقي مع علي ـ عليه /60(3/60)


السلام ـ، ومُنْكَرهم أكبر من فعل الصحابة؛ أولئك اتخذوا الآلهة من دون الله، وهؤلاء أقاموا إماماً دون علي - عليه السلام - بغير دليل شرعي على فعلهم.
إلى قوله: وأما تكرير الفقيه للقهر والضعف والعجز.
قلت: وهذه من تمويهات السنية، التي لا يزالون يغترون بها مَنْ لا بصيرة له ولا روية.
قال - عليه السلام -: فلا وجه له؛ لأن مثل ذلك وأعظم منه قد جرى على النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - وعلى من قبله من الأنبياء ـ عليهم السلام ـ.
إلى قوله: بل لو جعلت جنبة الحق مع المغلوب، لوجدتها أكثر، فما في كلامه هذا ما يلزم، لولا التلبيس على العوام، والمقلدين الطَّغام.
إلى قوله: ولما رأى - عليه السلام - من افتراق كلمة المسلمين، مع كثرة العدو، ونجوم الردة والنفاق، ووهن الإسلام بموت النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -؛ فكان نظره - عليه السلام - نظراً في صلاح عامة المسلمين، وإن كان - عليه السلام - مظلوماً مغصوباً على حقه؛ وقد حكى - عليه السلام - مثل ذلك في مواضع كثيرة، من قوله: فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجى، ومثل قوله: نسلّم ما سلمت أمور المسلمين.
[أفلح مولى النبي - صلى الله عَلَيْه وآله وسلم -]
أفلح (بفتح الهمزة، وسكون الفاء، فلام، فمهملة) مولى النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -.
وفي جامع الأصول : وقيل: مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ له ذكر في السجود من كتاب الصلاة، خرج له الجرجاني.
قلت: ولم يذكروا له تاريخ وفاة، وكذا أفلح بن أبي القعيس عمّ عائشة من الرضاعة، وهكذا عند مسلم، وعنده أيضاً أفلح بن قعيس، وعند البخاري أفلح أخو أبي القعيس (وهو بضم القاف، وفتح المهملة، وسكون التحتية، فسين مهملة).
عنه عراك بن مالك؛ له ذكر عند البخاري /61(3/61)


ومسلم، وذكره محمد بن منصور في الرضاعة.
قلت: وفي خبره دليل على تحريم لبن الأب، كما هو الصحيح.
[أنس بن الحارث الأسدي]
أنس بن الحارث، من بني أسد.
قال المرشد بالله: كان له صحبة، قُتل مع الحسين بن علي - عليهما السلام - سنة ستين.
[خادم النبي أنس بن مالك ]
أنس بن مالك بن النضر الأنصاري، الخزرجي، خادم النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - منذ قدم المدينة إلى أن توفي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -.
مات وقد جاوز المائة، وهو من أصحاب الألوف.
أخرج له جميع أئمتنا وشيعتهم، وأصحاب الست المسانيد والسنن كلها.
عنه ثابت البناني ، وحميد الطويل ، وعلي بن زيد بن جدعان ، وعمر بن الوليد، والربيع بن أنس، والحسن، وخلق كثير.
قلت: سبق ذكر توبته عما جرى منه إلى الوصي - عليه السلام - وكان ينشر فضائله.
وروى عثمان بن مطرف أن رجلاً سأل أنس بن مالك في آخر عمره، عن علي بن أبي طالب ؛ فقال: إني آليت ألا أكتم حديثاً سُئلت عنه في علي بعد يوم الرحبة؛ ذاك رأس المتقين يوم القيامة؛ سمعته والله من نبيئكم.
[أوس بن الصامت ]
أوس (بفتح الهمزة، وسكون الواو، فمهملة) ابن الصامت الأنصاري، المظاهر من امرأته في نهار رمضان.
شهد بدراً وما بعدها؛ توفي أيام عثمان.
خرج له الهادي إلى الحق، وأبو داود.
عنه حسان بن عطية /62(3/62)


(فصل الباء الموحدة)
[بديل بن ورقاء]
بديل (مصغر) بن ورقاء الخزاعي؛ قيل: أسلم عام الفتح، وقيل: تقدم وشهد حنيناً، والطائف، وتبوك.
عنه: ابناه.
قُتل على عهد رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -، وقيل: يوم صفين؛ وقيل: المقتول في صفين ابنه عبد الله، ذكره في جامع الأصول والإصابة.
قلت: ويدل عليه قول الشاعر:
أبعد عمّار وبعد هاشم .... وابن بديل فارس الملاحم
ترجو البقاء ضل حكم الحاكم
[البراء بن عازب ]
البراء بن عازب الأنصاري، الأوسي، أبو عمارة، صحابي جليل القدر، استصغر هو وابن عمر يوم بدر، وشهد أحداً وما بعدها وبيعة الرضوان، وشهد مع أمير المؤمنين الجمل، وصفين، والنهروان.
عنه: ابن أبي ليلى وغيره.
توفي بالكوفة بعد التسعين.
خرج له أئمتنا الخمسة: الأخوان، والموفق بالله، والمرشد بالله، ومحمد بن منصور ـ عليهم السلام ـ؛ والستة: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، والترمذي، وابن ماجه.
[بريدة بن الحصيب ]
بريدة بن الحصيب ـ سبق ضبطه ـ الأسلمي؛ أسلم قبل بدر، وشهد خيبر.
خرج له أئمتنا الخمسة ـ عليهم السلام ـ، والستة.
توفي بمرو، سنة اثنتين وستين، وهو آخر الصحابة موتاً بخراسان.
روى عنه: ولده سليمان /63(3/63)


[بشر بن عاصم]
بشر بن عاصم، كذا في الطبقات ؛ وأفاد في الاستيعاب أنه الثقفي، على قول الأكثر، وعن بعض: المخزومي.
وأفاد في الطبقات أنه أخرج المرشد بالله بإسناده إليه أن عمر أراد توليته فامتنع، وقال: سمعت رسول الله - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم - يقول: ((يؤتى بالوالي فيوقف على الصراط فيهتز هزة، حتى يزول كل عضو من مكانه؛ فإن كان عادلاً مضى، وإن كان جائراً هوى في النار سبعين خريفاً )) وأخرجه عبد بن حميد عنه.
ومثله روي عن أبي ذر .
قلت: ولم يذكر من روى عنه.
وفي الاستيعاب أنه روى عنه أبو هلال محمد بن سليم الراسي ، وأبو وائل .
[بشير بن الخصاصية]
بشير (بفتح أوله) بن الخصاصية (بمعجمة، فمهملتين؛ بينهما ألف، فتحتيه، فهاء) وهي أمه.
وفي جامع الأصول بن معبد، مولى النبي - صَلّى الله عَلَيْه وآله وسلّم -.
كان من أهل الصُّفَّة.
عنه: بشير بن نهيك ، وجري بن كليب .
خرج له المرشد بالله - عليه السلام - والأربعة، إلا الترمذي .
[بشير بن سعد]
عنه: محمد بن كعب.
بشير بن سعد بن ثعلبة الجلاس (بضم الجيم، وباللام مثقلاً) الأنصاري، الخزرجي.
بدري، عقبي، شهد أحداً والخندق، وقتل بعين التمر، سنة ثلاث عشرة مع أبي بكر.
قلت: وهو أول من بايعه من الأنصار، كما مَرّ في أخبار السقيفة.
قال: روى عنه: ولده النعمان /64(3/64)

118 / 151
ع
En
A+
A-