قلت: ومثله في شرح الهداية لصلاح الإسلام (ع).
وأخرج الخطيب عن علي (ع): ((شفاعتي لأمتي من أحب أهل بيتي))، قال في الجامع الصغير: قال الشيخ: حديث حسن لغيره.
قلت: بل معناه متواتر، لشواهده التي لا تنحصر.
وأخرج الطبراني عن علي (ع): سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم يقول: ((أول من يرد علي الحوض أهل بيتي، ومن أحبني من أمتي)).
وفي الدلائل: قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((من أراد التوصل إلى أن يكون عندي له يد أشفع له بها يوم القيامة، فَلْيَصِلْ أهل بيتي، وليُدخل عليهم السرور))، أخرجه الملا.
[أخبار نبوية في أهل البيت(ع) وشيعتهم]
وأخرج الإمام الحجة، المنصور بالله عبد الله بن حمزة (ع) في الشافي، عن علي بن أبي طالب (ع)، قال: شكوت إلى رسول الله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم - حسد الناس لي، فقال: ((أما ترضى أن تكون رابع أربعة، أول من يدخل الجنة: أنا وأنت والحسن والحسين، وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا، وذريتنا خلف أزواجنا، وشيعتنا خلف ذريتنا)).
وأخرجه محمد بن سليمان الكوفي، بطريقه إلى الإمام الأعظم زيد بن علي، عن آبائه (ع).
وأخرجه الثعلبي، بسنده إلى عمر بن موسى، عن الإمام الأعظم زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب (ع).
وأخرجه الكنجي، والطبراني، وابن عساكر عن أبي رافع، عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ.
ورواه الطبري في ترجمة الحسن، وأخرجه أحمد عن علي (ع).
وأخرج الحاكم في المستدرك، /626(2/626)


وابن سعد عن علي (ع)، قال: أخبرني رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ أن أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين، قلت: يا رسول الله، فمحبونا؟ قال: ((من ورائكم)).
وعن برهان الدين في أسنى المطالب، عن ابن عمر، قال: بينا أنا عند رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، وجميع المهاجرين والأنصار إلا من كان في سرية، أقبل علي يمشي، وهو متغضب؛ فقال رسول الله: ((من أغضبه فقد أغضبني)).
فلما جلس، قال: ((مالك يا علي؟)).
قال: آذاني بنو عمك.
فقال: ((يا علي، ما ترضى أن تكون معي في الجنة والحسن والحسين، وذرارينا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرياتنا، وأشياعنا عن أيماننا وشمائلنا؟))، أخرجه الإمام أحمد في المناقب، وأبو سعيد عبد الملك الواعظ في شرف النبوة؛ أفاده في الإقبال.
وأخرجه الطبراني بلفظ: ((أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين... الخبر)).
قلت: ويحمل ما بينه وبين الأول من اختلاف الهيئات، على اختلاف المقامات، كما حمل على ذلك غيره، مما يدل على اختلاف الأحوال، في الكتاب والسنة؛ وهو محمل صحيح واضح.
هذا، وفي التخريج ـ بعد رواية الأصل وشواهده ـ ما لفظه: وكذا قال ابن حجر: رواه الطبراني من حديث أبي رافع، والكريمي عن ابن عائشة، بسنده عن علي(ع).
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((يرد عليَّ الحوض أهل بيتي ومن أحبهم من أمتي، كهاتين السبابتين))، رواه أبو الفرج الأصبهاني، عن سفيان بن الليل بطريقين، عن الحسن السبط، عن أبيه علي بن أبي طالب (ع)، قال: سمعت رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ يقول: ((يرد علي...إلخ)).
وأخرجه محمد بن /627(2/627)


سليمان الكوفي، عن سفيان بن الليل، عن الحسن السبط، عن أبيه الوصي، عن النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ.
وأخرجه الملا، عن علي، عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ.
ذكره السمهودي في جواهر العقدين؛ أفاده في الإقبال.
وذكره ابن أبي الحديد في شرحه؛ أفاده ـ أيده الله ـ في التخريج.
قلت: وأخرجه المحب الطبري، عن علي مرفوعاً، بلفظ: ((يرد أهل بيتي... الخبر))، ذكره في التفريج.
قال أيده الله في التخريج: قال الناصر للحق (ع): حدثني محمد بن منصور المرادي ـ وساق سنده إلى علي (ع) ـ قال: نرد نحن وشيعتنا إلى نبي الله كهاتين ـ وجمع بين إصبعيه السبابة والوسطى ـ.
قاله في المحيط.
قلت: وفي خبر عبدالله بن شريك، عن الحسين السبط: نبعث نحن وشيعتنا هكذا ـ وأشار بالسبابة والوسطى ـ.
فإن لم يكن مرفوعاً، فهو توقيف؛ إذْ لا مساغ للاجتهاد فيه؛ ذكره في التفريج.
قال: وعبدالله بن شريك هذا ممن وصل من الكوفة إلى ابن الحنفية وابن عباس، مع أبي عبدالله الجدلي؛ ليخلصهما من ابن الزبير بمكة، لما أراد تحريق بيوتهما؛ لامتناعهما من بيعته؛ فأخرجهما إلى الطائف، وتوفي ابن عباس هنالك، انتهى. /628(2/628)


قلت: وقوله: (السبابة والوسطى) على الحقيقة، وفي الأول (بين السبابتين) من باب التغليب، كالحسنين والقمرين، وهو واضح.
وقد تقدم من رواية الإمام الأعظم في مجموعه، بسنده عن آبائه إلى علي ـ صلوات الله عليهم ـ: من قال في موطن قبل وفاته: رضيتُ بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ نبياً، وبعلي وأهل بيته أولياء؛ كان له ستراً من النار، وكان معنا غداً هكذا ـ وجمع بين إصبعيه ـ.
قلت: وهذا مقيّد، كغيره من مطلقات الوعد، بالأدلة المعلومة، القاضية بكون ذلك للمؤمنين، القائمين بما لا يعذرون بتركه من فرائض الله، والمجتنبين للكبائر من محارم الله، المطيعين لرب العالمين؛ إنما يتقبل الله من المتقين.
وفي هذا المعنى قول الله ـ تعالى ـ: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)} [فصلت].
وقال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((أتاني جبريل عن ربه، وهو يقول: ربي ـ عز وجل ـ يقرئك السلام، ويقول: يا محمد، بشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات، ويؤمنون بك، ويحبون أهل بيتك، بالجنة؛ فإن لهم عندي جزاء الحسنى، وسيدخلون الجنة))، أخرجه الإمام علي بن موسى بسند آبائه (ع).
وقد سبق في الفصل الأول ما ورد في تفسير خير البرية، وقول رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((هم أنت يا علي وشيعتك)).
وتقدم /629(2/629)


ما في معناه، نحو: الخبر الذي فيه: ((ترد عليّ الحوض راية علي أمير المؤمنين، وإمام الغر المحجلين)) من رواية محدث الشام، عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ.
وما يشهد له، نحو: خبر الرايات، الذي فيه: ((ألا وإنه سيرد عليّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة))...إلى قوله: ((ثم ترد راية أخرى تلمع نوراً، فأقول: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى، نحن أمة محمد، ونحن بقية أهل الحق؛ حملنا كتاب ربنا فأحللنا حلاله وحرمنا حرامه؛ وأحببنا ذرية محمد فنصرناهم من كل ما نصرنا به أنفسنا، وقاتلنا معهم، وقتلنا من ناواهم؛ فأقول لهم: أبشروا، فأنا نبيكم محمد، ولقد كنتم كما وصفتم؛ ثم أسقيهم من حوضي فيصدرون رواء...الخبر))، رواه الحاكم الإمام في السفينة، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ.
وقد سقته بتمامه، في أوائل التحف الفاطمية ص19 في شرح:
ولايتهم فرض على الخلق لازم
والخبر الذي فيه: ((وخلقت شيعتكم منكم))، من رواية الإمام الأعظم.
وخبر السبعين الألف، الذين يدخلون الجنة بغير حساب، من رواية الإمام الناصر للحق.
وخبر الذين عن يمين العرش، من رواية الباقر (ع).
وخبر ((إن في السماء حرساً وهم الملائكة، وإن في الأرض حرساً، وهم شيعتك ـ يا علي ـ لن يبدلوا ولن يغيروا))، رواه الإمام الناصر للحق، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي.
وخبر جعفر الصادق، المروي في الأنوار، للإمام المرشد بالله (ع)، وفيه: ((وجواز مني محبة أهل البيت)).
ويشهد له ما رواه الخوارزمي، عن /630(2/630)

100 / 151
ع
En
A+
A-