النجم، وكان سماعه لأمالي أحمد بن عيسى سنة ثلاث وستمائة، وأجاز بعد السماع لصنوه حمزة بن محمد بن عبدالله بن حمزة، في شهر ربيع الأول، سنة ثمان وعشرين وستمائة؛ ورواه عنه سماعاً عبدالله بن عطية بن محمد بن حمزة، في ربيع الأول، سنة ثلاثين وستمائة.
[ذكر الأسانيد اليحيوية]
إلى قوله: وهو مؤلف كتاب درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية.
قلت: وهو لي سماع، بقرائتي لجميعه على والدي ـ رضوان الله عليه ـ، في تاريخ سماع الصحيفة المتقدم، وقد اتصل سنده إلى السيد الإمام صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير (ع)، ووقع البحث عنه فلم يتصل إلى المؤلف في شيء من كتب الأسانيد، ولكن قد صحّ عن المؤلف بلا ريب، وقد تضمن أغلبمافيه من الأخبار اليحيوية، أحكام الإمام الهادي (ع).
نعم، قال السيد الإمام ـ رضي الله عنه ـ: وله كتاب الحسبة والدور، وما يختص الإمام وغيره من الأمور، وله كتاب البيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن، وغير ذلك.
قال القاضي: هو قاضي القضاة العلامة، خلاصة الأئمة، تقي الدين، كان عالماً فاضلاً، مرجوعاً إليه، مقدماً في كل شيء، له أخلاق العباد والعلماء، في مظهر الملوك وإفاداتهم؛ ولي القضاء بعد أبيه بجهة صعدة، وكتب له المنصور بالله عهداً، ثم استمر إلى زمن الإمام المهدي أحمد بن الحسين، وكتب له عهداً، وكان موئلاً للبلاد والعباد ـ رضي الله عنه ـ، توفي في نصف ربيع، سنة سبع وأربعين وستمائة. انتهى
قلت: وأهل هذا البيت الكريم بدور أعلام الشيعة، وصدور حفاظ الشريعة، وقد أثنى عليهم أئمة الحق، وسادة الخلق.
قال الإمام الداعي (ع)، في ترثية العلامة حاكم المسلمين، إبراهيم بن عبدالله بن محمد ـ رضي الله عنه ـ، التي صدرها:
أرى الموتَ كلٌ به مرتهنْ
فصبراً على حادثات الزمنْ
إلى قوله:
وكنتم قضاة لآل الرسول
تقفون إِثْرَهُمُ في السننْ
/480(1/480)


وقال الإمام المهدي لدين الله إبراهيم بن تاج الدين (ع):
لآل أبي النجم الكرام مكارم .... تحل محلّ النيرات الثواقب
لهم عادة بذل النوال إذا سطت .... يد الدهر وانسدت وجوه المطالب
ونشر فنون العلم في كل مشهد .... إليهم له تحدى قلاص الركائب
... إلخ.
وقد استشهد معه القاضي حاكم المسلمين، المجاهد في سبيل رب العالمين، إسماعيل بن عبدالله ـ رضوان الله عليهم ـ.
ونسبهم ينتهي على التحقيق إلى حمير.
قال في مطلع البدور: ولم يمر بي في بيوت الزيدية بعد آل محمد ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، أكثر مناقب من أهل هذا البيت، ولله القائل:
الأسعدون بنو أبي النجم الأولى .... ظعنوا وثوب الدهر منهم عاطر
المنعمون ولا جوادٌ منعمٌ .... والمطعمون ولا كريمٌ ناحر
والطيبون فلا فعالٌ آثمٌ .... والحاكمون فلا قضاءٌ جائر
الأبيات.
هذا، وقد سبق في سند النهج أن السيد الإمام يحيى بن إسماعيل، يروي صحيفة الإمام علي بن موسى، عن عمه الحسين بن علي الجويني (ع)، وأنه أسند كل كتاب إلى مؤلفه، فهي رواية لها مع ماتقدم، ولا بأس بها مع طي الإسناد، على سبيل الاستشهاد، والمعتمد ماتقدم.
نعم، وقد سبقت في الفصل الأول، وغيره، أخبار عن الصحيفة فيها كفاية.
[السند إلى أمالي ظفر بن داعي]
أمالي السيد الإمام، العلامة الحافظ، ظِفْر بن داعي بن مهدي الاستراباذي، أرويها بالأسانيد السابقة، إلى الإمام شرف الدين (ع)، عن السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير، عن السيد الإمام أبي العطايا، عن الفقيه يوسف، عن الفقيه حسن، عن الفقيه يحيى، عن الأمير المؤيد، عن الأمير /481(1/481)


علي بن الحسين، عن الشيخ عطية، عن الأميرين شمس الدين وبدره، عن القاضي جعفر، عن الكني، عن الشيخ أبي طاهر الحسن بن أبي سعد.
قلت: قال في الطبقات: الحسن بن ـ وبَيَّض قدر ربع سطر ـ، وتبعه المولى فخر الإسلام، ـ أيده الله ـ في المختصر.
ثم قال في الطبقات: أبو طاهر، يروي أمالي ظفر بن داعي، عن المظفر بن عبدالرحيم الحمدوني، قراءة سنة ست وثلاثين وخمسمائة، ورواه عنه الكني، وكان شيخاً أديباً. انتهى.
(رجع) عن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني، عن المؤلف.
قلت: ترجم له في الطبقات، فقال: السيد العلوي الاستراباذي، له أمالي، ذكره أئمتنا في مسنداتهم، ولم أقف عليها.
إلى قوله: قالوا: وكان سيداً عالماً. انتهى.
[كتاب أنساب الطالبية]
أرويها بالطريقين السابقين، في سند المجموع، إلى الإمام الحجة، المنصور بالله، عبدالله بن حمزة، وبالطريق الثالث الآتي في سند الشافي إليه.
قال (ع) في الجزء الثاني من الشافي: أخبرنا الفقيه الموفق المكين، عبدالله بن عيسى الخزاعي، الثلاث المجلدات، في أنساب الطالبيين الغنائمية، زادهم الله شرفاً، قال: أخبرني شيخي، الإمام الشريف النقيب الفاضل السيد محمد بن علي المعروف بابن دحيا الحسني قراءة عليه المجلدة الأولى، المشتملة على أولاد الحسن بن علي(ع)، شرّف الله مقامهم إلا ثلاث قوائم منها، عينها لنا فيها، وباقي المجلدة من الثلاث القوائم والمجلدين الآخرين مناولة من يده.
قلت: بهذا الإعراب في الشافي في (المجلدين)، ووجهه أن ينتصب بعامل محذوف، معطوف على أخبرني، دلّ عليه مصدره ـ أعني مناولة ـ أي وناولني المجلدين..إلخ. /482(1/482)


(رجع) وأجاز لي الرواية عنه على شرائط أهل العلم فيه، وهو يرويه عن الشريف السيد الأجل علي بن الحسين المعروف بالجوهري، عن الشريف النقيب بالري نقيب العلويين، أبي الحسن علي بن الحسين عز الدين المعروف بمُعْلَم الطرفين.
قلت: ترجم لمن تقدم في السند هذا في الجزء الثالث من الطبقات، ولم يفد زيادة على ماأفاده الإمام (ع) في الشافي من أحوالهم المذكورة في السند.
(رجع) قال: أخبرنا السيد الإمام العالم أبو الغنائم، عبدالله بن القاضي الحسين بن محمد الحسيني الزيدي نسباً ومذهباً، المعروف بالنسابة.
قلت: وساق في الشافي سنده إلى الإمام الرضا، علي بن موسى الكاظم، في خبر الأسباط من ولد الحسن والحسين ـ صلوات الله عليهم ـ، وقد سقته في كتاب التحف الفاطمية كاملاً.
نعم، ترجم لأبي الغنائم في الطبقات، فقال: عبدالله بن الحسن بن أبي عبدالله محمد بن الحسن بن الحسين الأحول ابن عيسى بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
قلت: هكذا نسبه بتمامه في مشجر السيد العلامة أبي علامة، وفي الطبقات، وأنه عبدالله بن الحسن، لاالحسين كما في نسخة الشافي المنقول عليها هذا.
قال: قرأ عليَّ الشريف الرضي بن الحسين بن المرتضى محمد بن الهادي للحق، كتاب الأحكام لجدّه الهادي.
قلت: وهي طريق للأحكام غير ما تقدم، وإليه طرق كثيرة، لكن الأسانيد الموجودة لم تتصل إلا بالثلاث الطرق السابقة.
قال السيد الإمام ـ رضي الله عنه ـ: قال أبو الغنائم: أخبرني بالري سنة سبع عشرة وأربعمائة، وعرضتُ عليه نسبه فأقرّ به، ورأيتُ عليه آيات الخير، وهو سمع الأحكام عن أبيه عن جده، وسمع أبو الغنائم حديث ذكر الأسباط، وأنساب الطالبية الغنائمية، قال: حدثني أبو القاسم محمد بن/483(1/483)


القاسم الحسني بآمل طبرستان، سنة ثمان عشرة وأربعمائة.
وقال أبو الغنائم: أخبرني بكتاب الأحكام للهادي (ع) جماعة من ولده ـ يعني الهادي ـ منهم: أبو طالب الهاروني، قال: أخبرني به يحيى بن محمد المرتضى، قال: عن عمه الناصر، عن الهادي.
..إلى آخر الترجمة؛ وأفاد فيها أنه عالم فاضل، وأن مؤلفه هذا عشرة مجلدات، وأنه سماه نزهة عيون المشتاقين إلى وصف السادة الغر الميامين.
[السند إلى سلسلة الإبريز]
سلسلة الإبريز، بالسند العزيز، أرويها بالأسانيد السابقة إلى الإمام شرف الدين، عن السيد صارم الدين، عن السيد أبي العطايا، عن أبيه، عن الواثق بالله المطهر بن الإمام محمد بن الإمام المطهر بن يحيى، عن أبيه، عن جده، وهذا السند من أسانيدنا المتصلة بآل محمد، ليس بيني وبين الإمام المطهر بن يحيى أحد من غير العترة المطهرة (ع)، إلا على سبيل المتابعة.
(رجع) عن عمران بن الحسن قراءة، عن عبد الرحمن بن أبي حرمي.
قلت: ترجم له السيد الإمام ـ رضي الله عنه ـ في الفصل الأول من الجزء الثالث، وأفاد أنه من العصابة الزيدية، قال فيها: العطار أبو القاسم المكي.
قال: حدثنا بسلسلة الإبريز، بالسند العزيز، الشريف بقية السادة بحلب، أحمد بن محمد بن جعفر.
قلت: قال السيد الإمام ـ رضي الله عنه ـ في ترجمته: أبو جعفر، وذكر روايته.
إلى قوله: وكان سيداً شريفاً ثقة، بقية السادة الحسينية بحلب؛ هكذا ذكره عمران بن الحسن، في ذكر السلسلة المذكورة. انتهى.
عن بقية المشائخ، محمد بن علي بن ناشر الأنصاري. /484(1/484)

98 / 135
ع
En
A+
A-