.
(رجع) عن السيد الإمام، علم أعلام العترة الكرام، يحيى بن إسماعيل بن علي بن أحمد بن علي بن علي بن محمد بن يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن الأفطس ابن علي الأصغر ابن علي بن الحسين بن علي (ع)، هكذا نسبه في مشجر أبي علامة، وبينه وبين مافي الطبقات اختلاف يسير، والصحيح مافي المشجر المذكور؛ بينه وبين أمير المؤمنين ستة عشر.
قال السيد الإمام في ترجمته: السيد الإمام العلامة، يروي عن عمه العلامة، الحسين بن علي بن أحمد الجويني، كتب الأئمة، وغيرهم.
فمما سمعه عليه: كتب الحاكم الجشمي، كتنبيه الغافلين، وجلاء الأبصار، والسفينة.
وسمع عليه من كتب الأئمة: أمالي أبي طالب، وصحيفة زين العابدين علي بن الحسين، وصحيفة علي بن موسى الرضا، ونهج البلاغة.
إلى قوله: وعمه أسند كل كتاب إلى مؤلفه، وأخذ عنه عمرو بن جميل النهدي، شيخ الإمام عبدالله بن حمزة؛ وأحمد بن زيد بن علي الحاجي؛ وكان سماعهما عليه ببلدة نيسابور، في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
قلت: وهنا فائدة، وهي أنا نروي بالأسانيد الصحيحة، منها ماتقدم في المجموع إلى الإمام الحجة عبدالله بن حمزة، عن شيخه عمرو بن جميل، عن السيد الإمام يحيى بن إسماعيل، عن عمه الحسين بن علي، عن الشريف الرضي كتاب نهج البلاغة.
وعن إمام الشيعة الأعلام الحاكم، المعتزلي ثم الزيدي، الشهيد، أبي سعيد، المحسن بن محمد بن كرامة الجشمي، المتوفى شهيداً في بلد الله الحرام، على يدي أعداء التوحيد والعدل وآل محمد الكرام ـ عليهم أفضل الصلاة والسلام ـ، عام أربعة وتسعين وأربعمائة، أجزل الله ثوابه، وأكرم لديه نزله ومآبه، جميع مؤلفاتهوهي: ما تقدم ذكره، والتهذيب في التفسير، /455(1/455)
والعيون، وشرحه في الكلام، وغير ذلك.
وستأتي الطرق إلى مؤلفاته، عند ذكر أسانيد مؤلفات علماء الشيعة ـ إن شاء الله ـ بأبسط مما هنا.
فالحسين بن علي يروي عن الشريف الرضي، وعن الحاكم ـ رضي الله عنهم ـ، جميع ذلك.
(رجع إلى تمام ترجمة السيد الإمام يحيى بن إسماعيل (ع) في الطبقات).
قال تلميذه عمرو مالفظه: هو السيد الإمام، مفخر الأنام، الصدر الكبير، العالم العامل، مجد الملة والدين، وافتخار آل طه وياسين، ملك الطالبية، شمس آل الرسول، أستاذ الطوائف، الموافق منهم والمخالف، قبلة الفرق، تاج الشرف.. إلخ.
[ترجمة السيد الحافظ الحسين الجويني]
(رجع) إلى تمام سند النهج.
عن عمه الحسين بن علي الجويني.
ترجم له السيد الإمام ـ رضي الله عنه ـ في طبقات الزيدية فيمن اسمه الحسن ـ بالتكبير ـ وهو في سائر كتب الإسناد الحسين ـ بالتصغير ـ وقد جريت فيما سبق على كلامهم فقال بعد تمام نسبه المتقدم، في ترجمة ابن أخيه يحيى بن إسماعيل ما نصه: الحسيني الهاشمي العلوي المعروف بالجويني، السيد بدر الدين؛ يروي صحيفة علي بن موسى الرضا، عن الشيخ الإمام عمر بن إسماعيل، عن الشيخ الزاهد، علي بن الحسن الصيدلي، سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، وأمالي أبي طالب، وتنبيه الغافلين، وجلاء الأبصار، وغيرها من كتب الحاكم أبي سعيد ابن كرامة؛ كل ذلك عن المؤلف.
وروى صحيفة زين العابدين، ونهج البلاغة، وأمالي أحمد بن عيسى، كل ذلك عن مشائخ عدة متصلة طرقهم بالمؤلف.
وأخذ عنه جميع ذلك مابين سماع، وإجازة، ولدُ أخيه يحيى بن إسماعيل.
إلى قوله: كان السيد إماماً حافظاً من حفاظ العترة، وبدور الإسناد المشرقة؛ وقال المنصور بالله: كان إماماً زاهداً. انتهى.
(رجع) بسنده إلى مؤلفها.
قلت: هكذا في بلوغ الأماني، والظاهر فيه عدم الاتصال؛ ولكن في سند الإمام الحجة عبدالله بن حمزة (ع) وفي سائر كتب الأسانيد، عن الحسين بن علي، عن المؤلف.
وقد قرر الإمام الشهير، المنصور بالله محمد بن عبدالله الوزير، (ع) /456(1/456)
في فرائد اللآليء الاتصال.
وحكى ماوقع بينه، وبين السيد العلامة عبد الكريم بن عبدالله أبي طالب، صاحب العقد النضيد ـ رضي الله عنه ـ، من المراجعة وردّ ماشكك به المقبلي في ذلك، وذكر السند الآتي المتصل بلا احتمال، وهو قاطع للإشكال؛ مع أنهم قد ذكروا أن الحسين بن علي قد أسند كل كتاب إلى مؤلفه.
هذا، ومافي إتحاف الأكابر للشوكاني من نسبة النهج إلى المرتضى غلط واضح.
نعم، وأما السند المتصل بالمؤلف الرضي، ـ رضي الله عنه ـ على التحقيق من الطريق الأخرى، فأرويه أيضاً بالأسانيد السابقة إلى الإمام يحيى شرف الدين، عن السيد صارم الدين، عن الواثق بالله، عن أبيه الإمام المهدي لدين الله (ع)، عن الشيخ الفاضل المار ذكره في سند الجامع الكافي، محمد بن عبدالله الغزال المضري، وقد بسط ترجمته السيد الإمام ـ رضي الله عنه ـ.
وقال فيها: الفقيه العالم بدر الدين.
وذكر أسانيده إلى شرح التجريد، وإلى الكشاف، وغيرهما، وأنه أهدى للإمام محمد بن المطهر، نسخة الكشاف المشهورة.
قال: وله تلامذة أجلاء، منهم: الإمام محمد بن المطهر.
إلى قوله: قال السيد محمد بن إدريس: أجاز لي سيدنا الفقيه، الإمام العلامة، الأوحد الصدر، القدوة الحبر، شمس الدين، حافظ علوم العترة الأكرمين، حواري أمير المؤمنين، إلخ يعني بذلك الغزال.
وقد تقدم ذكر السيد محمد بن إدريس في سند الجامع الكافي.
قال السيد الإمام ـ رضي الله عنه ـ: ولعل وفاته في عشر الأربعين وسبعمائة.
(رجع) قال في سنده: بإجازتي عن الفاضل العامل، المحقق، محيي الدين ابن الشيخ العلامة، تقي الدين عبدالله بن جعفر الأسدي بإجازته، عن العالم الفاضل الصدر، مجد الدين عبدالله بن محمود بن مودود، من بلد حي، بروايته عن العالم الفاضل العابد، السيد ذي الحسبين، جمال الدين، أبي الفتوح، حيدر بن محمد بن زيد بن محمد بن عبيد الله الحسيني قراءة عليه، بحق /457(1/457)
روايته ذلك قراءة، عن الشيخ الإمام العالم رشيد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن شهر آشوب السروي، عن السيد المنتهى بن أبي زيد بن كياكي الحسيني الجرجاني، عن أبيه أبي زيد، عن السيد الرضي، مصنف الكتاب المذكور.
فاتصل السند، وبطل ماشكك به الشيخ صالح المقبلي ـ كافاه الله تعالى ـ ولله الحمد.
وبعد هذا، فكتاب نهج البلاغة متلقى بالقبول، عند آل الرسول، ـ صلوات الله عليهم ـ وشيعتهم ـ رضي الله عنهم ـ.
وما أحسن قول حافظ اليمن، السيد صارم الدين الوزير (ع):
وإن التلقي بالقبول على الذي .... به يستدل المرء خير دليلِ
وما أمة المختار من آل هاشم .... تلقَّى حديثاً كاذباً بقبولِ
قال السيد الإمام في الطبقات، في ترجمة السيد الإمام الكبير، الفاضل الخطير، داود بن يحيى بن الحسين المتوفى سنة ست وتسعين وسبعمائة: سمع عليه الهادي بن إبراهيم الوزير الكبير نهج البلاغة؛ ثم قال بعد السماع: ماكان في نهج البلاغة فهو صحيح.
قال السيد داود بن يحيى: انعقد إجماع العترة على أن نهج البلاغة كلام علي (ع). ا هـ.
والسيد العلامة داود بن يحيى أخو الهادي بن يحيى المتقدم في سند المجموع، وهما ابنا السيد يحيى بن الحسين صاحب الياقوتة، وقبراهما بمشهد إمام الأئمة الهادي إلى الحق (ع).
وإن من الآيات العجيبة ما ذكره الإمام الشهير، محمد بن عبدالله الوزير (ع)، أن بعض الصالحين كان له أخ يشكك عليه في نهج البلاغة، رأى أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - في النوم ينشده هذين البيتين:
قد صحّ عنّا فتمسك به .... ليس الذي يرويه بالكاذب
أخوك عبدالله احذره لا .... تماشه وإمش في جانب
/458(1/458)
هكذا في المنقول عنه؛ ولايستقيم إلا بقطع همزة إمش، وهو يجوز للضرورة وإن كانت همزة وصل؛ ولو كان (إلى) مكان (في) لاستقام الوزن مع الوصل؛ ولكن الرواية كذا.
نعم، وهذا الكلام إنما هو لتصحيح جميع ماتضمنه نهج البلاغة؛ ولم يشكك الخصوم إلا في مواضع خالفت أهواءهم، وسفهت آراءهم، لا في جميع ذلك فليس بمستطاع؛ وأنى للأكف أن تغطي من القمرين ضوء الشعاع؛ لأن فصول كلامه، وعيون حكمه، في جميع أبواب العلوم منقولةٌ مأثورة، وفي مؤلفات الأمة المحمدية، وأسفار طوائف الملة الحنيفية، بل وعند غيرهم مرسومةٌ مزبورة؛ وعند الله تجتمع الخصوم.
[ديباجة النهج]
قال الشريف الإمام الرضي ـ رضي الله عنه ـ: بسم الله الرحمن الرحيم، وبه ثقتي.
أما بعد حمد الله، الذي جعل الحمد ثمناً لنعمائه، ومعاذاً من بلائه، وسبيلاً إلى جنانه، وسبباً لزيادة إحسانه، والصلاة على رسوله نبي الرحمة، وإمام الأئمة، وسراج الأمة، المنتخب من طينة الكرم، وسلالة المجد الأقدم، ومغرس الفخار المُعْرِق، وفرع العلى المثمر المورق، وعلى أهل بيته، مصابيح الظلم، وعصم الأمم، ومنار الدين الواضحة، ومثاقيل الفضل الراجحة؛ صلى الله عليهم أجمعين، صلاة تكون إزاء لفضلهم، ومكافأة لعملهم، وكفاء لطيب فرعهم وأصلهم، ما أنار فجر ساطع، وخوى نجم طالع.
وساق إلى قول أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وأخي سيد المرسلين ـ صلوات الله عليهم ـ في أول خطبة من الكتاب:
الحمد لله، الذي لايبلغ مدحته القائلون، ولايحصي نعماءه العادون، ولايؤدي حقه المجتهدون..إلخ.
[يواقيت من خطب النهج]
ونسوق قسطاً من خطبة له ـ صلوات الله عليه ـ، من نهج البلاغة؛ إلا أني متى وصلت إلى فصل منها، مذكور في مصابيح السيد/459(1/459)