محمد الحسن بن حمزة الحسيني رحمه الله.
قلت: ترجم له السيد الإمام ـ رضي الله عنه ـ وأتم نسبه إلى علي الأصغر بن علي سيد العابدين (ع). وقال: خرج له السيد أبو طالب.
(رجع) قال: حدثنا أحمد بن عبدالله البرقي.
قلت: ترجم له السيد الإمام، وأفاد بذكر من أخذ عنهم، ومن أخذوا عنه، وأن وفاته سنة سبع وسبعين، وأنه خرج له الإمام أبو طالب، والمرشد بالله (ع)، وأن نسبته إلى بُرقة (بضم الموحدة) ـ وقيل: بفتحها، وسكون المهملة، ثم قاف ـ من بلاد المغرب، بينها وبين مصر مسافة شهر، على سمت القيروان، نسب إليها جماعة من العلماء.
قال: حدثني جدي أحمد بن محمد.
قلت: ترجم له السيد الإمام ـ رضي الله عنه ـ كترجمة حفيده، وذكر كلام الذهبي فيه، وأن ابن حجر قال فيه: أبو جعفر، عالم الشيعة، له تصانيف في الرفض، وأنه كان في زمن المعتصم، ولم يذكروا وفاته.
(رجع) عن أبيه.
قلت: هو محمد بن خالد البرقي، ترجم له كذلك، ولم يذكر وفاته.
وهذا الذي ذكره السيد الإمام ـ رضي الله عنه ـ من أحوال هؤلاء، فالعمدة على نظر الناظر، والذي يظهر لي أنهم من رجال الشيعة والله الموفق.
قال: حدثني الحسين بن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي (ع)، قال:
قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((من زار قبراً من قبورنا أهل البيت، ثم مات من عامه الذي زار فيه، وكّل الله بقبره سبعين ملكاً، يسبحون له إلى يوم القيامة)).
وهذا الخبر أورده الإمام (ع) في الشافي عند تمام السند./405(1/405)
نعم، وثمة سند فيه زيادة فائدة من السيد صارم الدين إلى الشيخ محيي الدين - رضي الله عنهما - لم يتقدم، وهو أني أرويها عن والدي ـ رضي الله عنه ـ عن الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم، عن شيخه محمد بن محمد الكبسي، عن شيخه محمد بن عبد الرب، عن شيخه علي بن عبدالله الجلال، عن شيخه عبدالقادر بن أحمد الكوكباني، عن شيخه يوسف بن الحسين، عن أبيه الحسين بن أحمد زبارة، عن شيخه عامر بن عبدالله، عن الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم، عن أبيه الإمام القاسم بن محمد، عن صلاح بن أحمد بن عبدالله المتوفى سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة، ابن أحمد المتوفى عام ستة عشر وتسعمائة، ابن السيد الإمام صارم الدين إبراهيم الوزير، عن أبيه أحمد، عن أبيه عبدالله، عن أبيه أحمد، عن أبيه حافظ اليمن، سيد بني الحسن، صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير.
(ح) ويرويها السيد الإمام أحمد بن عبدالله الوزير أيضاً، عن الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين، عن شيخه صارم الدين إبراهيم بن محمد، وهو يرويها عن أبيه محمد، المتوفى سنة سبع وتسعين وثمانمائة، عن أبيه عبدالله المتوفى سنة أربعين وثمانمائة، ابن الهادي بن إبراهيم، عن شيخه صلاح بن الجلال.
فهؤلاء العصابة من نجوم الآل، ترجم لهم علماؤنا بما لايسعه الحال، وقد أتيت في التحف الفاطمية، وفي هذا المجموع، من أحوالهم بما فيه الكفاية.
قال سمعت على الشيخ العالم جمال الدين علي بن إبراهيم بن عطية نفع الله به.
قلت: أي النجراني؛ توفي جمال الدين سنة إحدى وثمانمائة.
كتاب تيسير المطالب الذي عني في تأليفه ـ أي ترتيبه ـ القاضي جعفر، من أمالي السيد أبي طالب، يرويه عن الإمام؛ عماد الإسلام، يحيى بن حمزة، يرويه عن شيخه العلامة بدر الدين محمد بن حسين الأصبهاني.
قلت: ترجم له السيد الإمام، والقاضي أحمد - رضي الله عنهما - وذكرا/406(1/406)
في وصفه أنه العلامة المحقق، الراسخ الحجة، كان من عيون العلماء، محدثاً، ولم يذكرا وفاته.
(رجع) كما هو يرويه عن السيد الفاضل، عامر بن زيد بن الشماخ العباسي.
قلت: هو من ذرية العباس بن علي بن أبي طالب (ع)، ترجم له السيد الإمام بما أفاده في السند.
(رجع) كما هو يرويه عن الشيخ الأجل أحمد الأكوع شعلة.
قلت: وما في بعض الروايات أن الأصبهاني رواه عن شعلة بغير واسطة سهو؛ أفاده في الطبقات.
(رجع) كما هو يرويه، عن الشيخ محيي الدين محمد بن أحمد بن الوليد قراءة عليه قال: أخبرنا القاضي الأجل الإمام، شمس الدين جعفر بن أحمد بن أبي يحيى ـ رضي الله عنه ـ قراءة عليه.
قال: أما بعد إلخ الكتاب.
فأروي بجميع ما سبق من الأسانيد جميع أمالي الإمام.
قال الإمام الناطق بالحق أبو طالب (ع): أخبرنا أبو الحسين، يحيى بن الحسين بن محمد بن عبيدالله الحسني ـ رحمه الله ـ، قال: حدثنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني، قال: حدثنا داود بن سليمان الغازي، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه علي بن الحسين بن علي، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب ـ رضوان الله عليهم ـ؛ قال: قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((أتاني ملك فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول: إن شئت جعلت لك بطحاء مكة ذهباً، فرفع رأسه إلى السماء فقال: يارب أشبع يوماً فأحمدك، وأجوع يوماً فأسألك)).
قلت: وهذا من المسلسلات النبوية، وقد توسط بين أبي الحسين، والإمام الرضا (ع) ابنُ مهرويه (بفتح الميم)، وداودُ بن سليمان.
قال السيد /407(1/407)
الإمام: داود بن سليمان بن يوسف الغازي، أبو أحمد، القزويني الجرجاني، عن علي بن موسى، عن أبيه، عن جده.
وعنه، علي بن محمد بن مهرويه القزويني.
وحكى كلام الذهبي فيه، وساق أخباراً أوردها الذهبي، وحكم عليها بالوضع على طريقته المعهودة، فخرجها السيد الإمام ـ رضي الله عنه ـ من طرق، ورد عليه، وأوضح بطلان كلامه.
إلى قوله: وذكره في تاريخ قزوين.
وساق ما فيه إلى قوله: شيخ اشتهر بالرواية عن علي بن موسى الرضا، ويقال: إن علياً كان مستخفياً في داره مدة لبثه بقزوين، وله نسخة عنه؛ يرويها أهل قزوين عن داود، كإسحاق بن محمد، وعلي بن محمد بن مهرويه.
وقال السيد الإمام ـ رضي الله عنه ـ: فعرفت أن وجه الرد لأخباره؛ كونه روى أحاديث الشيعة، وغيرها، انتهى.
وأفاد في مختصر الطبقات أنه تكلم فيه يحيى بن معين، والذهبي، جرياً على سجيتهم المعروفة، فيمن يخالف المذهب، ويختص بأهل البيت الطاهرين.
وقال في ترجمة ابن مهرويه: توفي سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وقد نيف على المائة، انتهى.
قلت: وقد تكررت رواية الإمام أبي طالب (ع) عنهما، على سبيل الاعتماد ـ لا المتابعة ـ والاستشهاد، وقد عرف من كلام الإمام في شرح البالغ المدرك الذي نقلته في التحف الفاطمية ، حيث اعتذر عن الرواية من طرق العامة، بأن الداعي لذلك إنكارهم أنه لايروي على هذا الوجه إلا عن موثوق به، وهذا بخلاف من اشتهرت أحواله بين الأمة، لتمكن الباحث من الوقوف على الحقيقة، ومذهب الإمام (ع) اشتراط العدالة المحققة، مع ما ظهر من اختصاص الرجلين، وأمثالهما، بآل رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ حتى تناولهم لذلك أولئك الفريق، فيترجح جانب التوثيق؛ والله ولي التوفيق.
[حديث مطوَّل من الأمالي في فضل العلم]
وبه قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي العبدكي، قال: حدثنا إسحاق بن العباس بن إسحاق بن موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي، عن /408(1/408)
أبيه إسحاق بن موسى، قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن الحسين بن علي ـ رضوان الله عليهم ـ، قال: قال أمير المؤمنين علي ـ صلوات الله عليه ـ لأصحابه وهم بحضرته: تعلموا العلم؛ فإن تعلمه حسنة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وإفادته صدقه، وبذله لأهله قربة، وهو معالم الحلال والحرام، ومسالكه سبل الجنة؛ مؤنس في الوحدة، وصاحب في الغربة، وعون في السراء والضراء، ويدٌ على الأعداء، وزين عند الأخلاء؛ يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخير أئمة يُقْتدى بهم، تُرمَق أعمالهم، وتقتص آثارهم، يرغب الملوك في خلتهم، والسادة في عشرتهم، والملائكة في صفوتهم؛ لأن العلم حياة القلوب من الخطايا، ونور الأبصار من العمى، وقوة الأبدان على الشنآن؛ ينزل الله حامله الجنان، ويحله محل الأبرار؛ بالعلم يُطَاع الله ويُعْبَد، وبالعلم يُعْرف الله ويوحد، وبالعلم تفهم الأحكام، ويفصل بين الحلال والحرام؛ يمنحه الله السعداء، ويحرمه الأشقياء.
وهذا كالخبر الأول، ليس بين هذه السلسلة العلوية المحمدية ـ رضوان الله عليهم ـ إلا محمد بن علي العبدكي، والكلام عليه كالكلام على السند السابق.
قال السيد الإمام ـ رضي الله عنه ـ في ترجمة إسحاق بن العباس: يروي عن أبيه عن جده، وعنه محمد بن علي العبدكي.
إلى قوله: خرج له أبو طالب، وقال في ترجمة العباس: يروي عن أبيه عن جده عن آبائه (ع)، وعنه ولده إسحاق.
قال في المقاتل: وفي أيام المقتدر فيمن قتل منهم، العباس بن إسحاق.
إلى قوله: ونحوه.
ذكره المنصور بالله في الشافي، وقال: وألزمنا نفوسنا ألا نذكر منهم إلا من لا ينازع المنصفون في فضله وكماله.
إلى قوله: خرّج للعباس السيد أبو طالب.
وقال في ترجمة إسحاق بن موسى: روى عن أبيه عن جده، وعنه ولده العباس.
إلى قوله: ويلقب الأمين.
وقال ـ أيده الله ـ في المختصر في ترجمة العبدكي: وهو رأس في علم الكلام؛ حتى قال أبو القاسم: /409(1/409)