الرواية عنه الإمامان عن الإمام الناصر للحق (ع)، وكثر الاعتماد منهما عليه، وتحقق اختصاصه بأئمة آل محمد ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ.
قال: أخبرنا الناصر للحق الحسن بن علي، قال: أخبرنا محمد بن منصور، عن علي بن الحسن بن علي الحسيني، والد الناصر، عن إبراهيم بن رجاء الشيباني.
قلت: ترجم له السيد الإمام في الطبقات، وساق روايته، إلى قوله: خراساني مروزي جليل، انتهى.
خرج له الإمام المؤيد بالله، والمرشد بالله.
(رجع) قال: قيل لجعفر بن محمد: ما أراد رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ بقوله لعلي يوم الغدير: ((من كنت مولاه فعلي مولاه))؟
فاستوى جعفر بن محمد قاعداً، فقال: (الخبر المتقدم في الفصل الأول)، وساق هذا في الشافي.
قلت: فأروي بالأسانيد السابقة إلى الإمام المؤيد بالله جميع كتاب الأمالي.
قال الإمام (ع) فيها: وبهذا الإسناد عن محمد بن منصور عن علي بن الحسن الحسيني والد الناصر (ع)، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد قال: قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدى زكاة ماله، وخزن لسانه، وكف غضبه، وأدى النصيحة لأهل بيت رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، فقد استكمل حقائق الإيمان، وأبواب الجنة مفتحة له)).
أخبرنا أبو نصر.
قلت: هو منصور بن محمد الروياني، توفي بعد الخمس والثلاثمائة.
أخبرنا علي.
قلت: هو ابن عبدالله الخرزي أبو الحسن.
أخبرنا عبد الغني.
قلت: هو ابن رفاعة اللخمي، أبو جعفر، المتوفى سنة خمس وخمسين ومائتين، ترجم له وللذين قبله السيد الإمام، وأفاد ما ذكرنا؛ وقد اعتمدهم الإمام المؤيد بالله (ع) وكرر الرواية عنهم.
قال: أخبرنا يغنم.
قلت: هو ابن سالم بن قنبر مولى علي (ع).
قال السيد الإمام: وثقة المؤيد بالله، /400(1/400)
والذي يظهر لي أنه من رجال الشيعة، انتهى.
عن أنس بن مالك.
قلت: خادم النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ المتوفى سنة [93] ثلاث وتسعين.
قال السيد الإمام: على الأصحّ، وقد جاوز المائة، انتهى.
سأله الوصي ـ صلوات الله عليه ـ عن أمر فكتم، فدعا عليه بقوله: إن كنتَ كاذباً فضربك الله بها بيضاء لامعة لاتواريها العمامة ـ يعني البرص ـ؛ فأصابه البرص في وجهه، وقد رُويت توبته والله الموفق.
(رجع) عن رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ قال: ((طوبى ثم طوبى لإخواني)).
قالوا: أولسنا إخوانك؟
قال: ((أنتم أصحابي، رأيتموني فآمنتم بي، وإخواني آمنوا بي ولم يروني)).
أخبرنا محمد بن عثمان النقاش.
قال: أخبرنا الناصر للحق الحسن بن علي، عن محمد بن منصور، عن عباد بن يعقوب، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن صفوان بن سليم.
قلت: بضم المهملة، هو أبو عبدالله المتوفى سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
قال الإمام المنصور بالله: هو ممن اشتهر بالقول بالعدل، والتوحيد، وذكره الحاكم في ثقات أهل المدينة.
خرج له أئمتنا الأربعة (ع)، والجماعة.
ترجم له السيد الإمام ـ رضي الله عنه ـ، وأفاد ما ذكرنا، وبقية رجال السند تقدم ذكرهم في ثقات محدثي الشيعة ـ رضي الله عنهم ـ.
قال: كان الحسن، والحسين (ع) عند النبي - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم - ليلة مظلمة، فقال النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((إذهبا إلى أمكما)).
قال: فبعث الله لهما برقة مشيا في ضوءها حتى أتيا أمهما.
فقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((الحمد لله الذي أنعم على محمد وآله، إن الله إنما بعث هذه البرقة لهما)).
قلت: وقد روى معنى هذا في صحيفة الإمام علي بن موسى الرضا، بسند آبائه إلى الحسين بن علي ـ رضوان الله عليهم ـ.
قال الإمام المؤيد بالله (ع): أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الحسيني.
قلت: توفي السيد الإمام الحسن سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، عن ثمان وتسعين، وجده يحيى /401(1/401)
هو العقيقي، صاحب الإمام القاسم بن إبراهيم، مذكور بتمام نسبه في التحف الفاطمية في سيرة نجم آل الرسول صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم.
قال: حدثنا جدي يحيى بن الحسن، قال: أخبرنا إبراهيم بن علي، والحسن بن يحيى.
قلت: أي ابن الحسين بن الإمام الأعظم زيد بن علي (ع)، وهو أحد الأربعة الأعيان نجوم آل محمد - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم -، في عصرهم، المتكرر ذكرهم، الذين اجتمعوا في دار محمد بن منصور من الأقطار المتفرقة، وبايعوا نجم آل الرسول ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ.
قال في الطبقات: وروي عن القاسم أنه قال: لما اجتمعوا في بيت محمد بن منصور سنة [220] عشرين ومائتين: أنت يا أبا محمد ـ أي الإمام الحسن بن يحيى ـ اقبل هذا الأمر ـ يعني: الإمامة ـ فإنك أهل له، وأنت أقوى على النظر فيه، والبلد بلدك، وتعرف من أمر الناس مالا نعرف.
فقال الحسن: يا أبا محمد، والله لايتقدم بين يديك أحد إلا وهو مخطئ.
ثم بايع القاسم (ع).
قال المنصور بالله: وكانت فضيلة السبق إلى منابذة الظالمين انتهت إلى هؤلاء، انتهى.
وقد ساق صفة اجتماعهم ومحاورتهم بتمامها، في المصابيح، وقد أشرنا إليها في التحف الفاطمية، وسنوردها ـ إن شاء الله تعالى ـ في مقام آخر، أفاد السيد الإمام أنه لم يؤرخ أحد وفاته، قال: فالظاهر أنه بعد الستين والمائتين، لأن الناصر أدرك زمانه، والله أعلم.
خرج له المؤيد بالله، وأبو طالب، ومحمد (ع).
هذا؛ وإبراهيم بن علي، قال السيد الإمام في ترجمته: إبراهيم بن علي بن حسن بن رافع الرافعي المدني، وساق الذين روى عنهم، والذين رووا عنه، /402(1/402)
وأفاد أن وفاته بعد المائتين، وأنه خرّج له الإمام أبو طالب، ومحمد، وابن ماجه.
قلت: والإمام المؤيد بالله (ع).
(رجع) قال: حدثنا نصر بن مزاحم، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي (ع)، قال: كان لي عشر من رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ لم يعطهن أحد قبلي، ولايعطاهن أحد بعدي: قال لي: ((يا علي أنت أخي في الدنيا، وأخي في الآخرة، وأنت أقرب الناس مني موقفاً يوم القيامة، ومنزلي ومنزلك في الجنة متواجهان كمنزلي الأخوين، وأنت الوصي، وأنت الولي، وأنت الوزير، وعدوّك عدوّي، وعدوّي عدوّ الله، ووليك وليي، ووليي ولي الله)).
قلت: سقطت في الرواية: العاشرة، وهي تامة في أمالي الإمام أبي طالب (ع) وهي: ((وأنت الخليفة في الأهل، والمال، والمسلمين في كل غيبة)) وقد تقدمت الرواية بتمامها في الفصل الأول.
هذا، وأروي أمالي الإمام المؤيد بالله (ع) أيضاً بقراءتي لها من فاتحتها إلى خاتمتها، على سيدي المولى العلامة الولي بن الولي، الحسن بن الحسين الحوثي - رضي الله عنهما -، وهو يرويها عن حي السيد العلامة محمد بن يحيى الصعدي المؤيدي، عن والده العلامة نجم آل محمد الحسين بن محمد الحوثي ـ رضي الله عنهم ـ عن والدنا الإمام المجدد للدين، أمير المؤمنين، المهدي محمد بن القاسم الحوثي (ع)، بطرقه السابقة، والله ولي التوفيق.
[السند إلى أمالي الإمام أبي طالب (ع)]
أمالي الإمام الناطق بالحق (ع)، أرويها بالطرق السابقة في السند الجامع لمؤلفاتهم، وبالأسانيد المتقدمة في طرق المجموع، إلى الإمام المنصور بالله، عبدالله بن حمزة (ع).
قال: أخبرنا الشيخ الإمام حسام الدين، عمدة الموحدين، الحسن بن محمد الرصاص ـ رحمه الله ـ والشيخ الأجل محيي الدين، عمدة المتكلمين، محمد بن أحمد بن الوليد القرشي العبشمي ـ طول الله مدته ـ، والشيخ الأجل عفيف الدين حنظلة بن الحسن ـ رحمه الله ـ، والفقيه /403(1/403)
الأجل العابد الزاهد أحمد بن الحسين بن المبارك الأكوع رحمه الله قراءة عليه وهو ينظر في كتابه، كلهم؛ قالوا: أخبرنا القاضي الأجل شمس الدين، جمال الإسلام والمسلمين، جعفر بن أحمد بن عبدالسلام بن أبي يحيى ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ، قال: أخبرنا القاضي الإمام أحمد بن أبي الحسن الكني ـ أسعده الله ـ، قال: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد فخر الدين أبو الحسين زيد بن الحسن بن علي البيهقي بقرائتي عليه، قدم علينا الري، والشيخ الإمام الأفضل، مجد الدين عبد المجيد بن عبد الغفار بن أبي سعد الإستراباذي الزيدي رحمه الله، قالا: أخبرنا السيد الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر الحسني النقيب بإستراباذ، في شهر الله الأصم رجب، سنة ثمان عشرة وخمسمائة، قال: أخبرنا والدي السيد أبو جعفر، محمد بن جعفر بن علي خليفة الحسني، والسيد أبو الحسن علي بن أبي طالب أحمد بن القاسم الحسني الآملي، الملقب بالمستعين بالله.
قلت: رجال هذا السند؛ أما من قبل مجد الدين عبد المجيد فقد سبقت تراجمهم في التحف الفاطمية، وفي هذا المجموع.
وأما من بعده فقد ترجم لهم في الطبقات، وليس فيما ذكره زيادة إفادة في أحوالهم على مافي السند، وفيه الكفاية من الأوصاف الدالة على محلّهم في الفضل، والعلم، وذكر السيد الإمام في ترجمة محمد بن جعفر أن السماع بفتح تاء خليفة فقيل: على البدل، وقيل: غير ذلك.
قال: وكان محمد بن جعفر سيداً إماماً.
هذا؛ فكل من لم نذكره منهم، وممن سبق وممن يأتي ـ إن شاء الله تعالى ـ فهو إما لتقدمه في التحف الفاطمية أو في هذه الأسانيد المباركة، أو لتأخيره إلى مقام أليق به، أو لعدم الوقوف على شيء من تفصيل أحواله، بعد البحث في محله، من طبقات الزيدية، وغيرها؛ يعلم ذلك والله ولي الإعانة.
(رجع) قال: أخبرنا السيد الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين.
قلت: وأكمل نسبه وقد تقدم.
قال ـ أي الإمام أبو طالب (ع) ـ: أخبرنا أبو /404(1/404)