يحيى حنش ـ بيض لوفاته السيد الإمام ـ وله طريقان:
الأولى، عن أبيه العلامة محمد، المتوفى سنة سبع عشرة وسبعمائة، عن أبيه العلامة يحيى ـ المتوفى سنة سبع وتسعين وستمائة ـ بن أحمد حنش.
والأخرى، عن العلامة عبدالله بن علي الأكوع.
فأما يحيى بن أحمد حنش، فيروي ذلك عن السيد الإمام الرباني، محمد بن وهاس الحمزي.
قال في الطبقات: كان سيداً جليلاً، وأميراً كبيراً، صنو الحسن بن وهاس، وكان صواماً قواماً متنزهاً عن قبض الحلال والحرام.
إلى قوله: ولاقبض درهماً، حتى لقي الله تعالى، توفي في عشر الثمانين وستمائة، تقريباً. انتهى.
عن الحافظ شعلة، عن الشيخ محيي الدين، محمد بن أحمد القرشي.
وأما عبدالله الأكوع.
قلت: ترجم له السيد الإمام ولم يذكر وفاته، ولم يترجم له في مطلع البدور، وهو من علماء الشيعة الكرام.
نعم: فيروي عن أبيه العلامة، صاحب الإمام الحجة عبدالله بن حمزة، وجامع اختياراته، بهاء الدين علي الأكوع، وقد ترجم له السيد الإمام، وصاحب المطلع ولم يذكرا وفاته؛ بل أفاد في الطبقات بقاءه إلى سنة سبع وعشرين وستمائة؛ وسيأتي مزيد كلام فيه، في سند الشافي الآتي؛ وله طريقان:
الأولى، عن أبيه العلامة، أحمد بن الحسين بن المبارك الأكوع.
قال السيد الإمام في ترجمته: أحد تلامذة القاضي جعفر بن أحمد.
إلى قوله: وأخذ عنه الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع)، وولده علي بن أحمد.
إلى قوله: قال الإمام المنصور بالله: أخبرنا الشيخ، الزاهد العابد، قراءة عليه، وهو ينظر في كتابه، وكان أستاذاً من أئمة الأثر الحفاظ، وشيوخ الأئمة (ع). انتهى.
والأخرى، عن الشيخ محيي الدين القرشي /395(1/395)
[رجع]، وأما الفقيه علي بن أحمد الراوي عنه الإمام شرف الدين (ع)، فيروي عن الفقيه علي بن زيد الشظبي، عن السيد الإمام أبي العطايا (ع)، عن الفقيه يوسف بن أحمد، عن الفقيه حسن بن محمد النحوي؛ وله طريقان:
الأولى، عن الإمام المؤيد برب العزة، يحيى بن حمزة، عن الفقيه العلامة محمد بن خليفة الهمداني.
ترجم له السيد الإمام، وصاحب مطلع البدور، العلامة أحمد بن صالح بن أبي الرجال، ووصفه بالاجتهاد، ولم يذكرا وفاته.
عن السيد الإمام محمد بن وهاس، عن الشيخ محيي الدين القرشي.
والأخرى، عن الفقيه يحيى البحيبح، عن الأمير المؤيد، عن الأمير الحسين، عن الشيخ العلامة محمد بن أحمد النجراني، المتوفى سنة ثلاث وستمائة، والد الشيخ عطية بن محمد.
ترجم له السيد الإمام، وفي المطلع، وهو من أعلام الشيعة الكرام.
عن الأميرين الداعيين إلى اللَّه تعالى: شمس الدين، وبدره.
فالإمام الحجة، عبدالله بن حمزة، يروي عن الشيخ محيي الدين، والشيخ الحسن بن محمد الرصاص، والشيخ أحمد بن الحسين الأكوع، والشيخ حنظلة بن الحسن بن شبعان، (بمعجمة فموحدة).
أثنى عليه الإمام الحجة عبدالله بن حمزة، وترجم له السيد الإمام، وكذا القاضي في المطلع، ولم يذكرا وفاته، وهو من أعيان علماء الشيعة الكرام ـ رضي الله عنهم ـ.
نعم، فالأميران شيخا آل الرسول - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم -، وهؤلاء الأربعة المشايخ محيي الدين، والحسن، وأحمد، وحنظلة، يروون ذلك عن القاضي، شمس الدين جعفر بن أحمد. ويروي ذلك محيي الدين القرشي، أيضاً عن الأميرين شمس الدين وبدره.
هذا، والأميران، والقاضي جعفر، يروون ذلك عن الإمام، المتوكل على الرحمن، أحمد بن سليمان، بسنده المتقدم، في سند شرح التجريد، إلى أبي /396(1/396)
يوسف القزويني، عن الإمامين المؤيد بالله، والناطق بالحق أبي طالب (ع).
(ح)، ويروي ذلك القاضي جعفر أيضاً بطرقه المارة إلى القاضي يوسف الخطيب، عن الإمامين ـ رضوان الله عليهم ـ.
[شذرات من كتاب التحرير، وكلام عن شرحه]
قال الإمام الناطق بالحق أبو طالب (ع) في التحرير:
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله أتوكل، وبه أستعين.
الحمد لله على جزيل نعمته، وسني موهبته؛ وصلى الله على خير مبعوث من البشر إلى خليقته، محمد وآله الطاهرين من عترته.
سألتَ ـ وفقك الله وإيانا لطاعته ـ تلخيص مذهب القاسم بن إبراهيم، ويحيى بن الحسين، وأولادهما (ع) في أبواب الفقه، ومسائل الشرع، مضافة إلى الفروع، التي تقتضيها نصوصهما، ويجليها تعليلهما.
فأجبتك إلى ذلك، رجاءً لما يحصل من النفع به، ويقسم لنا من الثواب عليه، معولاً على توفيق الله، وتسديده.
إلى آخر كلامه (ع).
ومتن التحرير لي فيه سماع على والدي ـ رضي الله عنه ـ.
وأما شرحه وهو اثنا عشر ـ وقيل: ستة عشر مجلداً ـ فقد سمعتُ فيه ما تضمنته غضون كتب علمائنا ـ رضي الله عنهم ـ؛ كالشفاء للأمير الحسين (ع)، وغيره؛ وشرح التحرير هذا من أجلّ ذخائر أئمتنا (ع).
وعليه، وعلى شرح التجريد، معظم مدار العصابة الزيدية، والفرقة المهدية، استدلالاً وتعليلاً، وتهذيباً وترتيباً، وتصحيحاً وتنقيحاً؛ والكل بعدهما على أثرهما يقتفون، ومن معينهما يغترفون.
وقد انتزع منه القاضي زيد بن محمد الكلاري - رضي الله عنه - الشرح المشهور وهو المسمى بسوق الزيدية؛ وقد تقدمت الطريق إليه في السند الجامع.
وشرحه الأمير الناصر للحق الحسين بن بدر الدين /397(1/397)
(ع) بالتقرير، وهو شرح بسيط سيأتي السند إليه ـ إن شاء اللَّه تعالى ـ مع جميع مؤلفاته.
قال بعض العلماء في وصف شرح التحرير ما لفظه: فإنك ترى فيها ـ يعني أجزاء التحرير ـ من العجائب، ويواقيت العلم الثمينة، وجواهره المكنونة النفيسة، التي لاترى في كتاب قط، وأودع فيها مذاهب الفقهاء، ورجّح مذهب الهادي حتى ظهر ترجيحه، وتوهجت مصابيحه، وذكى ريحه.
وقال الحاكم الجشمي - رضي الله عنه - في وصف كلام الإمام أبي طالب(ع): وعليه مَسْحة من الكلام الإلهي، وجذوة من النور النبوي، انتهى.
[السند إلى أمالي المؤيد بالله]
أمالي المؤيد بالله (ع) أرويها بالطرق السابقة في السند الجامع لمؤلفات الأئمة، إلى الأميرين الداعيين إلى الله: شمس الدين، وبدره، عن القاضي، شمس الدين، جعفر بن أحمد ـ رضي الله عنهم ـ.
(ح)، وبالأسانيد المتقدمة في سند المجموع إلى الإمام عبد الله بن حمزة.
قال في الشافي: أخبرني الشيخ الأجل الأوحد، حسام الدين، الحسن بن محمد الرصاص ـ رحمه اللَّه تعالى ـ، والشيخ الأجل الفاضل، محيي الدين، عمدة المتكلمين، محمد بن أحمد القرشي، قالا: أخبرنا القاضي الأجل الإمام شمس الدين جمال الإسلام والمسلمين، جعفر بن أحمد بن عبدالسلام بن أبي يحيى ـ رضوان الله عليه ـ قراءة، قال: أخبرنا القاضي الأجل، قطب الدين، أبو العباس أحمد بن أبي الحسن بن أحمد الكني ـ أسعده الله ـ قراءة عليه، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام أبو علي الحسن بن علي بن أبي طالب الفرزاذي ـ رحمه الله ـ إجازة.
قلت: ترجم له السيد الإمام فقال: الشيخ الإمام أبو علي ثم ساق أسانيده.
إلى قوله: قال القاضي: كان عالماً كبيراً، وإماماً خطيراً.
إلى قوله (ع): وهو الذي صلى على الإمام المرشد بالله. انتهى.
والشيخ أبو رشيد بن عبدالحميد ابن قاسورا الرازي قراءة عليه.
قلت: عده السيد الإمام (ع) في سياق الأمالي، ولم يترجم له هو /398(1/398)
ولا غيره من أصحابنا بالاستقلال، ولم يذكروا له اسماً غير الكنية؛ والذي يظهر أنه من علمائنا ـ رضي الله عنهم ـ.
والشيخ عبدالوهاب بن أبي العلاء بن بُعْدوَيه السمان، قراءة عليه أيضاً في مدرسة شجاع الدين، في شهر ربيع، سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
قلت: قال السيد الإمام في ترجمته: عبدالوهاب بن أبي العلاء بن بعدويه (بضم الموحدة، وسكون المهملة، وضم المهملة الثانية، وسكون الواو، وفتح التحتية مثناة، ثم هاء) السمان، ثم ساق إسناده، ولم يذكر وفاته، وهو كالأول.
قالوا: أخبرنا الأستاذ الرئيس علي بن الحسين بن محمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن مزدك، في الجامع العتيق بالري في ذي القعدة سنة [496] ست وتسعين وأربعمائة، بقراءته علينا.
قلت: ساق السيد الإمام في ترجمته ما في السند ولم يزد عليه، والكلام عندي فيه كالكلام على الأولَيْن.
قال: أخبرنا والدي الحسين بن محمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن مزدك، في شوال سنة [445] خمس وأربعين وأربعمائة.
قلت: الكلام عليه كالكلام على أبيه، إلا أنه زاد السيد الإمام أنه قال في طبقات الحنفية: هو الأستاذ أبو علي، له تاريخ. انتهى.
قال: أخبرنا أبو داود سليمان بن جاوك.
قلت: قال السيد الإمام: بفتح الجيم وضم الواو ثم كاف.
إلى قوله: وذكره القاضي بالهمز، وقال: علامة كبير حافظ، قرأ على المؤيد بالله، وسمع منه. انتهى.
[ترجمة لبعض رجال الأمالي، منهم: النقاش]
قال: أخبرنا السيد الإمام أبو الحسين أحمد بن الحسين، وأتمّ نسبه، وقد تقدم الكلام. قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن عثمان النقاش.
قلت: ترجم له السيد الإمام، وغيره، بذكر روايته عن الإمام الناصر للحق، ورواية الأخوين عنه، ولم يذكروا وفاته، وهو من المشايخ الحفاظ، أكثر /399(1/399)