له: أئمتنا الخمسة (ع)، وجماعة العامة؛ أفاده في الطبقات، قال فيه: الإمام الحافظ المحمود، شيخ العراق، أبو إسماعيل..إلخ؛ وهو في البساط مطلق، لكن تعين بالذين روى عنهم، ورووا عنه، فإن يكن كذلك فقد وثقه الإمام (ع)، وإلا فقد ظهر توثيقه؛ وقد روي عنه أنه لما قتل أهل فخ (ع) لبث نحو شهر لايجلس، وكان يُرى محزوناً، وكان يقول: بحب ولد علي حب الإسلام.
وروى حماد، عن ثابت بن أسلم البُناني (بضم الموحدة، وتخفيف النون الأولى) أبي محمد البصري، المتوفى سنة سبع وعشرين ومائة، الحافظ العابد.
خرج له أئمتنا الخمسة، والجماعة؛ وأينما أُطلق في كتب أئمتنا فهو المراد.
وروى عن ثابت أيضاً، حماد بن سلمة بن دينار أبو سلمة، المتوفى سنة سبع وستين ومائة؛ خرج له أئمتنا الخمسة، ومسلم، والأربعة، وهو من الحفاظ الأعلام ـ رضي الله عنهم ـ.
وروى الحمادان، والسفيانان، عن أبي هارون عمارة بن جوين العبدي، المتوفى سنة أربع وثلاثين ومائة، وهو ممن وثقه الأئمة الهداة، سفن النجاة ـ صلوات الله عليهم ـ، وروى عنه إمام الأئمة في الأحكام، والإمام الناصر للحق، والمرشد بالله، وغيرهم.
وكلام محمد بن إبراهيم الوزير في التنقيح فيه وفي أمثاله من الشيعة الأبرار غير صحيح، على أنه إنما ساقه لقصد المعارضة وروم الاستشهاد، لما ادعاه من المجازفة؛ ولم يوضح في شأنهم وجهاً للتجريح.
وقد استوفيت الكلام فيهم جميعاً، في هذه الأبحاث ـ نفع اللَّه تعالى بها ـ.
[الإشارة إلى رجوع الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير عما خالف فيه منهج سلفه]
وقد صح رجوعه عما خالف فيه منهج سلفه (ع) كما رواه الإمام المنصور بالله، محمد بن عبدالله الوزير (ع)، وغيره؛ وصاحب البيت أدرى بالذي فيه.
فالمقلّدون لما في كتبه من المعارضات للآل، التي أثارها غضب الجدال، لاأصل لهم، وسيأتي إن شاء الله لهذا مزيد إيضاح في الكلام على مؤلفاته؛ والله ولي التوفيق، إلى أقوم طريق، والحمد لله. /370(1/370)


هذا، وفيه سالم ـ هكذا مطلقاً ـ سمع جعفراً ـ أي الصادق (ع) ـ، والراوي عنه عبدالله بن داهر ولم يحققه في الطبقات، فيحتمل أنه سالم مولى الإمام الأعظم، روى عنه، وعنه ولده الحسين بن الإمام زيد بن علي (ع)، أخرج له في المحيط؛ أو سالم بن أبي حفصة العجلي أبو يونس المتوفى سنة أربعين ومائة تقريباً، أخرج له محمد بن منصور ـ رضي الله عنه ـ، والبخاري في الأدب، والترمذي، وهو كذلك من الرواة عن الإمام الأعظم (ع) المبايعين له ـ رضي الله عنهم ـ والله أعلم.
ومنهم: سعد بن طَرِيف (بفتح الطاء، وكسر الراء المهملتين) الحنظلي الكوفي الراوي عن الحسن السبط، والإمام الأعظم، وأخيه الباقر، وابن عباس (ع)، وعن الوصي ـ صلوات الله عليه ـ بواسطة ولي آل محمد (ع) الأصبغ بن نباته - رضي الله عنه - المتقدم، وغيرهم؛ أخرج له الإمام أبو طالب، والمرشد بالله (ع)، ومحمد بن منصور ـ رضي الله عنه ـ.
ومنهم: أبو خالد الأحمر، سليمان بن حيان (بمثناة تحتية) الجعفري، المتوفى سنة تسع وثمانين ومائة، من مشاهير الشيعة الأعلام؛ أخرج له المؤيد بالله، وأبو طالب، ومحمد بن منصور، وجماعة العامة.
ومنهم: شقيق بن سلمة أبو وائل الأسدي الكوفي، المتوفى سنة تسع وتسعين عن خمسين ومائة عام، أدرك زمن الرسول ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، وعاش إلى أيام عمر بن عبد العزيز، وهو من المبايعين للإمام الحسن بن الحسن (ع).
روى عن الوصي ـ رضوان الله عليه ـ، وابن عباس، وعمار، وحذيفة، وابن مسعود، وأم سلمة ـ رضي الله عنهم ـ أخرج له أئمتنا الأربعة (ع) وجماعة العامة.
ومنهم: صالح بن موسى بن إسحاق الطلحي، روى عن عبدالله بن الحسن بن الحسن الكامل، وجعفر بن محمد الصادق (ع)؛ أخرج له محمد بن منصور، والترمذي، وابن ماجه؛ أفاده في الطبقات /371(1/371)


ومنهم: عمرو بن عبد الغفار الفقيمي، الراوي عن الإمام الولي، الحسين بن علي الفخي، وعن الإمام الحسين بن الإمام الأعظم (ع)، وغيرهم؛ خرج له الإمام، وأئمتنا الأربعة (ع) قال السيد الإمام (ع) في الطبقات: وثقه المؤيد بالله.
قلت: والإمام الناصر للحق (ع) روى عنه بواسطة الحافظ الولي، محمد بن علي بن خلف العطار أبي عبدالله، المتوفى لثلاث مائة تقريباً، الراوي عن الإمام عيسى بن الإمام الأعظم (ع)، وعن العالم الأبر، الحسين بن الحسن الأشقر، المتوفى عام ثمان ومائتين.
قال السيد الإمام في الطبقات في ترجمته وقد تكلّم على خبرٍ رواه مالفظه:
قال بعض ساداتنا: قد روي من طريق أخرى، رواه ثقات أصحابنا، والحسين الأشقر عدل ثقة.
ثم قال: هو من رجال الشيعة. انتهى.
أخرج له الإمام المرشد بالله، ومحمد بن منصور.
والخبر المذكور: ((علي باب حطة، من دخل منه كان مؤمناً، ومن خرج كان كافراً)).
أخرج لمحمد بن علي الإمام، وأئمتنا الخمسة (ع)، وصاحب المحيط، وصاحب المناقب.
قال الإمام الناصر (ع): حدثني محمد بن علي بن خلف العطار ببغداد المعدل الثقة.
قلت: وناهيك بهذا.
ومنهم: عبدالله بن خِراش، (بكسر المعجمة) ابن حوشب، خرج له الإمام، والمؤيد بالله، والمرشد بالله (ع).
ومنهم: عمه العوام بن حوشب الشيباني، المجاهد مع الإمام إبراهيم بن عبدالله (ع) أخرج له الإمام، والمؤيد بالله، والمرشد بالله (ع)، وجماعة العامة /372(1/372)


ومنهم: ميمون بن أبي شبيب، الراوي عن الوصي ـ صلوات الله عليه ـ خرج له الإمام، والمرشد بالله، ومحمد بن منصور (ع).
توفي العوام سنة ثمان وأربعين ومائة، وتوفي ميمون سنة ثلاث وثمانين ـ رضي الله عنهم ـ.
فهؤلاء بعض من روى عنهم الإمام (ع) في باب الإيمان خاصة، ممن لم يسبق ذكرهم.
[الكلام على وكيع]
وقد أكثر الإمام (ع) الرواية في هذا الباب، وغيره عن بشر بن عبد الوهاب، عن وكيع، ولا بأس ببيان ما لاغنى عنه من حاله كما أعدنا ذكر بعض من سبق في الفصل الثاني لذلك، والله الموفق.
فأقول: هو وكيع بن الجراح الرواسي الكوفي أبو سفيان، المتوفى سنة سبع وتسعين ومائة، أحد أعلام الزيدية، وأتباع العترة النبوية ـ رضي الله عنهم ـ، وما نقل عنه من الكلام في أبي خالد، غير مقبول، لعدم الصحة له؛ إذْ لم يرو ذلك إلا الخصوم.
عدّه من العصابة الزيدية الإمامُ المنصور بالله في الشافي، والحاكم في العيون، وغيره.
خرج له الإمام، وأئمتنا الخمسة (ع)، والجماعة.
روى وكيع ـ رضي الله عنه ـ، عن أبي جعفر، باقر علم الأنبياء (ع) وعن الثقات الأثبات، كإبراهيم بن طهمان (بفتح الطاء المهملة وضمها، وسكون الهاء، وبميم، فألف، فنون) الهروي النيسابوري، المتوفى سنة ثلاث وستين ومائة، خرج له أئمتنا الخمسة (ع)، والجماعة.
وإسماعيل بن أبي خالد الأحمسي المتقدم.
وثابت بن أبي صفية الثمالي (بضم المثلثة) أبي حمزة، المتوفى بعد عشرين ومائة ـ رضي الله عنهم ـ أحد الأعلام أصحاب الإمام الأعظم الرواة عنه /373(1/373)


وعن أخيه الباقر (ع)؛ خرج له: الإمام المؤيد بالله، والمرشد بالله (ع).
وجعفر بن برقان (بضم الموحدة، وسكون المهملة، وبقاف، فألف، فنون) الرقي، المتوفى سنة أربع وخمسين ومائة، قال في الطبقات: ذكره الحاكم في ثقات الجزيرة.
خرج له: الإمام أبو طالب، والإمام الجرجاني، ومحمد بن منصور ـ رضي الله عنهم ـ، ومسلم، والأربعة.
وشعبة بن الحجاج بن الورد العتكي أبي بسطام، المتوفى سنة ستين ومائة، أخذ عن الإمام الأعظم، وخرج مع الإمام النفس الرضية إبراهيم بن عبدالله (ع)، الحافظ النقاد، سُئل عن الخروج معه فقال للسائل: أتسألني عن الخروج مع ابن رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، والله لهو عندي بدر الصغرى؟!
خرج له أئمتنا الخمسة، والجماعة.
وعمار بن زريق أبي الأحوص الضب ي، المتوفى سنة تسع وخمسين ومائة، خرج له الإمام أبو طالب، والمرشد بالله، ومسلم، والأربعة.
وفضيل بن غزوان الضبي بالولاء، المتوفى في عشر الخمسين ومائة، خرج له الإمام، ومحمد، والجماعة؛ وهو أبو محمد بن فضيل المتقدم، شيخ محمد بن منصور.
وفضيل بن مرزوق الكوفي، الراوي عن الإمام إبراهيم بن عبدالله (ع)، خرج له الإمام المرشد بالله، ومحمد بن منصور ـ رضي الله عنهم ـ، ومسلم، والأربعة.
ومبارك بن فضالة بن أبي أمية، المتوفى سنة أربع وستين ومائة، خرج له الإمام أبو طالب، والمرشد بالله (ع)، وغيرهما.
ومحمد بن عبدالرحمن بن الحارث بن أبي ذيب، المتوفى سنة تسع وخمسين ومائة، العابد، المجاهد، المبايع للإمام المهدي لدين الله، محمد بن عبدالله بن الحسن؛ احتج به أئمتنا (ع)، والجماعة /374(1/374)

76 / 135
ع
En
A+
A-