قال: ((الرفق يُمْنٌ، والخرق شؤم)).
وفيه: قال يحيى بن الحسين ـ صلوات الله عليه ـ: وبلغنا عن رسول الله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم - أنه قال: ((تكردس الفتن في جراثيم العرب حتى لايقال: الله؛ ثم يبعث الله قوماً يجتمعون، كما يجتمع قزع الخريف، فهنالك يحيي الله الحق، ويميت الباطل)).
وفيه: قال يحيى بن الحسين ـ صلوات الله عليه ـ: قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((يا علي من أحب ولدك فقد أحبك، ومن أحبك فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أحب الله أدخله الجنة؛ ومن أبغضهم فقد أبغضك، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله، ومن أبغض الله كان حقيقاً على الله أن يدخله النار)).
وساق في ذكر آل محمد ـ صلوات الله عليهم ـ، حتى قال في آخره: قال يحيى بن الحسين ـ صلوات الله عليه ـ:
وإنما أخرنا ذكر ما ذكرنا من بعض فضل آل محمد ـ صلوات الله عليه وعليهم ـ لنختم بذكرهم كما بدأنا بهم؛ لأن الله سبحانه بهم ابتدأ إظهار الحق والهدى، وبهم يختم سبحانه الدنيا. انتهى.
والحمد لله رب العالمين.
[شذور من البساط للإمام الناصر (ع)]
[طائفة ممن احتج بهم الإمام الناصر للحق (ع)]
وفي البساط للإمام الأعظم، الناصر للحق الأقوم (ع):
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى.
هذا كتاب عمله الداعي إلى الله، الناصر للحق، الحسن بن علي ـ وأتم النسب، وقد تقدم ـ وجعله بساطاً، ودليلاً للمتعلمين في القول بالتوحيد لله، والعدل منه على عباده فيما أحكمه وفرضه من الدين، ودلّ به على نفسه في الكتاب المبين.
أول العبادة المعرفة.. إلخ.
وفيه: قال: ـ أي محمد بن منصور، لأنه في سياق أخبار رواها الإمام الناصر (ع) عنه ـ حدثني أحمد بن محمد.
قلت: هو ابن سلام من أعيان جماعة الإمام /365(1/365)


نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم (ع)، مما سمع عليه كتاب سياسة النفس؛ وسيأتي تمام الكلام فيه في أمالي الإمام أبي طالب (ع).
قال: حدثنا الحسن بن عبد الواحد.
قلت: وثقة الإمام المؤيد بالله (ع)، أفاده في الطبقات، والإمام الناصر للحق كما يأتي.
قال: حدثني عباد بن يعقوب.
قلت: هو من أعلام الشيعة كما تقدم.
قال: حدثني سعيد.
يعني ابن عمر العنبري ـ، كذا في النسخة التي لدي، وليس في الطبقات إلا سعيد بن عَمرو (بفتح المهملة)، وليس فيها من يصلح أن يكون هذا الراوي، إلا سعيد بن عمرو المقبري، عن مسعدة العبدي، وعنه عباد.
لم يزد على هذا، ولكنه قد صرّح الإمام الناصر للحق (ع) في أول البحث بتصحيح ما رواه فيه، مع أن طريقة قدماء الأئمة ـ صلوات الله عليهم ـ في العدالة المحققة معروفةٌ، وقد قال الإمام الناصر للحق في البساط لما روى من طريقة أخرى ما نصه:
ولم أرد بذكري هذا الحديث عن عامر إلا لأن من يخالف الله ويخالفنا، عن عامر وأضرابه أحسن قبولاً انتهى.
(رجع) عن مسعدة، يعني ابن صدقة.
قلت: هو من الرواة عن الصادق، والنفس الزكية (ع)، وقد صحح حديثه الناصر للحق (ع) وكفى به.
(رجع) عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، أن علياً (ع) قال: قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((لو أن عبداً قام ليله، وصام نهاره، وأنفق ماله في سبيل الله، عَلْقا عَلْقا، وعبد الله بين الركن والمقام، حتى يكون آخر ذلك أن يذبح بين الركن والمقام مظلوماً، لما صعد إلى الله من عمله وزن ذرة، حتى يظهر المحبة لأولياء الله، والعداوة لأعدائه)).
وفيه: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا حرب بن الحسن.
قلت: هو /366(1/366)


الطحَّان.
قال في الطبقات: هو راوي الصلوات الخمس، ومسلسلهن بعدَّهن في يدي إلى آخره.
خرج له الحاكم في العلوم، وخرج له القاضي عياض في الشفاء، ومحمد بن منصور، والمرشد بالله. انتهى.
قلت: والإمام الناصر للحق كما ترى.
قال: حدثنا حبان بن سُدير.
قلت: بفتح المهملة فتشديد الموحدة رواية الشريف، وبنونين بينهما ألف رواية القاضي جعفر؛ وسدير بمهملات، وتحتية، مصغر.
قال: حدثني سُدَيف.
قلت: قال في الطبقات: كالأول أي سُدَير إلا أن (آخره فاء)، ابن ميمون المكي، عن محمد بن علي الباقر؛ إلى قوله: قال الذهبي: رافضي؛ خرج مع ابن حسن ـ يعني عبدالله ـ فظفر به المنصور فقتله؛ إلى قوله: وذكره السيد صارم الدين، وابن حابس، وابن حميد، في ثقات محدثي الشيعة. انتهى.
قلت: وكفى بتصحيح ناصر الحق (ع).
قال: حدثني محمد بن علي، وما رأيت محمدياً يعدله.
قلت: أراد الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي ـ صلوات الله عليهم ـ.
قال: حدثنا جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: خطبنا رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ فقال: ((أيها الناس من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يوم القيامة يهودياً))؛ قال: قلت: يا رسول الله، وإن صام وصلى، وزعم أنه مسلم؟! قال: ((وإن صام، وصلى، وزعم أنه مسلم)).
ومما أخرج فيه (ع) بالسند الصحيح، عن محمد بن منصور، عن عبدالله بن داهر، عن عمرو بن جميع، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، وساق حديثاً إلى قوله: ثم قال: ((لا قول إلا بعمل، ولا قول ولا عمل إلا بنية، ولا قول ولا عمل ولانية إلا بإصابة السنة)).
وفيه: قال الناصر (ع): حدثني محمد بن منصور، قال: حدثني القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل، قال: حدثنا عبدالله بن الحسن بن إبراهيم بن عبد /367(1/367)


الله بن الحسن، عن الحسن بن إبراهيم، عن بعض آبائه، قال: قلَّ ما كان يعتدل بأمير المؤمنين (ع) مكان مختطبه إلا قال: أيُّها الناس اتقوا الله، فما خلق امرؤ عبثاً فيلهو، ولا أهمل سدى فيلغو، وما دنياه التي تحببت إليه بعوض من الآخرة التي قبحها سوء الظن بربه، وما الخسيس الذي ظفر به من الدنيا بأعلى منيته، كالنفيس الذي ضيعه من الآخرة بأدنى سهمته.
وهذا آخر لفظ في البساط.
ولا بأس بإيراد طائفة من الذين احتج بهم الإمام الناصر للحق ـ رضوان الله عليه ـ في باب الإيمان، وصحح حديثهم، مع بيان أحوالهم حسبما يقتضيه المقام، تتميماً للفائدة المقصودة، إن شاء الله تعالى.
فمنهم: السيد الإمام أبو عبدالله الحسين بن علي الملقب المصري، صنو الإمام الناصر للحق (ع)، توفي عام عشرين وثلاث مائة تقريباً.
خرج له أخوه الناصر للحق، والمؤيد بالله، وأبو طالب، ومحمد بن منصور، وصاحب المحيط ـ رضي الله عنهم ـ.
وروى عنه أخوه الإمام، والسيد الإمام أبو زيد عيسى بن محمد المتقدم في سند الأمالي، وولي آل محمد أحمد بن سهل الرازي، مؤلف أخبار فخ وأخبار الإمام يحيى بن عبدالله، الراوي عن الحسين الحافظ، والد الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم، عن أبيه عن جده، عن الإمام الحسين بن علي الفخي؛ خرج له الإمام الناصر للحق، والناطق بالحق، وأبو العباس الحسني (ع).
ومنهم: أحمد بن محمد بن عيسى القمي، أبو جعفر.
قال الذهبي ـ كافاه الله ـ: العلامة أبو جعفر.
إلى قوله: شيخ الرافضة بقم؛ له تصانيف، وشهرة، وكان في حدود الثلاث مائة؛ أفاد هذا في الطبقات، قال: أخرج له أبو طالب (ع).
قلت: والناصر للحق بلا واسطة. /368(1/368)


ومنهم: إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي (بفتح المهملة الأولى، وكسر الموحدة، وسكون التحتية المثناة، وكسر المهملة الأخرى)، أبو يوسف، المتوفى سنة اثنتين وستين ومائة، أخرج له أئمتنا الأربعة، وجماعة العامة، وهو من الرواة عن الإمام الأعظم زيد بن علي (ع)، وهو المراد أينما أطلق تحقيقاً؛ أفاد جميع ذلك المولى في الطبقات.
وممن أخذ عن إسرائيل: مخول بن إبراهيم النهدي، المبايع للإمام يحيى بن عبدالله بن الحسن (ع)، المحبوس لذلك بضع عشرة سنة، المتوفى سنة ثلاث وتسعين ومائة.
خرّج له الناصر للحق، وأبو طالب، ومحمد بن منصور (ع).
ومنهم: بشر بن عبد الوهاب، روى عنه الإمام (ع) في البساط واحداً وثلاثين حديثاً بلا واسطة، وأخرج له الإمام أبو طالب (ع)، ولم يفد المولى (ع) في الطبقات من المقصود من أحواله أكثر من هذا.
ومنهم: جندب بن عبدالله البجلي.
قال في الطبقات: ويقال: جندب الخير، له صحبة، ورؤية.
قلت: ورواية كما في البساط عنه كنا مع رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ ونحن فتيان حزاورة نتعلم الإيمان ـ الخبر ـ.
توفي في عشر الستين، وذكر أنه أخرج له من أئمتنا (ع) الإمامان: المؤيد بالله، وأبو طالب، ومحمد بن منصور، والسمان ـ رضي الله عنهم ـ؛ قلت: والناصر للحق (ع).
ومنهم: الحسن بن عبد الرحمن، ترجم المولى (ع) في الطبقات لثلاثة من هذا الاسم، ولم يفصل عن أحوالهم كل التفصيل، ولا ذكر أن أحداً منهم يروي عنه الناصر للحق (ع)، والذي يظهر أنه الحسن بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ـ رحمهم الله تعالى ـ.
ومنهم: الحكم بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
ومنهم: حماد بن زيد بن درهم، المتوفى سنة تسع وسبعين ومائة، خرج /369(1/369)

75 / 135
ع
En
A+
A-