وبهذه الطريق إلى الإمام الناصر (ع) عن محمد بن منصور، جميع مؤلفاته.
ويروي الإمامان المؤيد بالله، وأبوطالب، وأبو العباس الحسني عن السيد الإمام يحيى الهادي، بن الإمام المرتضى محمد بن يحيى، عن عمه الإمام الناصر للدين أحمد بن يحيى، عن والده إمام اليمن، محيي الفرائض والسنن، أمير المؤمنين، الهادي إلى الحق القويم، يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم (ع).
فنروي مؤلفات كل إمام منهم، بالسند المتصل به، وكذا شرح القاضي زيد بن محمد، بالسند المتصل به، وشرح علي بن بلال بالسند المتصل بالإمامين، المؤيد بالله، وأبي طالب عنه ـ رضي الله عنه ـ.
وأروي أيضاً كتاب الأحكام، والمنتخب، والفنون، وأصول الأحكام بالطرق السابقة، في المجموع، والسند الجملي، جميعها إلى الإمام المنصور بالله، عبدالله بن حمزة (ع)، التي منها: عن والدي ـ رضي الله عنه ـ، عن الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم، عن الإمام المنصور بالله محمد بن عبدالله الوزير، عن مشائخه السادة الأعلام: أحمد بن زيد الكبسي، وأحمد بن يوسف زبارة، ويحيى بن عبدالله الوزير، ثلاثتهم، عن السيد الإمام الحسين، عن أبيه يوسف، عن أبيه الحسين بن أحمد زبارة الحسني، عن السيد العلامة عامر بن عبدالله بن عامر، عن الإمام المؤيد بالله محمد، عن أبيه الإمام القاسم بن محمد، عن السادة الأعلام: أمير الدين بن عبدالله، وإبراهيم بن المهدي، وصلاح بن أحمد بن عبدالله الوزير، عن السيد الإمام أحمد بن عبدالله الوزير، عن الإمام شرف الدين، عن الإمام محمد بن علي السراجي، عن الإمام عز الدين بن الحسن، عن الإمام المطهر بن محمد، عن الإمام المهدي أحمد بن يحيى (ع)، عن أخيه الهادي بن يحيى، وشيخه محمد بن يحيى، عن القاسم بن أحمد بن حميد الشهيد، عن أبيه، عن جده، عن الإمام المنصور بالله عز وجل، عبدالله بن حمزة (ع)، عن محيي الدين محمد بن أحمد /360(1/360)


القرشي ـ رضي الله تعالى عنه ـ عن الإمام المتوكل على الرحمن، أحمد بن سليمان (ع) في أصول الأحكام، قراءة عليه إلى كتاب الوصايا، ومناولة لبقيته.
وبهذا السند إلى الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان (ع)، عن الشيخ الأجل إسحاق بن أحمد، عن عبد الرزاق بن أحمد، عن الشريف علي بن الحارث، وأبي الهيثم يوسف بن أبي العشيرة، عن الحسن بن أحمد الضهري، إمام مسجد الهادي، عن محمد بن أبي الفتح ـ رضوان الله عليهم ـ، عن الإمام المرتضى لدين الله محمد، عن أبيه إمام الأئمة، وهادي الأمة، أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، الهادي إلى الحق المبين، يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم ـ رضوان الله وسلامه عليهم ـ:
فسائل الشهب عنه في مطالعها .... والصبح حين بدا والبدر حين أضا
سلْ سنّة المصطفى عن نجلِ صاحبها .... من علّم الناس مسنوناً ومفترضا
فالله تعالى نسأل، أن يمن لنا وللمؤمنين بمرافقتهم، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
نعم، وكل من تقدم في هذه الأسانيد المباركة من مشاهير علماء الزيدية، وأعلام الثقات الأثبات من العصابة المرضية، ولو نقلتُ فضائلهم وأحوالهم لضاق المقام.
هذا فنروي بجميع الطرق السابقة إلى الإمام الهادي إلى الحق، مؤلفاته التي أشهرها كتاب الجامع الأحكام.
[جواهر من أحكام الإمام الهادي]
قال فيه ـ صلوات الله عليه ـ:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، الذي لاتراه العيون، ولا تحيط به الظنون..إلى آخره.
وقال فيه بعد ذكر التوحيد، والعدل، والنبوة:
فإذا فهم ذلك، وكان في ضمير قلبه كذلك، وجب عليه أن يعرف ويفهم، /361(1/361)


ويعتقد ويعلم، أن ولاية أمير المؤمنين، وإمام المتقين، علي بن أبي طالب (ع) واجبة على جميع المسلمين، فَرْضٌ من الله رب العالمين، لاينجو أحد من عذاب الرحمن، ولا يتم له اسم الإيمان، حتى يعتقد ذلك بأيقن الإيقان؛ لأن الله سبحانه يقول: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)} [المائدة]، فكان ذلك أمير المؤمنين (ع) دون جميع المؤمنين.
إلى قوله: وما جاء له من الذكر الجميل، في واضح التنزيل، فكثير غير قليل؛ وفيه أنزل الله على رسوله بغدير خم {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } [المائدة:67]، فوقف ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، ولم يستجز أن يتقدم خطوة واحدة، حتى ينفذ ما عزم به عليه، في علي (ع)، فنزل تحت الدوحة مكانه، وجمع الناس، ثم قال: ((ياأيها الناس، ألست أولى بكم من أنفسكم؟)) قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: ((اللهم اشهد)) ثم قال: ((اللهم اشهد))، ثم قال: ((فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره)) وفيه يقول ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي)).
حدثني أبي عن أبيه أنه سُئل عن إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، أفرض هي من الله؟ قال: كذلك نقول، وكذلك يقول العلماء من آل الرسول ـ عليه وعليهم السلام ـ قولاً واحداً، لايختلفون فيه.
وحدثني أبي عن أبيه عمن حارب أمير المؤمنين، وعمن تخلف عنه في حربه، ولم يكن معه ولاعليه، فقال: من حاربه فهو حرب لله ولرسوله، /362(1/362)


ومن قعد عنه بغير إذنه فضال هالك في دينه.
..إلى قوله: فإذا فهم ولاية أمير المؤمنين (ع).
إلى قوله:
وجب عليه التفضيل، والاعتقاد، والقول بإمامة الحسن والحسين، الإمامين الطاهرين، سبطي رسول الله المفضلين، الذين أشار إليهما الرسول، ودلّ عليهما، وافترض الله سبحانه حبهما، وحب من كان مثلهما في فعلهما، من ذريتهما، حين يقول لرسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [الشورى:23].
إلى قوله: وفيهما يقول الرسول ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((كل بني أنثى ينتمون إلى أبيهم إلا ابني فاطمة فأنا أبوهما، وعصبتهما)).
إلى قوله: ويقول الرسول ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((الحسن، والحسين سيدا شباب أهل الجنة)). ويقول: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً، كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)).
ويقول ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((مثل أهل بيتي فيكم، مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى)).
ويقول ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((ما أحبنا أهل البيت أحد، فزلت به قدم إلا ثبتته قدم، حتى ينجيه الله يوم القيامة)).
وفيهم يقول: ((النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت النجوم من السماء، أتى أهل السماء ما يوعدون، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهب أهل بيتي من الأرض، أتى أهل الأرض ما يوعدون)).
إلى قوله: مثل من قام من ذريتهما من الأئمة الطاهرين، الصابرين لله المحتسبين، مثل: زيد بن علي إمام المتقين، القائم بحجة رب العالمين، ومثل: يحيى ابنه، المحتذي بفعله.
.. إلخ كلامه، عليه وعلى سلفه وخلفه أزكى صلوات الله /363(1/363)


وسلامه.
وفيه: قال يحيى بن الحسين ـ صلوات الله عليه ـ: حدثني أبي عن أبيه أنه قال: حدثني رجل من بني هاشم، وكان صواماً قواماً، عن أبيه يسنده إلى النبي - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم - أنه قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم -: ((من زارني في حياتي، أو زار قبري بعد وفاتي، صلّت عليه ملائكة الله اثنتي عشرة ألف سنة)).
قال: وبلغنا عن الحسين (ع) أنه قال: للنبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ يا رسول الله ما لمن زارنا؟ فقال رسول الله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم -: ((من زارني حياً أو ميتاً، أو زار أباك حياً أو ميتاً، أو زار أخاك حياً أو ميتاً، أو زارك حياً أو ميتاً، كان حقيقاً على الله أن يستنقذه يوم القيامة)).
وفيه قال يحيى بن الحسين ـ صلوات الله عليه ـ: بلغنا عن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم -: ((إن من أوجب المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم)).
وبلغنا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (ع) قال: ((من قضى لمؤمن حاجة، قضى الله له حوائج كثيرة، إحداهن الجنة، ومن نفَّس عن مؤمن كربة، نفس الله عنه كرباً يوم القيامة، ومن أطعمه من جوع، أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقاه من عطش، سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم، ومن كساه ثوباً كان في ضمان الله ما بقي عليه من ذلك الثوب سلك؛ والله، لقضاء حاجة المؤمن أفضل من صوم شهر، واعتكافه)).
وفيه: قال يحيى بن الحسين ـ رضي الله عنه ـ: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن آبائه (ع) عن رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ أنه
/364(1/364)

74 / 135
ع
En
A+
A-