نصر بلا واسطة، وبواسطة الإمام أحمد بن عيسى (ع) العالمُ الموالي أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين الأموي المرواني، صاحب كتاب مقاتل الطالبيين الكبير والصغير، والأغاني، المتوفى عام ستة وخمسين وثلاثمائة، وهو ممن هداه الله تعالى من الشجرة، لولاية العترة المطهرة، روى عنه السيد الإمام أبو العباس الحسني (ع) وغيره، خرج له الإمامان المؤيد بالله، وأبو طالب، والإمام المنصور بالله (ع).
ووثقه وأثنى عليه في الشافي.
وخالف الذهبي فيه مذهبه فأثنى عليه في النبلاء. وقال: لابأس به.
قلت: ولعله شفع فيه نسبه.
[سفيان الثوري والآخذون عنه]
هذا، ومنهم: عالم الشيعة الزيدية، ورباني الأمة المحمدية، سفيان بن سعيد الثوري أبو عبدالله، المتوفى سنة إحدى وستين ومائة.
لما قُتِل الإمام إبراهيم بن عبدالله (ع) قال: ما أظن الصلاة تُقْبل؛ إلا أن فعلها خير من تركها.
وكان يقول: حب بني فاطمة والجزع لهم مما هم عليه من الخوف والقتل؛ يُبكي مَنْ في قلبه شيء من الإيمان.
وكونه من خلصان الزيدية، معلوم بين علماء البرية؛ وكان من خواص الإمام عيسى بن زيد بن علي (ع).
قال السيد صارم الدين (ع): وتشدد سفيان على أئمة الجور، وكلامه في حقهم معروف، لاتستطيع الناصبية إنكاره، ولاتحتاج الشيعة دليلاً على إظهاره.
روى له الجماعة. انتهى.
وقال في مطلع البدور: وانتسابه على جلالته إلى الزيدية غير هيّن على من يكاثر بالرجال، ولم نقتنع بهذه النسبة، إلا بعد رواية الإمام الناطق بالحق مع شهرته بهذه الطريقة التي هي طريقة الزيدية.
وقد أجمع الناس على تشيعه وحبه لإمام الزيدية علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ـ. انتهى.
قلت: وأهل بيت النبوة ـ صلوات الله عليهم ـ، في غُنْيَةٍ بما جعله الله /350(1/350)


لهم عن جميع الأمة، ولهم إلى العصر مايزيد على مائة إمام سابق، مفترض الطاعة على جميع الخلائق، دع من سواهم من المقتصدين، لولا وجوب بيان الحق، وتمييز المشاقق من الموافق.
هذا، ولهذا العالم العامل كرامة عظمى، وهي أن المنصور الدوانيقي لما حج أراد قتله، فلما وصل بئر ميمون أرسل أعوانه فجاءوا ونصبوا الخُشُب، وكان سفيان جالساً بفناء الكعبة ورأسه في حجر فضيل بن عياض ورجلاه في حجر سفيان بن عيينة فقالا له: يا أبا عبدالله قم واختف، ولاتشمت بنا الأعداء.
فتقدم إلى أستار الكعبة ثم قال كلمة معناها القسم أنه لايدخلها أبو جعفر.
فركب المنصور من بئر ميمون فسقط عن فرسه فاندقت عنقه فمات لوقته، وبَرّ الله قسم عبده سفيان، وأذن بانتهاء عدوّه ذي الطغيان.
[عدد من الموالين للعترة]
وروى سفيان عن الكامل عبدالله بن الحسن بن الحسن (ع).
وعن أيوب السختياني (بفتح المهملة وكسرها)، المتوفى سنة إحدى وثلاثين ومائة.
خرج له: أئمتنا (ع) والجماعة.
وعن حجاج بن أرطأة، المتوفى سنة سبع وأربعين ومائة، أخرج له أئمتنا الثلاثة: الأخوان، ومحمد بن منصور ـ رضي الله عنهم ـ.
وعن زُبَيْد (بالتصغير) بن الحارث اليامي أبو عبد الرحمن، المتوفى سنة اثنتين وعشرين ومائة.
خرج له الإمام أبو طالب، والمرشد بالله، ومحمد بن منصور.
وعن سلمة بن كهيل، المتوفى سنة إحدى وعشرين ومائة، وهما من أصحاب الإمام الأعظم زيد بن علي (ع) الرواة عنه ـ رضي الله عنهم ـ.
وروى أيضاً عن محب آل محمد (ع)، سليمان بن مهران الأعمش، المتوفى سنة ثمان وأربعين ومائة.
أخرج له أئمتنا الخمسة (ع)، والستة /351(1/351)


وعن عطاء بن السائب المتوفى سنة ست وثلاثين ومائة، خرج له أئمتنا الخمسة(ع) والبخاري والأربعة.
وعن عطية بن سعيد العوفي، المتوفى سنة إحدى عشرة ومائة، الراوي عن جابر بن عبدالله ـ رضي الله عنهم ـ، خرج له الإمام أبو طالب، والموفق بالله، والمرشد بالله، ومحمد (ع) وغيرهم.
وعن مغيرة بن مِقْسم الض بي مولاهم أبي هشام، المتوفى سنة ثلاث وثلاثين ومائة.
وفي سلسلة سند التجريد الآتي إلى جرير بن عبد الحميد عن المغيرة الضبي عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي (ع).
وقد غلط الجنداري حيث قال: كذبه الباقر، وإنما هو ابن سعد.
أخرج له أئمتنا، وجماعة القوم.
وعن ولي آل محمد، العالم الرباني، منصور بن المعتمر السلمي أبي عتاب، المتوفى عام اثنين وثلاثين ومائة، أحد دعاة الإمام الأعظم (ع) الرواة عنه ـ رضي الله عنهم ـ، أخرج له أئمتنا الخمسة (ع)، والستة.
وعن هُشَيِّم (بالتصغير) بن بَشِير (بالتكبير) السلمي، المتوفى سنة ثلاث وثمانين ومائة، المجاهد مع الإمام إبراهيم بن عبدالله بن الحسن (ع).
وأينما ورد مطلقاً فهو المراد.
أخرج له أئمتنا الخمسة (ع)، والجماعة.
وممن روى عن هشيم من ثقات محدثي الشيعة: زكريا بن يحيى بن صبيح بن راشد الواسطي الكوفي الكسائي الملقب زحمويه (بالزاي، فمهملة، فميم مضمومة، فواو، فمثناة، فهاء).
وروى الثوري عن نصير آل الرسول، يزيد بن أبي زياد الكوفي، المتوفى سنة سبع وثلاثين ومائة، المبايع للإمام الأعظم؛ أخرج له أئمتنا الخمسة، ومسلم والأربعة.
وأخرج للثوري ـ رضي الله عنه ـ أئمتنا الخمسة (ع)، وأبو /352(1/352)


الغنائم، والجماعة، وأينما ورد سفيان مطلقاً في كتب أئمتنا (ع) فهو المراد؛ أفاده في الطبقات.
[سفيان بن عيينة، ومن أخذ عنهم وأخذوا عنه]
ومنهم: العالم الحافظ، محدث الحرم، سفيان بن عُيَي ْنَة أبو محمد، المتوفى سنة ثمان وتسعين ومائة.
روى عن إسماعيل بن أبي خالد البجلي الأحمسي، (بفتح الهمزة والميم، وسكون المهملة)، المتوفى سنة ست وأربعين ومائة؛ أخرج له أئمتنا الأربعة (ع) وجماعة القوم.
وعن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، الإمام المفسر الشيعي، المتوفى سنة سبع وعشرين ومائة، المبايع للإمام الأعظم (ع).
روى الحكم بن ظهير ـ بالتصغير ـ عن السدي، عن الإمام الأعظم زيد بن علي (ع) كتاب الصفوة والرسالة.
وروى ابن عيينة عن عبدالله بن أبي نجيح، المتوفى سنة إحدى وثلاثين ومائة، الذي عدّه في رجال العدل والتوحيد الإمام الحجة (ع) في الشافي.
وروى ابن عيينة عن علي بن زيد بن جدعان، المتوفى سنة إحدى وثلاثين ومائة، أخرج له أئمتنا الخمسة (ع)، ومسلم، والأربعة، الراوي عن عدي بن ثابت الأنصاري، المتوفى سنة ست عشرة ومائة؛ أخرج له أئمتنا الأربعة (ع) وجماعة القوم.
وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار، أبي محمد المكي، المتوفى عام ستة وعشرين ومائة، أحد أولياء آل محمد (ع) الأثبات، الراوي عن ابن عباس، وابن مسعود، وطاووس ـ رضي الله عنهم ـ، أخرج له أئمتنا الأربعة (ع)، والقوم.
وعن كثير بن إسماعيل النوا، الراوي عن الإمام الأعظم، وأخيه الباقر (ع)، أحد عيون الزيدية المجاهدين لأبي الدوانيق، مع العصابة المهدية - رضي الله عنهم - أخرج له الإمام أبو طالب (ع).
وعن مسعر بن كدام الهلالي، المتوفى سنة خمس وخمسين ومائة، المبايع /353(1/353)


للإمام الأعظم (ع)، أخرج له الإمام أبو طالب، والمرشد بالله، ومحمد بن منصور ـ رضي الله عنهم ـ، وجماعة القوم، وأينما أطلق في كتب أئمتنا فهو المراد.
وروى مسعر عن حبيب بن أبي ثابت المتوفى سنة سبع عشرة ومائة ـ رضي الله عنهما ـ، الراوي عن ابن عباس، وعلي بن الحسين (ع)، أخرج له أئمتنا الأربعة (ع)، وأربعة القوم.
وروى حبيب أيضاً عن أبي الشعثاء سليم بن أسود المحاربي، الشاهد مشاهد أمير المؤمنين (ع) كلها، الراوي عنه، وعن حذيفة، وأبي ذر ـ رضي الله عنهم ـ.
وممن أخذ عن حبيب: قيس بن الربيع الأسدي، المتوفى سنة بضع وستين ومائة، أحد المبايعين للإمام الأعظم، الراوين عنه ـ رضي الله عنهم ـ.
أخرج له أئمتنا الخمسة (ع)، والأربعة إلا النسائي.
وأخذ عن حبيب أيضاً، كامل بن العلا ـ رضي الله عنه ـ الذي أخرج له أئمتنا الأربعة (ع)، وأربعة العامة.
وأخذ عن ابن عيينة، العالم المؤلف عبدالله بن محمد بن إبراهيم أبو بكر بن أبي شيبة، المعدود هو وأخواه: عثمان، والقاسم ـ رضي الله عنهم ـ، من ثقات محدثي الشيعة، أخرج لهم أكثر أئمتنا (ع)، والعامة.
توفي أبو بكر سنة خمس وثلاثين ومائتين.
واسمه عبدالله، خلاف مافي علوم الحديث من كونه محمداً، ولعله سبق قلم، وتوفي عثمان سنة تسع وثلاثين ومائتين، وتوفي القاسم عام وفاة أخيه عبدالله.
هذا، وأخرج لابن عيينة الشريف السيلقي، وأبو الغنائم، وأئمتنا الأربعة (ع)، وجماعة العامة.
ومنهم: عبد العزيز بن محمد الدراوردي، المتوفى سنة تسع وثمانين ومائة، أبو محمد، العالم الولي، الذي أخذ عنه ابن المديني.
أخرج للدراوردي أئمتنا الأربعة /354(1/354)

72 / 135
ع
En
A+
A-