(رجع) قال: أخبرنا أبي وهو الشيخ الإمام الحافظ صاحب شواهد التنزيل.
قلت: وهو أعظم دليل على جلالة محله، وتمكنه في ولاء آل محمد ـ صلوات الله عليهم ـ ترجم له الذهبي في تذكرة الحفاظ فقال: الحسكاني القاضي المحدث، الحافظ الحاكم أبو القاسم؛ إلى أن قال: وقد توفي من بعد السبعين وأربعمائة، ووجدت له مجلساً يدل على تشيعه، وخِبرته بالحديث، وهو تصحيح خبر رد الشمس لعلي (ع) انتهى.
وذكره في طبقات الحنفية فقال: الحافظ المتقن، سمع وجمع وانتخب إلخ.
[ترجمة محمد بن سليمان الكوفي ومحمد بن عبدالله الشيباني]
(رجع) قال: أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن الحسن بن علي النيسابوري بقراءتي عليه من أصله وهو يسمع.
قلت: وثقه الإمام الحجة عبدالله بن حمزة (ع)، والقاضي شمس الدين جعفر بن أحمد ـ رضي الله عنه ـ أن أبا الفضل محمد بن عبدالله بن محمد بن المطلب الشيباني أخبرهم بالكوفة.
قلت: وهو من مشائخ السيد الإمام أبي عبدالله، محمد بن علي (ع) صاحب الجامع الكافي، أخرج له الإمامان أبو طالب، والمرشد بالله (ع)؛ وأخرج له شيخ الإسلام محمد بن سليمان الكوفي، صاحب الإمام الهادي إلى الحق (ع)، والمسائل له بما في المنتخب، ومؤلف كتاب القبول والبراهين في معجزات النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، وكتاب المناقب، في فضائل أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ، وشواهد إمامته بالأسانيد الخمسة المعروفة، المشهور بفضل رواته في علماء الحديث، وفقهاء العراقين، والحجاز، ومصر، /320(1/320)


والشام، واليمن، وغيرها من البلدان، وفيها الشهادة بفضله، وعلمه في الفقه، وأصول الملة، ونقلة أخبارها، وبعلمه بطرق الاستدلال على الحق، وذلك مع اختياره الهجرة من العراق إلى إمام الأئمة الهادي إلى الحق، واختياره له لولاية قضاء المسلمين في بلدته، وحضرته؛ وقد جاهد قبل ذلك مع الإمام علي بن زيد الزيدي (ع) بالكوفة، وسمع عن علامة العراق محمد بن منصور المرادي ـ رضوان الله عليهما ـ.
توفي أبو الفضل سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، وله تسعون سنة.
وقد غض منه الذهبي، وجَرْحهم غير مقبول لما علم من اختلاف المذهب، بل هو تعديل؛ إذ ليس ذنبهم إلا العمل بموجب مادلت عليه الآيات القرآنية، والأخبار النبوية، مما أجمع عليه جميع الفرق الإسلامية، من تمسكهم بالعترة المحمدية، ولزومهم لذوي القربى من السلالة المطهرة العلوية.
وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
[تعديل علي بن كاس، وترجمة عبد العزيز بن إسحاق، وولده القاسم، والآبنوسي]
قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن كاس النخعي، القاضي بالرملة، قراءة عليه، من كتابه، سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
قال في الطبقات: وثقه الإمام المؤيد بالله، وخرج له هو والإمام أبو طالب، والمرشد بالله، وصاحب المحيط. انتهى.
توفي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
(ح) ويروي ذلك أيضاً الشيخ قطب الدين، أحمد بن أبي الحسن الكني، عن الشيخ أبي الفوارس توران شاه، عن الشيخ أبي علي بن آموج، عن القاضي زيد بن محمد بن الحسن، عن الشيخ علي بن محمد الخليل، عن القاضي الأجل يوسف بن الحسن الخطيب ـ رضي الله عنهم ـ؛ عن الإمام المؤيد بالله أبي الحسين، أحمد بن الحسين؛ عن السيد الإمام أبي العباس، أحمد بن إبراهيم الحسني (ع)؛ عن أبي القاسم، عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر البغدادي.
قال في مطلع البدور: العلامة الحافظ المحدث ـ رحمه الله ـ والد الشيخ القاسم الآتي ذِكره ـ إن شاء الله ـ.
قلت: وما حكاه العلامة الشارح، في أول الروض هنا ولفظه: وله كتاب /321(1/321)


في إسناد مذهب الزيدية، وتعدادهم..إلخ وَهَم.
وإنما ذلك ولده القاسم، وهو انتقال ذهن من ولده إليه، والذي في مطلع البدور في ترجمته ما ذكرته.
وقال في ترجمة ولده القاسم: العلامة الكبير، الفاضل الشهير، الشيخ العالم الزاهد السعيد، ولي آل محمد، القاسم بن عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر البغدادي ـ قدّس الله روحه ـ كان رأساً في العلوم، مهيمناً على المظنون منها والمعلوم، له كتاب في إسناد مذهب الزيدية، وتعدادهم، وذكر تلامذة زيد بن علي (ع) وأصحابه الذين أخذوا عنه العلم إلخ.
هذا، وروى عن شيخ الزيدية عبد العزيز بن إسحاق البغدادي البقال، الإمامُ أبو طالب (ع) بواسطة أحمد بن محمد البغدادي، والسيد الإمام علي بن العباس العلوي، وكان سماعه عليه سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.
وروى عنه صاحب المحيط فأكثر، من طريق أبي العباس الحسني، وأبي عبدالله محمد بن علي صاحب الجامع.
وسلك الذهبي في ترجمته مسلكه في أمثاله فقال: كان في حدود الستين وثلاثمائة.
إلى أن قال: له تصانيف على رأي الزيدية، عاش تسعين عاماً.
وأورد حديثاً من طريقه.
وقال: إسناده مظلم، ومتنه مختلق.
وقد ردّ عليه السيد الإمام إبراهيم بن القاسم صاحب الطبقات، وأخرج الحديث من طرق أخر، وأبان بطلان كلامه.
(ح)، ويروي ذلك أيضاً القاضي يوسف الخطيب، عن الإمام الناطق بالحق أبي طالب (ع)، عن أبي عبدالله أحمد بن محمد البغدادي الآبنوسي (بفتح الهمزة ممدودة، وفتح الموحدة، وضم النون، وسكون الواو، وكسر السين المهملة).
قال في مطلع البدور: الشيخ المحدث، الرُّحلة، شمس الدين.
إلى قوله: شيخ الإمام أبي طالب، ومن تلامذة شيخ الزيدية، عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر البغدادي ـ رحمهم الله جميعاً ـ. انتهى /322(1/322)


قال الذهبي في ترجمته: أبو عبدالله الآبنوسي.
قال البُرْقَانِي: سمع لنفسه جامع أبي عيسى من غير أن يسمعه.
إلى قوله: ومات قبل الأربعمائة.
قال في الطبقات: يشير إلى تليينه لمَّا كان من محدثي الشيعة. انتهى.
قلت: قال الشارح المحقق في الروض، وفي نسخ المجموع: رواية علي بن العباس، عن عبد العزيز.
إلى قوله: ولم أقف في الأسانيد على من رواه عنه، ويغلب في ظني ـ والله أعلم ـ أن الراوي عنه السيد أبو العباس الحسني..إلخ.
ثم حكى ترجمة علي بن العباس العلوي، وماذكر من الخبط في نسبه، وقد ذكرت الصحيح في ذلك في التحف الفاطمية في ترجمة أبي العباس الحسني عند شرح:
كَذَا الحسنُ بنُ القاسِم الفرد بعده .... البيت، وأنه أدرك الإمام الهادي إلى الحق، والإمام الناصر للحق، وروى عنهما.
وروى عنه السيد الإمام أبو العباس (ع).
وذكر في حواشي الإبانة أنه سُئل عن الإمامين، فقال: كان الهادي فقيه آل محمد، وكان الناصر عالم آل محمد.
وله مؤلفات، منها: كتاب يذكر فيه أقوال أهل البيت.
هذا، قال في الطبقات: روى أي الآبنوسي، عن شيخ الزيدية عبد العزيز بن إسحاق، وأبي الفرج الأصفهاني. انتهى.
عن علي بن محمد بن كاس ـ وعنده اتفق الشيباني، وعبد العزيز بن إسحاق، كما ترى.
[ترجمة سليمان بن إبراهيم المحاربي، ونصر بن مزاحم، وإبراهيم بن الزبرقان]
قال: حدثني سليمان بن إبراهيم المحاربي جدي أبو أمي سنة [265] خمس وستين ومائتين.
قلت: قال في الطبقات: وثّقه المؤيد بالله، والقاضي جعفر، خرج له محمد بن منصور، والسيدان الأخوان: المؤيد بالله، وأبو طالب. انتهى.
قال: حدثني نصر بن مزاحم المنقري العطار.
قلت: هو أبو الحسين منسوب إلى جدّ له.
(مِنْقَر: كدِرْهَم).
وهو ـ أي نصر ـ صاحب الإمامين محمد بن إبراهيم، أخي القاسم، ومحمد بن محمد بن زيد (ع)؛ له كتاب أخبار صفين، أكثر ابن أبي الحديد النقل عنه، وقال: هو من رجال الحديث. انتهى.
وأخرج له الإمام الهادي إلى الحق، والإمامان المؤيد بالله، وأبو /323(1/323)


طالب (ع)، وغيرهم.
قال في المطلع: أحد أعلام الزيدية، كثر الله عددهم..إلخ.
وفي شأنه قال السيد العلامة عبدالله بن علي الوزير ـ رضي الله عنهما ـ، لما رأى تحامل الذهبي عليه، في ميزانه:
في كِفَّة الميزان مَيْلٌ واضح .... عن مثل مافي سورة الرحمنِ
فاجزمْ بخفض النصب وارفعْ رتبةً .... للدين واكسرْ شوكةَ الميزانِ
قال: حدثني إبراهيم بن الزبرقان التيمي.
قلت: قال في الطبقات: (بكسر المعجمة الأولى، والمهملة الثانية، بينهما موحدة ساكنة، ثم قاف، ثم ألف ونون) التيمي الكوفي.
وذكر أنه روى عن أبي خالد المجموعين، وعن مجاهد، وعنه أبو نعيم الحافظ، وأنه قال نصر بن مزاحم: كان من خيار المسلمين.
إلى أن قال: احتج بروايته أئمتنا؛ وثقه المؤيد بالله، وابن معين، وذكره السيد صارم الدين، في حاشية المجموع.
قال في تاريخ الإسلام: توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة. انتهى.
[قدح الخصوم في رواية أبي خالد بالتفرد]
قال الإمام المهدي لدين الله محمد بن المطهر (ع)، في المنهاج الجلي: قال إبراهيم بن الزبرقان: سألت أبا خالد، كيف سمعت هذا الكتاب من زيد (ع)؟.
قال: سمعته منه في كتاب قد وطأه وجمعه، فما بقي من أصحاب زيد (ع) ممن سمعه معي إلا قُتِل غيري.
رضي الله عنهم. انتهى.
وقد علم أنه لم ينقل كتاب البخاري، المسمى بالصحيح عن مؤلفه، إلا الفَِربري ، ونقلوا عنه أنه سمعه معه تسعون ألفاً اعتذر بأنهم ماتوا، كما ذكر ابن حجر وغيره.
قال في مقدمة الفتح: وذكر الفربري أنه سمعه معه تسعون ألفاً، ولم يبق من يرويه غيره.
إلى قوله: والرواية التي اتصلت بالسماع في هذه الأعصار، وما قبلها، عن رواية محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر الفربري.
انتهى كلامه.
فقبل الخصوم عذره، ولم يقدحوا بتفرده، بل جعلوا /324(1/324)

66 / 135
ع
En
A+
A-