وعلماء الأمة، معظم الرغبة في مثل هذا المسلسل النبوي، حرصاً على اقتباس أنوارهم، والتماس آثارهم، والمرء مع من أحب.
قال الإمام عبدالله بن حمزة (ع):
والله ما بيني وبين محمد .... إلا أمرؤ هاد نماه هادي
إلى قوله (ع):
كم بين قولي عن أبي عن جده .... وأبو أبي فهو النبي الهادي
وفتىً يقول روى لنا أشياخنا .... ماذلك الإسناد من إسنادي
ماأحسن النظر الصحيح لمنصف .... في مقتضى الإصدار، والإيراد
الأبيات.
ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس، ولكن أكثر الناس لايشكرون.
[إسناد كتب الإمام زيد (ع)]
فأقول حامداً لله كما يجب لجلاله، ومصلياً ومسلماً على رسوله محمد وآله:
يروي المفتقر إلى الله تعالى، مجد الدين بن محمد ـ عفا الله عنهما وغفر لهما وللمؤمنين ـ مجموعي الإمام الأعظم الولي بن الولي، زيد بن علي بن الحسين بن علي ـ عليهم صلوات الملك العلي ـ: الحديثي، والفقهي، وسائر مؤلفاته ورسائله، بجميع الطرق السابقة إلى الإمام المنصور بالله، القاسم بن محمد، التي أرفعها عن شيخي، ووالدي العلامة الولي، محمد بن منصور بن أحمد المؤيدي ـ رضي الله عنهم ـ، سماعاً في المجموع الفقهي وغيره، وإجازة عامة في الجميع، عن شيخه أمير المؤمنين، المهدي لدين الله رب العالمين، محمد بن /310(1/310)


القاسم الحوثي، عن شيخه أمير المؤمنين المنصور بالله، محمد بن عبدالله الوزير، وشيخه السيد الإمام محمد بن محمد بن عبدالله الكبسي ـ رضي الله عنهم ـ.
فأما الإمام المنصور بالله محمد بن عبدالله، فيروي ذلك وغيره عن مشائخه الثلاثة:
السيد الإمام، بدر الآل الكرام، يحيى بن عبدالله بن عثمان الوزير.
والسيد الإمام، حافظ اليمن، سيد بني الحسن، أحمد بن زيد الكبسي.
والسيد الإمام، حافظ علوم العترة الكرام، مؤلف أنوار التمام، أحمد بن يوسف زبارة الحسني ـ رضي الله عنه ـ.
وثلاثتهم يروون ذلك، وغيره، عن السيد الإمام الحسين بن يوسف زبارة الحسني، عن أبيه السيد الإمام يوسف بن الحسين، عن أبيه السيد الإمام، حافظ علوم الإسلام، الحسين بن أحمد، عن السيد الإمام عامر بن عبدالله بن عامر الشهيد، عن الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم، عن أبيه الإمام المجدد للدين المنصور بالله القاسم بن محمد.
(ح)، وأما السيد الإمام محمد بن محمد الكبسي، وكذا السيد الإمام أحمد بن زيد الكبسي أيضاً فيرويان ذلك، وغيره، عن السيد الإمام، نجم العترة الأعلام، محمد بن عبدالرب بن الإمام ـ رضي الله عنهم ـ، عن عمه السيد العلامة إسماعيل بن محمد، عن أبيه العلامة محمد بن زيد، عن أبيه العلامة زيد بن الإمام، عن أبيه الإمام المتوكل على الله إسماعيل، عن أبيه الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد.
وهو يروي ذلك، وغيره، عن مشائخه السادة الأئمة، أمير الدين بن عبدالله الهدوي الحوثي، وإبراهيم بن المهدي القاسمي الجحافي، والسيد الإمام صلاح بن أحمد بن عبدالله الوزير، المتوفى عام أربعة وعشرين وألف.
قال العلماء في شأنه إنه كان أفضل أهل زمانه، وأورعهم، وأفصحهم، صادعاً بالحق، لاتأخذه في الله لومة لائم /311(1/311)


ثلاثتهم عن شيخهم السيد الإمام، شمس الإسلام، أحمد بن عبدالله الوزير، عن الإمام أمير المؤمنين المتوكل على الله يحيى شرف الدين.
وهو يروي ذلك وغيره، عن الإمام الأكرم المجاهد في سبيل الله، المنصور بالله، محمد بن علي السراجي، عن شيخه الإمام المؤتمن، أمير المؤمنين الهادي إلى الحق أبي الحسن، عز الدين بن الحسن، بن الإمام الهادي لدين الله علي بن المؤيد، عن شيخه الإمام المتوكل على الله أمير المؤمنين المطهر بن محمد بن سليمان الحمزي، عن شيخه الإمام أمير المؤمنين، المهدي لدين الله أحمد بن يحيى بن المرتضى (ع)، عن أخيه السيد الإمام الهادي بن يحيى، المتوفى عام خمسة وثمانين وسبعمائة، والفقيه العلامة محمد بن يحيى المذحجي؛ عن الفقيه العلامة، علم الدين، علامة المعقول والمنقول القاسم، عن أبيه العلامة، عين أعيان علماء الزمان أحمد، المتوفى عام أحد وسبع مائة، عن أبيه إمام الأعلام الشهيد السعيد، حميد بن أحمد المحلي الهمداني الوادعي ـ رضوان الله عليهم ـ، عن الإمام الحجة أمير المؤمنين، المجدد للدين، المنصور بالله رب العالمين، عبدالله بن حمزة.
(ح)، وأروي ماتقدم من المجموع، وغيره بالسند السابق، المتصل بالإمام المتوكل على الله، يحيى شرف الدين (ع).
وهو يروي ذلك، وغيره، بقراءته للمجموع الشريف، على شيخه السيد الإمام، محدّث اليمن، مؤلف الهداية والفصول، صارم الدين إبراهيم بن محمد بن عبدالله الوزير، بقراءته على السيد الإمام، شيخ العترة ومحدثها ومفسرها، وحافظ علومها، صلاح الدين أبي العطايا، عبدالله بن يحيى، بقراءته على أبيه السيد الإمام العابد الزاهد، مؤلف صلة الإخوان، يحيى بن السيد الإمام، علم الأعلام، المهدي بن القاسم الحسيني، الزيدي نسباً ومذهباً، بقراءته على السيد الإمام الواثق برب الأنام، المطهر، بقراءته على أبيه الإمام المهدي لدين الله، أمير المؤمنين محمد، بقراءته على أبيه الإمام المظلل بالغمام المتوكل على الله أمير المؤمنين، المطهر بن يحيى (ع)، بقراءته على الشيخ العلامة، المذاكر تقي الدين /312(1/312)


محمد بن أحمد بن أبي الرجال ـ رضي الله عنه ـ بقراءته على الإمام الشهيد، المهدي لدين الله، أمير المؤمنين أحمد بن الحسين (ع)، بقراءته على شيخ الشيعة، وحافظ الشريعة، العلامة أحمد بن محمد بن القاسم الأكوع، المعروف بشعلة - رضي الله عنهم -، عن الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع).
[السند إلى كتب الإمام عبدالله بن حمزة، وبعض كتب الأئمة، ومروياتهم]
نعم، ونروي بهاتين الطريقين إلى الإمام المنصور بالله (ع) جميع مروياته، ورسائله وأشعاره، ومؤلفاته الجامعة النافعة، التي منها كتاب الشافي، المتضمن لسند المجموع، وأمالي الإمام المؤيد بالله، وأمالي الإمام أبي طالب، وأمالي الإمام المرشد بالله الخميسية، والاثنينية، والمحيط بالإمامة، لعالم الشيعة، أبي الحسن علي بن الحسين الزيدي ـ رضي الله عنه ـ، ومناقب ابن المغازلي، وتهذيب الحاكم، وأمالي السمان، ومسند أحمد بن حنبل، والأمهات الست من كتب القوم، وغير ذلك، من العلوم الجمة، والأبحاث المهمة.
ولنا إلى الإمام في جميع ذلك طريق ثالثة، ستأتي إن شاء اللَّه تعالى، عند ذكر السند إلى مؤلفاته خاصة (ع).
وكذا نروي بهذا السند المبارك جميع مرويات الإمام الشهيد، المهدي لدين الله، أحمد بن الحسين، والإمام المتوكل على الله، المطهر بن يحيى، ومؤلفاتهما.
وجميع مرويات الإمام المهدي لدين الله محمد بن المطهر، ومؤلفاته؛ منها: المنهاج الجلي، شرح مجموع الإمام زيد بن علي، ومجموعه.
وجميع مرويات الإمام المهدي لدين الله أحمد بن يحيى المرتضى، ومؤلفاته التي منها البحر الزخار والأزهار، وشرحه الغيث المدرار.
وجميع مرويات الإمام المتوكل على الله، المطهر بن محمد الحمزي، وما يروى عنه.
وجميع مرويات إمام التحقيق، الهادي إلى الحق عز الدين بن الحسن، ومؤلفاته؛ منها: المعراج شرح /313(1/313)


المنهاج، وشرح البحر إلى الحج.
وجميع مرويات الإمام المنصور بالله، محمد بن علي السراجي، ومايروى عنه، وجميع مرويات الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد، ومؤلفاته؛ منها: الاعتصام، والأساس.
أروي مالكل إمام منهم (ع)، بالطريق المتصلة به، وكل من اتصل به الإسناد هذا ممن بيننا، وبين الإمام المنصور بالله (ع) من نجوم العترة، وعلماء الشيعة ـ رضي الله عنهم ـ، فهو طريق إليه في جميع ما له من تأليف، ورواية ـ بحمد اللَّه تعالى ـ فليحفظ هذا؛ ففيه فوائد عظام، ومقاصد جسام.
ونعود إلى التمام، بإعانة الملك العلام، فنقول:
قال الإمام الحجة المجدد للدين، عبدالله بن حمزة (ع) في الشافي: إسناد مجموع الفقه لزيد بن علي.
أخبرنا الشيخ الأجل الأوحد، حسام الدين، الحسن بن محمد الرصاص ـ رحمه اللَّه تعالى ـ قراءة عليه، وأخبرنا الشيخ الأجل العالم الفاضل محيي الدين، عمدة المتكلمين، محمد بن أحمد العبشمي القرشي قالا: أخبرنا القاضي الأجل الإمام، شمس الدين، جمال الإسلام والمسلمين، جعفر بن أحمد بن عبد السلام بن أبي يحيى ـ رضوان الله عليه ـ.
إلى آخر السند الآتي ـ إن شاء اللَّه تعالى ـ، ونستكمل الأسانيد المختارة إلى القاضي جعفر بن أحمد ـ رضي الله عنه ـ؛ ثم نرجع إلى كلام الإمام (ع) في الشافي، وهكذا نصنع عند كل من تتصل به الرواية من طرق متعددة كما سبق ويأتي.
وهذه علامة تحويل الإسناد (ح) كما لايخفى.
وكل من أعدنا ذكره بلفظ ويروي فلان أو نحوه فطريقنا إليه السند المتقدم إليه قبل ذلك، وهذا واضح، وإنما أكدته لزيادة البيان، وعلى الله التُّكْلان.
هذا، ويروي الإمام المتوكل على الله، يحيى شرف الدين (ع)، عن السيد الإمام صارم الدين، إبراهيم بن محمد؛ عن أبيه السيد الإمام، حافظ علوم الأئمة الكرام، محمد المتوفى، عام سبعة وتسعين وثمانمائة؛ عن أبيه السيد الإمام، فخر العترة الكرام، عبدالله، المتوفى عام أربعين وثمانمائة، ابن السيد الإمام، علم الأعلام، بحر العترة الزاخر، ونجم الأسرة الزاهر، جمال آل /314(1/314)

64 / 135
ع
En
A+
A-