عن الإمام محمد من غير واسطة؛ لأن المعروف أنه يروي عنه بواسطة ولده الواثق. انتهى.
عن والده الإمام المطهر بن يحيى، عن شيخ الشيعة العلامة، محمد بن أبي الرجال.
قلت: هو محمد بن أحمد بن أبي الرجال، وفاته عام ثلاثين وسبع مائة، وكان يقول: أنا تلميذ إمام، وشيخ إمام.
عن الإمام الشهيد، أحمد بن الحسين؛ عن الشيخ أحمد بن محمد بن القاسم الأكوع، المعروف بشعلة.
قلت: وهذا من مشائخ الشيعة الأعلام، وهو تلميذ الإمام الأعظم المنصور بالله عبدالله بن حمزة، كما يأتي ـ إن شاء الله تعالى ـ، وفاته في عشر الأربعين وستمائة تقريباً، كذا في الطبقات.
[ترجمة الشيخ محيي الدين القرشي]
عن الشيخ محمد بن أحمد بن الوليد القرشي.
قلت: هو إمام الشيعة، وحافظ الشريعة، محيي الدين، الذي يروي عنه الإمام الأعظم المنصور بالله (ع)، وعلماء عصره، ويقال له أيضاً: حميد؛ فله اسمان لمسمى؛ وقد أشرتُ إلى ذلك عند ذكره في التحف الفاطمية ، وينبغي التنبه لذلك؛ فقد وقع في الغلط بسببه بعض العلماء الأثبات، وتوهموا أنهما أخوان، وما الاسمان إلاّ له، كما حقق ذلك الأمير الناصر، محمد بن الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع) في ترثيته، وأفاده علماء عصره؛ وأشار إليه في مطلع البدور وغيره، وهو معلوم لاريب فيه.
عن الإمام المتوكل على الله، أحمد بن سليمان، عن الشيخ الأجل إسحاق بن أحمد بن عبد الباعث، عن عبد الرزاق بن أحمد.
قلت: أما القاضي إسحاق فهو من أعلام العصابة، وشهرته تكفي عن شرح حاله، وقد ترجمنا له ولأمثاله في التحف الفاطمية ، كما سبق ذكره.
وأما الشيخ عبد الرزاق بن أحمد، فقال بعض علمائنا الكرام في ترجمته: كان من فضلاء أشياع العترة وكبراء علمائهم، وعظماء أتباعهم. انتهى /298(1/298)
عن الشريف علي بن الحارث، وأبي الهيثم يوسف بن أبي العشيرة.
قلت: وابن أبي العشيرة من أعلام الشيعة الكرام، وكان إذا حج تلقاه أمير مكة، تعظيماً للزيدية؛ قيل في حقه: كان يرد على اثنتين وسبعين فرقة.
عن الحسن بن أحمد بن محمد الضهري، إمام مسجد الهادي (ع)، عن محمد بن أبي الفتح، عن الإمام المرتضى لدين الله محمد بن يحيى، عن أبيه الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين، عن أبيه الحسين الحافظ، وعميه: محمد، والحسن؛ عن أبيهم ترجمان الدين القاسم بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم الغمر، عن أبيه إسماعيل الديباج، عن أبيه إبراهيم الشبه، عن أبيه الحسن المثنى، عن أبيه الحسن السبط، وعمه الحسين السبط؛ عن أبيهما علي بن أبي طالب، عن النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ.
فهذا مذهبنا.
انتهى كلام الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد (ع).
قلت: وما أحق المقام، بقول السيد الإمام، جمال الإسلام، الهادي بن إبراهيم الوزير (ع):
سندٌ عن الهادي وعن آبائه .... لا عن حديث مسدد بن مسرهدِ
القصيدة.
قلت: مسدد عدّه في الشافي من العدلية، وإنما أراد التمثيل، وللقافية.
قال في كتاب شيخ الإسلام، حواري آل محمد الكرام (ع)، أحمد بن سعد الدين ـ رضوان الله عليه ـ، عند ذكره لطريق الأحكام وأصول الأحكام المذكورة؛ وقد نقل كلامه هذا شيخ الإسلام الأخير، حافظ عصره الكبير، فخر أشياع العترة، عبدالله بن علي الغالبي ـ رضي الله عنه ـ، مالفظه: وهذه الطريق، من نظر إليها بعين الإنصاف، وسَلِمَ عن داء الميل عن أهل البيت النبوي والانحراف، علم قطعاً ويقيناً، أن إجراء من ذكر فيها على لسانه، يستدفع به البلاء، ويكون سبباً لصلاح حاله وشأنه.
انظر إلى طريق أصول الأحكام، فإن ابتداءها من الإمام المتوكل على الله /299(1/299)
شرف الدين، وتنتهي إلى الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان؛ وبين الإمامين عشرة: سبعة من نجوم العترة النبوية، وثلاثة من أعيان شيعتهم، المهتدين بهديهم، والمستمسكين بعروتهم، المتينة القوية؛ كل واحد من الثلاثة شيخ إمام، تلميذ إمام، أو تلميذ تلميذ إمام.
قلت: يعني بتلميذ التلميذ، العلامة الأكوع المعروف بشعلة، ولكنه تلميذ الإمام الأعظم الحجة عبدالله بن حمزة (ع)، وإن كان لم يذكر في هذا السند إلا الشيخ محمد بن أحمد، كما يأتي في الأسانيد.
رجع إلى تمام مافي الكتاب المذكور.
قال: هذا فيما بين الإمامين: المتوكل على الله شرف الدين، والمتوكل على الله أحمد بن سليمان (ع).
ثم إن بين الإمام أحمد بن سليمان، والإمام الهادي إلى الحق ستة، آخرهم الإمام المرتضى لدين الله محمد بن يحيى الهادي (ع)، وأولهم الشيخ العلامة، المشهور بالعلم والفضل، إسحاق بن أحمد بن عبد الباعث ـ رحمه الله ـ وهو من أكابر علماء الزيدية، وعظماء أنصار العترة الطاهرة النبوية، وهو أخو القاضي جعفر في العلم والبراعة، وله مصنفات ورسائل، أكثرها في الإمامات؛ ولقي الحاكم أبا سعيد ـ رحمه الله ـ في سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
وفي البين الشريف: علي بن الحارث.
فإذا نظرت إلى ذلك، وجدت هذه السلسلة المباركة، من الإمام المتوكل على الله شرف الدين، إلى سيد المرسلين، وخاتم النبيين ـ صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ـ؛ كلها نبوية ليس فيها إلا سبعة من فضلاء أشياع العترة، وكبراء علمائهم، وعظماء أتباعهم، أعاد الله من بركاتهم، وأماتنا على مودتهم، وحشرنا في زمرتهم، وعافانا من داء مبغضيهم، ومحبي أعدائهم، ومبغضي محبيهم، ومن تأول لمحاربيهم؛ فو الله، لا يدخل الإيمان قلب رجل هذه صفته.
انتهى كلامه، رضوان الله عليه وسلامه.
قلت: وقد اتصل سندنا ـ بفضل الله تعالى ـ كما ترى، ليس بيني وبين الإمام المتوكل على الله شرف الدين (ع) في هذه الطريق إلا أحد عشر من كرام /300(1/300)
أئمة آل محمد، وأعلام مقتصديهم ـ صلوات الله عليهم وسلامه ـ أولهم والدي، وآخرهم السيد الإمام أحمد بن عبدالله الوزير ـ رضوان الله عليهم ـ.
نعم، وهذه إحدى الطرق إلى إمام اليمن، محيي الفرائض والسنن، الهادي إلى الحق القويم، يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم ـ عليهم أفضل الصلاة والتسليم ـ وقد تقدمت طريقان:
إحداهما: عن السيد الإمام، عماد الإسلام، يحيى بن المرتضى، عن عمه الناصر للحق، عن أبيه الهادي إلى الحق؛ يرويها الإمامان الأخوان: المؤيد بالله وأبو طالب؛ والسيد الإمام أبو العباس (ع).
والثانية: يرويها أبو العباس الحسني، عن السيد الإمام علي بن العباس الحسني، عن إمام الأئمة، وهادي الأمة، يحيى بن الحسين (ع).
فهذه هي الطرق المتصلة به ـ صلوات الله عليه ـ، فيما وقفنا عليه عند علماء اليمن، وعليها المدار، في الإيراد والإصدار؛ وستتكرر هذه الأسانيد المباركة، ويكون التحويل عليها ـ إن شاء الله تعالى ـ؛ فلتكن على ذكر منك، والله ولي التوفيق.
ونتمم الإفادة في هذا البحث، بإيراد المقصود، مما رسمه المؤيد بالله، محمد بن القاسم بن محمد (ع)، وصحح السند إليه، من كتب أئمة آل محمد ـ صلوات الله عليهم ـ، وغيرهم.
فما نوصل السند إليه منها فيما يأتي ـ إن شاء الله تعالى ـ، فهذا مقدمة له.
ومالم نوصل إليه السند من كتب أئمتنا (ع)، ولا نترك ـ إن شاء الله تعالى ـ، إلا مالا يوقف عليه في شيء من كتب الأسانيد الموجودة المعتمدة؛ ففي تصحيح الإمام (ع) له كفاية، فهو (ع) أمين الرواية، متين الدراية، من أعلام أئمة الهداية (ع)؛ وقد صحت ـ بحمد الله ـ لنا رواية ماحرره (ع)، بالأسانيد الصحيحة، المتصلة به، فيما سبق وما يأتي ـ إن شاء الله تعالى ـ.
[إجازة الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم للسيد العلامة علي بن الحسن الحسيني المدني]
قال الإمام الأواه، المؤيد بالله، محمد بن القاسم (ع)، فيما كتبه (ع) إلى المدينة النبوية ـ على مشرفها وآله أفضل الصلاة والسلام ـ في عام /301(1/301)
أربع وثلاثين وألف:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، الذي جعل العلم وسيلة إلى نيل أرفع الدرجات، وسهل لنا السبيل إلى حفظه بما ركب فينا من الأسماع والأبصار والآلات.
ثم ساق إلى ذكر المُجَاز له، وهو السيد العلامة الأجل، علي بن الحسن الحسيني المدني ـ رضي الله عنه ـ.
إلى قول الإمام (ع): فنقول وبالله التوفيق:
اعلم ـ رفع الله قدرك، وأعلا في منازل العلماء ذكرك ـ أن الإجازة نوع من الوكالة؛ إذْ هي خبر جملي، تتضمن الأذن بالإخبار عن الشيء؛ ولهذا أشترط على المجاز له شروطها المعروفة، التي منها: جودة الفهم، وإمعان النظر، والبحث عن النسخ الصحيحة، والتثبت؛ ليأمن التحريف والوهم، والقول على الله وعلى رسوله مالا يعلم.
إلى قوله (ع): وقد استخرتُ الله وأجزتُ لكم، أن ترووا عني بذلك الشرط جميع مسموعاتي، وجميع ماصحت لي روايته في الأصولين، والفروع، وأدلتها، من آيات الأحكام، وآحاديث الرسول (ع)؛ وآلتها من العربية، وتوابعها.
قلت: ومن هنا منقول عن الإمام في طبقات الزيدية، وقال مؤلفها (ع): إن الإمام (ع) ذكر فيها علماً جماً، وذكر كتب المذهب، مذهب الأئمة (ع).
وساقها إلى آخرها في موضعين من الجزء الثالث، وهي بتمامها في كتاب القاضي أحمد بن سعد الدين المسوري ـ رضي الله عنه ـ.
قال الإمام (ع): فمن كتب المذهب: مجموعا الإمام زيد بن علي (ع)، وأمالي حفيده أحمد بن عيسى (ع)، المسماة ببدائع الأنوار.
ومنها: السير، للإمام المهدي لدين الله، النفس الزكية، محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ـ صلوات الله عليهم ـ.
ومنها: الجامع الكافي، المعروف بجامع آل محمد، تأليف الإمام أبي عبدالله محمد بن علي.
قلت: رفع نسبه إلى جده عبد الرحمن، وقال بعده: ابن الحسين؛ وهو سبق قلم فليس ذلك في نسبه وقد نقلته /302(1/302)