وغاية ابن الإمام.
وسرد بعد ذلك مسموعات له عليه كثيرة، في علوم العربية، والأصول، والفروع، وكذا والده شيخ الإسلام عبدالله بن علي ـ رضي الله عنهم ـ أجازه إجازة عامة، ومن مسموعاته عليه: المجموعان للإمام الأعظم زيد بن علي (ع) الحديثي، والفقهي، وشفاء الأوام جميعه، وأمالي الإمام أحمد بن عيسى (ع)، وغير ذلك كثير؛ وكذا سيد بني الحسن، علامة اليمن، أحمد بن محمد بن محمد الكبسي ـ رضي الله عنهم ـ أجازه إجازة عامة، وأسمع عليه في الشفاء، والغاية، وغيرهما؛ وأجازه إجازة عامة الإمام الكبير، المنصور بالله محمد بن عبدالله الوزير (ع).
وكان تحريره لإجازة والدنا هذه ـ رضي الله عنهما ـ بشهر القعدة الحرام، سنة ثمان وثلاثمائة وألف [1308هـ] قال فيها: حرره الحقير الفقير إلى كرم الله، محمد بن عبدالله الغالبي، وفقه الله آمين.
[إجازة من والد المؤلف العالم الحجة لولده المؤلف ولأعيان العلماء]
وقال والدنا ـ رضي الله عنه وأرضاه، وأكرم لديه نزله ومثواه ـ في إجازته لي، ولأعيان علماء العصر ـ حماهم الله تعالى ـ بعد حمد الله والصلاة على النبي وآله: وبعد؛ فإنه طلبني المذكورون هاهنا.
إلى أن قال: وإن كان مثلي لا يعوّل عليه، في ذلك الميدان؛ ولم تسعني مخالفتهم على قصور الباع، وقلّة الاطلاع؛ نظراً إلى قول جامع كل حسن من خصال الكمال والمناقب: ((ليبلغ عني الشاهد الغائب))، وقوله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم -: ((من حفظ على أمتي أربعين حديثاً.. إلخ))، وقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى } [المائدة: 2].
ثم ساق طرقه، وطرق مشائخه ـ رضي الله عنهم ـ.
إلى أن قال: قد أجزتهم في جميع مسموعاتي، ومجازاتي هذه المسطورة، إجازة عامة تامة، بجميع طرق هؤلاء، في جميع العلوم، معقول ومنقول، في جميع علوم آل محمد ـ صلوات الله عليهم ـ وشيعتهم، وسائر علوم الإسلام، /276(1/276)
على اختلاف فنونها، مشترطاً عليهم مااشترطه عليَّ مشائخي هؤلاء المذكورون، رؤساء الملة، وعلماء الأمة، مرجع علماء اليمن والشام، الإمام الأواه، أبو القاسم، إمام المتقين، وزينة الموحدين، المهدي لدين الله، محمد بن القاسم ابن رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ ويعسوب الآل، وحيد عصره، فخر الملة، عبدالله بن أحمد اليحيوي ـ قلت: أي العنثري البصير ـ، وعلامة اليمن صفي الإسلام، أحمد بن محمد الكبسي، وفخر الشيعة الكرام، وعالمها، محمد بن عبدالله الغالبي ـ رضي الله عنهم، وسكنهم بحبوح جنته، وجزاهم عنا، وعن الإسلام أفضل الجزاء ـ أولاً تقوى الله في السر والعلن، والعمل بالعلم، وبذله لأهله، وتحري النسخ الصحيحة، المأمونة من التحريف، والغلط والتصحيف، والضبط لما يروونه؛ ولا ينسوني من صالح دعائهم، وما أمكن من وجوه البر.
إلى قوله: حرره بقلمه الحقير، المفتقر إلى الملك الكبير، عبده وابن عبديه، محمد بن منصور بن أحمد بن عبدالله اليحيوي المؤيدي ـ عفا الله عنه ـ جمادى الأولى [1354هـ] سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وألف.
وذكر والدنا ـ رضي الله عنه ـ مما ثبت له السماع فيه، على والدنا الإمام الأعظم، أمير المؤمنين، المهدي لدين الله رب العالمين: كتاب البحر الزخار، للإمام المهدي لدين الله أحمد بن يحيى المرتضى (ع) وتخريجه لابن بهران، وشرح غاية ابن الإمام (ع)، وكشاف الزمخشري، وغير ذلك كثير؛ فقد لازم والدي ـ رضي الله عنه ـ مقام الإمام (ع) قدر عشرين عاماً، وانتقل من وطنه هجرة ضحيان، للهجرة مع من هاجر من الأعلام، إلى الإمام (ع)، بعد خروجه من اليمن إلى هجرته المباركة بجبل برط، وسبب ذلك التحصن في الجبل، حال جهاد الأتراك؛ وارتحل إليه (ع) الأعلام من كل قطر، وكان من المهاجرين لديه: حي السيد العلامة نجم آل محمد الولي، الحسين بن محمد الحوثي، وقد كان ملازماً له في مقام الإمام السابق الأمجد، /277(1/277)
المتوكل على الله المحسن بن أحمد (ع)، وفي هجرة حوث؛ ومنهم: حي السيد العلامة، شيخ آل محمد، الحسين بن عبدالله الشهاري، وحي السيد العلامة المجتهد، الفهامة المنتقد؛ جمال آل محمد، علي بن يحيى المؤيدي العجري، وحي والدنا ـ رضي الله عنهم ـ وغيرهم كثير؛ وقد أشرنا إليهم في التحف الفاطمية .
هذا، ولم ينفكوا يقتبسون من فيض أنواره، ويلتمسون من هديه وآثاره، حتى قبضه الله تعالى إليه.
[كلام المؤلف في سيرة والده]
وأقول: وأنا بحمد الله تعالى وفضله، وتحدثاً بنعمته، وشكراً لمنته، منَّ الله علي بملازمة والدي ـ رضوان الله عليه ـ، من ابتداء قراءة القرآن الكريم، قرأته عليه، وأسمعتُ عليه في المتون، ثم في علوم الآلة، والأصولين، والتفسير، والحديث؛ ولم أزل أستضيء بمصباحه، وأهتدي بضوء صباحه، وذلك نحو خمس وعشرين سنة، حتى اختار الله له ماعنده ـ رضي الله عنه وأرضاه، وجزاه عنا وعن المسلمين أفضل جزاه، وجمع بيننا في مستقر رحمته، ودار كرامته ـ.
وإسناده ـ رضي الله عنه ـ أرفع أسانيد من أدركنا من أعلام عصره، ونجوم أهل دهره، فلم يبق أحد ممن أسمع على الإمام، ومن في سمته من العلماء الكرام غيره.
وكان ـ رضوان الله عليه ـ على ذلك المنهج من العلم، والعمل، والزهد، والورع، وبلوغ الغاية في الاجتهاد، والتحري والانتقاد، وشدة المراقبة لله سبحانه، والغضب له، وتقديم معاملته في كل إصدار وإيراد؛ وآثر في آخر أيامه ـ رضي الله عنه ـ العزلة والبعد عن الناس، لما شاهد من فساد أهل الزمن، وتغير الأعلام والسنن، حتى صار كثير من الناس ـ لعدم الخلطة ـ لايتحقق معرفته؛ وتفرد للخلوة بنفسه، والعبادة لربه، وإحياء الليل والنهار، بالتلاوة والأوراد والأذكار، إلا ما توجهنا إليه في تفريغه من الأوقات للقراءة؛ وأكرمه الله تعالى بكرامات نيرات، وبشارات بينات، شاهدناها معاينة، ورأيناها مكاشفة، مما يفيضه الله تعالى لأوليائه، وخاصة أصفيائه، من قرابة خاتم أنبيائه، وأوليائهم ـ صلوات الله عليهم وسلامه ـ.
فلله /278(1/278)
الحمد على ماوهب، ونسأله تعالى الإعانة على القيام بما وجب، إنه قريب مجيب.
[تعداد مسموعات المؤلف على والده]
نعم، فقد ثبت لي السماع عنه ـ بمنِّ الله تعالى ـ في فنون العلوم؛ منها: في هذه الكتب التي ذكرت سماعه لها على الإمام (ع)، وفي مجموع الإمام الأعظم زيد بن علي ـ صلوات الله عليهما ـ بقراءته علينا، وفي أمالي حفيده الإمام أحمد بن عيسى (ع) كذلك، وصحيفة الإمام علي بن موسى الرضا، بقراءتي لها عليه - رضي الله عنه - بتمامها، وأحكام الإمام الهادي إلى الحق (ع) كذلك إلى كتاب الحدود ـ وصحّ لي سماع بقيته بحمد الله تعالى ـ وفي البساط للإمام الناصر للحق الحسن بن علي الأطروش (ع)، وفي شرح التجريد للإمام المؤيد بالله (ع)، وفي تحرير الإمام أبي طالب (ع) بقراءته ـ رضي الله عنه ـ، وفي أماليهما (ع)، وفي أمالي الإمام المرشد بالله (ع) الخميسية، وفي تفاسير آل محمد (ع)، ومجموعاتهم، وأصول الأحكام للإمام أحمد بن سليمان (ع) بقراءتي لها عليه ـ رضي الله عنه ـ من فاتحتها إلى خاتمتها، وفي شافي الإمام الحجة المنصور بالله (ع)، وحديقة الحكمة، شرح الأربعين له (ع)، وفي مجموع السيد الإمام، حميدان بن يحيى القاسمي(ع)، وشفاء الأوام، للأمير الناصر للحق الحسين بن بدر الدين (ع) في السّنّة، وينابيع النصيحة له (ع)، وأنوار اليقين لأخيه الإمام الحسن بن بدر الدين (ع) بقراءتي لها عليه ـ رضي الله عنه ـ، وفي البحر الزخار، للإمام المهدي لدين الله أحمد بن يحيى (ع) في النسخة التي لدي الآن، بخط والدنا الإمام الهادي إلى الحق عز الدين بن الحسن (ع)، وإنما ذكرتها لتعيين هذه النسخة، وإلا فقد تقدمت في مسموعاته؛ وفي شرح أزهاره (ع)، وفي فصول السيد الإمام صارم الدين (ع) في أصول الفقه، وفي الفلك الدوار له، وفي شرح أساس الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد (ع) في أصول الدين، وفي مرقاته في أصول الفقه، واعتصامه في السنة، والبدور المضيئة، /279(1/279)
جواب الأسئلة الضحيانية، لوالدنا الإمام، المهدي لدين الله محمد بن القاسم (ع)، وفرائد اللآلي، في الرد على المقبلي، للإمام المنصور بالله محمد بن عبدالله الوزير (ع)، وفي العيون للحاكم المُحَسّن بن كرامة - رضي الله عنه -، وفي نكت العبادات، للقاضي شمس الدين جعفر بن أحمد ـ رضوان الله عليه ـ، والأسانيد اليحيوية ، التي جمعها القاضي العلامة تقي الدين، عبدالله بن محمد بن أبي النجم، وفي شرح ابن أبي الحديد على نهج البلاغة، من كلام أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ وفي مقاتل الطالبيين للأصفهاني، وفي الحدائق الوردية، للفقيه الشهيد حميد بن أحمد المحلي ـ رضي الله عنه ـ في سير الأئمة، وفي قواعد عقائد آل محمد، لمحمد بن الحسن الديلمي ـ رضي الله عنه ـ، وفي شرح الثلاثين المسألة، للقاضي العلامة أحمد بن يحيى حابس ـ رضي الله عنه ـ في أصول الدين، وفي المقصد الحسن له؛ وغير ذلك من كتب الأصول، والفروع.
وقد صحّ لي ـ والحمد لله تعالى ـ السماع عليه ـ رضي الله عنه ـ، وعلى غيره في مؤلفات واسعة، منها: المعراج شرح منهاج القرشي، لوالدنا إمام المحققين، الهادي إلى الحق، عز الدين بن الحسن بن أمير المؤمنين (ع) في أصول الدين، وفي قسطاس ولده الإمام الحسن (ع)، وشرح الغاية كما سبق، وفي الكوافل في أصول الفقه، وفي الجامع الكافي، والمنهاج الجلي شرح مجموع الإمام زيد بن علي، للإمام محمد بن المطهر (ع)، والروض النضير شرح المجموع أيضاً، لحافظ العصر الأخير، الحسين بن أحمد السياغي في الحديث، وبيان ابن مظفر في الفقه والفرائض، وفي مباحث وأوائل كتب كثيرة من كتب أئمتنا، وأتباعهم، وكتب المحدثين، كالأمهات الست، وفي النحو، والصرف، والمعاني، والبيان، والبديع، والمنطق، في الكتب المعهود درسها.
هذا، وأجازنا والدنا ـ رضي الله عنه ـ كما سبق في جميع طرقه، وما صحّ له ـ رضي الله عنه وأرضاه، وبل بوابل الرحمة ثراه ـ.
ونقتصر في هذا المحل، على هذا القدر؛ فقد جمعت هذه الطرق ـ بحمد الله ـ /280(1/280)