الأعلام، وجعلت إجازتهم كإجازة الولد العلامة النحرير، الفذ الخطير، شرف الإسلام الحسين بن محمد بن أمير الدين ـ حرسه الله ـ والولد العلامة الجهبذ، علي بن يحيى العجري المؤيدي أبقاه الله، فليستنقلوها من ثمة، ففيها مايغني عن الإعادة، رزقهم الله وإيانا الحسنى وزيادة، وفتح عليهم بما فتح على العلماء العاملين، وأمدهم بالتوفيق والتحقيق، وهدانا وإياهم إلى أيمن طريق، آمين اللهم آمين؛ حرر شهر ربيع، سنة ثمان عشرة وثلاث مائة وألف [1318هـ] انتهى.
[إجازة من السيد الإمام أحمد بن محمد الكبسي لوالد المؤلف]
وقال السيد الإمام حافظ اليمن، ومجدد الآثار والسنن، علامة بني الحسين والحسن، أحمد بن محمد بن محمد الكبسي، في إجازته لوالدنا ـ رضي الله عنهم ـ:
الحمد لله، الذي لانحمد إلا إياه، والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه، وآله سفن النجاة.
إلى قوله: وبعد، فإن الولد عز الإسلام العلامة، محمد بن منصور الضحياني، طلب مني الإجازة، كما ذلك مأخوذ على الأصاغر، أن تتصل أسانيدهم بالأكابر، فأقول: قد أجزته مشترطاً عليه، مايشترط على مثله من مثلي، صلاح النية والعمل لدار الآخرة، وأن يجعل الله نَصْب عينيه، في جميع الحركات والسكنات، وأن يحقق ويكرر النظر فيما نظر فيه، حتى يحصل له العلم فيما فيه العلم، والظن فيما يكفي فيه الظن.
فأقول: قد أجزته في جميع مسموعاتي، ومقروءاتي، ومجازاتي، ومناولاتي، في علوم الآلة وفروع الأحكام، والتفسير وسنة سيد الأنام، عما أرويه عن الآل الكرام، أو القوم أولي الأحلام، متصلاً سندي بوالدي العلامة عز الإسلام محمد بن محمد الكبسي، وهو يروي عن جدي أبى الأم العلامة إسماعيل بن أحمد الكبسي، عما يرويه عن جامع الأسانيد للقاضي العلامة محمد بن أحمد مشحم.
إلى قوله: متصلاً سندي بوالدي المذكور، وبالوالد العلامة أحمد بن زيد الكبسي، وبالوالد العلامة علي بن أحمد الظفري، /266(1/266)
وبالوالد العلامة يحيى بن مطهر بن الإمام، وغيره في الأسانيد؛ ماصحّ له روايتي له، عن سائر المشائخ الكرام.
إلى قوله: رزقه الله تعالى التقوى، ووفقه لما يحب ويرضى، وجعل فيه البركة كما بارك في الأنواء، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب، والسلام.
أحمد بن محمد الكبسي.
[إجازة من السيد الإمام عبدالله العنثري والقاضي الحافظ عبدالله الغالبي لوالد المؤلف]
وقال السيد الإمام، علم الأعلام، شيخ آل الرسول، وحافظ المعقول والمنقول، زين العابدين، كعبة المسترشدين، فخر آل محمد، عبدالله بن أحمد المؤيدي العنثري الضحياني البصير ـ رضوان الله عليه ـ في إجازته لوالدنا ـ رضي الله عنه ـ.
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله، وبعد، فيقول الفقير إلى الله، الغني عمن سواه، عبدالله بن أحمد العنثري الضحياني المؤيدي: قد أجزتُ سيدي الولد العلامة عز الإسلام، محمد بن منصور الضحياني، أن يروي عني جميع مسموعاتي ومجازاتي، بألفاظ الرواية كلها، من حدث وأخْبَر، وغيرهما على حسب مامعي في الإجازة لي ولغيري، من حي سيدنا العلامة عبدالله بن علي الغالبي، رحمه الله.
إلى قوله: وحسبما معي من الإجازة، من حي سيدنا العلامة أحمد بن عبدالرحمن المجاهد، وسيدنا العلامة الصفي، أحمد بن إسماعيل العلفي، رحمهم الله جميعاً.
إلى قوله: بعد القراءة، والسماع منه ومن جملة من الطلبة، لجملة من الكتب النافعة المشهورة نفع الله بها. إلى آخره.
ومما ثبت لوالدنا السماع عليه فيه أمالي الإمام المرشد بالله، وأنوار الإمام الحسن، والاعتصام للإمام القاسم، وغاية ولده الحسين (ع)، وثمرات الفقيه يوسف، والجزرية بشرحها، وإعمال مولانا المذكور ـ رضي الله عنه ـ.
وقال القاضي العلامة، شيخ الإسلام، وحافظ علوم العترة الكرام، فخر الدين الولي، عبدالله بن علي بن علي الغالبي، في الإحازة (بالحاء المهملة) /267(1/267)
في طرق الإجازة (بالجيم) ـ وهذه النسخة التي وقفنا عليها منسوخة على نسخة الإمام الأعظم، المهدي لدين الله محمد بن القاسم الحسيني الحوثي (ع) وهو الذي سماها بهذا الاسم؛ وقد أفادني بصحتها وأفاد جماعة من علماء العصر بذلك، والدُنا العلامة شيخ آل محمدٍ، محمدُ بن منصور ـ رضوان الله عليه ـ بعد أن أجاز روايتها ورواية غيرها إجازة عامة لي ولهم. وقد رسم ذلك في النسخة المذكورة والله ولي التوفيق.
هذا فقال شيخ الإسلام فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، الذي وصل من انقطع إليه، وفاز بمتواتر إفضاله وقرب من أوقف مطي آماله عليه، وأجاز على القول الصحيح، والعمل الحسن أحسن إجازة، والصلاة والسلام على أشرف مرسل، أوضح معالم الدين، وكشف كل معضل، حتى ظهر اليقين، فتنوّر برهانه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، ماكان كل منكر متروكاً موضوعاً، وعلى آله قرناء القرآن، وحجج الله في كل أوان..إلخ.
وقال في القسم الثاني منها: وبعد فإن مولانا الإمام ذا الفضائل، والمكارم التي لاتأتي بمثلها المناقب والمساجل، التي لايستطيع وصف كنهها لسان قائل، الحائز قصبات السبق في مضمار المفاخر، الفائز من أوصاف الكمال بما شرف به على الأوائل والأواخر، الذي طبق بذكره الآفاق، ففضله أشهر من المثل السائر.
إلى قوله: الذي نشر على الأقطار جلابيب أنوار عدله، وأمطر البادين والحضَّار بشآبيب مدرار جوده وفضله.
إلى قوله:
لن يدرك الواصف المُطْرِيْ خصائصَه .... ولو يكن سابقاً في كلّ ما وصفا
أمير المؤمنين، الداعي إلى الله المنصور بالله، أحمد بن هاشم ابن رسول الله، حفظه الله بما حفظ به كتابه، وأهل ولايته، وجعله في كنفه، وحماه بحمايته، وأصلح به الأمور، وفتح له الثغور، وجمع به شمل الجمهور، وأعز بقيامه الدين، وأحيا به شريعة سيد المرسلين إلخ /268(1/268)
قال فيها: حرر في هجرة ضحيان، صبح السبت، ثالث شهر ربيع الآخر، سنة ست وستين ومائتين وألف [1266هـ].
وقال في إجازة له أخرى بسط فيها الكلام، في شأن العترة الكرام، واستوعب نقل ماأورده العلامة أحمد بن عثمان، صاحب المسوح، في آل محمد ـ صلوات الله عليهم ـ من الأخبار والآثار، في إجازته للإمام الأعظم القاسم بن محمد (ع)، مالفظه:
ولله الحمد على منته علي بتشرفي بأخذ العلوم، عن مشائخ آل رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، ولم أزل أتشرف بأخذ العلم عنهم.
إلى قوله: وأرتع في رياض إفادتهم، وأكرع من حياض علومهم، وأمتع بمشاهدة أنوارهم، وأقتبس من ذكي أنظارهم؛ فهم خزنة السنة والكتاب، وتراجمتهما بلا ارتياب، أخذوا علومهم عن آبائهم أباً فأباً إلى أبيهم الوصي وجدّهم رسول الله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم -.
ولله در الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة:
ما بين قولي عن أبي عن جدّه .... وأبو أبي فهو النبي الهادي
وفتى يقول روى لنا أشياخُنا .... ماذلك الإسناد من إسنادي
ثم تشرّفت ثانياً بقراءة جماعة من أهل بيت رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ.
إلى قوله: منهم: الإمام المنصور بالله أحمد بن هاشم ـ رضوان الله عليه ـ، ومنهم: الإمام أمير المؤمنين، سمي حبيب الله، محمد بن عبدالله ابن رسول الله، كشف الله بقيامه الغمة، وأظهر به شريعة محمد بن عبدالله، وفتح له الثغور، وأصلح به أمر الجمهور؛ فإنه أطال الله بقاءه، شاركني في القراءة، على سيدي العلامة، صفي الإسلام، الهادي إلى الحق، الشهيد السعيد، أحمد بن علي السراجي ـ بل الله ثراه بوابل الرحمة ـ وذلك في الفقه، والفرائض حتى فاق عليّ وعلى أقرانه، وكذلك شاركني في القراءة على سيدي العلامة صفي الإسلام، أحمد بن يوسف زبارة ـ رحمه الله ـ في علوم آل محمد، والأصول على سيدي العلامة، عماد الإسلام يحيى بن عبدالله بن عثمان /269(1/269)
ـ رحمه الله ـ؛ فقرأ عليه الكثير، وحضرتُ في بعض قرائتهم.
إلى قوله: مع مامنحه الله من الحفظ، والفهم والدراية وسعة الاطلاع، ومن جهل ذلك نظر في أحكامه، عند فصل الخصومات، وَجَواباته، ومكتوباته؛ فكنت إذا أبهم عليّ الأمر، رجعتُ إليه، فيكشف بنظره الثاقب، واستنباطه الصائب.
إلى قوله: حتى أقرّ له بالفضل عداه، وقصر فضلاء العصر عن بلوغ مداه، فطبق ذكره الآفاق، ففضله أشهر من المثل السائر في الأطباق، فكان هو الرضى من آل محمد على الإطلاق.
وممن قرأ على الحقير: سيدي فخر الإسلام، جوهرة بني المؤيد، العلامة عبدالله بن أحمد البصير الضحياني، فقرأ على الحقير في سائر العلوم في الأصولين، والعلوم الآلية، وأسمع عليّ في مسندات أهل البيت المطهرين، أمالي الإمام أبي طالب، وأمالي الإمام أحمد بن عيسى، وأمالي المرشد بالله، وفي جامع الأحكام، وشمس الأخبار، وفي الشفاء، وأصول الأحكام، وشرح التجريد للمؤيد بالله، والبحر وتخاريجه، وفي التفسير، والاعتصام للإمام القاسم، وأنوار التمام، لسيدي صفي الإسلام، أحمد بن يوسف زبارة، وكملت القراءة والسماع بحمدالله.
قلت: وقد عدّ في غير هذه الإجازة مما أسمعه عليه فيه، مجموع الإمام زيد بن علي الحديثي، وشرح غاية ابن الإمام، والشرح الصغير، والمناهل وغيرها.
نعم، ثم قال: ملتمسين من الحقير، ألبسهم الله تاج الإكرام، وبلغهم في رضاه كل مرام، أن أكتب لهم فيما أرويه إجازة، سيما مولانا الإمام سمي حبيب الله، محمد بن عبدالله.
إلى قوله: فاحتقرتُ نفسي عند ذاته الشريفة، وتصاغرتُ قدري عند رتبته العالية المنيفة، وعلمتُ بقصور بضاعتي، وأيقنت بضعف استطاعتي، فأنشدتُ بيتي ابن الوردي: /270(1/270)