اليمن بأسرهم، فلبثوا في السجن سنتين، ثم يسر الله تعالى إخراجهم، وأجمع أولوا الحل والعقد، على قيام الإمام الأعظم المجدد للدين، أمير المؤمنين، المهدي لدين اللَّه رب العالمين، محمد بن القاسم.
ومن أعيان المبايعين له السيد الإمام، نجم آل الرسول، وحافظ المعقول والمنقول، شيخ آل محمد، عبدالله بن أحمد المؤيدي العنثري البصير؛ والقاضي العلامة شيخ الإسلام، محمد بن عبدالله الغالبي؛ وأخوه صارم الإسلام، إبراهيم بن عبدالله؛ والإمام الهادي لدين اللَّه، الحسن بن يحيى القاسمي؛ والسيد الإمام، نجم الأعلام، في عترة سيد الأنام، العالم الرباني، الحسين بن محمد الحوثي؛ والسيد الإمام، عالم الآل الكرام، العابد الزاهد، الولي، الحسين بن عبدالله الشهاري؛ والسيد الإمام، شمس الدين، وشيخ العترة الأكرمين، أحمد بن إبراهيم الهاشمي؛ وأخوه العلامة بدر الدين، محمد بن إبراهيم؛ وجميع علماء الزيدية، والعصابة المحمدية، من صنعاء وصعدة، وحوث وضحيان، وغيرها؛ بل ومن سائر الديار النائية، لايعتريه شك ولا لبس، حتى أن من مال عنه من أرباب الدنيا، وأتباع الهوى، كانوا يقرون بحقه، ويصرّحون بسبقه، ولا يمكنهم رد ولا إنكار، إذْ كان كالشمس رابعة النهار؛ ولم يزل على القيام بمناصرته، وإجابة حجته، وتأييد إمامته، والاعتصام بطاعته، والانتظام في زمرة جمعته وجماعته، هؤلاء الأعلام، حماة الإسلام؛ ولهم في المصابرة في الدعاء إلى اللَّه، والذب عن دين اللَّه، والبذل لأنفسهم ونفيسهم في طاعة اللَّه، وطاعة الإمام، أعلى مقام.
وقد ألّفوا في بيان إمامة إمامهم، والرد على الخارجين عن الطاعة، والمفارقين للجماعة، المؤلفات البالغة، كالرسالة الشافية والهادية إلى سواء السبيل، والرسالة الرافعة للخلاف، وغير ذلك كثير؛ قدس اللَّه أرواحهم في عليين، وجزاهم أفضل الجزاء عن الإسلام والمسلمين؛ وهذا عارض جرّ إليه الكلام.
نعم، ومما أسمع الإمام فيه على السيد الإمام محمد بن إسماعيل ـ عليه /261(1/261)


السلام ـ المتقدم: شرح ابن جحاف، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، وطريقة ابن جحاف في الحساب.
وسيأتي ـ إن شاء اللَّه ـ ذكر بقية أشياخ الإمام (ع) في إجازته، والقصد هنا الإشارة، والله ولي الإعانة والتوفيق.
[إجازات من الإمام المهدي محمد بن القاسم الحوثي لعدة من الأعلام]
وقال الإمام المجدد للدين، أمير المؤمنين، المهدي لدين اللَّه رب العالمين، محمد بن القاسم الحسيني الحوثي، في إجازاته للنجوم الأعلام، أقمار الهداية، وبحور الدراية، من سادات الأنام، الآتي ذكرهم (ع):
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
الحمد لله المجيز لمن أطاعه بمتواتر الإحسان، وموصول الأسباب، والمجير لمن انقطع إليه واستمسك بقويِّ الأسباب، من السنة والكتاب؛ والصلاة والسلام على جامع كل حسن من خصال الكمال والمناقب، القائل: ((ليبلغ عني الشاهد الغائب))، وعلى آله الثقات، المعدلين بنصوص الآيات.
وبعد: فإنه سألني الولد العلامة، النحرير الفذ الفهامة، الضارب بالقِدْح المعلى في فنون العلم وسهامه، التقي الولي، الذي هو بالمكرمات حري، شرف الأيام والليالي، وبدر سمائنا المضيء المتلالي، حسين بن محمد.
ثم رفع نسبه إلى أمير الدين بن عبدالله الحوثي، وقد اكتفيت بما ذكرته سابقاً من الاستغناء بما في التحف الفاطمية.
إلى أن قال: حرسه اللَّه وأسعده في الدارين، وفتح له من المعارف ماتقرّ به العين، أن أجيزه فيما أسمعه علي من علوم الإسلام، وأوصل سنده بسندي إلى مشائخنا العلماء الأعلام، الذين هم في جبين الدهر غرة، ولعيون أهل ذلك العصر قرة.
إلى أن قال: وأجزت له ولمن حضر القراءة إجازة عامة، وأوصلت طرقهم بطرقاتي، وأمرتهم أن يرووا عني.
وقال (ع) في أخرى: أجزت الولد العلامة الضيا، يوسف بن المهدي، ولإخوته البدور، الولد العلامة، الورع الزكي الذكي الفهامة، سيف الإسلام، محمد بن المهدي؛ والولد العلامة المفضال، شريف الخصال، علم الآل، القاسم بن المهدي؛ والولد العلامة، البدر التقي، صارم الدين، إبراهيم بن المهدي؛ وكذلك /262(1/262)


أجزت للولد العلامة، ذي الخلق المرضي، والعمل الزكي، عز الإسلام والدين، سليل الآل المطهرين، محمد بن منصور الضحياني، فتح اللَّه عليهم بالعلم النافع والعمل به، ورفع لهم الدرجات، وأنالهم في رضاه أقصى الغايات.
وقال (ع) في إجازته للقاضي العلامة محب آل النبي، محمد بن عبدالله الغالبي، وأخيه ـ رضي الله عنهم ـ في سياق ذكرهما: القاضي العلامة، الورع الفهامة، ذو العلم الغزير، والفضل الشهير، والمناقب التي تنيف على رضوى وثبير، عز الإسلام الولي، محمد بن عبدالله بن علي الغالبي، وصنوه القاضي العلامة، المفضال الصمصامة، العالم بن العالم، الذي هو بوظائف الصالحات عامل وقائم، صارم الدين إبراهيم بن عبدالله الغالبي.
فرعان من أصل المكارم أورقا .... بدران بل شمسان للمسترشدِ
عوّلا عليّ أن أجيزهما في جميع مسموعاتي ومُجازاتي، وما أرويه من علوم الدين.
إلى قوله (ع): ولي ـ بحمد اللَّه ـ مشائخ عدة جهابذة، هم نجوم الاهتداء، ورجوم الاعتداء، جزاهم اللَّه عنا أفضل الجزاء، أخذتُ عنهم في جميع الفنون في اللغة، من نحو وتصريف، ومعان وبيان، ومتن اللغة، وفي علم الحديث، والتفسير رواية ودراية، والأصولين والفروع، والفرائض والتاريخ، وغيرها كعلم المنطق، والحساب، ومادة من علم النجوم، ونحو ذلك.
وقال (ع): في بعض إجازاته لهؤلاء الأعلام: فمن مشائخنا ـ رضي الله عنهم ـ الإمام السباق، وكبير المتأخرين على الإطلاق، الإمام المنصور بالله، أحمد بن هاشم بن رسول اللَّه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، والإمام الفاضل العلامة الخطير، المنصور بالله محمد بن عبدالله الوزير.
وذكر شيخه الثالث فقال (ع): شيخي، وبركتي، العالم المجتهد، بدر العترة ومحققها، عز الإسلام، محمد بن محمد بن عبدالله الكبسي ـ بل اللَّه ثراه، وجعل الجنة مثواه ـ.
قال (ع): وولده الأخ العلامة الجهبذ أحمد بن محمد الكبسي، ومنهم الوالد العلامة محمد بن يحيى الأخفش، ومنهم والدنا العلامة الولي محمد بن إسماعيل /263(1/263)


عشيش، ومنهم القاضي العلامة المحقق أحمد بن عبد الرحمن المجاهد.
قلت: مما أسمع عليه الإمام شفاء الأمير الحسين، وغاية ابن الإمام، وفي شرح الأزهار.
قال: ومنهم سيدنا العلامة المفضال حسين بن عبد الرحمن الأكوع.
قلت: مما أسمع عليه الإمام تجريد المؤيد بالله، وأمالي الإمام أبي طالب، وشفاء الأمير الحسين، وشرح البحر الزخار، والثمرات، وشرح الخمس المائة، والمناهل.
قال (ع): ومنهم القاضي العلامة شيخ الإسلام، أحمد بن إسماعيل القرشي رحمه الله.
قلت: مما أسمع عليه الإمام فيه ـ مجموع الإمام زيد بن علي (ع)، والكشاف بحاشية العلوي، وعدة الأكياس شرح الأساس، وحقائق المعرفة، وشرح الأزهار غيباً إلى النكاح، وبيان ابن مظفر، والناظري، وشرح التهذيب.
قال (ع): ومنهم سيدنا العلامة الورع، إسماعيل بن محمد الخالدي.
قلت: مما أسمع عليه الإمام شرح الأساس.
قال (ع): وغير هؤلاء؛ فقد ـ بحمد اللَّه ـ أسمعنا عليهم.
إلى أن قال: في كتب الآل، وعلماء شيعتهم، وشطراً صالحاً في كتب السنة، ومؤلفات غيرهم، وأجازوا لي ـ رضي الله عنهم ـ إجازات خاصة وعامة، بطرقهم العديدة الجمة؛ فمنها بإسنادها المتصل، ومنها بأسانيدها إلى كتب الإجازات المشهورة، ثم بطرقها المذكورة.
ثم ذكر (ع) طرقه إلى كتب الإجازات، وعدّ بقية أشياخه، وبعض مسموعاته عليهم؛ وقد أشرتُ إلى طرف من ذلك لبيان الاتصال، وسيأتي ـ إن شاء الله تعالى ـ في الأسانيد مايغني.
[الآخذون عن الإمام المهدي محمد بن القاسم الحوثي]
وقد استوعب ـ رضوان الله عليه ـ في إجازاته، فهي أبسط الطرقات، وأعمها جمعاً، وأعظمها نفعاً.
وهي كثيرة؛ فإنه أخذ عنه، واستجاز منه /264(1/264)


أغلب علماء عصره الأعلام، وقد أشرت إلى الآخذين عن الإمام (ع) في التحف الفاطمية، في سيرة الإمام المتوكل على اللَّه، المحسن بن أحمد الشهاري (ع).
هذا، ورسم الإمام (ع) في الإجازة الأولى مالفظه: وحرر بمحروس مدينة حوث، في شهر جمادى الأخرى، سنة تسع وتسعين ومائتين وألف [1299]، حرره بقلمه الحقير، المفتقر إلى الملك الكبير، عبدالله أمير المؤمنين، المهدي لدين اللَّه رب العالمين، كان اللَّه له خير ناصر ومعين، على أمور الدنيا والدين.
ورسم في إجازة القاضي العلامة، شيخ الإسلام محمد بن عبدالله الغالبي ـ رضي الله عنه ـ، مالفظه: سنة ثمان وثلاث عشرة مائة.
نعم، واستجاز من الإمام (ع) جماعة من المتأخرين، فحوّل على إجازة الأولين فقال (ع):
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، الذي وصل حبل العلماء الأعلام بحبله المتين، وأرسل خاتم النبيين، وسيد المرسلين، لتعليم معالم الدين، فلا يخافون الانقطاع، لما كانوا من بحره مغترفين، ولا يخشون الإعضال، إذ صاروا إلى كنفه مسندين ومستندين، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين.
إلى قوله: في ذكر المجاز له: الولد العلامة الأحب، ومن له علي وعندي الحق الأوجب، العالم العامل الزكي الأورع، خيرة الخيرة من أولاد البطين الأنزع، عماد الإسلام يحيى بن حسن طيب..إلخ.
وقال (ع): وبعد فقد سأَلَنا الأولاد الأمجاد، الذين هم الولد العلامة فخر الإسلام عبدالله بن يحيى العجري، والولد العلامة الهمام عبدالله بن عبدالله العنثري، وصنوه الولد العلامة الماجد عبد الكريم بن عبدالله، والولد العلامة عز الإسلام، محمد بن إبراهيم حورية، أن أجيزهم.
إلى قوله: حسن ظن، واقتفاء لطريق آبائهم الأكرمين، من عترة النبي عليه وآله أفضل الصلاة والسلام.
إلى أن قال: أجزتهم، واشترط عليهم ما اشترطه العلماء /265(1/265)

55 / 135
ع
En
A+
A-