بسم اللَّه الرحمن الرحيم
الحمد لله، الواصل من انقطع إليه بمتواتر الإحسان، وأوفر الأسباب، المجيز بموصلات نعمائه عباده، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم اللَّه وأولئك هم أولوا الألباب، وصلواته وسلامه على حبيبه الحسن الأخلاق، وعلى آله الثابتين الأصول والأعراق.
إلى أن قال في ذكر الإمام (ع):، المفضال التقي طيب الشمائل والخلال، محمد بن القاسم بن محمد بن إسماعيل الحوثي ـ وفقه اللَّه ـ، بأن أجيزه فيما أَسْمَعَ عليَّ.
إلى أن قال: استسماناً للورم، وظناً لرسوخ القدم، فلما كان العلم أمانة يبلغه السلف إلى الخلف، ويتلقاه الخلف عن السلف، كما في أحاديث السماع: ((ليبلغ الشاهد الغائب))، ((ورحم اللَّه من سمع مقالتي))، ((وبلغوا عني)) وأمثالها، أجبته.
إلى آخر كلامه، عليه رضوان اللَّه وسلامه.
قال فيها: حرر يوم السبت، خامس وعشرين، شهر ربيع الآخر، أحد شهور ثمان وستين ومائتين وألف، بهجرة دار أعلى، أعلا اللَّه مقامنا لديه آمين.
ومما أسمع عليه الإمام (ع)، فيه، جامعا آل محمد: أصول الأحكام، وشفاء الأوام، وذكرهما الإمام في هذه الإجازة، بسنده إلى الإمام المتوكل على اللَّه، والأمير الحسين(ع)، ومن الآلة: الخبيصي، والمناهل، وشرح التلخيص.
[إجازة الإمام المنصور بالله محمد بن عبدالله الوزير للمهدي]
وقال الإمام الشهير، البحر الغزير، المنصور بالله، أمير المؤمنين، أبو عبدالله، محمد بن عبدالله الوزير، في إجازته للإمام المجدد للدين، أمير المؤمنين، المهدي لدين اللَّه رب العالمين، محمد بن القاسم ـ رضي الله عنهم ـ:
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
الحمد لله، الذي جعل العلم وسيلة إلى نيل أرفع الدرجات، وسهّل لنا السبيل إلى حفظه بما ركّب فينا من الآلات، وحفظ دين الإسلام، بحفظ كتابه الكريم، /256(1/256)


وحرس سنة نبيه بنجوم العلماء من كل شيطان رجيم؛ نحمده على مواهبه التي لا تحصى، وألطافه الشاملة للأدنى والأقصى، وأشهد أن لاإله إلا اللَّه، شهادة نستدر بها شآبيب التوفيق واللطف والهداية، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي شرع منه وإليه قواعد الرواية، صلى الله عليه وآله مارُويت سنة وتُليت آية.
وبعد:
فيقول أفقر العباد إلى رحمة ربه، الراجي من اللَّه الكريم غفران ذنبه، قصير الباع، حقير الاطلاع، محمد بن عبدالله بن محمد الوزير، سامحه اللَّه إنه هو السميع البصير: إنه ورد إلي كتاب كريم، وخطاب وسيم، من الولد البر الرحيم، التقي العظيم، غرّة سادات العصر، وسيد أبناء الدهر، درة التقصار، ونقطة البيكار، رضيع أخلاف العلم، المخصوص من اللَّه بثاقب النظر والفهم، عز الإسلام، وشمس الأعلام، محمد بن القاسم بن محمد الحوثي، فتح اللَّه عليه أبواب العلم والسعادة، ومنحه أسباب الحسنى وزيادة؛ أدهشني قدومه، وحقَّرني عند نفسي تعظيمه، يلتمس مني ما يلتمسه الأمثال، وتتوق إليه نفوس ذوي الكمال.
إلى أن قال: فقلت: أهلاً وسهلاً، بمطالبي مالست له أهلاً، ولم أكن هناك خمراً ولاخلاً، غير أني نظرت أن الإسعاف لمثل هذا الولد، الذي هو عندي أعز من الطارف والتلد، هو الأقرب إلى التقوى، وإعطاؤه مطلوبه هو المناط الأقوى.
وقال (ع) في إجازة أخرى: ولي مشائخ كثيرون ـ رحمهم الله تعالى ـ غير أن الإجازة العامة، من الوالد العلامة، يحيى بن عبدالله بن عثمان الوزير.
إلى أن قال: ومن الأخ العلامة، سيد بني الحسن، مدرس علوم النبي المؤتمن، أحمد بن زيد الكبسي رحمه الله؛ فقد أجازني إجازة عامة عن مشائخه.
وقال (ع): وبحفظ السند إلى من جاء بالشريعة، والتمسك بمن أمر اللَّه بالتمسك بهم، سفينة النجا، والعصمة من الردى، من تمسك بهم اهتدى، /257(1/257)


ومن خالفهم ضلّ واعتدى، ولن يفلح أبداً، ونحن نبرأ إلى اللَّه من كل ماينقض قواعد الإسلام المقررة، وما يخالف إجماع الأمة أو العترة، مما تقتضيه ظواهر أحاديث التشبيه والجبر والرؤية، ونقض الوعد والوعيد.
ومما ذكر (ع) في الإجازة الأولى: شفاء الأُوا م.
قال (ع): وأنا أرويه سماعاً للكثير منه عن شيخي ووالدي، علامة الزمن، مدرس كل علوم النبي المؤتمن، أحمد بن يوسف زبارة ـ بل اللَّه ثراه بوابل الرحمة ـ إلى آخرها.
وفيها: حرر يوم الاثنين عشرين جمادى الأولى سنة تسع وستين ومائتين وألف، كتبه الفقير إلى اللَّه محمد بن عبدالله ـ وأتم النسب إلى السيد صارم الدين (ع) تركته لما تقدم ـ.
ومما ثبت السماع فيه للإمام على الإمام (ع): تجريد الإمام المؤيد بالله، وأصول الأحكام للإمام المتوكل على اللَّه، وشفاء الأمير الحسين، وشرح غاية الحسين بن القاسم، وغير ذلك ـ على جميعهم الصلاة والسلام ـ.
[إجازة من السيد الإمام محمد بن محمد الكبسي للمهدي]
وقال السيد الإمام، حافظ اليمن، وسيد سادات بني الحسن، محمد بن محمد بن عبدالله الكبسي ـ رضي الله عنهم ـ في إجازته للإمام المهدي لدين اللَّه، محمد بن القاسم، ـ وهذا السيد الإمام الحافظ عالي الإسناد؛ فإسناده أرفع أسانيد أهل عصره، فإنه يروي عن شيخيه السيدين العالمين: محمد بن عبد الرب، والحسن بن يحيى الكبسي، ومن في درجتهما، وهما شيخا مشائخ الإمام المنصور بالله محمد بن عبدالله الوزير، والقاضي العلامة عبدالله بن علي الغالبي، فهو في درجة السيدين العالمين أحمد بن يوسف زبارة، وأحمد بن زيد الكبسي؛ ومن الآخذين عنه ولده عالم اليمن، وحافظ الآثار والسنن، أحمد بن محمد بن محمد، والقاضي العلامة فخر الإسلام عبدالله بن علي الغالبي ـ رضي الله عنهم ـ مالفظه:
بسم الله الرحمن الرحيم، حمداً لمن جعل العلم الشريف وسيلة إلى بلوغ أقصى الغايات، وحفظه علينا بحفظ إسناده، فتلقيناه من حملته العدول /258(1/258)


الثقات، وأصلي وأسلم على رسوله المبلغ عنه، وعلى آله حملة علمه الأئمة الأثبات.
إلى أن قال: فبلّغ عن ربه كما أمر، حتى قبضه اللَّه، وترك فيهم ثقلين من تمسك بهما لن يضل: كتاب اللَّه، وقرناءه.
إلى قوله: وإنه سألني حسنَ ظنٍ ولدي وفخري وذخري، قرة العين، وخيرة الخيرة من أبناء الحسين ـ صلوات الله عليه ـ العالم النحرير، البدر المنير، فرع الشجرة الهاشمية، وسليل العصابة العلوية الفاطمية، ذو الفهم الصادق الثاقب، والهمة العالية المتقاضية لأشرف المناقب، محمد بن القاسم بن محمد بن إسماعيل الحسيني، فهو أوحد عصره، وفريد دهره، علماً وورعاً وزهداً، زاده اللَّه مما أولاه.
إلى قوله: فلقد جمع كمال الخصال، وخصال الكمال، وتنافست في بلوغ مرتبته وتطاولت أعناق الرجال.
هيهات أن يأتي الزمانُ بمثله .... إن الزمان بمثله لبخيلُ
و:
ليس على اللَّه بمستنكرٍ .... أن يجمعَ العالم في واحدِ
إلى قوله: وإن كنت جديراً بأن أستمد منه؛ لما هو عليه من الخصال الموجبة للاستمداد، إلا أنه سلك مسلك أهل هذا الشأن، في استمداد الإجازة من الشيوخ، تبركاً وحفظاً للأسانيد، فأجبته إلى ذلك الطلب، وتكفلت له بنجاح الأرب، وأجزته يروي عني جميع مسموعاتي.
إلى قوله: وأنا أروي ذلك عن مشائخي المجتهدين المحققين، العظماء المصطَفَين ـ رضي الله عنهم وأرضاهم ـ أولهم والدي العلامة الزاهد، إسماعيل بن أحمد بن محمد الكبسي ـ رحمة اللَّه وسلامه عليه ـ في كتب الآباء ـ سلام اللَّه عليهم ـ؛ ثم شيخي ووالدي، العلامة الحسن بن يحيى الكبسي ـ بل اللَّه ثراه بوابل الرحمة ـ أخذت عنه علم المعاني، والبيان، وعلم الحديث، وشروحه؛ ثم شيخي الوالد العلامة، محمد بن عبد الرب بن محمد بن زيد بن الإمام المتوكل على اللَّه إسماعيل، أخذت عنه البحر الزخار، وحواشيه، وتخاريجه.
ثم عدد بقية /259(1/259)


مشائخه، إلى أن قال: يروون عن مشائخهم كما فُصِّل ذلك في إجازاتهم.
وقد أجزته يروي عني؛ لعلمي أنه أهل لذلك، وقد خَبَرتُه عند قراءته عليّ، واستفدتُ منه، أكثر مما استفاده مني؛ نوّر اللَّه بصيرته، وزاده مما أولاه، ورزقني وإياه العمل بالعلم، وأعاننا على حراسته.
حرره رهين كسبه، أسير ذنبه، من لم يزل بأثواب ستره يكتسي، محمد بن محمد بن عبدالله بن الحسن الكبسي، تجاوز اللَّه عنه، حرر جمادى الآخرة سنة تسع وستين ومائتين وألف.
انتهى كلامه، ـ رضوان الله عليه وسلامه ـ.
ومما ثبت للإمام السماع عليه فيه: تجريد الإمام المؤيد بالله، وأمالي الإمام أبي طالب، وشفاء الأمير الحسين، وشرح غاية الحسين بن القاسم (ع)، وشرح التلخيص في المعاني والبيان.
وتشارك في الأخذ عنه الإمام، وولده السيد العلامة، الجهبذ المنتقد، والحافظ المجتهد، صفي الآل، أحمد بن محمد بن محمد ـ رضي الله عنهم ـ.
وللإمام عليه أيضاً سماعات، منها: في كتب العامة في البخاري، وشرحه، ومسلم، والنسائي، والجلالين، وفي ثمرات الفقيه يوسف، وفي الآلة كالخبيصي، وشرح التهذيب في المنطق.
[إجازة من مشائخ الإمام المهدي، مَنْ حُبس معه، مَنْ بايعه من الأعلام]
وممن أخذ عنه الإمام المهدي لدين اللَّه، محمد بن القاسم الحسيني: السيد الإمام الولي المحقق، محمد بن إسماعيل الحسيني الحوثي الملقب عشيشاً ـ رضي الله عنهم ـ، المتوفى بحبس الأتراك سنة ست وتسعين ومائتين وألف (1296) عقيب وفاة الإمام المتوكل على اللَّه المحسن بن أحمد الشهاري (ع)، وجمع ذلك الحبس الأعلام باليمن، في ذلك الزمن، منهم الإمام المهدي لدين اللَّه، محمد بن القاسم؛ والإمام المنصور بالله، محمد بن يحيى حميد الدين؛ والسيد الإمام الحافظ، أحمد بن محمد الكبسي؛ والسيد الإمام المذكور، وغيرهم؛ أخذوهم غدراً ولم يتركوا مشاراً إليه بعدهم؛ وفي حال حبسهم نصب بعض العلماء الهادي شرف الدين بن محمد الحوثي الحسيني؛ للقيام، على أن يكون النظر لأولي الحل والإبرام، من هؤلاء الأعلام، متى فرّج الله تعالى عنهم؛ لأنه أظلم /260(1/260)

54 / 135
ع
En
A+
A-