السلام ـ بلفظ: ((علي مع الحق والقرآن، والحق والقرآن مع علي)).
عن أم سلمة: ((وعلي مع القرآن، والقرآن مع علي))؛ أخرجه الحاكم، والطبراني، والكنجي، ومالك؛ عن أم سلمة أخرجه في الموطأ.
وأخرج البخاري في صحيحه، عن علي (ع)، قال: سمعت رسول اللَّه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ يقول: ((رحم اللَّه علياً، اللهم أدر الحق معه حيثما دار)).
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((من فارق علياً، فقد فارقني))؛ أخرجه الحاكم، عن أبي ذر؛ وابن المغازلي، عن ابن عمر وأبي ذر.
قلت: وفي شرح الغاية: وأخرج أحمد في المناقب، والحاكم عن أبي ذر، قال: سمعت رسول اللَّه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ يقول: ((ياعلي من فارقني فارق اللَّه، ومن فارقك فقد فارقني)).
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((ستقاتلك الفئة الباغية، وأنت على الحق))؛ أخرجه ابن عساكر، عن عمار.
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((الحقُّ مع ذا، الحقُّ مع ذا)) ـ يعني علياً ـ؛ أخرجه أبو يعلى، وسعيد بن منصور، عن أبي سعيد الخدري؛ وابن المغازلي، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه.
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((علي على الحق، ومن تبعه فهو على الحق، ومن تركه ترك الحق))؛ رواه موسى بن قيس، الملقب عصفور الجنة.
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((إن الحق معك، وعلى لسانك، وفي قلبك، وبين عينيك)) من حديث الناصر للحق، بسنده إلى جابر عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ؛ وقد مرّ مثله؛ وهو طويل جامع لفضائل عظيمة.
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((أنا وهذا حجة على أمتي يوم القيامة)) ـ يعني علياً (ع) ـ؛ أخرجه الخطيب، عن أنس؛ وأخرجه ابن المغازلي عنه بدون ((يوم القيامة)).
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ لعلي: ((وأنت الفاروق، الذي يفرق بين الحق والباطل))؛ أخرجه المرشد بالله (ع)، وأبو علي الصفار، والطبراني عن أبي ذر، ومحمد بن سليمان عن أبي ذر من طريقين، وعن سلمان وأبي ذر معاً من طريق؛ وأخرجه ابن عدي، والعقيلي، والبيهقي، والكنجي عن ابن عباس؛ والبيهقي وابن عدي، عن حذيفة، عنه صلى /151(1/151)


الله عليه وآله وسلم؛ وأخرجه ابن عساكر عن ابن عباس، ورواه عن أبي ليلى في ظاهر قول الكنجي؛ وأخرجه أبو عمر بن عبد البر، عن أبي ليلى الغفاري؛ والكنجي، عن أبي ليلى أيضاً؛ ورواه أبو جعفر الإسكافي، عن أبي رافع؛ ورواه في المحيط علي بن الحسين.
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه))؛ أخرجه الحاكم وصححه؛ والديلمي، عن ابن عباس؛ ومحمد بن سليمان، عن أنس من أربع طرق؛ وابن مردويه، عن أنس، والحارث بن محمد الأسدي؛ وأخرجه أبو نعيم، والكنجي، وصاحب المحيط؛ ورواه أبو القاسم الجابري، بسنده إلى ابن عباس وابن مسعود وجابر؛ وصدره: ((ليهنك ياأبا الحسن العلم والحكمة؛ أنت وارث علمي؛ من أحبك لدينك وأخذ بسنتك، فقد هُدي إلى صراط مستقيم؛ ومن رغب عن هداك وأبغضك، لقي اللَّه ولا خلاق له)).
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((علي باب علمي، ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي؛ حبه إيمان، وبغضه نفاق، والنظر إليه رأفة))؛ أخرجه الديلمي عن أبي ذر.
وروى محدث الشام، محمد بن يوسف الكنجي الشافعي، بالإسناد إلى ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ، يقول: ((هذا أول من آمن بي، وأول من يصافحني، وهو فاروق هذه الأمة، يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظلمة، وهو الصديق الأكبر، وهو بابي الذي أوتى منه، وهو خليفتي بعدي)).
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ لعلي: ((أنت تؤدي دِيني، وتقاتل على سنتي، وأنت باب علمي، وإن الحق معك، والحق على لسانك))؛ رواه الإمام الأعظم زيد بن علي (ع). أفاده في شرح الغاية.
وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((خذوا بحجزة هذا الأنزع؛ فإنه الصديق الأكبر، والهادي لمن اتبعه؛ من اعتصم به أخذ بحبل اللَّه، ومن تركه مرق من /152(1/152)


دين اللَّه، ومن تخلف عنه محقه اللَّه، ومن ترك ولايته أضله اللَّه، ومن أخذ بولايته هداه الله))؛ رواه العلامة إبراهيم بن محمد الصنعاني، في كتاب إشراق الإصباح، عن محمد بن علي الباقر، عن آبائه، عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ.
انتهى المأخوذ من الشافي وشرح الغاية ودلائل السبل، والتفريج، والتخريج، بتصرف.
ولقد اعترف بالحق علماء المخالفين؛ لما بهرتهم البراهين.
قال البيهقي: ومن اقتدى في دينه بمتابعة علي بن أبي طالب، كان على الحق؛ والدليل عليه قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((اللهم أدر الحق مع علي أينما دار)).
وقال أيضاً هو والرازي: ومن اتخذ علياً إماماً لدينه، فقد تمسك بالعروة الوثقى في دينه ونفسه.
والحق أبلج ماتخيل سبيله .... والحق يعرفه أولوا الألبابِ
[جمع نفيس لنصوص نبوية، في أخي الرسول ووصيه]
هذا، واعلم أنه قد وقع الجمع لزبدة شافية، من نصوص سيد المرسلين، في أخيه سيد الوصيين ـ عليهم صلوات رب العالمين ـ في خاتمة بحث من التحف الفاطمية ، نفع اللَّه بها؛ ووقفت على مثله في التخريج العظيم، الذي وَشّح به الشافي، المولى العلامة الحسن بن الحسين الحوثي ـ أيده الله تعالى ـ؛ ولم يكن قد وقع اطلاع على هذا البحث، ولا على سائره على سبيل التفصيل؛ وإنما كان قد ناولني الكتاب، وأمليت عليه بعض مباحثه، وهو باق ـ حال تأليف التحف ـ لديه، ولو كان قد وقع الاطلاع عليه، لجمعت البحثين هناك.
وكذا وقع التوافق، على رسم مخرجي أخبار الكساء، وأسماء الرواة، على تلك الصفة، وحصل ـ بحمد اللَّه ـ في كل واحد من الأبحاث، مالم يكن في الآخر؛ وقد ترجح إيراد ماحرره هنا، وجَعْلُه خاتمة لهذا المقام؛ ليكون من وقف على الجميع وقف على منتهى المرام على التمام، والله تعالى ولي التوفيق إلى أحسن ختام. /153(1/153)


قال ـ أيده الله ـ: ويعلم اللَّه، أن من تأمل ما اشتمل عليه هذا الكتاب أصلاً وتعليقاً.
قلت: يعني الشافي وما علق عليه، أي: وحدهما، دع ما سواهما، فكيف بمن تأملهما، وتأمل غيرهما؟.
قال: لا يبقى معه شك في إمامة علي (ع)، وكونه حجة يجب اتباعه، ويحرم خلافه؛ فإنه باب العلم، وباب الحكمة، وباب حطة، والمبين للأمة، والهادي، وعيبة علم محمد ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، وأعلم الأمة، وأفقهها، وإمام أولياء اللَّه، ونور من أطاعه، وخير الأمة، والصديق الأكبر، والفاروق، عديل نفس رسول اللَّه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، ولي كل مؤمن، ومولى كل مؤمن، سيد العرب، وسيد المسلمين، وإمام المتقين، والكلمة التي ألزمها اللَّه المتقين، الطاهر المطهر، أحب الخلق إلى اللَّه، وإلى رسوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، يحبه اللَّه ورسوله؛ مِن محمد ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ بمنزلة هارون من موسى، وبمنزلة رأسه من بدنه، من محمد ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، ومحمد منه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، وجبريل منهما؛ أفضل السابقين والصديقين، وارث أخيه محمد ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، وخليفته من بعده، ووصيه، ووزيره، وخليله، والأحق به، المنتجى لله، والمختار بعد أخيه، سيد في الدنيا والآخرة، سيد ولد آدم ماخلا الأنبياء، ذو اللواء في الدنيا والآخرة، أول الناس وروداً على الحوض، والساقي من أحبه، قسيم النار والجنة، المتولي لمفاتيح خزائن رحمة اللَّه؛ الأبصر بالقضية، والأعدل في الرعية، والأقسم بالسوية، والأعظم في المزية؛ خير الخلق والخليقة، وأقربهم إلى اللَّه وسيلة؛ منصور من نصره، مخذول من خذله؛ هو مع الحق والقرآن، وهما معه؛ من فارقه فارق اللَّه، ومن لم ينصره فليس من محمد ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ؛ عَلَم الهدى، وحتف الأعداء، سيف اللَّه الذي لاينبو؛ حبه إيمان، وبغضه نفاق؛ من تمسك به لن يضل، ذو الجواز، خير البرية؛ وهو الطريق الواضح، والصراط المستقيم؛ وهو باب اللَّه الذي لايؤتى إلا منه، باب الجنة، والمقتول على السنة؛ أمير المؤمنين، ويعسوب الدين، /154(1/154)


وقائد الغر المحجلين، إلى جنات النعيم، وصالح المؤمنين؛ حجة اللَّه على الأمة، خاتم الأوصياء؛ لم يسبقه الأولون، ولا يدركه الآخرون؛ قرين محمد ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ في درجته، في السنام الأعلى، أبو ولده، واسطة بينه وبين خليل الرحمن.
فمن ذا يشك في أمره إلا مصاب بدعوة أخيه؟! وحقه على كل مسلم كحق الوالد على بنيه، المردود عليه الغزالة صلى اللَّه على محمد وآله وسلم.
انتهى المراد.
فإذا أحطتَ علماً بما قضت به هذه البراهين الناطقة، وفهمتَ ما صرحت به تلك الحجج من كتاب رب العالمين، وسنة الرسول الأمين صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم المتطابقة، لاالدواعي الماحلة، والأماني الماحقة؛ علمتَ علماً لاريب فيه، أن جماعة إمام الأبرار، وقسيم الجنة والنار، وأتباع سائر العترة الأطهار، الذين تركهم الرسول ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ خلفاء مقامه، وقرناء كتاب ربه، وأمر أمته بالتمسك بهم في جميع الأعصار ـ هي الجماعة الصادقة؛ وأن سنتهم هي السنة الجامعة لا المفارقة، وأن فرقتهم هي الفرقة الناجية، والعصابة الهادية، وكلمتهم هي الكلمة الباقية ـ؛ ومن يتول اللَّه ورسوله والذين آمنوا فإن حزب اللَّه هم الغالبون؛ وأن من اتبع غير سبيلهم، أو لم يتمسك بحبلهم، وزاغ عن سفينتهم، ولم يدخل في قبيلهم، أو ركن إلى أعدائهم، ولم يعتصم بهداهم؛ فهو النابذ للكتاب ظهرياً، والمرتكب من الضلال والمحال شيئاً فرياً، وهو الخارج عن الطاعة، والمفارق للجماعة، والرافض للكتاب وللسنة والعترة، والمتبع للضلالة والفرقة والبدعة، فسوف يلقون غياً؛ وهو السالك سبيل المخافة، والخالف لنبيه في أهل بيته شر الخلافة /155(1/155)

34 / 135
ع
En
A+
A-