وصححه مرفوعاً.
وأخرج نحوه المحاملي عن عبدالله بن أسعد.
وأخرج نحوه الكنجي عن أبي ذر، وعن ابن عباس.
ومحمد بن منصور عن ابن عباس.
وأخرجه الخوارزمي، وأبو نعيم في الحلية بلفظ: ((مرحباً بسيد المسلمين وإمام المتقين)). انتهى.
وقال رسول اللَّه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((ألا أدلكم على ماإن تساءلتم عليه، لم تهلكوا؛ إن وليكم اللَّه، وإن إمامكم علي بن أبي طالب؛ فناصحوه وصدقوه، فإن جبريل أخبرني بذلك)).
أخرجه الإمام الأعظم، صاحب الجيل والديلم، الناصر للحق (ع)، وابن المغازلي.
ورواه ابن دَيْزِيل، بسنده إلى زيد بن أرقم، قاله صاحب شرح النهج.
أفاده في التخريج.
[تسمية الرسول (ص) علياً بسيد العرب]
وأخرج نحوه أبو نعيم بلفظ: ((ادعوا لي سيد العرب علياً)) فقالت عائشة: ألست سيد العرب؟
قال: ((أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب)).
فلما جاء، أرسل إلى الأنصار فأتوه، فقال لهم: ((يا معشر الأنصار، ألا أدلكم على ماإن تمسكتم به لن تضلوا أبدا؟)).
قالوا: بلى، يا رسول اللَّه.
قال: ((هذا علي، فأحبوه بحبي، وأكرموه بكرامتي؛ فإن جبريل أمرني بالذي قلت لكم عن اللَّه عز وجل)).
وأخرجه الطبراني، عن الحسن السبط (ع) بلفظ: ((يا أنس، انطلق فادع لي سيد العرب)) الخبر بلفظه إلا أنه قال: فلما جاء قال: ((يامعشر الأنصار)) وليس فيه ذكر الإرسال.
أخرجه الإمام المرشد بالله، بسنده إلى زيد بن أرقم، عن النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ قال: ((ألا أخبركم بما إذا تبعتموه لم تهلكوا، ولم تضلوا؟)).
قالوا: بلى.
قال: ((علي بن أبي طالب))، وعلي إلى جانبه؛ فقال: ((وازروه وناصحوه وصدقوه)).
ثم قال: ((جبريل أمرني بالذي قلتُ لكم)).
ورواه عنه الإمام (ع) في الشافي.
وأخرج قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((ألا أدلكم على ماإن تمسكتم به لن تضلوا؟)).
قالوا: بلى.
قال: ((هذا علي))..إلخ محمدُ بن سليما ن الكوف ي، عن الحسن السبط (ع)، من ثلاث طرق؛ والكنجي عنه أيضاً.
وأخرج محمد بن منصور المرادي ـ رضي الله عنه ـ، بسنده إلى الإمام الأعظم، زيد بن /136(1/136)
علي، عن آبائه، عن علي (ع)، عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((يامعشر المسلمين، لاتخالفوا علياً فتضلوا، ولا تحسدوه فتكفروا)).
وأخرجه محمد بن سليمان الكوفي، بسنده إلى ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ.
وروى أيضاً بسنده إلى الإمام الأعظم، زيد بن علي، عن آبائه، عن علي (ع) قال: قال رسول اللَّه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((ياعلي، إنك الهادي لمن تبعك؛ ومن خالف طريقك ضلّ إلى يوم القيامة)).
وفي معناه قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((خذوا بحجزة هذا الأنزع، فإنه الصديق الأكبر، والهادي لمن اتبعه؛ من اعتصم به أخذ بحبل اللَّه، ومن تركه مرق من دين اللَّه، ومن تخلف عنه محقه اللَّه، ومن ترك ولايته أضله اللَّه، ومن أخذ بولايته هداه اللَّه)).
رواه العلامة إبراهيم بن محمد الصنعاني، في كتاب إشراق الإصباح، عن محمد الباقر، عن آبائه (ع)، عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ.
والأخبار في هذا الباب كثيرة، ستأتي إن شاء الله تعالى منها غُرر منيرة.
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((إن اللَّه عهد إلي في علي عهداً، فقلت: يا رب، بيّنه لي؛ قال: اسمع، إن علياً راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين؛ من أحبه فقد أحبني، ومن أطاعه فقد أطاعني؛ فَبَشِّرْهُ بذلك؛ فقلتُ: قد بشرته يارب؛ فقال: أنا عبدالله، وفي قبضته، فإنْ يعذبني فبذنوبي، لم يظلم شيئاً، وإن يتم لي ماوعدني فهو أولى؛ وقد دعوت له، فقلت: اللهم اجْلِ قلبه، واجعل ربيعه الإيمان بك؛ قال: قد فعلت، غير أني مختصه بشيء من البلاء، لم أختص به أحداً من أوليائي؛ فقلت: يا رب أخي وصاحبي؛ قال: إنه سبق في علمي أنه مبتلى ومبتلى به)) أخرجه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء، عن أبي برزة الأسلمي.
ذكره ابن الإمام (ع) في شرح الغاية مختصراً، وابن أبي الحديد في شرح النهج، تاماً؛ وغيرهما.
قال ـ أيده الله ـ في التخريج: وأخرجه ابن المغازلي عن أبي برزة؛ وأخرجه بهاء الدين الأكوع، بالسند إلى أبي جعفر، عن أبي برزة. انتهى.
قال شارح النهج: ثم رواه ـ أي أبو نعيم ـ بإسناد آخر، بلفظ آخر، عن أنس بن /137(1/137)
مالك: ((إن رب العالمين عهد إليّ في علي عهداً، أنه راية الهدى، ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني؛ إن علياً أميني غداً في القيامة، وصاحب رايتي؛ بيد علي مفاتيح خزائن رحمة ربي)) انتهى.
ورواه ابن الإمام (ع) مختصراً عن محدث الشام الكنجي الشافعي، عن أبي نعيم.
وروى الإمام الحجة، المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع) في الشافي، أن عماراً ـ رضي الله عنه ـ، خرج في بعض أيام صفين، والقراء محدقون به، حتى دنا من مقام علي في الصف، فقال: ألا أحدثكم بحديث، سمعتُه من رسول اللَّه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ في هذا الواقف ـ يعني علياً (ع) ـ؟.
قلنا: هات يا أبا اليقظان.
قال: سمعت رسول اللَّه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ يقول لهذا: ((ياعلي، إن اللَّه زينك بزينة، لم يزين أهل الدنيا بزينة هي أحب إلى اللَّه منها، وهي زينة الأبرار عند اللَّه: الزهد في الدنيا؛ فجعلك لا تميل إليها ولا تميل إليك، ووهب لك مع ذلك حب المساكين، فجعلهم يرضون بك إماماً، وترضى بهم أتباعاً؛ فطوبى لمن صدق عليك، وويل لمن كذب عليك؛ فإني أقسم بالله، ليوقفنهم اللَّه موقف الكذابين)).
ثم قال: قاتلوا هذه الراية ـ يعني راية معاوية ـ فوالله، لقد قاتلتها مع رسول اللَّه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، ثلاث عشرة مرة بهذه المرة؛ والله، ما هي في هذه المرة بأبرئها من الشرك.
ثم نظر إلى راية علي (ع)، ثم قال: قاتلوا مع هذه الراية؛ فوالله، لقد قاتلت معها اثنتي عشرة مرة، والله، ماهي في هذه المرة بأقلهن براً.
ثم قال الإمام (ع): فهذا كلام عمار، الذي يدور مع الحق أينما دار، بشهادة الرواة للأخبار، عن النبي المختار ـ صلى الله عليه وآله الأخيار ـ. انتهى.
[أحاديث متنوعة في فضائل علي ـ ومخرجوها]
قال شارح النهج، في سياق أخبار في أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ: الخبر الأول ((ياعلي، إن اللَّه قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إليه منها، هي زينة الأبرار، الزهد في الدنيا، جعلك لاترزأ من الدنيا شيئاً، ولا ترزأ الدنيا منك شيئاً، ووهب لك حب المساكين، فجعلك ترضى بهم أتباعاً، ويرضون بك إماماً)).
رواه أبو نعيم الحافظ في كتابه المعروف بحلية الأولياء، وزاد فيه أبو /138(1/138)
عبدالله أحمد بن حنبل في المسند : ((فطوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب فيك)) انتهى.
وأخرج الإمام المرشد بالله (ع)، بسنده إلى أبي أيوب الأنصاري، قال: قال رسول اللَّه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ لعلي (ع): ((إن اللَّه تعالى جعلك تحب المساكين، وترضى بهم أتباعاً، ويرضون بك إماما؛ فطوبى لمن اتبعك وصدق فيك، وويل لمن ابغضك وكذب فيك)).
وأخرج خبر الشافي، صاحب درر السمطين، محمد بن يوسف المحدث الشافعي، عن عمار بن ياسر ـ رضوان الله عليه ـ باختلاف يسير، وفيه: ((ترضى بهم أتباعاً، ويرضون بك إماماً)) أفاده الإمام القاسم بن محمد (ع).
قال ـ أيده الله تعالى ـ في التخريج، بعد ذكر خبر الشافي: وروى هذا الخبر ابن المغازلي عن أبي أيوب؛ اسم أبي أيوب خالد بن زيد.
وأخرجه أحمد، وأخرجه أبو نعيم، إلى: ((فطوبى له)) قاله ابن أبي الحديد.
وأخرجه الكنجي، عن أبي مريم السلولي، عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ. انتهى.
وقال رسول اللَّه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ لأبي بن كعب: ((عليك بعلي فإنه الهادي المهتدي، الناصح لأمتي، المخبر بسنتي؛ وهو إمامكم بعدي؛ فمن رضي بذلك، لقيني على مافارقته عليه، ومن غير وبدل، لقيني ناكثاً بيعتي، عاصياً لأمري، جاحداً لنبوتي، لاأشفع له عند ربي، ولا أسقيه من حوضي)).
أخرجه محمد بن سليمان الكوفي ـ رضي الله عنه ـ بسنده إلى الإمام النفس الزكية، أوسط المهديين في الأمة، المبشر به جده رسول الرحمة، محمد بن عبدالله، وأخيه الإمام البايع نفسه من اللَّه، المستشهد في سبيل اللَّه، يحيى بن عبدالله، عن أبيهما كامل أهل البيت، عن أبيه الإمام الحسن الرضى بن الحسن السبط، عن جده سيد الوصيين، وأخي سيد المرسلين ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ أجمعين.
وقال جبريل - صلوات الله عليه - للنبي - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم -: ((قرت عيني بما أكرم اللَّه به أخاك، ووصيك وإمام أمتك، علي بن أبي طالب.
قلت: /139(1/139)
وبما أكرم اللَّه به أخي وإمام أمتي؟.
قال: باهى بعبادته البارحة ملائكتة وحملة عرشه؛ وقال: ملائكتي انظروا إلى حجتي في أرضي، بعد نبيي، فقد عفر خده في التراب، تواضعاً لعظمتي؛ أشهدكم أنه إمام خلقي، وإمام بريتي)).
رواه الخوارزمي، عن جعفر بن محمد، عن آبائه (ع). انتهى من التفريج.
وفي معناه روى صاحب المحيط ـ رضي الله عنه ـ، بسنده إلى ثوبان قال: شهدت علي بن أبي طالب وقد أقبل إلى النبي - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم -، وجبريل عن يمينه، فقال جبريل (ع): ((يا محمد هذا قد جاء يمشي الهوينا، هو إمام الهدى، وقائد البررة، وقاتل الفجرة، والمتكلم بالعدل والتوحيد، والنافي عن اللَّه الجور؛ يا محمد، إن ملائكة علي ليفتخرون على سائر الملائكة، أنهم ماكتبوا على علي كذباً)).
إلى قوله: ((قال جبريل: قد آلى ربنا ألا يعذب علياً بالنار، ولا شيعته ولا أحباءه))، انتهى من المحيط، ذكره ـ أيده الله تعالى ـ في التخريج.
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب)).
قال علي (ع): من هم يارسول اللَّه؟.
قال: ((هم شيعتك، وأنت إمامهم)).
رواه الإمام الناصر الأطروش (ع)، بإسناده عن النبي - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم-.
رواه حسام الدين الشهيد في الحدائق.
قال ـ أيده الله تعالى ـ في التخريج: رواه الناصر للحق، بإسناده عن داود بن شريك السلمي، من محيط علي بن الحسين ـ رحمه اللَّه ـ.
ورواه ابن المغازلي، بإسناده إلى أنس بن مالك، عنه صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم، انتهى.
قلت: وأخرجه الحافظ الكنجي، عن أنس بلفظ: ثم التفت إلى علي، وقال: ((إنهم من شيعتك، وأنت إمامهم))؛ أفاده في الدلائل.
وروى الباقر (ع): أن نبي اللَّه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ قال: ((إن عن يمين العرش رجالاً، وجوههم من نور، عليهم ثياب من نور، ما هم بنبيين ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء)).
قيل: من هم؟.
قال: ((أولئك أشياعنا، وأنت إمامهم ياعلي)) أخرجه حسام الدين في الحدائق، ورواه غيره /140(1/140)