ورواه الإمام أبو طالب، وأبو العباس الحسني، عن ابن عباس رضي الله عنهم، وحميد الشهيد عنه بلفظ: ((وبابي الذي أوتى منه)).
وكذا أخرجه الكنجي عن سعيد بن زيد بزيادة ونقص، ونحوه عن ابن عباس، عنه صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم: ((يا أم سلمة هذا لحمه من لحمي)).
وأخرجه العقيلي عن ابن عباس بلفظ: ((يا أم سلمة؛ إن علياً لحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى)).
ورواه عبد الرزاق بن همام، عن ابن عباس؛ ورواه صاحب المشكاة عن القرشي، بإسناده إلى ابن عباس.
قال صاحب تفريج الكروب: وعلى فصوله شواهد.
وقد روى نحوه محمد بن سليمان الكوفي، عن ابن عباس، عن أم سلمة؛ قالت: سمعت رسول اللَّه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ يقول في علي، قبل أن يموت بجمعة، وإن زاد فلا يزيد على عشرة أيام: ((يا علي، أنت أخي في الدنيا والآخرة)) ومنه: ((وهو مني بمنزلة هارون من موسى)) إلخ.
أفاده في التخريج.
وهذا موطن قبل وفاة رسول اللَّه - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم -، يصلح أن يكون ثاني عشر.
فهذا ماحضر، ولو حصلت المبالغة والتتبع، لوقف على ماهو أكثر؛ فإن في الذهن غير ذلك؛ وقد حكى الإمام (ع) عن الصاحب أنه ذكر في تسعة ولم يعينها؛ ولما وقع البحث زادت كما ترى.
قال المولى الحسن بن الحسين الحوثي ـ أيده الله تعالى ـ في التخريج: ويؤيد ما قال الإمام، من أنه قاله في مواطن كثيرة، سؤال سعيد بن المسيب، لسعد بن مالك؛ لما روى له قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ في علي: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى)) إلخ.
إلى قوله: فقال: نعم لامرة ولا مرتين.
من رواية ابن المغازلي؛ وقد مرّ ذكر الإمام له وسنده في الجزء الأول انتهى.
وفي هذا الخبر التصريح بأمير المؤمنين، وسيد المسلمين، على لسان سيد المرسلين ـ صلوات الله عليهم ـ وسنورد في هذا البحث ـ بإعانة اللَّه وتسديده ـ ماتيسر من النصوص النبوية، المصرحة بإمرة المؤمنين، وبالإمامة والخلافة، /131(1/131)


وولاية الأمة، ونحوها؛ مع ماسبق من الحجج القاطعة، المعلومة على الإمامة، والعصمة، والحجية؛ كل ذلك نسوقه على طريقة الجمع مع الاختصار، فإن هذا خوض للجج البحار، وتعرض لما تنقطع عن الحوم حول مداه أفكار أولي الأفكار، وترتدع عن إدراك أدناه أبصار ذوي الأبصار.
[حديث لا يتقدمك بعدي]
فأقول، مستعيناً بمن ملكه لايزول: قال رسول اللَّه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ لعلي (ع): ((لايتقدمك بعدي إلا كافر، ولايتخلفك بعدي إلا كافر؛ وإن أهل السماوات يسمونك أمير المؤمنين)).
رواه الإمام الحجة، المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع)، بسنده إلى الشيخ الإمام صاحب كتاب المحيط بالإمامة أبي الحسن علي بن الحسين الزيدي ـ رضي الله عنه ـ يبلغ به الحارث بن الخزرج الأنصاري، قال: سمعت رسول اللَّه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ يقول لعلي (ع): الخبر.
قال ـ أيده الله تعالى ـ في التخريج: ورواه أبو العباس الحسني (ع)، يبلغ به الحارث بن الخزرج؛ وقد مرّ ماشهد له من حديث أبي ذر: ((من ناصب علياً الخلافة بعدي فهو كافر)).
قلت: وتمامه: ((وقد حارب اللَّه ورسوله؛ ومن شكّ في علي فهو كافر)).
أخرجه الإمام في الشافي من طريق الخطيب ابن المغازلي، بسنده إلى أبي ذر - رضي الله عنه - وأخرجه الكنجي.
قال ـ أيده الله ـ: وكذا الحديث الذي رواه الحاكم وفيه: ((كمن جحد نبوتي)). انتهى.
قلت: ويشهد له قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((علي خير البشر فمن أبى فقد كفر)).
قال الإمام (ع) في الشافي: والأخبار المتواترة المروية عن جابر أنه قال: ((علي خير البشر لايشك فيه إلا كافر)).
قال ـ أيده الله ـ: أخرجه أبو يعلى، وابن عساكر، وقال: روي عن عائشة.
وأبو القاسم الجابري عن عائشة مرفوعاً. انتهى.
وسيأتي الكلام عليه ـ إن شاء اللَّه تعالى ـ.
ويشهد له أيضاً قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((علي باب حطة، من دخل منه كان مؤمناً، ومن خرج منه كان كافراً)).
أخرجه الدار قطني في الأفراد عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ.
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((أول من /132(1/132)


يدخل علينا أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين)).
إلى قوله: وإذا علي بن أبي طالب (ع)، فدخل يتمشى؛ فرأيت رسول اللَّه - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم - وثب على قدميه مستبشراً، فلم يزل قائماً وعلي يتمشى حتى دخل عليه البيت، فرأيت رسول اللَّه - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم - يمسح عرق وجهه بكفه، ويمسح به علياً؛ ويمسح وجه علي (ع) بكفه فيمسح به وجه نفسه.
إلى قوله: فقال له رسول اللَّه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((ما يمنعني وأنت وصيي وخليفتي، والذي يبين لهم الذي يختلفون فيه من بعدي، ويسمعهم صوتي)).
أخرجه الإمام (ع) في الشافي بسنده إلى صاحب المحيط، يبلغ به أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم -: ((يا أنس اسكب لي وضوءاً))، فسكبتُ للنبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، ثم عدتُ إلى البيت فأعلمتُه، فخرج وتوضأ ثم عاد إلى البيت إلى مجلسه، ثم رفع رأسه إليّ فقال: ((يا أنس أول من يدخل))... الخبر.
ورواه محمد بن سليمان الكوفي من أربع طرق عن أنس، وذكره في الكامل المنير، والخوارزمي.
وأخرجه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء بلفظ: ((أول من يدخل عليك من هذا الباب، إمام المتقين، وسيد المسلمين، ويعسوب الدين، وخاتم الوصيين، وقائد الغر المحجلين)).
إلى قوله: فجاء علي (ع) فقام إليه مستبشراً، فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه، فقال علي: يارسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليك وآلك ـ لقد رأيتك اليوم تصنع بي شيئاً ماصنعته بي قبل.
قال: ((وما يمنعني وأنت تؤدي عني، وتسمعهم صوتي، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي)) بهذا اللفظ رواه عن أبي نعيم في شرح النهج.
ورواه عنه بلفظ: ((إمام المتقين)) بنقص يسير في دلائل السبل.
ورواه ابن الإمام (ع) بلفظ: ((أول من يدخل عليك من هذا الباب، أمير المؤمنين)) إلى تمام رواية شرح النهج؛ إلا أنه لم يذكر ((يعسوب الدين)) عن الكنجي الشافعي، وقال ـ أي الكنجي ـ: أخرجه أبو نعيم في الحلية. انتهى.
[أحاديث: تسمية علي أمير المؤمنين ـ إمام المتقين ـ مخرجوها]
وروى الإمام المرشد بالله (ع) في أماليه، بسنده إلى بريدة قال: /133(1/133)


أمرنا رسول اللَّه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، أن نسلم على علي بن أبي طالب، بياأمير المؤمنين.
ورواه عنه الإمام (ع) مسنداً في الشافي.
وقال رسول اللَّه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((ينادي مناد ـ يعني يوم القيامة ـ هذا علي بن أبي طالب، وصي رسول رب العالمين، وأمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، إلى جنات النعيم)) من حديث أخرجه الكنجي عن ابن عباس، وأخرجه الخوارزمي؛ ذكره ـ أيده الله ـ في التخريج.
قلت: هو من حديث طويل، أوله: ((يأتي على الناس يوم القيامة)) إلخ.
رواه الخوارزمي بإسناده عن ابن عباس؛ ذكره في تفريج الكروب.
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((تَرِدُ عليّ الحوض راية علي، أمير المؤمنين، وإمام الغر المحجلين؛ فأقوم فآخذ بيده، فيبيض وجهه ووجوه أصحابه؛ فأقول: ما خلفتموني في الثقلين؟ فيقولون: تبعنا الأكبر وصدقناه، ووازرنا الأصغر وتبعناه، وقاتلنا معه؛ فأقول: رِدُوا رِدوا مرتين؛ فيشربون شربة لايظمأون بعدها؛ وجه إمامهم كالشمس الطالعة، ووجوههم كالقمر ليلة البدر، وكأضوأ نجم في السماء)).
أخرجه الحافظ محدث الشام الكنجي في كفايته، بسنده إلى أبي ذر الغفاري؛ ويشهد له خبر الرايات الثلاث، الذي رواه الحاكم الجشمي في السفينة؛ وقد أوردناه في التحف الفاطمية .
[حديث علي: كان لي عشر من رسول الله (ص) ومخرجوه]
وقال رسول اللَّه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، فيما أخرجه الإمام أبو طالب، عن الإمام الأعظم زيد بن علي بن الحسين بن علي، بسند آبائه، عن علي ـ صلوات الله عليهم ـ قال: كان لي عشر من رسول اللَّه - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم - ماأحب أن لي بإحداهن ماطلعت عليه الشمس؛ قال لي: ((يا علي، أنت أخي في الدنيا والآخرة، وأقرب الخلق مني في الموقف يوم القيامة، منزلي يواجه منزلك في الجنة كما يتواجه منزل الأخوين في اللَّه، وأنت الولي، والوزير، والوصي، والخليفة في الأهل والمال وفي المسلمين في كل غيبة، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة؛ وليك وليي ووليي ولي اللَّه، وعدوّك عدوي وعدوي عدو اللَّه)).
وأخرجه الإمام المؤيد بالله (ع)، في أماليه، /134(1/134)


بسنده إلى الإمام الأعظم زيد بن علي، عن آبائه، عن علي (ع)، بلفظ: كان لي عشر من رسول اللَّه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ لم يُعْطَهن أحد قبلي ولايعطاهن أحد بعدي، قال لي: ((ياعلي))...إلخ، باختلاف يسير.
وأخرجه الإمام المرشد بالله (ع)، قال: أخبرنا الشريف أبو طالب، يحيى بن الحسين بن هارون الحسني البطحاني قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني ـ رحمه الله ـ قال: حدثنا أبو زيد عيسى بن محمد العلوي، قال: حدثنا محمد بن منصور المرادي، قال: حدثنا الحكم بن سليمان، عن نصر بن مزاحم، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي (ع)، وساقه كما في أمالي الإمام أبي طالب (ع)، إلا أن فيه: ((وأنت الوارث)) مكان: ((الولي))، وليس فيه: ((الوزير)) وطريقة الإمام أبي طالب (ع) في أماليه، غير طريقته التي رواها عنه الإمام المرشد بالله (ع)؛ يعلم ذلك.
وقال رسول اللَّه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((ياعلي، أنا سيد المرسلين، وأنت يعسوب المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين))؛ أخرجه الإمام الرضا، علي بن موسى الكاظم في الصحيفة، بسند آبائه، إلى أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليهم ـ.
وقال رسول اللَّه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((لما كانت ليلة أُسْري بي، أوحى اللَّه ـ عز وجل ـ إليّ في علي، أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين)) أخرجه الإمام (ع) في الشافي، بطريقه إلى الإمام الناصر الحسن بن علي الأطروش (ع)، بسنده إلى عبدالله بن أسعد بن زرارة، عن أبيه.
قال ـ أيده الله تعالى ـ في التخريج: مع تصرف، رواه الناصر للحق، وعلي بن بلال، ومحمد بن سليمان الكوفي، عن أسعد بن زرارة.
ورواه في المحيط، بسنده إلى الناصر (ع)، عن أسعد بن زرارة، عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ.
وكذا أخرجه ابن المغازلي، والكنجي، عن عبدالله بن أسعد، عنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، ورواه محمد بن سليمان الكوفي، بإسناده إلى عبدالله بن أسعد، عن جابر، وأخرجه في المستدرك الحاكم، عن أسعد بن زرارة، /135(1/135)

30 / 135
ع
En
A+
A-