عطية بن زيد الباهلي، ورواه الأكوع بسنده إلى عطية في الأربعين، ورواه الفقيه حميد الشهيد بطريقه إلى ابن المغازلي بسنده إلى زيد الباهلي، ورواه أحمد في مسنده، وفي كتاب فضائل علي، انتهى بتصرف.
قلت: وقد تقدم له ـ رضي الله تعالى عنه ـ ما لفظه: وروى ـ أي محمد بن سليمان الكوفي ـ رضي الله عنه ـ بإسناده إلى عبدالله بن أبي أوفى، قال: دعا رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ أصحابه.
إلى قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ لعلي: ((إنما ادخرتك لنفسي، فأنت مني بمنزلة هارون من موسى، وأنت أخي ووصيي، ووارثي)) إلخ.
وقال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ لعلي: ((فأنت مني بمنزلة هارون من موسى، وأنت أخي ووارثي)).
أخرجه أحمد بن حنبل، عن زيد بن أبي أوفى. من التفريج، انتهى.
وأخرج الإمام في الشافي، بسنده إلى أنس، من خبر طويل في المؤاخاة، قال فيه: فأخذ بيده فأرقاه المنبر وقال: ((اللهم إن هذا مني وأنا منه؛ ألا إنه مني بمنزلة هارون من موسى؛ ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه)).
قال: فانصرف علي (ع)، قرير العين، فاتبعه عمر بن الخطاب فقال: بخ بخ ياأبا الحسن، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن.
وقال حذيفة في حديثه: فرسول الله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم - سيد المرسلين، وإمام المتقين، ورسول رب العالمين، الذي ليس له شيبه ولا نظير، وعلي أخوه. انتهى.
وقد جمع هذا الخبرُ الشريف خبرَ الموالاة والمنزلة والمؤاخاة، والحمد لله.
[حديث: سد الأبواب إلا باب علي ـ مخرجوه]
التاسع:
في خبر الأبواب.
ومن ألفاظه النبوية، مارواه الإمام الناطق بالحق أبو طالب (ع)، عن جندب بن عبدالله الأزدي قال: شهدت أبا ذر، وهو /116(1/116)


آخذ بحلقة باب الكعبة يقول: سمعت رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ يقول لسلمان حين سأله: من وصيّك؟
فقال: ((وصيي، وأعلم من أخلف بعدي: علي بن أبي طالب)).
وسمعته يقول، حين أخرج الناس من المسجد وأسكن علياً: ((إن عليا مني بمنزلة هارون من موسى))، ثم قال: ((ألا إن رجالاً وجدوا من إسكاني علياً وإخراجهم؛ بل الله أسكنه وأخرجهم)) انتهى.
وروى الإمام الحجة، المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع) في الشافي، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، لعلي (ع): ((أنت وارثي)).
وقال: ((إن موسى سأل الله أن يطهر مسجده لهارون وذريته، وسألت الله أن يطهر مسجدي لك ولذريتك)).
قال ـ أيده الله ـ في التخريج: ورواه ابن ميمون، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي، قال: أخذ رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ بيدي، وقال: ((إن موسى سأل ربه أن يطهر مسجده لهارون وذريته))، وكذا في رواية أبي نعيم له.
وروى في المحيط علي بن الحسين، قال: حدثني أبي قال: حدثني قاضي القضاة؛ وساق سنده إلى شعبة قال: سمعت سيد الهاشميين زيد بن علي بن الحسين بن علي بالمدينة، في الروضة، يقول: حدثني أخي محمد بن علي أنه سمع جابر بن عبدالله يقول: قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((سدوا الأبواب كلها إلا باب علي)).
وأومأ زيد إلى بابه. انتهى.
وأخرجه بسنده إلى سعيد، إلى آخر مافي المحيط.
قال: وروى في المحيط بسنده إلى جابر بن عبدالله، قال: كنا نصلي في المسجد، ومعنا علي بن أبي طالب؛ قال: فخرج علينا رسول الله صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم، ومعه عسيب من رطب، فضربنا به فانجفلنا، وانجفل علي بن أبي طالب معنا، وأدركه النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، فقال: ((إنك لست كهيئتهم؛ إنه يحل لك في المسجد مايحل لي؛ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لانبي بعدي؛ كأني بك على حوضي)).
إلى قوله: ((تذود عنه رجالاً؛ كما يذاد البعير الصادي عن الماء؛ يقتلك أشقى /117(1/117)


هذه الأمة، كما قتل ناقة الله أشقى بني فلان من ثمود)). انتهى.
ورواه محمد بن سليمان، عن جابر بلفظ: ((كأني بك عن حوضي تذودهم))؛ ولم يذكر فيه: ((أما ترضى)) إلخ.
والحديث المروي في المحيط، عن زيد بن علي، رواه أبو علي الصفار، بإسناده إلى زيد بن علي قال: حدثني أخي محمد..إلخ.
قال في الإقبال، في ترجمة حرام بن عثمان الأنصاري: وهو الراوي بسنده عن جابر: جاء رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، ونحن مضطجعون.
وساق الحديث وفيه: ((تعال يا علي، فإنه يحل لك من المسجد مايحل لي، والذي نفسي بيده، إنك لذوَّاد عن حوضي يوم القيامة)). انتهى.
وقال الكنجي، بعد أن أخرج حديث جابر: وهكذا رواه ابن عساكر في تاريخه.
ورواه محمد بن سليمان، عن جابر من طريقة حرام بن عثمان.
وعن أبي جابر من طريقته أيضاً.
قال: وأخرج الكنجي عن أبي رافع، أن النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ خطب الناس، فقال: ((ياأيها الناس، إن الله أمر موسى وهارون أن يتبوءا لقومهما بيوتاً، وأمرهما أن لايبيت في مسجدهما جنب، ولايقرب فيه النساء، إلا هارون وذريته، ولايحل لأحد أن يُعَرِّس النساء في مسجدي هذا، ولا يبيت فيه جنب، إلا علي وذريته)).
وقال: ذكره الحافظ الدمشقي، في مناقب علي (ع).
انتهى المراد من التخريج.
قال الإمام (ع) في الشافي: وروينا عن الفقيه بهاء الدين هذا، يبلغ به الحسن بن علي الشافعي، بسنده إلى عدي بن ثابت، قال: خرج رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ المسجد، فقال: ((إن الله أوحى إلى نبيه موسى: أن ابن لي مسجداً طاهراً، لايسكنه إلا موسى وهارون، وأبناء هارون؛ وإن الله أوحى إليّ: أن أبنيَ مسجداً طاهراً، لايسكنه إلا أنا وعلي، وأبناء علي)).
وبهذا الإسناد يبلغ به حذيفة، قال: لما قدم أصحاب النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ المدينة، لم يكن لهم بيوت يبيتون فيها، فكانوا يبيتون في المسجد، فقال لهم النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((لاتبيتوا في المسجد فتحتلموا))، ثم إن القوم بنوا بيوتاً حول /118(1/118)


المسجد، وجعلوا أبوابها إلى المسجد؛ وإن النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ بعث إليهم معاذ بن جبل، فنادى أبا بكر، فقال: إن الله يأمرك أن تخرج من المسجد، وتسد بابك الذي فيه.
وساق الخبر في سد أبواب الصحابة.
إلى قوله بعد ذكر علي (ع): وكان رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ قد بنى له بيتاً في المسجد، بين أبياته؛ فقال له النبي صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم: ((أسكن طاهراً مطهراً)).
إلى قوله في مخاطبة الرسول لحمزة، وبيان تخصيص علي (ع): ((والله ماأعطاه إياه إلا الله، وإنك لعلى خير من الله ورسوله؛ أبشر)) وبشره النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، فقتل يوم أحد شهيداً.
ونَفِسَ ذلك رجال على علي (ع)، فوجدوا في أنفسهم، فبيّن فضله عليهم، وعلى غيرهم من أصحاب النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، فبلغ ذلك النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، فقام خطيباً فقال: ((إن رجالاً يجدون في أنفسهم في أن أُسكن علياً في المسجد؛ والله، ما أخرجتهم ولاأسكنته؛ إن الله عز وجل أوحى إلى موسى وأخيه: {أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ } [يونس:87]، وأمر موسى (ع)، أن لايسكن مسجده، ولاينكح فيه ولايدخله إلا هارون وذريته؛ وإن علياً بمنزلة هارون من موسى، وهو أخي، فمن ساءه فهاهنا))، وأومأ بيده نحو الشام.
وساق الإمام (ع) الروايات في سد الأبواب إلا باب علي (ع)، عن سعد بن أبي وقاص، والبراء بن عازب.
إلى قوله: وبه عن نافع، مولى ابن عمر، قال: قلت لابن عمر: من خير الناس بعد رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ؟
قال: ما أنت وذاك، لا أم لك.
ثم قال بعد ذلك: أستغفر الله؛ خيرهم بعده من كان يحل له مايحل له، ويحرم عليه مايحرم عليه.
قلت: من هو؟
قال: علي، سد أبواب المسجد وترك باب علي وقال له: ((لك في هذا المسجد مالي، وعليك ماعلي؛ أنت وارثي ووصيي، تقضي ديني، وتنجز عداتي، وتُقتل /119(1/119)


على سنتي، كذب من زعم أنه يبغضك ويحبني)).
قال (ع): فهذه الأخبار، مما صحت لنا روايته في سد الأبواب، جمعناها ليقف عليها الفقيه، وليميز بينها وبين مايرويه، من هذا الجنس وغيره.
إلى قوله: فإن كان من أهله علمه، وإلا فسواه يعلمه، ولايضر العناد إلا المعاند.
انتهى المراد، وساق في التخريج ـ أيده الله ـ طرق أخبار سد الأبواب، وهي متواترة معلومة لأولي الألباب.
[رد لما أورده البخاري في شأن خوخة أبي بكر]
وأما مارواه البخاري في أبي بكر فقد كفى المؤونة في الرد على البخاري وغيره، حفاظُ القوم من المحدثين، فكيف بالعترة الطاهرين؟
قال ابن حجر في فتح الباري، شرح البخاري: جاء في سد الأبواب أحاديث، منها حديث سعد بن أبي وقاص: أمر رسول الله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم - بسد الأبواب الشارعة إلى المسجد، وترك باب علي.
أخرجه أحمد والنسائي وإسناده قوي، وفي رواية الطبراني: ورجاله ثقات.
إلى قوله: وعن زيد بن أرقم قال: كان لنفر من الصحابة أبواب شارعة إلى المسجد؛ فقال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((سدوا هذه الأبواب إلا باب علي)) فتكلم ناس، فقال: ((إني والله ماسددت شيئاً ولا فتحته، ولكني أُمرت بشيء فاتبعته)).
أخرجه أحمد، والنسائي والحاكم، ورجاله ثقات.
وعن ابن عباس: أمر رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ بأبواب المسجد، فسدت إلا باب علي.
وفي رواية: فكان علي يدخل المسجد وهو جنب، ليس له طريق غيره.
أخرجهما أحمد، والنسائي، ورجالهما ثقات.
وعن جابر مثل هذه أخرجه الطبراني.
وعن ابن عمر.
إلى قوله: سد الأبواب إلا بابه.
أخرجه أحمد وإسناده حسن.
وأخرج النسائي من طريق العلا بن عرار، قال: قلت لابن عمر: أخبرني عن علي.
إلى قوله: انظر إلى منزلته من رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، قد سدّ أبوابنا في المسجد، وأقرّ بابه.
ورجاله رجال الصحيح إلا العلا، وقد وثقه يحيى بن معين.
أفاد هذا في التخريج.
قال ـ أيده الله ـ: تمت من كتاب /120(1/120)

27 / 135
ع
En
A+
A-