وقوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((كل صاحب علم غرثان إلى علم)).
إلى قوله: واعتماداً منه (ع) على قول جده رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((اكتبوا هذا العلم عن كل كبير وصغير، وغني وفقير))...الخبر.
ثم فَصّل طرقه.
إلى قوله: ولي في شرح القاضي زيد ثلاث طرق: الأولى: إجازة من حي والدي الأمير الكبير، الصدر العلامة، الورع الزاهد، كساب الثناء والمحامد، عز الدين، شيخ العترة الهادين، الهادي بن المقتدر بالله تاج الدين (ع)، فإنه أجاز لي ما أجاز له شعلة ـ رحمة الله عليه ـ وشعلة يروي شرح القاضي زيد، وغيره، بطرق المناولة، من الشيخ محيي الدين محمد بن أحمد بن الوليد، عن مشائخه، وهم كثير، منهم: الأميران الكبيران: شمس الدين وبدره، ورأس الإسلام وصدره، يحيى ومحمد ابنا أحمد بن يحيى بن يحيى بن الهادي (ع)، ومنهم: القاضي شمس الدين جعفر بن أحمد ـ رحمة الله عليه ـ.
إلى قوله: والطريق الثانية: من جهة الوالد الأمير الكبير، العالم العامل، الورع الكامل، جمال الدين، بقية الشرعيين، المؤيد بن أحمد ـ قدس الله روحه ـ.
إلى قوله: وهو يروي هذا الكتاب وغيره مما قد ناولنيه، وأجاز لي، عن الأمير الكبير، الناصر للحق، الحسين بن محمد، بطريق المناولة.
إلى قوله: ويرويه أيضاً الناصر للحق بطريق الإجازة، عن والده بدر الدين محمد بن أحمد (ع).
وساق أسانيده في المجموع للإمام الأعظم، وأمالي الإمام أحمد بن عيسى، والتحرير للإمام أبي طالب (ع)، وأصول الأحكام، والشفاء،/85(2/85)
وتفسير الحاكم، والطوسي، وغيرها.
قال القاضي في المطلع: علامة خطير، وإمام شهير، صدر العلماء الأكابر، ونور أرباب المنابر والمحابر.
إلى قوله: وله في المؤلفات المشهورة، كتاب الروضة والغدير.
قال الفقيه العلامة يوسف بن أحمد ـ رضي الله عنه ـ: وبعد، فإنه لما وقع في النفس جمع الأحكام، الواردة في أشرف كتاب.
إلى قوله: فوقفت على ما وضعه الأمير الخطير، وهو كما قال ـ رحمه الله ـ: تصنيف لم يسبق إليه، وتأليف لم يزاحم عليه.
وقال في الطبقات: قال السيد صلاح: كان من العلماء المجتهدين، وله من التصانيف الأنوار المضيئة في تفسير الآيات الشرعية، وله غيره من التصانيف، كاللؤلؤ المنظوم في معرفة الحي القيوم.
وتوفي عام عشرين وسبعمائة، بأفق، وهي مقبرة الرمان من بني جماعة، مشهورة، انتهى.
وقد ذكرت وفاته في التحف الفاطمية ، وكذا من لم أذكر وفاته ممن هو في كتب البحث، إنما أترك ذكر وفاته ونحوه لذلك، وهذا تأكيد لما سبق.
وفي المطلع ما لفظه: وهو الذي كمل المقنع في أصول الفقه، تأليف الإمام الداعي إلى الله يحيى بن المحسن؛ وكان الإمام يحيى الغاية في العلوم رواية، ودراية.
إلخ كلامه.
[السند إلى مؤلفات السيد: محمد بن إدريس ـ وترجمته]
وسبقت الأسانيد في أثناء طريق الجامع الكافي، وفي إسناد مؤلفات الإمام يحيى (ع)، إلى مؤلفات السيد الإمام محمد بن إدريس بن علي بن عبدالله بن الحسن بن حمزة ـ والحسن أخو الإمام المنصور بالله (ع) كما سبق ـ.
وأروي جميع مؤلفاته أيضاً بالسند المار، المتصل بآل محمد (ع)، /86(2/86)
إلى الإمام المهدي لدين الله محمد، عن أبيه الإمام المتوكل على الله المطهر بن يحيى (ع)، عن الشيخ العلامة سليمان بن أحمد بن أبي الرجال.
ترجم له السيد الإمام، والقاضي ـ رضي الله عنهما ـ وأفادا أنه كان عالماً فاضلاً، من شيوخ العدل والتوحيد.
(رجع) عن المؤلف.
قال السيد الإمام في ترجمته: محمد بن المعتصم بالله إدريس ـ وتمم نسبه.
إلى قوله: قرأ على الإمام المهدي محمد بن المطهر بن يحيى؛ فمما سمع عليه: مؤلفه عقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن، سمع عليه أكثره، وناوله بقية الكتاب؛ وناوله أيضاً كتاب الروضة والغدير للسيد محمد بن الهادي.
إلى قوله: وروى عنه أمالي أحمد بن عيسى، وأمالي المرشد بالله، وأجازه.
قلت: وروايته عن الإمام محمد بن المطهر عجيبة، مع كون أبيه الإمام المتوكل على الله يروي عن المذكور بواسطة كما مرّ؛ وقد وقع البحث في الطبقات، ومطلع البدور، وكتاب القاضي أحمد بن سعد الدين، فلم يحصل غير ما حرر ـ أعني: روايته عن الإمام محمد بن المطهر ـ، وأما رواية الإمام المطهر عنه بواسطة سليمان بن أحمد، فهي في بلوغ الأماني، وأفاد ما يرجحها في الطبقات في ترجمة سليمان، وفي ترجمة الغزال كما يأتي.
وأما الطريق السابقة إليه فليس فيها كلام ـ والله أعلم ـ.
وقد تقدّم الكلام هنالك على مؤلفاته وتاريخ وفاته ـ رضي الله عنه ـ. /87(2/87)
قال السيد الإمام: وله من محمد بن الغزال إجازة في الكشاف، والمصابيح في الحديث، وقسمي المعاني والبيان، وموطأ مالك، وصحيحي البخاري ومسلم، ومسند الشافعي، والمفصل للزمخشري في النحو، والكافية لابن الحاجب، والأربعين السيلقية، وكتاب الشهاب في الحديث للقضاعي، ومقصورة ابن دريد، والخلاصة، وكتاب الشافية وشرحها، ومقامات الحريري، والألفية، وكتاب التجريد للمؤيد بالله.
قال: وستأتي أسانيدها إلى مؤلفيها في ترجمة محمد بن عبدالله الغزال.
إلى قوله: ولفظ إجازة الغزال له: أجزتُ المولى، عز الدين، محمد بن إدريس، جميع ما تقدم ذكره من الكتب، بالأسانيد الصحيحة، إلى الأئمة المصنفين، على الشروط المعتبرة في الإجازة، كما أُجيز لي؛ وكتب ثالث عشر ربيع الأول، من شهور سنة ثمان وعشرين وسبعمائة.
إلى قوله: واستجاز عنه سليمان بن أحمد بن أبي الرجال، ومحمد بن خليفة؛ حقق ذلك بعض بني الرجال.
قال: وذكر ذلك في حواشي الفصول.
قال شيخه الغزال: أجزت للمولى الأعظم، العالم، الفاضل، الصدر، العلامة، سلالة الأئمة الأطهار.
إلى قوله: شرف العترة الطاهرة، وفخر الأسرة النبوية...إلخ.
وقال القاضي: هو السيد الأمير، المحقق، الفاضل، البحر؛ كان شمساً مضيئة الأنوار، وعلماً من أعلام العترة الأطهار؛ ترجم له السيد صارم الدين.
ثم ذكر مؤلفاته، وقد تقدمت.
وترجم السيد الإمام لوالده، وقال: كان أميراً خطيراً، وعلامة شهيراً، جليل المقدار، وحيد زمانه.
وترجم له الخزرجي.
إلى قوله: وكتابه الكنز من أجل التواريخ، قدر أربعة مجلدات، فرغ من تأليفه في رجب الأصب سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، وله كتاب سماه السيول في فضائل البتول./88(2/88)
انتهى المراد.
[السند إلى مؤلفات السيد يحيى صاحب الياقوتة]
وأروي مؤلفات السيد الإمام، عماد العترة الكرام، يحيى بن الحسين بن يحيى بن علي بن الحسين بن يحيى بن يحيى (ع): الجوهرة، والياقوتة في فقه آل محمد (ع).
وقد سبق ذكره مع جده الأمير الخطير، صاحب اللمع والقمر المنير، علي بن الحسين (ع) في التحف الفاطمية ، في ذكر الإمام الحسن بن بدر الدين (ع)، وفي هذا المؤلف أيضاً ـ بالسند السابق في طرق المجموع والشفاء، إلى ولده السيد الإمام الهادي بن يحيى، عن والده يحيى بن الحسين المؤلف (ع)، ولا بأس بإعادته للتأكيد.
وهو أني أرويها بالطريق المتقدمة إلى الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين، عن السيد الإمام صارم الدين إبراهيم، عن أبيه محمد، عن أبيه عبدالله الوزير، عن السيد متمم الشفاء صلاح بن الجلال، عن السيد الهادي بن يحيى، عن أبيه يحيى بن الحسين (ع).
وقد تقدم ذكرهم جميعاً، ولا بأس بزيادة إفادة، في أحوال الثلاثة السادة.
[ترجمة متمم الشفاء بالتتمة الصغرى صلاح بن الجلال]
أما الأول: فقال السيد الإمام في ترجمته: صلاح بن جلال الدين ـ وأنهى نسبه إلى يحيى بن يحيى، وقد تقدم في التحف الفاطمية ـ.
ثم قال: قرأ في شفاء الأمير الحسين وغيره من كتب أئمتنا، وشيعتهم، على السيد الهادي بن يحيى بن الحسين، وكان أجلّ تلامذته.
إلى قوله: وأجل تلامذته السيد عبدالله بن الهادي بن إبراهيم الوزير؛ والسيد المذكور هو الذي ألّف كتاب الرضاع من كتاب الشفاء.
قال القاضي: هو السيد الكبير الأمير، العظيم الشهير، النسابة، صاحب الشيوخ والإجازات، حافظ علوم آل محمد...إلخ.
وأفاد السيد الإمام ـ رضي الله/89(2/89)