قال السيد الإمام ـ رضي الله عنه ـ: قرأ على الفقيه محمد بن أحمد بن أبي الرجال في كتب الأئمة وشيعتهم بسنده إلى الإمام الشهيد أحمد بن الحسين، وكان محمد بن أحمد بن أبي الرجال يقول: أنا تلميذ إمام، وشيخ إمام، تحدثاً بنعمة الله عليه.
والإمام الشهيد يروي ذلك عن شيخه أحمد بن محمد شعلة، عن مشائخه: الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة، وشيخه محيي الدين محمد بن أحمد بن الوليد.
إلى قوله: قال السيد محمد بن الهادي: والإمام المطهر يروي علوم آل محمد، ومجموع الإمام زيد بن علي، عن الفقيه إبراهيم بن الأكوع، عن شعلة، عن محيي الدين، عن القاضي جعفر بن أحمد، بسنده؛ وهو أعلى سند للإمام (ع).
ويرويهما أيضاً، عن السيد علي بن أحمد طميس، عن حي العالم حسين بن محمد النحوي، عن أبيه، عن محيي الدين، عن القاضي شمس الدين، بسنده.
قال: وله (ع) رواية عن عمران بن الحسن، فمنها: سلسلة الإبريز بالسند العزيز، ومنها: كتاب الناسخ والمنسوخ لهبة الله؛ وتقدمت طرقهما.
قال: وله تلامذة، أجلّهم ولده الإمام محمد بن المطهر، والسيد أحمد بن محمد بن الهادي بن تاج الدين، والسيد جمال الدين علي بن أحمد طميس؛ وهو شيخه أيضاً، ونسبه يتصل بالإمام الناصر للحق الحسن بن علي الأطروش (ع).
قال: والسيد صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين، وحسن بن عبدالله العنسي.
إلى قوله: كان هذا الإمام معروفاً بالفضل، والعلم، والورع...إلخ.
[ترجمة الإمام المهدي محمد بن المطهر، ومؤلفاته، وإسناده]
وأروي بذلك السند إلى ولده الإمام المهدي لدين الله محمد بن المطهر (ع) جميع مروياته، ومؤلفاته، التي منها: المنهاج الجلي، شرح مجموع/60(2/60)
الإمام الأعظم زيد بن علي (ع).
ـ حُكي أن الإمام يحيى بن حمزة (ع) لما وقف عليه، استجاد تفريعاته؛ ومن نظر فيه بعين الإنصاف، عَلِم غزارة عِلْم مُؤلِّفه ـ وعقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن، والسراج الوهّاج في حصر مسائل المنهاج، والكواكب الدرية في العربية، والرسائل والجوابات التي اشتمل عليها المجموع المهدوي.
قال السيد الإمام ـ رضي الله عنه ـ: وكانت قراءته في الفقه على والده، وسماع أكثر الحديث.
إلى قوله راوياً عن الإمام: أروي عنه (ع) ـ يعني والده ـ تفسير الثعلبي، يرفعه إلى الإمام المنصور بالله، وكذلك كتاب الشافي، وأمالي المرشد بالله، وكتاب ابن المغازلي، هذه عن والده، عن المنصور بالله، ونهج البلاغة، والأحكام للهادي بالقراءة والإجازة، والحدائق الوردية، وسفينة الحاكم، والأربعين في فضائل أمير المؤمنين للصفار قراءة، وشمس الأخبار قراءة، يرفعه إلى مؤلفه علي بن حميد، وكتاب السلوة والاعتبار للجرجاني بطريق القراءة، ومجموع الإمام زيد بن علي قراءة، وأصول الأحكام قراءة.
وقال (ع) في بعض إجازاته: أروي فقه الزيدية أجمع، وكتب الحديث، عن سيدي ووالدي ـ رحمه الله ـ بعضه قراءة، وبعضه إجازة، وهو يرويه عن الإمام الناصر الحسين بن محمد ـ رحمه الله ـ.
قلت: يعني صاحب الشفاء (ع).
ثم قال في موضع: ويروي كتاب التفسير للحاكم من طرق:
الأولى: طريق سيدي ووالدي أمير المؤمنين إجازة، عن السيد الناصر للحق الحسين بن محمد، يرفعه إلى القاضي شمس الدين.
الثانية: عن القاضي أبي مطهر سليمان بن يحيى، صاحب شعلل، عن الإمام إبراهيم بن تاج الدين، يرفعه. /61(2/61)
قال: وسمع الشفاء، ومجموع الإمام زيد بن علي، على السيد صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين صاحب تتمة الشفاء، عن الأمير الحسين بن محمد، وهذه الطريق عزيزة الوجود؛ ثم حقق قراءته في الفقه على الأمير المؤيد بن أحمد.
قال: وذكر الوشلي أن الإمام يروي شرح الإبانة عن الفقيه محمد بن سليمان بن أبي الرجال، بعض قراءة، وبعض سماعاً.
قال: ويروي روضة الأخيار عن سليمان بن يحيى صاحب شعلل، إجازة عن أبيه، عن جده المؤلف يحيى بن يوسف.
قال: وروى الشفاء أيضاً عن السيد جبريل بن الحسين بن محمد، عن أبيه المصنف.
قال: تلامذة الإمام أجلاء، منهم: ولده الواثق بالله المطهر بن محمد، و أحمد بن حميد بن سعيد الحارثي، وجار الله بن أحمد الينبعي، والفقيه حسن بن علي الآنسي، وإبراهيم بن محمد بن نزار، والمطهر بن تريك، والمرتضى بن المفضل، وصنوه إبراهيم، وأحمد بن محمد بن الهادي بن تاج الدين، سمع عليه الدراري المضية جواباً على الشيخ عطية، وكذلك محمد بن عبدالله الرقيمي، وغيرهم ممن ينتهي سنده إليه.
إلى قوله: كان من أئمة الهدى، ومصابيح الدجى.
إلى قوله: ولو لم يكن إلا ما أودع كتبه من الحواشي والتصحيحات، وطرق السماعات والإجازات، وإليه انتهى السماع المحقق في كتابين، أحدهما: الكشاف، وكل كتاب في هذه الجهة لم يصحح على كتاب الإمام فهو غير صحيح ـ عند أهل هذا الفن ـ الصحة المحققة، والثاني: شفاء الأوام، فإسناد الأكثر إلى سماع الإمام، وكذا في أصول الأحكام، وأمهات كتب العترة (ع)، وله كرامات مشهورة./62(2/62)
[ترجمة الإمام الواثق بالله المطهر بن محمد بن المطهر (ع)]
وأروي بذلك السند السابق في طرق المجموع إلى ولده الإمام الأبر، الواثق بالله المطهر بن الإمام محمد بن المطهر، جميع مروياته، ومؤلفاته، منها: قصيدته المسماة الأبيات الفخرية، التي صدرها:
لايستزلّك أقوام بأقوال .... ملفّقات حريات بإبطالِ
لاترتضي غير آل المصطفى وزراً .... فالآل حق وغير الآل كالآلِ
فآية الود والتطهير أنزلتا .... فيهم كما قد رووا من غير إشكالِ
وهل أتى قد أتى فيهم فما لهم .... من الخلائق من ندّ وأشكالِ
وهم سفينة نوح كل من حملت .... أنجته من أزل أهواء وأهوال
والمصطفى قال إن العلم في عقبي .... فاطلبه ثَمَّ وخلّ الناصب القالي
...إلى آخرها.
وقد قدمت السند إليه؛ لاتصال سنده بأبيه وجده (ع)، وكذا في التحف الفاطمية ، وبنيت هنالك على ما في البسامة، للسيد صارم الدين (ع)، وشروحها، من أنه من المتعارضين هم، والإمام يحيى بن حمزة (ع)، كما قال فيها:
وفي علي ويحيى والمطهر والـ .... ـفتحي جاءت بمنشور من السيرِ
وكان يحيى هو الحبر الذي ظهرت .... علومه كظهور الوشي في الحبرِ
...إلخ.
قال في شرحها مآثر الأبرار: ذكر السيد صارم الدين هنا أربعة أئمة ممن دعا في وقت واحد، وقطر واحد، وعلى مذهب واحد...إلخ.
والذي في طبقات الزيدية أنه لم يقم إلا بعد وفاة الإمام يحيى (ع) كما تطلع عليه في سياق ترجمته، /63(2/63)
قال فيها: المطهر بن أمير المؤمنين المهدي لدين الله محمد بن أمير المؤمنين المطهر بن يحيى المتوكل على الله (ع) العلوي الحسني الهدوي القاسمي اليمني، السيد الإمام، العالم بن العالم بن العالم، الإمام بن الإمام بن الإمام؛ مولده ليلة السادس والعشرين، من ذي القعدة، سنة اثنتين وسبعمائة، نشأ في حجر أبيه الإمام المهدي؛ وبأنواره يهتدي، وبأفعاله يقتدي، وقرأ عليه العلوم، مسموعها والمعلوم، فقال في موضع: سمعت على والدي مصنفاته: المنهاج الجلي في فقه زيد بن علي، والسراج في حصر مسائل المنهاج، والكواكب الدرية، والمجموعات المهدوية، والمجموع المهدوي، وعقود العقيان في الناسخ والمنسوخ في القرآن جملة تسعة مجلدة.
ومن كتب الأئمة: مجموع زيد بن علي، وأصول الأحكام، وشفاء الأوام، وأمالي أبي طالب، وأمالي المؤيد بالله، وأمالي أحمد بن عيسى، والحدائق الوردية، ومن كتب الفقه: شرح النكت، والجمل، واللمع، والتقرير، وشرح الإبانة، ومحاسن الأزهار لحميد المحلي.
هذه مسموعاتي على والدي، بعضها بلا واسطة، وبعضها بواسطة الفقيه أحمد بن حميد، والفقيه حسن بن علي الآنسي، انتهى.
ثم قال (ع) في موضع: وأجاز لي والدي فقه أهل البيت، وفقه الفريقين، وسائر الأخبار؛ فمعي منه إجازة على ما اشترطه المستمعون.
قال السيد الإمام ـ رضي الله عنه ـ: وله تلامذة أجلاء، وهم: الإمام صلاح الدين محمد بن علي، والسيد المتألِّه يحيى بن المهدي بن القاسم الحسيني، وولد أخيه الناصر بن أحمد، والسيد الهادي بن إبراهيم.
وقال السيد الهادي: وكان الواثق النهاية في أنساب أهل البيت في زمانه، كان لا يجارى فيه، ولا يلحق بشأوه، كان من أعيان العترة، ونحارير الأسرة، /64(2/64)