إلى قوله:
وعليك منّا كلّما جنح الدجى .... ودنا الأصيل تحية وسلام
نعم، فأروي كلما لهذين الشيخين ـ رضي الله عنهما ـ من تأليف وإسناد، وعلم مستفاد، بالثلاث الطرق السابقة، المتصلة بالإمام الحجة، المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع) عنهما ـ رضي الله عنهما ـ.
[السند إلى رسالة الإمام زيد بن علي، ومؤلفات الفقيه حميد الشهيد وترجمته]
وأروي بتلك الطرق إلى الشافي المذكورة في سند المجموع ـ كل تأليف ورواية لحسام الأعلام، وإمام الشيعة الكرام، الشهيد الحميد، حُميد بن أحم د بن محمد ـ رضي الله عنه ـ وقد سبق ذكره في التحف الفاطمية .
قال السيد الإمام ـ رضي الله عنه ـ في ترجمته: المُحلي (بضم الميم؛ كذا ذكره بعض أولاده، ووجد أيضاً بخط حميد، وقرره المفتي؛ والمحفوظ والمسموع على ألسن العلماء بفتحها) وهو المحلي، الوادعي، الصنعاني، الهمداني، الفقيه الشهيد، العلامة؛ أخذ عن أئمة كبار، ومشائخ بحار، أحدهم المنصور بالله عبدالله بن حمزة ـ وناهيك به ـ وشيخه محمد بن أحمد بن الوليد القرشي.
قلت: روى عنه جميع مسموعاته.
قال: والشيخ أحمد بن الحسن الرصاص.
قلت: كذلك روى عنه جميع مسموعاته.
قال: والفقيه علي بن أحمد الأكوع.
قلت: هو الشيخ بهاء الدين كذلك؛ روى عنه جميع طرقاته، من جميع شيوخه.
قال: والشيخ الحافظ عمران بن الحسن.
قلت: كذلك روى عنه جميع مروياته. /45(2/45)
قال: والفقيه عمرو بن جميل النهدي.
قلت: كذلك روى عنه جميع ما أجاز روايته.
فيروي المفتقر إلى الله، مجد الدين بن محمد ـ عفا الله عنهما ـ بالطرق السابقة إلى الشهيد، عن المشائخ المذكورين، جميع ما ذكر ـ رضي الله عنهم ـ.
قال: والشيخ تاج الدين زيد بن أحمد البيهقي، القادم إلى اليمن..
.إلى قوله: وأخذ أيضاً نهج البلاغة من المرتضى بن شراهنك الحسني المرعشي، وأخذ عنه أئمة كبار، كولده أحمد بن حميد، والسيد يحيى بن القاسم الحمزي، ويحيى بن عطية.
قلت: هو ابن أبي النجم، روى عنه رسالة الإمام الأعظم زيد بن علي في الإمامة؛ وأنا أرويها بالسند السابق في أنوار اليقين، إلى الإمام الأوحد، المنصور بالله الحسن بن محمد بدر الدين (ع)، عن الشيخ العالم عماد الدين يحيى بن عطية بن أبي النجم، الشهيد مع الإمام الشهيد أحمد بن الحسين (ع)، عن حميد الشهيد ـ رضي الله عنهم ـ بسنده المذكور في الأنوار، وطبقات الزيدية إلى الإمام الأعظم زيد بن علي بن الحسين بن علي ـ صلوات الله عليهم ـ.
هذا، قال: وعبدالله بن زيد العنسي.
قال الحافظ ـ قلت: أي أحمد بن سعد الدين المسوري ـ في ترجمة حميد الشهيد ـ رضي الله عنهم ـ: هو الفقيه العلامة، بحر العلوم الزاخر، وبدر الفضائل السافر؛ كان وحيداً في عصره، فريداً في دهره، شحاكاً للملحدين، وغيظاً للجاحدين، وسيفاً صارماً لاينبو عن الذب عن الدين، أنفق عمره في العلم والعمل، والرد على المخالفين لأهل بيت رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ والنشر لفضائلهم؛ وله/46(2/46)
المصنفات الرائقة، والتعليقات الفائقة، والرسائل التي هي بالحق ناطقة؛ كان من أعيان شيعة المنصور بالله عبدالله بن حمزة ـ سلام الله عليه ـ على صغر سنّه؛ ثم جدّ في نصرة الإمام أحمد بن الحسين الشهيد، حتى أكرمه الله بالشهادة بين يديه.
قلت: قال في مطلع البدور: وله كرامات، منها: ما اشتهر من تأذين رأسه بألفاظ الأذان بعد قطعه.
قلت: وكفاه ما قاله إمامه الإمام الشهيد أحمد بن الحسين (ع) مخاطباً لأحمد بن الإمام المنصور بالله (ع): رادفتَ المحنة، وراكبت سحائب الظُّلْمة، وقتلتَ رباني هذه الأمة، رجلاً أفنى عمره في الذب عن الدين، ونشر علوم أهل بيت محمد الأمين؛ ولأبيك أمير المؤمنين من مقاماته غررها، ومن مقالاته شذورها ودررها.
رواه في المطلع؛ قال فيه: ومن أجلّ مؤلفاته الحدائق الوردية في ذكر أئمة الزيدية، في مجلدين، وكتاب العمدة في نحو أربعة مجلدات في أصول الدين، ومحاسن الأزهار في فضائل إمام الأبرار.
قلت: هو شرح لقصيدة الإمام المنصور بالله (ع) إلى صاحب بغداد، التي صدرها:
ناشدتك الله بآلائه .... وبالنبي المصطفى والوصي
ضمنها فضائل أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ.
[السند إلى كتاب شمس الشريعة للسحامي ـ وترجمته]
وأروي كتاب شمس الشريعة، لشيخ الشيعة، العلامة، سليمان بن ناصر الدين بن سعيد بن عبدالله السحامي (بمهملتين، أولاهما مضمومة) رضي الله عنه، بالأسانيد الثلاثة السابقة إلى الإمام الحجة المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع) وبالإسناد السابق في آخر سند في الشفاء، وفي سلسلة الإبريز، وفي /47(2/47)
الأربعين للصفار، وفي غيرها ـ وهو أحد أسانيدنا المتصلة من لدي إلى نهايتها بآل محمد صلوات الله عليهم ـ وهو بالطرق السابقة، إلى الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين؛ عن السيد الإمام صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير، عن السيد الإمام أبي العطايا عبدالله بن يحيى بن المهدي، عن أبيه، عن الإمام الواثق بالله المطهر، عن أبيه الإمام المهدي لدين الله محمد، عن أبيه الإمام المتوكل على الله المطهر بن يحيى، عن الأمير الناصر للحق الحسين بن محمد، عن الأمير علي بن الحسين، عن الشيخ عطية بن محمد، عن الأميرين الداعيين إلى الله: شمس الدين وبدره، يحيى ومحمد ابني أحمد بن يحيى بن يحيى، ثلاثتهم ـ أعني: الإمام المنصور بالله، والأميرين الداعيين إلى الله ـ يروونه عن المؤلف، وقد سبق ذِكْره في التحف الفاطمية ، في الآخذين عن الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان، والقاضي شمس الدين جعفر بن أحمد، فهما شيخاه، وحسبه شرفاً في الدارين بهؤلاء الثلاثة الرواة.
قال السيد الإمام ـ رضي الله عنه ـ في ترجمته: سليمان بن ناصر الدين..
.إلى قوله: قال في تعداد ما نقل في شمس الشريعة: ومنها: شرح أبي مضر، ومجموع علي خليل..
.إلى قوله: وهو أيضاً أحد تلامذة الإمام أحمد بن سليمان، سمع عليه شرح التحرير، وأجازه كتاب أحكام الهادي.
ومما روى عن القاضي شمس الدين: غريب الحديث، وهو صاحب شمس الشريعة، جمع فيه مسائل التحرير، وكثيراً من مسائل الزيادات والإفادة، وفيه فوائد من المهذب..
.إلى قوله: وممن روى عنه الفقيه جمال الدين علي بن أحمد الأكوع.
قلت: وهذه طريق لنا إليه رابعة. /48(2/48)
قال: قال القاضي: شيخ العصابة، وإمام أهل الإصابة، مُطْلِعُ شمس الشريعة.
قلت: في هذا تورية بكتابه بديعة.
(رجع)، ومُظْهِرُ عجائب الإسلام البديعة، وأحد الفضلاء، أحد أساطين الفقه، حفظ القواعد، وقيّد الشوارد، وهيمن على كتب العراقين واليمن.
إلى قوله: وفيه يقول إمام زمانه، المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع):
أهلاً بصدرِ شريعة الإسلام .... وبأوحد في ديننا علاّمِ
نجل ابن ناصرِ عِلْمِ آل محمد .... فأتى بياقوت ودرّ نظامِ
فجزاك ربك عن سلالة أحمد .... خير الجزا وحباكَ بالإنعامِ
وهو من بيت علم وفضل، يسكنون صُرْحَه (بضم الصاد مهملة، بعدها مهملتان) من جهة بني سليم، وقيل: إن مسكنه هجرة شوحط قرب قرن.
قال القاضي: ولا يمتنع اجتماع الأمرين، قال: وكان للقاضي ـ عادت بركاته ـ عناية كاملة في استصلاح العامة، والدعاء إلى الحق، وإشادة الآثار الصالحة؛ فصلح ـ بحميد سعايته ـ في ذلك الإقليم، خلائق دعاهم إلى مذهب العترة (ع)، فدانوا بذلك، واشتهروا بالعدل والتوحيد، وتنزيه الله، وكان يحمل إلى الإمام المنصور بالله (ع) الأموال الواسعة، وكان أحد المجاهدين المناصرين، ففاز بخلّتي الجهاد والاجتهاد.
وقال بعض شيوخنا: إن مؤلف البيان المعروف ببيان السحامي أخوه، وهو علي بن ناصر، ثم حكى عن بعضهم، أنه ابن أخيه، فهو علي بن الحسن بن ناصر الدين. /49(2/49)