ترجم له فهو من العصابة الزيدية، إلا أن أبين ذلك، وكذا من ذكرنا أنه ترجم له صاحب مطلع البدور على الإطلاق، فهو منهم، وكتابه خاص في رجالهم؛ وهو المقصود بقوله: قال القاضي مطلقاً؛ يُعْلم ذلك.
[ترجمة ولد الحاكم معين الدين]
(رجع) عن ولد المؤلف معين الدين محمد بن الحاكم.
ترجم له السيد الإمام ـ رضي الله عنه ـ، فقال: العلامة، قرأ على أبيه تفسيره المعروف بتهذيب الحاكم جميعه، وكتاب جلاء الأبصار، وغير ذلك.
وأخذ عنه أبو جعفر الديلمي، مناولة وإجازة، وأحمد بن محمد الخوارزمي تلميذ والده.
وقال: أخبرنا الحاكم الإمام، شيخ القضاة الحرميين، محمد بن المحسّن، قال: أخبرني أبي. انتهى.
ولم يذكر وفاته ـ رضي الله عنه ـ.
قال فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله.
المجلس الأول من إملاء الحاكم الإمام، أبي سعيد، المحسن بن محمد ـ نوّر الله ضريحه ورضي عنه ـ يوم الجمعة، الثالث عشر، من شهر رمضان، سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.
[ترجمة أبي حامد، أحمد بن محمد بن إسحاق، شيخ الحاكم]
وفيه: أخبرنا الحاكم الإمام، قال: أخبرنا الشيخ أبو حامد أحمد بن محمد.
قلت: قال في الطبقات: أحمد بن محمد بن إسحاق، الشيخ أبو حامد النجار، شيخ الحاكم أبي سعيد المحسن بن كرامة الجشمي، سمع عليه في شوال، سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
ثم ذكر مشائخه، ومنهم قاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد...إلخ.
وترجم له في رجال الزيدية صاحب مطلع البدور، فقال: /15(2/15)
الشيخ المحدث المتكلم، أستاذ الحاكم، شهاب الملة، أحمد بن محمد بن إسحاق النجار، رحمه الله تعالى...إلخ.
[ترجمة الشريف أبي يعلى]
(رجع) قال: أخبرنا الشريف أبو يعلى الحسين بن محمد الزيدي.
قلت: ترجم له السيد الإمام ـ رضي الله عنه ـ، وأفاد ما في السند.
[ترجمة أحمد القليسي]
(رجع) قال: حدثنا أبو علي أحمد بن علي القليسي.
قلت: قال السيد الإمام ـ رضي الله عنه ـ: أحمد بن علي الأنصاري، عن عبدالسلام الهروي، عن مولاه علي بن موسى الرضا، عن آبائه.
.إلى قوله: توفى سنة ثمان عشرة وثلاثمائة ـ وحكى كلام الذهبي، عن أحمد بن حنبل، وتوهينه، وهو غير ضائر، لما عُلِمَ من اختلاف المذهب ـ.
أخرج له المرشد بالله (ع).
[ترجمة أبي الصلت الهروي]
(رجع) قال: حدثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي.
قلت: أبو الصلت من ثقات الشيعة الأخيار، توفى سنة ثلاث وثلاثين ومائتين؛ وقد طعن فيه بعض النواصب، منهم: يعقوب بن إبراهيم الجوزجاني، وقد أقرّ بغلوه في النصب أهل الحديث، وأنكروا عليه ذلك المذهب الخبيث.
قال ابن حجر في مقدمة الفتح: الجوزجاني، كان ناصبياً منحرفاً عن علي...إلخ.
وقد وثق الهروي جماعة من القوم، ونقل الحاكم توثيقه عن يحيى بن معين.
[قدح القوم فيمن روى الأخبار المخالفة لمذهبهم]
قال في الروض: لعل ذنبه التشيع، وإلا فهو بمحل من الجلالة، كما ذكره المزي في التهذيب أنه سكن نيسابور، ورحل في الحديث إلى الكوفة، والبصرة، والحجاز، واليمن؛ وهو خادم علي بن موسى الرضا، أديب، فقيه، عالم.
ثم ذكر من روى عنهم، والآخذين عنه.
قلت: وروى عن عطاء، وابن /16(2/16)
عيينة، وعبد الرزاق، وغيرهم، وأخذ عنه عباد بن العوام، وشريك، وهشام، وغيرهم.
قال: وكان ـ عبد السلام ـ يرد على أهل الأهواء من المرجئة، والجهمية، والزنادقة، والقدرية، وكلّم بِشْراً المريسي غير مرة، بين يدي المأمون، مع غيره من أهل الكلام، كل ذلك كان الظفر له، وكان يُعْرف بالتشيع.
إلى قوله: ناقلاً عن أحمد بن سيار، إلا أن أحاديث يرويها في المثالب، وسألت إسحاق بن إبراهيم عن تلك الأحاديث وهي أحاديث مروية، نحو ما جاء في أبي موسى، وما روي في معاوية، فقال: هذه أحاديث قد رويت.
قلت: أفتكره كتابتها، وروايتها، والرواية عمن يرويها؟
فقال: أما من يرويها على طريق المعرفة فلا أكره ذلك، وأما من يرويها ديانة ويريد عيب القوم، فلا أرى الرواية عنه.
ثم ساق المزي إسناده إلى أحمد بن سيار، فيما نقله عنه.
قال الشارح: وهذا الكلام من إسحاق بن إبراهيم مبني على ما أصلوه، من ثبوت عدالة الصحابي على الإطلاق، وأن من حام حولها برواية ما يدل على توهين أحد منهم كان أمراً شنيعاً؛ وبين الإنصاف وبين هذا مفاوز؛ وللكلام عليه موضع آخر، انتهى المراد.
(رجع) قال: حدثنا علي بن موسى الرضا، عن آبائه، عن علي (ع)، قال: سمعت رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ يقول: ((الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح)).
قلت: في شرح المجموع، بعد رواية هذا الخبر الشريف، إلا أن مكان ((الجوارح)) ((الأركان))، مالفظه: قال المزي: وقد تابعه الحسن بن علي التميمي الطبرستاني، عن محمد بن صدقة العنبري، عن موسى بن جعفر، وتابعه أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن عباد بن صهيب /17(2/17)
، عن جعفر بن محمد. انتهى.
[زمرُّدة من كتاب جلاء الأبصار للحاكم، ومتابعة علماء المعتزلة للأئمة]
وقال ـ رضي الله عنه ـ في المجلس السابع عشر: وإذْ قد بينا المذاهب المحدثة، والبدع المولدة، بقي ما كان عليه النبي وآله وأصحابه، وعلماء أهل البيت؛ وهو القول بتوحيد الله، ونفي التشبيه، والقول بعدله وبراءته من كل سوء، والقول بعصمة أنبيائه، وصدق ما جاؤوا به على ما نطق به الكتاب.
ومشائخ أهل العدل أخذوها عن علماء أهل البيت، أخذها واصل، عن محمد بن الحنفية، وابنه أبي هاشم، وكان مع ذلك من أصحاب النفس الزكية.
وكان عمرو بن عبيد تأهب للخروج إلى زيد بن علي، فورد الخبر بقتله.
وكان مطر الوراق، وبشير الرحّال، من أصحاب إبراهيم بن عبدالله.
وكان حكم المعتزلي، من أصحاب عيسى بن زيد.
والروايات بذلك عن علماء أهل البيت ظاهرة، وكتب القاسم، ويحيى، والناصر، والمهدي، وأحمد بن عيسى، وغيرهم من أئمتهم مشحونة بذكر العدل، والتوحيد.
إلى قوله: وكان إمامَ هذه الطائفة بعد أمير المؤمنين، والحسن، والحسين، و محمد بن علي، وعلي بن الحسين، زيدُ بن علي (ع)، وجميعُ أولاد أمير المؤمنين، إلا أن زيداً تقدمهم بالفضل، والعلم، والجهاد في سبيل الله.
إلى قوله: وفي كتاب القاضي أبي بكر محمد بن عمر، الذي رواه أبو سعيد السمان، بإسناده عن زاذان، عن أمير المؤمنين، قال: الشهيد من ذريتي، والقائم بالحق من ولدي، المصلوب بكُناسة كوفان، إمام المجاهدين، وقائد الغر المحجلين؛ يأتي هو وأصحابه يوم القيامة، تتلقاهم الملائكة المقربون، ينادونهم: ادخلوا الجنة، لاخوف عليكم ولا أنتم تحزنون.
قلت: وأخرج هذا الأثر الشريف الإمامُ أبو طالب، في الأمالي، بسنده إلى /18(2/18)
أمير المؤمنين (ع).
(رجع) قال: وعن الباقر، عن رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ، قال للحسين: ((يخرج من صلبك رجل، يقال له: زيد، يتخطى هو وأصحابه رقاب الناس يوم القيامة، غراً محجلين، إلى أن يدخلوا الجنة)).
قلت: وأخرجه الإمام الموفق بالله، بسنده إلى الباقر، قال: قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ للحسين: ((ياحسين يخرج... الخبر))، إلا أن بعد محجلين: ((يدخلون الجنة)).
قال الإمام الموفق بالله: وروى الناصر الحسن بن علي: ((بغير حساب)).
قلت: ورواه عن الباقر مرفوعاً، الإمامُ المهدي، في المنهاج الجلي؛ والديلمي، في المشكاة (ع).
(رجع) قال: وروى أنس، عن النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ: ((يقتل من ولدي رجل، يدعى زيداً، بموضع يعرف بالكناسة؛ يدعو إلى الحق، يتبعه عليه كل مؤمن)).
وساق في فضائل الإمام الأعظم وأخباره، وذكر بعض أتباعه من علماء الأمة، كأبي حنيفة، ومنصور بن المعتمر، وسفيان الثوري ـ رضي الله عنهم ـ.
[من جلاء الأبصار في تفسير خبر الثقلين]
وقال في المجلس الأربعين: وهذا تأويل خبر: إن سأل سائل، فقال: ما معنى ما روى زيد بن ثابت، وجماعة، أن النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ قال: ((إني تركت فيكم الخليفتين: كتاب الله وعترتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض))؟
والجواب، قلنا: أما قوله: ((الخليفتين))، فالخليفة كل من يخلف غيره من بعده.
إلى قوله: والمراد تركتُ فيكم شيئين، يقومان مقامي، في حفظ دينكم، ورجوعكم إليهما في معضلاتكم.
إلى قوله: والصحيح أن المراد بالعترة: علي، والحسن، /19(2/19)