الناصر للحق، الحسين بن محمد (ع).
(ح) ويرويه الإمام محمد بن المطهر أيضاً، عن السيد الإمام، عالم العترة الكرام، صلاح بن الإمام إبراهيم بن تاج الدين أحمد بن الأمير بدر الدين، على المؤلف الأمير الناصر الحسين بن بدر الدين (ع).
وبهذا الإسناد اتضحت الطرق إلى جميع الكتاب الأصل، وتتمتيه.
(ح)، ويرويه الإمام محمد بن المطهر، مناولة، عن الأمير العالم الكبير، تاج الدين، جبريل بن الحسين، عن والده المؤلف (ع).
(ح)، ويرويه الإمام الولي، المهدي لدين الله علي بن محمد، عن عالم الشيعة المحدث، شمس الدين، أحمد بن علي بن مرغم الصنعاني، وهو يرويه، بطريقين:
الأولى: بقراءته على الإمام المهدي لدين الله محمد بن المطهر بسنده.
والثانية: عن القاضي العلامة جمال الدين علي بن إبراهيم بن عطية النجراني، عن الإمام المؤيد برب العزة، يحيى بن حمزة، عن الإمام المتوكل على الله المظلل بالغمام المطهر بن يحيى، عن المؤلف (ع).
وأرويه بالطرق السابقة إلى الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم، وإلى والده الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد، وهما يرويانه عن السيد الإمام صلاح بن أحمد الوزير، عن والده شمس آل محمد أحمد بن عبدالله، عن الإمام المتوكل على الله شرف الدين (ع)، بطرقه كما سبق.
(ح)، ويرويه السيد الإمام أحمد بن عبدالله الوزير، عن والده عبدالله بن إبراهيم، عن والده السيد الإمام صارم الدين، إبراهيم بن محمد الوزير (ع)، بطرقه السابقة.
(ح)، ويرويه السيد الإمام صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير أيضاً، عن السيد الإمام أبي العطايا عبدالله بن يحيى بن المهدي، عن أبيه السيد الإمام الولي يحيى بن المهدي، عن الإمام الواثق بالله المطهر بن الإمام المهدي محمد بن الإمام المتوكل على الله المطهر بن يحيى، عن أبيه، عن جده، عن المؤلف الأمير /525(1/525)


الناصر للحق الحسين بن محمد (ع).
قال (ع):
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، وصلواته على محمد وآله.
الحمدلله الذي ألهمنا رشده بألطافه الخفية، وهدانا سبل النجاة بعوارفه السنية، إلخ.
[السند إلى اللمع للأمير علي بن الحسين بن يحيى بن يحيى]
وقد تحصلّت فيما سبق الطريق إلى كتاب اللمع، للأمير الخطير، نجم العترة المطهرة، إمام آل محمد، علي بن الحسين بن يحيى بن يحيى.
فأرويها بالسند السابق إلى شيخ الآل، صلاح بن الجلال، عن السيد الإمام، الهادي بن يحيى بن الحسين، وهو يرويها قراءة على الفقيه العلامة يحيى بن الحسن البحيبح، قراءة على الأمير المؤيد بن أحمد، قراءة على الأمير الحسين، عن المؤلف(ع).
قال في طبقات الزيدية: وكتابه اللمع أجل كتب الزيدية، وهي مأخوذة من التجريد والتحرير.
وقال في اللمع: عمدت إلى التحرير فجعلته لها كالأساس، وألحقت بذلك فوائد معينة، التي عني فيها القاضي زيد بن محمد مع أكثر فصوله، إلخ كلامه.
وأروي اللمع أيضاً بالسند السابق في الشفاء المتصل بآل محمد (ع)، من طريق الإمام شرف الدين، بسنده إلى الإمام الواثق بالله، عن أبيه الإمام محمد، عن أبيه الإمام المطهر بن يحيى، عن الأمير الناصر للحق الحسين بن محمد (ع).
[السند إلى كتابي: الدرر، والقمر المنير]
وأروي كتاب الدرر له في الفرائض بهذين السندين الشريفين، إلى الإمام الواثق بالله، عن أبيه الإمام محمد، عن الأمير المؤيد، عن الأمير الحسين، عن المؤلف الأمير علي بن الحسين (ع).
وأروي كتاب القمر المنير له (ع)، بالأسانيد السابقة إلى الإمام شرف الدين، عن الفقيه علي بن أحمد، عن الفقيه علي بن زيد، عن السيد أبي /526(1/526)


العطايا، عن الفقيه يوسف، عن الفقيه حسن، عن الفقيه يحيى، عن الأمير المؤيد، عن الأمير الحسين، عن المؤلف الأمير علي بن الحسين (ع).
[من ينابيع النصيحة في معجزات الرسول]
قال الأمير الناصر للحق، حافظ آل محمد، الحسين بن محمد بن أحمد، في ينابيع النصيحة: الحمد لله القادر العليم، الفاطر الحي القديم.
ولما بلغ إلى الكلام في النبوة، أورد بحثاً كبيراً في معجزات سيد المرسلين، وفضائل خاتم النبيين ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ أجمعين.
قال بعد أن ذكر استغناء الجمع الكبير، بالطعام اليسير، ببركته ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ كخبر شاة جابر بن عبدالله ـ رضي الله عنه ـ، في سياق ذلك البحث: وأعطى موسى اليد البيضاء، في حال دون حال، وأعطى محمداً نوراً كان يضيء عن يمينه، وكلّم الله موسى بطور سيناء، وكلّم الله محمداً في السماء السابعة، وأعطى موسى الغمام ليظله، وأعطى الله محمداً ذلك، فإن السحاب كان يظله، وألقى موسى عَصَاْهُ فكانت حية، وأعطى محمداً ثعبانين يوم هم أبو جهل بقتله، وأحيا له الذراع المسمومة يوم خيبر وكلّمته، وكذلك كلّمه الجذع؛ كما رواه جماعة من الصحابة.
وساق خبره إلى قوله: وخسف الله بقارون بسبب دعاء موسى، وخسف الله بسراقة بن مالك بسبب دعاء محمد ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ؛ فإنه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ لما خرج مهاجراً إلى المدينة، جعلت قريش مائة ناقة لمن يردّه إليهم، فتبعه سراقة ليأخذ المائة، والحظ عند قريش؛ فلما دنا من رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، وأمكنته الفرصة، وأيقن بالظفر، دعا عليه رسول الله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم -، وهو في قاع صفصف، فساخت به قوائم فرسه، وخسف به الأرض، فنادى: يامحمد، ادع ربك ليطلق لي فرسي، وذمة الله علي ألا أدلّ عليك أحداً.
فدعا له فوثب جواده، وانتزع قوائمه من الأرض، وتبعها دخان كالإعصار.
وساق في فضائله على أنبياء الله ـ صلوات الله عليهم ـ: فإن عيسى (ع) تكلم في المهد، ومحمد ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ كلمه الذئب والضب، والحجر، والجذع، وسبّح الحصى في يده، وغير ذلك.
وروى ابن عباس أن الله /527(1/527)


أوحى إلى عيسى: ياعيسى، آمن بمحمد، ومر من أدركه من قومك أن يؤمنوا به.
وأعطى عيسى المائدة، وأعطى الله محمداً ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ كذلك على ماهو مذكور، في أخبار أهل البيت (ع).
وقد تكلّم عيسى في المهد، وهكذا محمد ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ جاءت امرأة بصبي ابن شهرين فقال الغلام وهو في حجر أمه وهي مكفهرة: السلام عليك يارسول الله، السلام عليك يامحمد بن عبدالله.
فقال: ((وما يدريك أني محمد بن عبدالله، وأني رسول الله؟)).
قال: علمنيه رب العالمين، والروح الأمين جبريل؛ وهو قائم على رأسك ينظر إليك.
فقال: ((مااسمك ياغلام؟)).
فقال: سموني عبدالعزى، وأنا به كافر، فسمني.
فسماه عبدالله.
فقال له جبريل: هذا تصديق لك بالنبوة، ودلالة لكي يؤمن بقية قومك.
فقال الصبي: يارسول الله، ادع الله لي يجعلني من خدمك في الجنة.
فقال جبريل: ادع؛ فدعا.
فقال الغلام: السعيد من آمن بك، والشقي من كذب بك.
ثم شهق شهقة فمات.
فقالت المرأة: قد رأيت ما رأيت، فأنا أشهد أن لاإله إلا الله، وأنك رسول الله، ووا أسفى على مافاتني.
فقال لها: ((أبشري، فوالذي ألهمك الإيمان، إني لأنظر إلى حنوطك وكفنك مع الملائكة)).
فشهقت شهقة فماتت، فصلى عليها رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ ودفنها.
وكلّم رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ الناقة، والحمار، والشجر، وغير ذلك.
وروي عن أم سلمة قالت: أقبل نفر على النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، وكلّموه؛ فقال الأول: يامحمد، زعمتَ أنك خير من إبراهيم، وهو تعالى اتخذه خليلاً، فأي شيء اتخذك؟.
فقال: ((اتخذني صفياً، والصفي أقرب من الخليل)).
فقال الثاني: زعمتَ أنك خير من موسى، وقد كلّم الله موسى.
قال: ((ويلك، كلّم موسى في الأرض، وأنا كلّمني تحت سرادق عرشه)) /528(1/528)


فقال الثالث: زعمتَ أنك خير من عيسى، وكان يحيي الموتى، فأنت متى أحييت؟
قالت: فغضب، وصفق بيديه، وصاح بأعلى صوته: ((ياعلي))، فإذا علي مشتمل بشملة، وهو يقول: لبيك لبيك يارسول الله.
فقال له: ((من أين؟))
قال: كنت في بستان إذْ سمعت صوتك، وتصفيقك.
فقال: ((ادن مني، فوالذي نفس محمد بيده ما ألقى الصوت في مسامعك إلا جبريل)).
فدنا علي من رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، ثم كلّمه بكلمات لم أسمعها.
ثم قال: ((ياحبيبي، فالبس قميصي هذا، وانطلق بهم إلى قبر يوسف بن كعب، فأحيه لهم بإذن الله محيي الموتى)).
قالت أم سلمة: فخرجوا أربعة معاً، وأقبلت أنا وهم، حتى انتهى بهم إلى بقيع الغرقد، إلى قبر دارس، ودنا منه، وتكلّم بكلمات، فتصدع القبر، ثم أمره ثانية، فتصدع، ثم أمره ثالثة، فتصدع، ثم قال: قمْ بإذن الله محيي الموتى.
فإذا شيخ ينفض التراب عن رأسه ولحيته ويقول: ياأرحم الراحمين.
ثم التفت إلى القوم كأنه عارف بهم، ثم قال: ويلكم أكفر بعد إيمان؟ أنا يوسف بن كعب صاحب الأخدود، أماتني الله منذ ثلاثمائة وستين عاماً حتى الساعة.
ثم هتف هاتف وقال: قمْ صدق سيد ولد آدم محمداً فقد كُذِّبَ.
قال: وهذه المعجزة قد وقع مثلها أيضاً، كما روي عن أبي عبدالله قال: حدثني أبي عن جدي ـ قلت: يعني بأبي عبدالله جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي (ع) ـ أن أصحاب الرسول كانوا مجتمعين، فتذاكروا الإدام، فاجتمعوا على أن لاإدام خير من اللحم، فرفع النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ رأسه، وقال: ((أما إنه لاعهد لي به من كذا وكذا))، فبقي والقوم، وقام رجل من الأنصار إلى امرأته، وقال: يافلانة هذه غنيمة باردة.
قالت: وما هي؟
فقص عليها القصة.
قالت: دونك شاتك فاذبحها.
وكان لهم عناق يربونها، فقام إليها فذبحها، وشواها، ووضعها في مكتل، وقنّعها بقناع وقال لابنه: انطلق بها إلى رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، وأقم عنده تنظر مايصنع.
قال الغلام: فأتيته بها، وهو في منزل أم سلمة، فدخلتُ وهو مستلق على نطع، /529(1/529)

107 / 135
ع
En
A+
A-