عند صوفية الشافعية وفقهائهم بأن الزيدية قساة القلب وإن الكارمات والأسرار لايجوزونها البته ، لقلت يقينهم وشدة قلوبهم (1)
وأجد مختصري هذا المبارك مفخرا لنا أيها العصابة الزيدية والفرقة الناجية عليهم السلام وعلى منكري فضل آل محمد وشيعتهم (؟)
فالحمد لله على التوفيق لهذا ، والإنتصار لآل محمد وشيعتهم والجهاد باليد واللسان والسيف والسنان والإعتقاد في الجنان انشاء الله تعالي .
سمعت أبي المهدي بن قاسم رحمه الله تعالى يقول : كرامات أهل البيت ابلغ وأكثر من غيرهم ، ثم قال : أن سيدا فاضلا يقال له فلان ـ غاب عني اسمه ـ من جبال خولان من بني الهادي عليه السلام سار في قفر ومعه جماعة من اخوانه فاعترض لهم الأسد في طريقهم باسط ذراعيه في ممرهم ، فلما رآه اصحابه ولوا فارين والسيد نفع الله به ما ارتاع.
فقال له :اذهب عنا لاتروعنا . ايها الأسد عن طريقنا ، فبصص وحرك ذنبه ورأسه وحن الى وجه السيد, وتمرغ بين يديه .
فقال لأصحاته بعد أن أنسوا بسلامة السيد من الأسد ، وقال لهم :لابد لي مما أسير مع هذا الأسد فماله الاشان.
فسار الأسد وهو يبصص بين يدي السيد ، والسيد يتبعه حتى أدخله غيظة موحشة وأو قعه على اللبوة فهشت تريد السيد.
فوثب عليها الأسد وانبسط عليها ومديديها الى نحو السيد عليه السلام
فنظر السيد الى يدها , فوجدها وارمة وظن أن فيها شيئا ، فاستخرج عليه السلام الشفرة كانت معه فبضع فاستخرج من يدها شصرة عظيمة من عود ، ونرج القيح منها .
وولا عليه السلام ، وتبعه الاسد يمشي قدامة ويحن الى وجه السيد ويبصص بين يديه ، حتى وصل الى اصحابه في ذلك المكان وقد انتزعت ارواحهم خيفة على السيد .
فلما وصل السيد الى اصحابه، تمرغ الأسد بين يديه ومسح برأسه نعال السيد ، وولا مسرعا شاكر بلسان حاله .
من طلب الله صادقا وجده .
سافرت الحج الى بيت الله الحرام مع سيدي ابراهم بن أحمد الكينعي رحمه الله تعالى.(1/241)


سنة ثمان وسبعين وسبع مائة سنة في رفقة من اخواني وأحبابي منهم السيد الهادي بن علي بن حمزة العلوي ، والسيد الأفضل معدن افخار ودرة آل محمد المختار محمد بن أحمد بن الناصر بن أمير المؤمنين أحمد بن الحسين عليهم السلام ، والشيخ الصالح الأواه المنيب محمد بن علي الأسد ، وكان هذا علي بن الأسد أبا محمد من عباد الله الصالحين الخائفين الوجلين المشمرين على ساق الجد ، وكان وجهه قد علته صفرة الخوف ، وخالطه حتى الموت .
امسك هرة يوما وقال :سألتك بالله الذي لااله الاهو ايتها الهرة لتخبريني , هل أنا من أهل الحنة أو من أهل النار؟
فقالت الهرة بلسان فصيح :بل أنت من أهل الحنة .
روي لي هذه الرواية ولده محمد بمحضر إبراهيم الكينعي رحمه الله تعالى .
ومنهم اخي وقرة عيني أحمد المهدي بن قاسم وهو مبرز في العلوم مشمر في طاعة الحي القيوم ، نشأ على العلم والعبادة منذ بلغ عشر سنين ، وحج وهو ابن سته عشر سنة .
ومنهم الفقيه الصالح يحيىبن اسعد اللوز .
وشاهدنا في سفرنا من الكرامات والفتوحات والحمايات والكفايات في البر والبحر مالا يمكن شرحه لسعته .
زرنا في طريقنا الفقيه الإمام الحجة على الأنام ذو الكرامات الظاهرة والأسرار الخارقة والولاء الجزيل لآل محمد عليهم السلام .
......بن حسن بن حسين السودي برباطة المسما رالحرز فشاهدنا له كرامات وتنورات ، ويحق له الخوفة ومراقبته واطراقه وملازمة اسم الله الأعظم .
قال له إبراهيم رحمه الله تعالى بمحضري : أي الأسمان أو لي بالملازمة ان يقول :العبد الله الله ، أو ياالله يا الله ؟
فقال محمد بن حسين: الاقوله يا الله ، لأنه حاضرناظر والغيبة على الله حارم .
ورأيت ناسا اكبوا على قدم الفقيه محمد ين حسين وهم يقولون :يا سيدي، نشاء المطر هلكت زروعنا ودوابنا .
وأكثروا الملازمة للفقيه ، فقال : ابشروا .(1/242)


فكان عشية ذلك اليوم فشاهدنا جبلهم عليه المطر ولم يزل عليه حتى لم نره من شدة الغيث.
واتفق لنا في تهامة أن ناسا من الرباع رصدوا لنا مكانا يريدون نهبنا ، ونحن في قافلة وافرة فخرجوا وشاهدوه اعني إبراهيم الكينعي رحمه الله تعالى فلما رأوه سقط مافي أيديهم ، وكأنك صببت عليهم ماء أو نارا.
فطرحوا سلاحهم وأكبوا على قدمه يقبلوناه ويتوبون ويجأرون إليه يطلقهم لوجه الله تعلى . وكأنه ـ والله اعلم ـ اصابهم شيء اقعدهم .
فقال رحمه الله : اذهبوا وتوبوا الى الله .
فقال رجل منهم يقال له سرمدا: أما أنا ياشيخ فاني اتوب الى الله تعالى ، وادبع رأسي .
يعني يحلقه .
فالزمني طريقة البوبة ، فدعا له رحمه الله تعالى .
وسرنا بحمد الله سالمين غانمين ، وسكانا في البحر في مركت عظيم كانت لنا فيه الحكمة واختلافيه إبراهيم في منزل وحده وأحرم وهو مختل وحج ولا يتكلم .
ووقفنا في مكة المشرفة شهرين في احسن حال وانهم بال عرفنا بالصالحين وهدانا الله به الى طريق أهل اليقين ، والكلام شجون .
فمن افضل مارأيت من المجاورن ثلاثة نفر :
رجل عالم فاضل خائف مراقب يقال له: شمس الدين المصري وفقه الله تعالى.
وأخيته .
وأحبه قلبي ، فرأيته يوما في الحجر الكريم فقال لي : من أنت ؟
فقلت : فقير مذنب.
فقال : ماأريد هذا ، أنت محمدي ؟
فقلت : نعم.
فاستلقي على قفاه الى جدار الحجر , وقال : بخ بخ لكم آل محمد أهل الشرف والوفاء والتحقيق والصفاء .
فلازمني في الصحبة ، فقلت له يوما : أقسم عليك هل فيكم يا علماء الشام والعراق عالم عامل بعلمه زاهد في الدنيا أو متصوف صادق ؟
فقال : لا ، ياسيدي بل عمائم مدورة وقمصان مقدورة وأكمام ذيالة ، وهذا شيء لا نعرفه في بلادنا .
قلت له : إن في بلادنا علماء وزاهدون في الدنيا يخافون الله تعالى فيما نالوا من القوت وستر العورة ويراقبونه.(1/243)


قال : هذا شيء غريب ، الا أنكم أيها الزيدية تفرقتم شيعا .
وقال : مارأينا منكم يا أهل اليمن مثل هذا الشيخ الأصلع .
يعني إبراهيم بن أحمد رضي الله عنه .
قلت له هذا عالم عامل زاهد .
فقلت: له فزهادكم كيف ؟
قال : ياسيدي صوفي بدرهم .
قلت : كيف ؟
قال : مرقعة بدرهم وناموسة بدرهم ، وركوة بدرهم، ثم أنشد
... أهل التخوف قد مضوا ... صار التصوف محرقه
... صار التصوف صيحة ... ... وتواجد أو منطقه
الثاني : شيخ من الهند حنفي المذهب يقال محبب كإسمه
عمره قريب من المائة السنة ، جاوز في مكة ثلاث وعشرين سنة يعتمر في كل يوم عمرة ماشيا على قدميه .
قد رصدته مرارا يطوف ويسعى ويحلق فمن دعائه في الصفا والمروة والعمرة وتحت الميزات ، يصلي على ملائكة الله وأنبيائه وأو ليائه ، ويصلى على محمد وآله ، ثم يقول :
اللهم الطف بآل محمد وتقبل منهم ، وارفع عندك منزلتهم وأكرم لديك جوارهم ، اللهم اجعل دينهم قاهرا لجميع الأديان ، اللهم اغن فقيرهم ، وتجاوز عن مسيئهم ، اللهم الطف بأهل الحرمين الشريفين والمجاورين .
ويدعوا لهم بدعاء حسن ، ثم يدعو للمسلسين والمسلمات ، ما سمعته يدعو لنفسه قط .
اضافني ليلة ونزل معى الى باب بيته .
فقلت له إنك شيخ كبير معذور مشكور .
فقال : والله ياسيدي لو قلعت عيني لتطأ عليها ما أديت لكم حق يا آل محمد .
يقولون في مكة السيف المسلول الشيخ محبب ، وسمعت من يقول في المسعي وحق شيبة نجيب. اعاد الله من براكاتهم وبراكات من عرفنا منهم ومن لم نره ، ولا نقرفه ، وهو معروف عند الله تعالى .
الثالث: الشيخ حسن بن محمود الشيرازي ، رجل فاضل طويل القامة حسن الخلق والخلق يلبس البياض قميص وعمامة بيضاء يسدلها كعمامة الرسول (ص) .
نور الأيمان على وجهه وسيماء الصالحين قد شملة يسكن في رباط الزيدية بمكة .(1/244)


وقع بيننا وبينه التعارف أو لا بالقلوب ثم الأشخاص فوجدناه صالحا له أسرار عجيبة وتنورات غريبة ، لايزال بجنب سارية في الحرم الشريف قاعا اكثر عبادته التفكر والذكر الخفي .
مجاور البيت العتيق خمس عشرة سنة ، لأني سألته كم لبثه في مكة ؟
فقال : اعلم ياسيدي شريف ـ لسانه أقرب الى العجومة أعاد الله من بركاته وأسراره وادعيته ـ أعلم أني كنت شيخ زاوية الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد الشوروردي ، ومريديته .
ومدرسته أثني عشر الف مريد في ربط وزوايا وطباخين وخبازين ،
والشيخ يقف على باب الرباط للهداية والشفاعات والصلح بين الناس وللتأديب والتقريب للفقراء وغيرهم .
قال لي : ياسيدي ولو تأتيه البغية في شفاعة أو دفع مضرة لسار معها ، ليتمكن من توبتها وهدايتها ، قال : ولا اعتراض على الشايخ في مثل هذا ينكس قلب المريد .
فكنت في زأو ية واخواني المريون فيها أربعة الآف او يزيدون ، فوقع في نفسي الانقطاع الى الله تعالى وتركت كل شيء يشغلني عن الله فطلقت زوجاتب وقسمت تركتي علي فرائض الله وودعت أو لادي وجواراتي وأهل مودتي وفررت الى الله تعالى والى جوار بيته العتيق .
وله كرامات عظيمة من وقع في نفسه شيء من أحبابه فقط حاجة من الله أو بغمرة بيت الحاجة وأخبر الصبح بما سمع فيها .
قلت له ياسيدي شرف الدين سألة الله حاجة احب تلازم الله تعالى لي في قضائها وتخبرني بكرة غدا انشاء الله تعالى.
فقال : بسم الله وارتسم بالسمع والطعة فثبت لي ومان بكرة وهو يتبعين على قوله في الحرم الشريف حتى وجدني، فصافحني ولزم على يدي وأخبرني
قال هذه الليلة رأيت في منامي أني واقف تحت العرش العظيم والملائكة صافون من حوله
فقلت : سيدي شريف يحيىبن مهدي يسأل الله حاجته .
قال فقالت الملائكة عليهم السلام : نعم طلب ولدا صالحا يحصل انشاء الله تعالى عن قريب فإذا حصل سماه أبو العطايا.
فقالي: سيدي شريف هذه حاجتك ؟(1/245)

49 / 50
ع
En
A+
A-