والله يعلم ان القلب يأنس به ويعتقد فضله وكرمه ، ويأنس بأن هذا الدين لايهضم له جانب وهي في الحياه .
الى آخر كلامه 0
وكان إبراهيم الكينعي رحمه الله تعالى يعظمه تعظيما عظيما ويكرمه .سمعته يوما يقول: هذا الهادي بن إبراهيم إمام من أئمة أهل البيت عليهم السلام ، لأنه يافلان أعلم الناس في علوم الشريعة ، وأكملهم في علوم أهل الطريقة والحقيقة .
قال : له أحب منك أبياتا على وزن هذا البيت الأول .
فأنشأها رضي الله عنه :
صغير هواك عذبني ... فكيف به إذا احتنكا
... ... ... هواك عليك مقتصر ... وقلبي هام فيك بكا ...
ولي روح به شغف ... يروح اليك وهو لك
وإني فيك ذو وله ... فما أبقا ولا ترك
ولي شوق اليك غدا ... عليه القلب مشتبك
لقلبي باللقاءضحك ومن خوف الصدود بكى
فياعجبا ه من دنف ... لدمع جفونه سفك
إذاذكر الفراق بكى ... وإن ذكر اللقاضحك
حمل في الهوى شجنا ... متى سكن الهوى احترك
ولو صبت مدامعه ... غدت من مائها بركا
محب صار من شغف ... يطوف في الهوى سمكا
لقد ضعف الفؤاد بمن ... أراه لمهجتي ملكا
وإني منه في فلك ... رقى قلبي الفلك
كسجون محبته ... غدا قلبي له سمكا
ومالي عنك من بدل ... ومن لسمائه سمكا
وقد تقدمت بعض هذه الأبيات فأبيت بها هنا على الكمال والوفاء .(1/236)


وله عليه السلام كرامات تروي منها :
خرج عليه قوم إنتهبوا ثيابه ومركوبه من تحته ،مشى حافيا فكان من يوم خامس ما وقعوابه وقع بالذي وقعوا به أنتهبوا ولزموا غيروا وبعضهم قتل وشاهدهم بعينه .
وهذه كرامة ظاهرة وآية باهرة .إعترف بها أهل القصة وسواهم وتأبوا الى الله وأنأبوا .
وأما أبوه السيد الإمام إبراهيم ، فكان عالما فاضلا زاهدا عابدا قد أبراه الخوف وأنحلته العبادة ،وكان وجهه يتلألأ نورا ،وكان يرى نور وجهه من بعيد ،وكان مصفار اللون من خوف الله تعالى وله وظائف في العبادة والتلأوة ، وله ولأهل بيته مايعجز إلا من وفقه الله تعالى .
روى الأفضل أحمد بن الهادي بن أمير المؤمنين المؤيد بالله يحيىين حمزة عليهم السلام :
أن هذا إبراهيم أعاد الله من بركاته كان يؤثر بطعامه وطعام أهل بيته الفقراء ، ورب ليلة يضمر فيها جوعا ,
كان من لباسه
العبا والخشن من الصوف ،وكان يلبس الشملة ، فإذا كان الليل طرحها على أولاده من شدة البرد .
وفراشهم الحصير وعبادته وزهادته وأوراده الصالحة قبلة للصالحين وقدوة للعارفين ،وله كرامات ظاهرة وفضائل باهرة وقبره عليه السلام بهجرتهم هجرة الظهراوني بشظب.
انقطعوا الى الله تعالى بها وهاجروا من فتن الدنيا وأقبلوا الى الله بكلهم ، وعبدوه بصدقهم ، ويقينهم ، وظفوا الوضائف الحسنة من العبادة والتلاوة ودرس العلوم ، ومشائخهم وشبابهم ونساؤهم بهم ضرب المثل ويتوسل إلى الله عزوجل بهم .
وكان له عليه السلام وضائف
منها ماظهر على وجه الكريم من الخوف الممازج للحمه ودمه ، ومنها :
ساعات ليله ونهاره لا تمر ساعة الا في ذكر أو صلاة أو تلاوة أو قرائة أو إقراء في العلوم .(1/237)


ومنها :كاتن له يقين وطمأنينية قلب ما يبهت الرائي كان وصل الى حدة بني شهاب لزيارة بنت اخته الشريفة الفاضلة العاملة الزاهدة سيدة نشأ دهرها وبركة أهل عصرها حورية بنت محمد بن يحيىالقاسمي ،< فعملت >به همة ، فقصدته للزيارة فصليت خلفه العصر ، اعتقد أنها أفضل صلاة قد صليتها ، لما رأيت منه فيها من الخوف والنحيب والرجيف والوجيف والعنين والأنين والسكون والهدوء ، والطمأنينة في الأركان كلها .
فلما فرغ من صلاتة أخذ مصحفه الكريم ووضعه على رأسه وقال : الهي مالنا من عمل صالح نتوسل به اليك الا أني أتوسل اليك وأبتهل بين يديك وأسألك بجاه كتابك هذا الكريم أن تجينا من النار .
وقيل هذا ديدنه بعد كل صلاة فريضة ، وكانلا يملك شيئا من الدنيا سوى ثيابه التى يلبسها .
وأما كراماته قهي جمة العدد متضاعفة السرمد لكني أذكر منها كرامة هي كافية ، وهي:
مارواه الثقة الأمين أحمد بن خالي الهادي بن الإمام يحيىبن حمزة أن رجلا من أهل تلك الناحية وجد في جربة له حجر عظيمة اعياه كسرها فوقع في نفسه ...........السيد الإمام على بن المرتضى بن مفضل ليصلي عليها لعل الله ييسر ببركته كسرها
فساعده السيد الإمام وارتقا عليها ، وتوجه وصلى ، فلما ببلغ الشهادة بالوحدانية شهد بها من صميم فؤاده عليه السلام فتفلق الحجر من تحته من عظم يقينه ووقوع الشهادة على ارادة الله تبارك وتعالى.
فانزعج الناس من قعقعة الحجر فوصلوا فوجدوها قد مرت قطعا ، وهذه والله كرامة عظيمة وآية كبرى ، أعاد الله من بركاتهم آمين.
إشارة :
روي أن مريد بن أبي يزيد البسطام ذكر الله تعالى بكلمة الإخلاص بمحضره في مسجد الجامع فتصاكت قناديل المسجد حتى تكسرت بعضها في بعض .
فانزعج اخوانه من ذلك(1/238)


فقال لهم أبو يزيد: اني معتقد ان السواري تصاك بعضها في بعض ، ولقد عجبتم من القناديل لله أهل الأسرار وأهل الإخلاص واليقين الخاص ، لقد تعجلوا برد اليقين ولذة الإخلاص كأنهم مشاهدون لما أعد الله لهم .
وأروي عن اسيد الإمام الوثق بالله المطهر بن أمير المؤمنين محمد بن المطهر
قال لي يوما : يأو لدي إن لي أخا في الله تعالى يقال له السيد محمد بن يحيىالقاسمي من شظب وهو زوج كريمة السيد الإما م علي بن المرتضى اعاد الله من بركاتهم الجميع ، ولم يأو لدي ولا أري بأفضل منه علما وخوفا وورعا وزهدا وعبادة وفقرا ورضا وتوكلا وتويضا وغناء بالله ، وكان ننذر له نذور مما فتح الله عليه
ويقول وأخي محمد بن يحيىمما فتح الله من كذا بكذا.
سمعته غير مرة يقول :توصي اخي محمد في بركة في شظب فوقع في نفسه من الخوف ما كاديقبضه ،
فقال : الهي وسيدي إن علمت ان اعتقادي فيك وفي توحيدك على وفق ارادتك فأسألك أن تريني كرامة اطمئن باها وأزداد بها يقينا يقع علي مطر يسيل السيل ويدخل هذه البركة حتى تفيض ، قال السيد الواثق عليه السلام : فما قام من مقامة حتى دفع عليه المطر .
وكان كثيرالتشكك في الطهارة ، ودخل السيل وامتلأت البركة .
فوجده جذلا فرحا وقد اردمه المطر والسيل.
هذه كرامة وبشارة لهم ولمن يحبهم انشاء الله تعالى .
وأروي قريب من هذه الرواية ما رواه لحي إبراهيم بن أحمد الكينعي رحمه الله تعالى عن القاضي الفاضل محمد بن إبراهيم الاجازي ووجدتها معلقة معه .
وكان رحمه الله تعالى يحب اظهاره لأنه كان كلما كان يقرب الى الله تعالى أحب اظهاره مالفظه :(1/239)


أقول وأنا العبد الفقير الى الله تعالى محمد بن إبراهيم بن أبي الفتوح الزيدي :كنت واقفا أنا ووالدي إبراهيم ووالدتي وإمرأة لأبي ايضا في صرح دار نحن فيها ساكنون ببيت حاضر من اعمال صنعاء ، وفوق الصرح مخزان مغلق وفوقه سقف آخر ، والشمس حامية ولا سحاب في السماء نراه , إذ نبع علينا ماء من وسط الخشبة لامن حولها بل من نفسها حتى سال من الخلوة الى الحجرة ، ومن الحجرة الى الدرج .
فارتعنا وحارت أفكارنا ، فهمت والدتي أن تصيح في الناس .
فقال والدي رحمه الله : اسكتوا ما أحد داري بهذا غيري.
فعلنا اخبرنا ولا زمناه فما أجابنا مدة مديدة نحو من خمس أو ست سنين ، حتى أتيت من شبام من القرائة على حي الفقيه الإمام احمد بن مرغم .
فلقيني والدي الى قريب من صنعاء فوقفت معه تحت حجرة في بلاد سنحان فسألته بالله تعالى ليخبرني عن ماء الخشبة .
فقال : يأو لدي اني ختمت القرآن في تلك الليلة وسألت الله تعالى إن كان راضيا علي وراضيا بفعلي واعتقاداتي أن يريني آية باهرة أزداد بها يقينا ، وتكون لي بشارة ، فخرج الماء من الخشبة .
وانا أشهدلكم بهذه الشهادة عن أبي وعن مشاهدة الماء يخرج من نفس الخشبة .
قال فقلت له : يا أبة ، كيف اعتقادتك اعتقد بها ؟ .
فقال : يأو لدي كما قيل
... لو شقيت قلبي للقي وسطه ... سطران قدخطا بلاكاتب ...
... العدل والتوحيد في جانب ... وحب أهل البيت في جانب
... إن كنت فيما قلته كاذبا ... فلعنة الله على الكاذب
وكان هذا القاضي إبراهيم نفع الله تعالى به من علماء الكلام المبرزين فيه المحلقين ، وفي أصول الفقه والفقه والعبادة وتلاوة الكتاب العزيز ، كان من مقارئه القرآن الكريم وله من الخوف والزهد والحجا ما لايمكن شرحه .
كان حي الإمام الناصر عليه السلام يوده ودا شافيا وينشر من فضله ويتفقد احواله ويعاتبه إذا اطال الغيبة عنه .(1/240)

48 / 50
ع
En
A+
A-