... ... ... ... فلا تبلني بالبقد منك فإنه أشد بلأالخائفين وأوجع
... ... ... اذا رجع القصاد منك يسولهم فياليت شعري كيف عبدك يرجع ... ... ... ...
الفصل العاشر (1)ادعيته ، وحكمه ، ومكاتباته الى أخوانه بالوعظ والزجر
كان ــ رحمه الله تعالى ــ كثير التضرع والدعاء ، وكان أكثر دعائه لدني من نفسه , سواء المأثورات في الصباح والمساء وعقيب الخلوات ، وكان أكثردعائه :
( اللهم سلمنا وأرحمنا ). يكرره مراراً ، وكان يأمر اخوانه بالتضرع والدعاء ، وما يزوره أحد أو يزور أحد الا عول عليه بالدعاء وقال : أن الله أمرنا بدعائه والأمر يقتضي الوجوب ، لقول تعالى { ادعوني استجب لكم } قال: فهذا امر ووعد من رب كريم ومولى كريم ، وروى عن زين العابدين ــ عليه السلام ــ أنه قال :من لم يدع الله غضب عليه .
ومن دعائه عند انفجار الفجر وقبله وبعده(1/186)
ما رواه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يدعو به بعد ( ن: [ قبل ] ) ركعتي الفجر : اللهم ربَّ الصباح ، وفالق الإصباح ، وجاعل الليل سكنا ، والشمس والقمر حسبانا ، ذلك تقدير العزيز العليم ، أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي ، وتجمع بها شملي ، وتلم بها شعثي ، وتردد بها الفي وتصلح بها ديني ، وتحفظ بها غايتي ، وترفع بها هاهدي ، وتزكي بها عملي ، وتبيض بها وجهي ، وتلهمني بها رشدي ، وتعصمني بها من كل سوء ، اللهمَّ اعطني إيمانا صادقا ، ويقينا ليس بعده كفر ، ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدينا والآخرة ، اللهم اني أسألك الفوز عند اللقاء ، ومنازل الشهدا ، وعيش السعدا ، ومرافقة الأنبياء ، والنصر على الأعداء ، اللهم ما قصر عنه رأيي ، وضعف عنه عملي ، ولم تبلغه نيتي من خير وعدته أحدا من عبادك ، أو خيرا أنت معطيه أحدا من بريتك ، فإني راغب اليك فيه ، وأسألك هو ، يارب العالمين ، اللهم اجعلنا هداة مهتدين ، وللحق منقادين ، وبطاعتك عاملين ، ولك في الخلوات مناجين ، واليك من الخليقة منقطعين ، وبتلاوة كتابك متنعمين ، ولك آناء الليل وأطراف النهار قانتين ، ولأموالنا فيما يقربنا اليك منفقين ، وعلى النعماء شاكرين ، وفي البأساء صابرين ، غير أشقياء ولامحرومين ، ولا عن بابك مطرودين ، وتوفنا اتقياء مستورين ، واحيينا سعداء مرزوقين ، واحشرنا آمنين مسرورين ، مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا ، ذلك الفضل من الله وكفي بالله عليما .
اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة ، وهذا الجهد ، وعليك التكلان ، ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، أسألك الأمن يوم الوعيد ، والجنة يوم الخلود ، مع المقربين الشهود ، الركع السجود ، والموفين بالعهود ، إنك رحيم ودود .(1/187)
اللهم اجعل في قلبي نورا ، وفي قبري نورا ، وفي بصري نورا ، وفي سمعي نورا ، وفي بشري نو را ، وفي لحمي نورا ، وعن يميني نورا ، وعن شمالي نورا ، ومن فوقي نورا ، ومن تحتي نورا ،ومن أمامي نورا ، ومن خلفي نورا .
اللهم زدني نورا واعطني نورا ، واجعل لي نورا يوم لقاك يا أرحم الراحمين ) .
وكان من دعائه ، وجدته بخطه ، قال: دعاء عظيم فيه من الفضل مالا يحصيه الا الله ، يقرئ بعد صلاة عصر يوم الجمعة ، فيصلي قبل العصر أربع ركعات ، في الأولى الزلزلة ، وفي الثانية بالعاديات ، وفي الثالثة بالقارعة ، وفي الرابعة بألهاكم مع الفا تحة ، ثم يقرى هذا الدعاء :
( اللهم يامن شفع فارتفع ، وأتقن مابدع ، وأحكم ما صنع ، وأعطا ومنع ، وبسرَّ ونفع ، ونظر الى الجبل فتزعزع ، وخرَّ موسى صعقا من الفزع ، وأنار شهاب نوره فلمع ،أحاط بكل شيء علمه ، وأنفذ في كل شيء حكمه ، يامن علا فقدر ، وقدر فقهر ، وعصي فغفر ، ولم تحط به الفكر ، وأنزل من السماء ماء فشق به الحجر ، وأنبت به الشجر ، يامن لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ، يامن كان ولا مكان قبل الدهور والأزمان ، حيث لاهواء ولاهوام ، ولاظل ولاغمام ، ولاقمر يضيء ، ولاكوكب يسري ، ولاجبل راسي ، ولاعرش ولاكرسي ، ولاجني ولا إنسي ، ولا سماء مبنية ، ولا أرض مدحية ، ذلك الله اللطيف الخبير ) .
ثم كتب في آخره فقال :طوبى لمن كان منطقه ذكرا ، ونظره اعتبارا ، وسكوته فكرا ، ووسعه بيته .
ومن دعائه بعد صلاة التسبيح ،(1/188)
وكان يصليها في النهار مرَّة وفي الليل مرَّة : ( اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدي ، وأعمال أهل اليقين ، ومناصحة أهل التوبة ، وعزم أهل الصبر ، وتعبد أهل الورع ، وتوكل أهل الخشية ، وطلب أهل الرغبة ، وشوق أهل المحبة ، وعرفان أهل العلم , حتى أخافك مخافة تحجزني عن معاصيك ، حتى أعمل بطاعتك عملا أستحق به دار كرامتك ، وحتى أناصحك في التوبة خوفا منك ، وحتى أخلص لك النصيحة حبا لك ، وحتى أتوكل عليك في الأمور حسن ظن بك ، سبحان خالق النور ) .
ومن دعائه :
( اللهم بتضوع نسيم روح ريحان ، جواهر قعور بحور ، أنوار سر إسمك الأعظم ، الذي انقعت بتجليه عطش أكباد واردي حوض برك ، وقاصدي سوح سرك ، يامن له الإسم الأعظم ، وهو أعظم ، ويامن تقدم على القدم وهو أقدم ، يامن ليس له حد يعلم وهو أعلم ، أسألك بإسمك العظيم ألأعظم وبنور وجهك وبما جرا به على اللوح القلم ، أن تعجل ينجح مطالبنا وبلوغ مئاربنا ، وأن تجري بمرادي القضاء والقدر ، فقد دعوتك بإسمك الذي نجا به من نجا ، وهلك به من هلك ، يا الله لا شريك لك سبحانك اللهم وبحمدك ) .
ومن دعائه ــ ر حمه الله ــ ، عند افتتاح التلاوة :
( اللهم افتح علينا حكمتك ، وانشر علينا رحمتك ، واسبغ علينا نعمتك ، واعذنا يارب من الشيطان الرجيم ، واهدنا صراطك المستقيم ) .
ومن دعائه: ممَّا أملا عليَّ وهو متخل في معين فلاح بمصنعة بني قيس ، وقال لي : احفظه غيباً :
( اللهم أجر وجهي من لفحات الجحيم ، وبطني من شراب الحميم ، وجسدي من عذابك الأليم ، إنك غني كريم ) .
ومن دعائه مما أملاه علي وقال: أحفظه غيباً :
( اللهم حفف هيبة صدمة قهرمان الجبروت بالطافك النازلة من باب الملكوت حتى نتشبث بأذيال لطفك ، ونعتصم بك عن انزال قهرك ، ياذا الرحمة الشاملة ، والقدرة الكاملة ، والحجَّة البالغة ، والنعم السابغة ، ياذا الجلال والإكرام ، وصلى الله على محمد خير الأنام وآله العز الكرام ) .(1/189)
ومن دعائه ، ممَّا أملاه علي وشدد علي في حفظه غيبا
وروى طرفا منه ، قال: أروي عن شيخي فيه: أن ما دعا به اسيرا الا فك أسره ، وقد جربه عدة من الأسرى ، وما قرأه فقير الا استغنى ، ولاخائف الا أمن ، ولاذو وسواس الا فك قلبه ، ولا طالب حاجة الا قضيت ، ولا مديون الا قضي الله دينه ، الىغير ذلك من فضله وشرفه عند الله وهو هذا :
( بسم الله الرحمن الرحيم ، بمعتبر طيبرد ، منفرد ينفرد ، هشهشة مكشاكسة خنوخة خطوفة ، الله القاهر ، الله القادر ، الله يذل كل جبار عنيد { إن كانت الا صيحة وأحدة فإذا هم خامدون } توكل ياصباح ياوضَّاح ياساكن الرياح بحفظ ذاتي ، واخفا مهجتى من كل طاغ وباغ وعاد ومعندي ، بحق صَفْصِيفَيْلا عبيلا ، أنك سماح منيلا من يعرض لنا من أعدائنا كان قتيلا ، ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم .
ومن دعائه:
( اللهم قلَّب قلوبنا علي محبتك وطاعتك ، اللهم أنا نسألك قبولك وإقبالك علينا ، اللهم املاء قلوبنا من معرفتك ، ومن غنائك ، ومن الأفتقار اليك يا أرحم الرحمين ) .
ومن املاه علي ما رواه بإسناده : أن أعرأبيا قال بحضرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا أرحم الراحمين .. يا أرحم الراحمين . ثلاثا .
فتبسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى بدت نواجذه .
فقال الأعرأبي : أراك تهزأ بي يا حسن الوجه .
فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( معاذا الله ، لكنك لما قلت : يا أرحم الراحمين فتحت أبواب السماء ، وقلت الثانية: يا أرحم الراحمين فتبادرت الملائكة لها ، وفتحت أبواب السماء كلها ، فقلت الثالثة: يا أرحم الراحمين ، فاهتز العرش ، فقال الرب جل وعز : يا ملائكتي ، أشهدكم أني قد غفرت لقائلها ، وادخلته في سعة رحمتي ) .
ومن دعائه ــ رحمه الله تعالى ــ :
( اللهم آنسني يوم الوحدة ، والطف بي في يوم الشدة ، أعطف علي بحلمك ، ولا توآخذني لضعفي ياكريم ) .(1/190)